ما زالت زحمة القاهرة ملهمة للكثير من رواد الأعمال الباحثين عن حلول مبتكرة لحل هذه الأزمة التي تخنق المدينة يوميا، توتّر السائقين وتتسبب بتأخير في المواعيد.
فبعد انطلاق "نايل تاكسي" العام الحالي وقرب انطلاق "توصيلة"، ظهرت أيضا في سبتمبر/أيلول الماضي خدمة توصيل جديدة في شوارع القاهرة باسم "باي رايد" Pie Ride تقدم خدمة أساسها الاشتراكات وتقوم على تشارك الركاب في التوصيلة وهو معنى اسمها وكأن التوصيلة "فطيرة" يتشاركها الركاب.
وتحاول هذه الخدمة التميّز من خلال جمع ثلاثة أشخاص يتشاركون عناصر أساسية مثل طلبة من نفس الجامعة أو موظفي شركة الواحدة، لتوفر انسجاما بينهم أثناء الطريق، كما تتيح للراكب فرصة إبداء رأيه وتقييم مستوى السائق والركاب الآخرين الذين شاركوه رحلته، حفاظاً على رحلة ممتعة.
وتحت شعار "ابدأ الاستمتاع بمرور القاهرة"، يمكن لراكب Pie Ride التي تم احتضانها في الدورة الأخيرة لـ Flat6Labs، اختيار سيارة مسموح بها التدخين أو لا واختيار نوع الركاب (ذكور – إناث – مختلط)، لضمان سبل الراحة المختلفة وإرضاء الأذواق. وتضع Pie Ride سياسة لتأخر الركاب لا تتجاوز عشر دقائق لضمان الالتزام بالوصول والمغادرة في الموعد المقرر.
وتقول مي الزيني، إحدى الشركاء المؤسسين الثلاثة في المشروع، إن الخدمة بدأت بالركاب اليوميين ممن لديهم مواعيد عمل ثابتة وغالبا ما يتحركون في أوقات الذروة (8-9 صباحا و5-6 مساء)، يتاح لهم الاشتراك في الخدمة أسبوعياً، شهرياً أو موسمياً، على أن يضاف إليها لاحقاً عند التوسع خدمة "حسب الطلب" on-demand للأمهات مثلاً تحت شعار قضاء حاجيات المنزل، على الرغم من ارتفاع تكلفة التوصيلة الواحدة مقارنة بالاشتراك المنتظم.
وتعتمد الشركة سياسة عادلة ومتفهمة اذ يكون الاشتراك أساسه عدد الرحلات التي يقوم بها الراكب. ففي حال عدم لحاق الراكب بالسيارة وتبليغه مسبقاً لتفادي تأخير الركاب الآخرين، يحفظ الراكب حقه في "توصيلة" بديلة بدل المفقودة.
وتوفر الخدمة جموعة من السيارات الحديث الطراز، ويتم تدريب السائقين والتركيز على حسن معاملة الركاب وأسلوب قيادة آمن. تشبه الخدمة نموذج Lyft الأميركي وUber الذي خرج من الولايات المتحدة لينتشر في دول عدة بأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وفي العالم العربي موجود في دبي وأبو ظبي والدوحة.
ويساعد المشروع السائقين الذين كانوا يعملون في قطاع السياحة سابقا واليوم لا يجدون بديلا، وهم يملكون سيارات حديثة تتناسب مع طبيعة الخدمة التي تريد "باي رايد" تقديمها.
وتُحدّد كلفة التوصيلة حسب طول المسافة وموعد الرحلة لتكون بطبيعة الحال أكثر كلفة في ساعات الذروة. ويقدر متوسط الاشتراك الشهري للخط الواحد بحوالي 1000 جنيه مصري أي أقل من 150 دولار.
لا تعتقد الزيني أن المنافسة ستكون محتدمة بين أي من الحلول المبتكرة للتغلب على الزحمة وتوفير بدائل جيدة للمواصلات في العاصمة لأن "السوق كبيرة ومحتاجة" كما عبرت. الفارق الذي تتميز به خدمة Pie Ride عن المطروح حاليا هو أنها تأخذ الراكب من المكان الذي يحدده هو ولا تفرض عليه نقطة تجمع بعينها.
في بداية العام الجديد، سيتم تحديث الموقع الإلكتروني لـ Pie Ride بحيث يكون ربط الركاب ببعضهم إلكترونيا حسب الطريق وليس من خلال وسيط (مثلاً الشركة). وينتظر أيضا أن يخرج تطبيق Pie Ride على الهواتف الذكية إلى النور بحيث يتمكن الركاب من حجز الخدمة عبر هواتفهم أو الإبلاغ عن تأخير، وهو بذلك يتشابه إلى حد ما مع تطبيق Easytaxi وإن كان Pie Ride دائرة مغلقة على مشتركيه على الأقل حتى الآن.
والميزة الإضافية هي فرصة التشبيك والتعارف، فيوفر متعة الرحلة وليس الرحلة فقط كما يفعل تطبيق Easy taxi القائم على تاكسيات عادية مشتركة فقط بالخدمة، لكن سيكون على القائمين على المشروع الالتزام بالمواعيد وهو تحد صعب وأيضا النجاح في الاشتراكات الفردية وإقناع عدد من الركاب اليوميين باستعمال الخدمة، حتى لا تبقى أسيرة الشركات وإلا باتت مرادفا لباص الشركة!
---
حنان سليمان هي صحفية حرة ومؤسسة بوابة "المندرة" المحلية الإخبارية في صعيد مصر. درست الصحافة الريادية في جامعة سيتي في نيويورك. يمكن التواصل معها على hanan@mandaraonline.com أو على تويتر @hananzaz.