Quantcast
Channel: wamda
Viewing all 3908 articles
Browse latest View live

من مشغل منزلي إلى 14 متجراً: سعوديّ يعيد تعريف الثوب التقليدي

$
0
0
 

الثوب السعودي التقليدي بنفحة عصرية (الصورة من "لومار")
تُنفق المملكة العربية السعودية سنويا ما يٌقارب 10 مليارات ريال سعودي (حوالي 266 مليون دولار أميركي) على شراء المنسوجات المُستورَدة. وتتزايد مُعدّلات مبيعات تلك المنسوجات في أشهر شعبان ورمضان، لصناعة الثوب التقليدي، حيث يستعد المُجتمع السعودي لاستقبال عيد الفطر في كلّ عام بشراء الملابس الجديدة. 
ولمّا كان الشباب دون سنّ الـ21 يُشكلون 60% من مجمل عدد سكان المملكة، تزايد الإقبال على شراء الملابس الغربية التي يُفضّلها الشباب على حساب الثوب العربي السعودي التقليدي.
هذه كانت حال لؤي نسيم، الشاب السعودي من جدّة، الذي لم يضطرّ يومًا إلى ارتداء الثوب السعودي التقليدي. واستمرّ كذلك إلى أن راح يعمل على "ثري بوينت" 3points عام 1999، حيث كان عليه ارتداء الثوب طوال ساعات العمل، ما دفعه الى إضافة لمسته الشخصية على ثيابه عبر الاستعانة بموهبته الفنية القديمة في الرسم لتنفيذ تصاميمه الشخصية لثوبٍ عربي أكثر راحة.
لؤي نسيم مع زوجته وشريكته في العمل منى الحداد (الصورة من إنستجرام)
خلال عامي 2001 و2002، بدأ نسيم يعمل من غرفةٍ صغيرة في منزله ويصنع تصاميمه الخاصّة مستعينًا بخدمات خيّاطٍ يعمل في مشغل والدته. وبسبب فرادتها واختلافها عن الثوب السعودي التقليدي، بدأت تلقى تصاميمُه إعجاب الكثيرين، فازداد الطلب عليها. ولعلّ أول عملائه كان زميله السابق في "ثري بوينت"، وشريكه الحاليّ مروان قطب، الذي أراد شراء مجموعةٍ من تصاميمه: "أردتُ أن أصرَفه عن الفكرة، فأعطيته سعرًا مُبالغًا فيه وهو 10 آلاف ريال (ألفين و266 دولار أميركي) للثوب الواحد، لكنّه أصرّ، واشترى مجموعةً من عشرة أثواب بهذا السعر". من ثمّ، تكاثرت الطلبات وبدأت الفكرة تلقى ترحيبًا لدى الكثيرين، إلى أنّ قرّر نسيم ترك وظيفته وإطلاق علامته التجارية الخاصّة، "لومار" Lomar عام 2005، والتي انضمّت عام 2014 إلى شبكة "إنديفور" السعودية. 
تحت شعار إعادة تعريف الثوب السعودي، انطلقت "لومار" برأسمالٍ من 700 ألف ريال (نحو 186 ألف دولار) قد ادّخره من عمله السابق، إضافةً إلى مساعدةٍ مادّية من شريكيْن عملا معه سابقًا.
كلمة "لومار" هي مزيج بين كلمتَي "لؤي" و"منى" وهو اسم زوجة المؤسّس السعودي. هذه الأخيرة أدّت دورًا محوريًّا في تأسيس "لومار"، إذ أنّها ساعدته على مدار ثلاث سنوات في صناعة الثياب في الطابق الأرضي لمنزلهما، ومن ثم بيعها للأصدقاء والمعارف.
فيما توسّع عمل نسيم وأصبح له 15 خياطًا يعملون لديه من الطابق الأرضي من المنزل، كان نسيم وزوجته طوال تلك الفترة يديران كافّة شؤون المشروع بأنفسهما. "كنتُ أقوم بجميع المهام بنفسي وكانت زوجتي تشتري الأقمشة وتُتابع تلقي الطلبات، وأقوم أنا بأخذ المقاسات، وتسليم الثياب الى منازل أصحابها واستلام المقابل،" حسبما يشرح نسيم.

بدايات متواضعة: أوّل مشغل لـلؤي نسيم كان في طابق منزله السفلي (مصدر الصورة)
عام 2005، افتتح أوّل فرعٍ له في جدّة، ومع مرور الوقت نجح المؤسّس والمصمّم بفضل مفهومه الثوريّ والنقشات الفريدة على الأثواب في جني أرباحٍ عالية أكسبت "لومار" 150 ألف ريال (حوالي 40 ألف دولار أميركي) في العام الأول، لتتزايد وتصل إلى مليون و200 ألف ريال (حوالي 320 ألف دولار) في العام الثاني، ومؤخرًا 60 مليون ريال (16 مليون دولار)، بحسب قوله، بفضل بيع منتجات أخرى أيضًا مثل الإكسسوارات، والثياب الخاصة بالأطفال، والعباءات النسائية.

أحد متاجر "لومار" (الصورة من إنستجرام)
أضافت "لومار" الكثير من الفروع في السنوات التالية، إلى أن وصل عددها هذا العام إلى 14 فرع مُوزع في 6 مُدن سعودية كُبرى هي جدّة التي تُعد مسقط رأس الشركة وأكبر أماكن تواجدها، والرياض، ومكة، والمدينة، والخُبر، وأبها. وفي عام 2010، افتتحت الشركة مصنعًا خاصًّا لمُنتجاتها على مساحة 2500 متر مربع في مدينة جدة.
ويقول نسيم في هذا الشأن: "يُمثل مصنعنا نقلةً نوعيةً لصناعة الثياب بأكملها في السعودية، حيث يرتقي بالمُنافسة في هذا المجال عن مُستوى المشاغل الصغيرة".
مقاومة التغيير
واجهت "لومار" عقباتٍ كثيرةً طوال الطريق، وكانت العقبة الأبرز التي عانت منها الشركة هي مواجهة الإعلام وعامّة الناس، ورفضهم لفكرة إدخال التعديلات العصرية على الثوب العربي التقليدي. وتفاديًا لردّات الفعل، عمد نسيم إلى طرح مزيجٍ من الملابس الرسمية المطرّزة بخطوط تقليديةٍ عريقة، وأخرى بتصاميم تعطي الحداثة والروح الشبابية الجديدة.     
للشركة الآن 400 موظفًّا قانونياً، و25% منهم من السعوديين.
"لومار" التي كانت أوّل من نظّم عرض أزياء رجالية في المملكة، تعمد دائمًا إلى تنظيم عروضٍ مستمرّة في أماكن مختلفة من أجل إيصال التصاميم لأوسع شريحةٍ ممكنة من الناس.
أول عرض أزياء للرجال يقام في السعودية ومن تنظيم "لومار" (مصدر الصورة)
لم تكن تجربة نسيم مع مُصمّمي الأزياء المحليين خلال الفترة الماضية مُرضيةً تماما، ولكنه يتطلع إلى صقل هذه المواهب المحلّية من خلال مُسابقةٍ لمُصممي الأزياء الشباب، وبرنامجٍ تدريبي في مجال تصميم الأزياء أطلقه في مطلع العام الحالي، واستضاف خلاله عدداً من مصمّمي الأزياء العالميين. وفي حين لم يلقَ البرنامج الإقبال المطلوب، إلّا أنّ نسيم يرى أنّها بداية موفقة، وأنّه استطاع من خلال تلك التجربة فهم مشاكل المُشاركين، وإمكانياتهم، وما ينقصهم.
وردًّا على سؤالٍ حول العقبات الحالية التي تواجه صناعة الأزياء في السعودية، علّق نسيم قائلاً إنّ "المشكلة الرئيسية تكمن في المواهب المحلّية حالياً في أنّه لم يكن متاحًا أمامهم جامعات ومعاهد مُتخصّصة في مجال الموضة وتصميم الملابس. البعض لديهم الموهبة لرسم لوحة فنية، ولكن ليس لديهم أية فكرة عن تطبيق ذلك عملياً أو تحويله إلى منتَج."
يتطلّع المؤسّس خلال ثلاث سنواتٍ من الآن إلى تأسيس "لومار أكاديمي" لتعليم تصميم الأزياء، وحاضنةٍ لتعليم التصميم ومُساعدة المُصمِّمين الشباب على تحويل تصاميمهم إلى مُنتجات ناجحة.

يعمل الفريق في الوقت الحالي على التوسّع إقليميًّا بحلول عام 2017، وفي سبيل ذلك التقى بالفعل باثنين من الشركاء المُحتملين في دبي، وسيلتقي خلال الفترة القادمة بآخرين في الكويت. كما تسعى "لومار" في الوقت ذاته من خلال مُشاركات في معارض أزياء دولية، كان آخرها في باريس في عام 2012، إلى التوسع نحو عواصم الموضة العالمية، لأمر الذي لا يزال قيد الدراسة والعمل.
لم تعُد "لومار" الشركة الوحيدة في مجال الثياب العربية المُستحدثة والتي تحمل لمسات شبابية، فقد ظهرت شركاتٌ أُخرى تعمل في المجال ذاته، مثل "ري ثوب" RE Thobe وغيرها، تبقى على التقاليد المحلية وتواكب العصر. ولا شكّ أنّ هذة الشركات اليوم ستُواجه عقباتٍ أقلّ في التسويق لمُنتجاتها الجديدة، بعد أن أصبح المُجتمع السعودي أكثر تقبّلاً لأشكال مُختلفة من الثياب التقليدية. إلاّ أنّ أكثر ما يُميز "لومار" ليس فقط وجودها الواسع في السوق السعوديّ، بل التفكير المنهجي لمُؤسِّسها نسيم. فهذا الأخير يضع أهدافاً زمنية واضحةً لكلّ خُطوة مُستقبلية لشركته، ليس فقط خلال العام المُقبل أو الذي يليه، ولكن لأعوام عدّة قادمة.
--


أحمد كاتب على "ومضة" و"نويت"، ومحلل تقني، مولع بالتكنولوجيا والإلكترونيات، مؤسس "جادجتس أرابيا" GadgetsArabia، أول مدونة عربية تعنى بالتقنية - ومحرّر لدى عالم التقنية. يمكنك التواصل معه على بريده الالكتروني editor[at]gadgetsarabia[dot]com أو عبر تويتر @ahmdgabr.


شركة ناشئة فلسطينية تسعى إلى تطوير إدارة علميات التطعيم

$
0
0
في الوقت الذي كان فيه حافظ زغير ينتظر في مركزٍ للتطعيم في القدس، لاحظ أنّ بعض الآباء يتجادلون مع الممرّضات بعد أن فات أطفالهم الحصول على التطعيم ضد شلل الأطفال لأكثر من عامَين. وبعد قليلٍ من البحث، اكتشف لاحقا أنّ أكثر من 20 في المئة من الأطفال حول العالم لا يحصلون على التطعيمات الأساسية.
مع خبرته في مجال الإدارة والاتّصالات والعمل الإستشاريّ لأكثر من 15 عاماً، أسَّس زغير نظام التطعيمات العالمي للطفل "يو بي في" (UBV) مع كلٍّ من فلسطين الجولاني وأشواق الغزاوي، لتبسيط وتحسين إجراءات التطعيم للأطفال في المنطقة، ومن ثمّ حول العالم.

مؤسِّسو UBV بالترتيب من اليمين: حافظ زغير، فلسطين الجولاني، وأشواق الغزاوي  (الصورة عبر فريق UBV)
"يو بي في" UBV هو تطبيق للهواتف الذكية لتنظيم عملية التطعيم.
"اذا اصطحب الآباء أطفالهم إلى مراكز التطعيم المحلّيّة للحصول على التطعيم، فسوف يقوم التطبيق بالربط تلقائياً بين المستخدِم وسجلّات وزارة الصحّة الفلسطينية للتعرّف على الطفل وإظهار سجلّ التطعيم الخاصّ به داخل التطبيق"، حسبما يقول زغير. ويتابع مضيفاً أنّه "حينها، ستتمكّن الممرّضة من تحديث سجلّ التطعيم للطفل بسهولةٍ، بإضافة التطعيم الذي حصل عليه دون الحاجة إلى أيّة معاملاتٍ ورقية، حيث يتمّ تحديث السجلّ الخاصّ بالطفل مباشرةً."
فيما يتمّ الاحتفاظ بسجلٍّ رقميٍّ لجميع التطعيمات على مخدمٍ آمن Secure server، يتمّ حفظ نسخةٍ على التطبيق مباشرة، ممّا قد يشكّل فائدةً كبيرةً للّاجئين الذين يفقدون أوراقهم الثبوتية وكتيّبات التطعيم.
معدّلات التطعيم المنخفضة تهديدٌ حقيقيّ.

في يناير/ كانون الثاني 2015، تفشّى مرض شلل الأطفال في مناطق من سوريا والعراق، وتسبّب في إعلان حالة الطوارئ لمدة 12 شهراً،حيث تمّ تقديم اللقاحات والتطعيمات في أنحاء مختلفةٍ من المنطقة العربية لاحتواء المرض.
التطعيم هو ركيزة أساسية في نظم الصحة العامة الحديثة، حيث تستخدمه الحكومات والمنظمات لتحصين الأطفال من سن مبكرة ضد الأمراض الخطيرة مثل الحصبة وشلل الأطفال التي يمكن أن تؤدي إلى أمراض مزمنة، والتشوه والعجز.
في هذه الأثناء، تشير دراساتٌ إلى أنّ واحداً من كلّ خمسة أطفالٍ يموت قبل إتمامه الخمسة أعوام، بسبب أمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات والتطعيم. وفي المنطقة العربية، في حين الخدمات الصحّية والتطعيم شهدَت تحسّناً بين عامَي 2000 و2010، لكنّ 415 ألف طفلٍ سنويّاً لا يزالون يموتون قبل بلوغهم سنّ الخامسة، وفقا لمنظّمة "اليونيسف".
كيف يعمل "يو بي في" UBV؟
يهدف فريق "يو بي في" إلى التخلّص على كتيّبات التطعيم التقليدية، من خلال دمج سجلّات تطبيقهم مع تلك التي تحتفظ بها وزارة الصحّة والمنظّمات العامّة الأخرى.
يرسل التطبيق رسائل تذكيريةً عبر الرسائل القصيرة SMS والبريد الإلكترونيّ للوالدَين عندما يحين موعد التطعيم المقبل لطفلهم، وذلك استنادًا إلى تاريخ ولادة الطفل، كما ويمكن أيضاً أن يُستخدَم التطبيق كإثباتٍ رسميٍّ بسجلّ التطعيمات للشخص.
وبالإضافة إلى خدمته للأطفال والأهل، يستهدف التطبيق لاعبين رئيسيين آخرين: الحكومات ومراكز التطعيم.
بالنسبة للحكومات فإن التطبيق يمكنها من إدارة حملات التطعيم بشكل سهل حيث يوفر تقارير وتحليلات فورية عن عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم، مما يسهل من اجراءات شراء جرعات اللقاحات ويقلل التكاليف العامة.
أما بالنسبة لمراكز التطعيم، فإنّ التطبيق يمكنه ربط المناطق الحضرية والريفية بقاعدة بياناتٍ موحّدٍة مع الحصول على معلومات التلقيح الوطنية من وزارة الصحّة المركزية.
لم يتمّ دمج التطبيق حتّى اللحظة مع الدوائر الحكومية ذات العلاقة، ولكنّ اعتبارات الأمان والخصوصية سوف يتمّ التعامل معها لتأمين البيانات لكلّ مستخدِمٍ على المخدم server الذي يُدار من قبل وزارة الصحّة.
يقرّ زغير بأنّ هناك عدّة تطبيقاتٍ منافسة، لكنّه يشدّد على أنّ "يو بي في" يتميز بعدّة خصائص، منها أنّه لا يمكن تحرير المعلومات الخاصّة بالمستخدِم - الآباء - أو أيّ طرف ثالث، على عكس التطبيقات المتاحة في أسواق تطبيقات الهواتف الذكية. وهذا يعني أنّ البيانات ستكون رسميةً ومعتمَدةً من قبل وزارة الصحّة التي تشرف بنفسها على إدارة بيانات كلّ مستخدم.

يعمل التطبيق على جميع المنصّات الرئيسية، بما في ذلك "آي أو ‘س" iOS و"أندرويد" Android، كما أنّه يستخدِم الرسائل القصيرة للتذكير بمواعيد التطعيمات، وبالتالي يمكن  استخدامه في المناطق النائية محدودة الاتّصال بشبكة الإنترنت.
ولاختبار التطبيق، حصل فريق عمل "يو بي في" على نسخةٍ من سجلّات التطعيم لوزارة الصحة الفلسطينية، وقام بدمجها في التطبيق واختبارها بنجاح. ويعكف الفريق حالياً على تطوير تطبيقهم والتواصل مع المنظّمات المختلفة لدعم عملهم.
الشراكات المحتملة ومستقبل التطبيق
بعد أن عمل الفريق على تطوير التطبيق لأكثر من سنة، فإنّهم يعتزمون إطلاق التطبيق أوّلاً في فلسطين، ومن ثمّ الانتقال إلى دوَل عربيةٍ أخرى ومنها إلى أفريقيا وأرجاء أخرى من العالم.
ويحاول الفريق التواصل والحصول على الدعم من الوزارات والمؤسَّسات المحلّيّة، مثل وزارة الصحّة الفلسطينية والمنظمات الدولية الرائدة في مجال صحة الطفل والتطعيمات، مثل "منظمة الصحّة العالمية" و"مؤسَّسة غيتس" Gates Foundation.
كما وشارك الفريق في "مسابقة المنتدى العربي لريادة الأعمال" التي ينظّمها "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا"  MIT Enterprise Forum Arab Startup Competition، لعام 2015، حيث وصلوا للنهائيات مع تطبيقهم "يو بي في".
--
رأفت أبوشعبان هو أخصائي في تطوير الأعمال ومرشد للشركات الناشئة. حصل على ماجستير في الأعمال من جامعة ستراثكلايد في المملكة المتحدة، ويحاضر حول مواضيع تتعلق بالأعمال الإلكترونية وريادة الأعمال والتمويل الجماعي. كما أنّه يدير فعالية"ستارتب چرايند غزة"، ويكتب لـ"ومضة". يمكنكم التواصل معه عبر"لينكدإن" أو"تويتر" أوRcomlive.com

أبرز اللاعبين في قطاع الرعاية الصحية الإلكترونية في مصر [إنفوجرافيك]

$
0
0
إنّ القطاع الصحّي في مصر بحاجةٍ ماسّةٍ إلى إصلاح، ولكن لا يزال عليه جذب انتباه روّاد أعمال التكنولوجيا في البلاد بشكلٍ أكبر.
غير أنّ المشاكل الكبيرة التي يواجهها نظام الصحّة العامة، كوجودالحيواناتالضالةوتسرّبمياهالصرفالصحّيفي المستشفيات، بالإضافة إلى الفسادالكبير الذي يعانيه هذا القطاع، حثّت الطبقات المصرية الوسطى والغنيّة على البحث عن خيارات أخرى لهذه المشاكل.
لذا، قامت "ومضة" بتعقّب 14 شركة ناشئة كانت قد بدأت أعمالها بين عامَي 2008 و2015 وترسخّت في حقل "تكنولوجيا الرعاية الصحيّة". تقوم هذه الشركات بتوفير الأجهزة اللازمة، والتجارة الإلكترونيّة، والمشاريع الاجتماعيّة، بالإضافة إلى العيادات الرقميّة المستقلّة.
معظم هذه الشركات رائدةٌ في مجالها في مصر، إن لم تكن الفاعل الوحيد فيه. وهي تعمل على ذلك سواء من خلال الإنترنت أو استراتيجيات التكنولوجيا الفائقة، من أجل تحسين القطاع الطبّي في البلاد.

-- 



رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على "تويتر" على @rwilliamson_.

خدمة محلية لتشارك السيارات تنطلق في الدار البيضاء

$
0
0

لدى "كارماين" مواقف خاصة لركن السيّارات. (الصورة من 'كارماين') 
من المؤكّد أنّ الكثير من الأشخاص في الدار البيضاء لا يعرفون عن خدمة ركوب السيارات التشاركي، لذلك عمد شابٌّ متخرّجٌ في مجال إدارة الأعمال ويبلغ من العمر 27 سنة، إلى إحضار هذه الخدمة إلى أكبر مدينةٍ مغربيّة، لإيصال هذا المفهوم إلى من يؤمنون به. 
مؤخّراً، توصّل هذا الشاب المدعو محمّد مراني علوي إلى عقد اتّفاقٍ مع شركة "كازا ديفيلوبمون" Casa Développement، المسؤولة عن تنميّة مدينة الدار البيضاء، للحصول على أماكن عامّة لركن السيّارات؛ وها قد بدأت "كارماين" Carmine بإطلاق خدمتها.
كانت المرّة الأولى التي عرف فيها مراني علوي عن مفهوم ركوب السيارات التشاركي كانت في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، حيث استخدم خدمة "زيب كار" Zipcar الخاصّة بهذا الركوب.
يتجاوز عدد أعضاء "زيب كار" 800 ألف شخص، يتشاركون جميعهم ركوب السيّارات. توفّر هذه الخدمة أكثر من 8 آلاف سيّارةٍ تمكّن الزبائن من الحصول عليها أينما كانوا ووقتما شاؤوا، كما بإمكانهم دفع أجرة استخدام السيّارة سواء كانت لساعةٍ واحدةٍ أو ليومٍ كامل، وهذه الأجرة تتضمّن كافة المصاريف كالوقود والتأمين. غير أنّ هذه الخدمة لا يقتصر وجودها على الولايات المتّحدة فقط، بل توسّعت لتصل إلى أوروبا وانتشرت بشكلٍ كبيرٍ في تركيا.
 من ناحيةٍ أخرى، لجأت شركة "يويو" Yoyo المحليّة عام 2013، إلى دفع مبلغ 5.5 ملايين دولار وعملت على جذب 10 آلاف مشتركٍ العام الماضي.
أمّا مراني علوي، فهو فور عودته إلى الدار البيضاء، لم يكن بمقدوره إيجاد خدمةٍ لتشارك ركوب السيّارات. فأيقنَ، بعد إجراء بحث، أنّ أحداً لم يحاول إدخال مفهوم هذه الخدمة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ليست فقط للدول المتقّدمة
يقول مراني علوي بهذا الخصوص، "إنّها فرصة؛ إذا لم يأتِ [أحد] إلى هنا، لا يعني أنّها سوقٌ لا أهميّة لها، بل يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يكونوا قد وجدوا فرصاً أخرى؛ وأنا لديّ الإمكانيّة لامتلاك هذه السوق".
في بادئ الأمر، ظنّ مراني علوي أنّ المهنيين الصغار غير الراغبين بامتلاك سيّارة (مثله) أو شراء سيّارةٍ ثانية، يمكنهم أن يكونوا المستخدِمين المستهدَفين. ولكن تبيّن له أنّ القاعدة الأكبر لمستخدميه الأساسيين كانت الشركات التي أرادت الحصول على سيّاراتٍ عند الحاجة فقط، بدلاً من شراء أو إستئجار سيّاراتٍ لأربع سنواتٍ على الأقلّ.
تبلغ تكاليف امتلاك سيّارةٍ في المغرب بحدود 700 دولار شهريّاً، بما في ذلك الإيجار والتأمين والضرائب والركن والاستهلاك، حسبما قال مراني علوي. أمّا المشتركون بخدمة "كارماين"، فيدفعون مقابل عضويّةٍ سنويّةٍ قيمتها 55 دولار، بالإضافة إلى 3 دولارات في الساعة + 0.10 دولار/كلم.
هذه الخدمة ليست بالخدمة المحدّدة والمخصّصة، إذ يعتقد مراني علوي أنّ 90 ألف مقيمٍ في الدار البيضاء يمتلكون رخصة قيادة بدون وجود سيّارة لاستخدامها ويمكنهم تحمّل كلفة هذه الخدمة.
ولكن مهما كانت الفرص، فهذا ليس بمشروعٍ يسهل الإنطلاق فيه.

محمّد مراني حاملاً بطاقة عضويّة "كارماين".
محاولة جادة
"كان تحديّاً كبيراً، أردتُ المجازفة وأن أكون أوّل من يخطو هذه الخطوة؛" يقول مراني علوي مضيفاً: " أسأتُ تقدير التعقيد في هذه الخدمة، فهي لم تكن بهذا التعقيد في رأسي".
الجزء التقني فكان الأسهل، إذ مقاولٌ فرعيٌّ دوليٌّ عَمِلَ على تطوير نظام الأجهزة والبرامج. أمّا الصعوبة فكمنت في مواجهة مشاكل قانونيّة كرخص التأجير، بالإضافة إلى إقناع شركة تأمينٍ بتغطية مشروعه المُثبت بأنّه صعب.  
بعد ذلك، توجّب عليه تثقيف سُوقه وشرح مفهوم ركوب السيّارات التشاركي، كما وإقناع الأشخاص الذين "وثق فيهم" هو و"كارماين".
يشير مراني علوي إلى أنّ "الناس يتجاوبون بشكلٍ إيجابيّ، لكنّنا نريد توظيف المزيد من الأشخاص لتقديم خدمة متابعة جيّدة".
مراني الذي يشاركه مستثمرٌ تأسيسيٌّ ذو سبعين عاماً ويعاونه كمستشار، لديهما مدير للتسويق وآخر لإدارة أمور السيّارات.
إشراك اللاعبين الأبرز
يعمد مراني علوي إلى إنشاء الشراكات - كما فعل مع مدينة الدار البيضاء من أجل إثبات مصداقيّة "كارماين". ويقول إنّه "منذ البداية، أردنا الحصول على أماكن عامّة للركن، لكنّ الأمر أصبح معقّد". ويشرح رائد الأعمال أنّه "توجّب علينا إيجاد الشخص المناسب ليوجّهنا نحو الأشخاص المناسبين في شركة ‘كازا ديفيلوبمون‘."
تطلّب الأمر ستة أشهر بالإضافة إلى التعرّف بعددٍ من الأشخاص، قبل أن يصبح مراني علوي وفريقه قادرين على تحديد موعدٍ لمقابلة الأشخاص المسؤولين. ولحسن الحظ، وفيما تسعى الدار البيضاء لتتحوّل إلى مدينة أكثر ذكاءً ونظافة، كان إقناع هؤلاء الأشخاص بمنح "كارماين" إمكانيّة الركن في أماكن عامة بسعرٍ يمكن تحمّله، أمراً سهلاً.
إذا استخدم الناس هذه الخدمة عند الحاجة، بالإضافة إلى المواصلات العامّة في الأحيان الأخرى، من شأن هذا أن يحدّ من عدد السيّارات في شوارع الدار البيضاء.
في هذا الإطار، يشير "موقعزيبكار"Zipcar'swebsite  إلى أنّ شخصاً من أصل أربعة أعضاء، يقول إنّه يُمكن أن يشتري أو يستأجر سيّارة في غياب هذه الخدمة.
أمّا بالنسبة لدفع المال مقابل استخدام السيّارة عن كلّ ساعة، فهذا يجعل الأشخاص يدركون كلفة القيادة ويحثّهم على الحدّ من التنقّل في السيّارة.
من جهةٍ أخرى، توصّل مراني علوي إلى اتّفاقٍ مع شركة "فيات" Fiat للحصول على خمس سيّارات بفائدةٍ منخفضة؛ وذلك في وقتٍ تملك "كارماين" حالياً 10 سيّارات مركونة في كافة أنحاء المدينة، بدءاً من "تكنوبارك"Technopark وصولاً إلى ميناء الدار البيضاء.
حالياً، تحظى الشركة المموّلة ذاتياّ بـ600 عضوٍ (زبون)، دفَعَ 100 منهم رسومهم السنويّة. كما يوجد 40 آخرون من الأعضاء الفاعلين، وهو الرقم المراد التوصّل إليه عند بدء العمل.
كما أنّ مراني علوي يُجري محادثاتٍ مع المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمغرب، للحصول على تمويلٍ يمكّنه من الوصول إلى 3 آلاف عضو بالإضافة إلى 30 سيّارة، خلال سنة.
--

ألين هي محرّرة اللغة الفرنسية في "ومضة". عملت سابقاً في التسويق عبر الإنترنت وكمديرة المجتمع في شركةٍ ناشئة، ومؤخّراً افتتحت في المغرب مساحة إقامة وعمل للشركات الناشئة العالمية. يمكنكم متابعتها على "تويتر" عبر @aline_myd أو @yallah_bye أو مراسلتها على aline[at]wamda[dot]com.

هل تغير هذه المركبات العضوية قطاع النفط في الشرق الأوسط؟

$
0
0
لا تزال لعبة النفط تسير بشكلٍ  تقليديٍّ في الشرق الأوسط؛ لكنّ شركات التكنولوجيا الحيوية المتواجدة في دبي، مثل "مختبرات إيبيجين" Epygen Labs، تشجّع القطاع على إعادة التفكير بالطرق القديمة، ولكن ببطء.
من هنا، كان الباحث ديبايان غوش (الصورة أدناه) ورجل الأعمال أرياراثنم مانيكام، أوّل من لجأ إلى"مجمع دبي للتقنيات الحيوية" DuBiotech Park عام 2005، لإطلاق شركة "إيبيجين" للأنزيمات الصناعيّة.
يقول غوش إنّ "قوّتنا تتمثّل بتحديد البروتين الهدف، ثمّ تعديل نظام التعبير الجيني عبر طريقةٍ يمكن استخدامها في تطبيقٍ ما، بحيث يمكن لهذا الأخير أن يكون متعلّقاً بالرعاية الصحيّة أو الغذاء أو التقنيات الحيويّة الصناعيّة. وفي هذا الجزء من العالم، حيث أنشأنا شركتنا في 'مجمّع دبي للتقنيات الحيويّة'، لاحظنا وجود هذه الفرصة من ناحية النفط والغاز".

على الرغم من تصنيع "مختبرات إيبيجين" لمنتَجاتٍ ذات استخداماتٍ خاصّة في الصناعات الورقيّة والنسيجيّة وتلك المتعلّقة بالوقود الحيوي والأدوات المنزليّة كما الصناعات الجلدية، عمدَت "ومضة" خلال المقابلة إلى إلقاء الضوء على واحدةٍ من هذه الصناعات فقد، ألا وهي: أنزيمات الحقل النفطي oilfield enzymes.
بحسب "إدارة معلومات الطاقة الأمريكيّة" US Energy Information Adminsitration، يحتلّ الشرق الأوسط المرتبة السابعة عالمياً بين أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز. وتُظهِر إحصائيات البنك الدولي أنّ إنتاج النفط يشكّل ما معدّله ثلث الناتج المحلّي الإجمالي في أكبر ستّ بلادٍ منتِجةٍ للنفط، وهي السعودية وعُمان والإمارات العربيّة المتّحدة وقطر والكويت. غير أنّ ذلك لا يتضمّن الصناعات المرتبطة بها، كمعامل التكرير والمصانع البتروكيماويّة.
لكنّ هذا القطاع لايزال صعباً كثيراً على الشركات المحليّة الناشئة والأفكار الجديدة لكي تدخل إليه.
وبهذا الخصوص، وخلال مؤتمر عقد في شهر أيلول/سبتمبر، قال رئيس قسم هندسة التحكّم في "شركة أبو ظبي للعمليات البتروليّة البريّة المحدودة" ADCO، محمد حافظ، إنّ أكبر الشركات تميل لأن تكون "محافظة ومستبطنة"، كما أسِفَ للنقص في دعم رأس المال المخاطر للشركات الناشئة كشركة "إيبيجين"، من أجل تحقيق النجاحات.
كان غوش قد عَمِلَ لشركاتٍ تُعنى بالتكنولوجيا الحيويّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة والهند، لحوالي 10 سنوات، قبل تأسيس "مختبرات إيبيجين" في الإمارات. ورغم مواجهته لصعوباتٍ خلال التأسيس، يقول "كنّا قادرين على تغيير تفكير الأشخاص لنوضح لهم الفوائد".
 أمّا اليوم، تعمل "إيبيجين" مع شركاتٍ ضخمة، مثل "شركة بترول أبوظبي الوطنيّة" Abu Dhabi Oil Company و"شركة سعودي أرامكو" Saudi Aramco و"توتال" Total، كما تسعى لإطلاق خطّ إنتاجها إلى منتِجي نفطٍ أكبر في الخليج والمنطقة.
 يقول غوش إنّه بالنسبة لشركة أنزيماتٍ صناعيّة متنامية في المنطقة، فإنّ المنافسة ليست موجودةً بعد. ولكنّ على صعيد إمكانيات المنافسين في القطاع النفطي، يوجد من بين المنافسين مزوّدو خدمات طاقةٍ عالميّين، كشركتي"هاليبيرتون"Halliburton  و"شلامبرجر" Schlumberger، اللتَين تملكان مصالح تجارية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

مختبرات"إيبيجين".(الصورة من "إيبيجين")
ما ابتكرته "مختبرات "إيبيجين"، كان خمسة منتَجات تحت علامة "بيترولايز" Petrolize التجارية التابعة للشركة للشركة، صمّموها خصّيصاً للحقول النفطيّة في منطقة الشرق الأوسط. وهي تعالج مشكلة "كعكة الفلتر" Filter cake االتي تتكوّن بسبب تراكم الترسّبات في مسام المرشّح، تماماً كالكوليسترول عندما يحيط بالقلب البشري ويسبّب انخفاضاً في الإنتاجيّة.
عادة، تتمّ معالجة هذه المشكلة من خلال وضع أحماض الهيدروكلوريك للتخلّص من الرواسب العالقة، وهذا ما يسبّب مشاكل بيئيّة وانتقاداتٍ متكرّرةً حول استخدام القطاع النفطي لمواد كيماويّة ضارة قد تتسرّب نحو المياه الجوفية وتسبّب التلوّث فوق سطح الأرض.
في المقابلة أدناه، يشرح غوش بأنّ أنزيمات "مختبرات إيبيجين" ليست مجرّد بديلٍ بيئيٍّ فقط، بل تعمل بشكلٍ أفضل بكثير من الوسائل التقليديّة.
العنوان الأبرز: نسمع باستمرار عن تأثير إنتاج النفط والغاز في هذا الجزء من العالم؛ فقلنا 'لننظر إلى هذا التأثير ونرى ما يمكن أن يحدث، سواء كان عبارةً عن تنظيف التسرّب النفطي أو عمليّة إنتاج النفط'.
بحثنا في هذه العمليّة ورأينا أنّ أغلبيّة الآبار محفورة بواسطة شيء يُعرف بسائل الحفر water-based mud. هذا السائل يسهّل عمليّة حفر الآبار، وتمّ تصميمه ليكون أكثر فعاليّة كما أنّه أكثر نظافة بالنسبة للبيئة لعدم تخلّله مركّبات كيماويّة ضارّة أو بوليمرات.
المشكلة: بعد انتهاء عمليّة الحفر، تخلّف هذه العمليّة "كعكة فلتر" [ترسّبات قاسية في بئر النفط] لا تسمح لمرور السوائل ما يؤدّي إلى انسداد مجرى النفط.

"كعكة الفلتر" هذه يمكن إزالتها من خلال استخدام الأحماض الكيماويّة المعروفة بالأسيد وهي مواد ضارة، كحمض الهيدروكلوريك، علماً أنّ الأسيد لا يميّزِ بين شيءٍ وآخر فيتفاعل مع كلّ ما يعترض طريقه. وفيما يخفّف هذا الأسيد من وطأة وجود كاربونات الكالسيوم في كعكة الفلتر، (لكن) لا يمكنه مواجهة البوليمرات الحيويّة biopolymers [التي تترك مواداً ذات جزيئات كبيرة وأقسام فرعية متكرّرة.
بالنتيجة، ما كان يحدث هو تفاعل الأسيد في بعض الأماكن فقط… فيعتقد عامل الحفر أنّ عمليّة التنظيف تجري بشكلٍ كبير، في حين أنّ الأسيد يجري في منطقة ضعيفة أو يتجمّع في مكانٍ واحدٍ تاركاً ما تبقّى من كعكة الفلتر بدون أيّ تأثير.
الحلّ: صمّمنا هذا النظام الأنزيميي الفعّال للتخّلص من البوليمرات الحيويّة: استخدام الكربوهيدرات التي تقطّع هذه البوليمرات الحيويّة إلى ما يشبه حبيبات السكّر البسيطة وتكون قابلة للذوبان في الماء.
التحدّي التقني: التحدّي يكمن في حيث طريقة عمل الأنزيمات في الظروف المتواجدة في قعر الآبار [تحت الأرض]، بالإضافة إلى الحرارة المرتفعة [في هذه المنطقة]؛ فنحن نتكلّم عن 240 درجة مئويّة… أي ارتفاع كبير في الضغط والتملّح بعض الأحيان بالإضافة إلى مشاكل أخرى من شأنها إعاقة الانزيمات.
لذلك، عدنا إلى المخطّط التوضيحي، وبدأنا بالعمل على مكوّنات عضويّة organisms يمكنها مقاومة الظروف القاسية، ثم قمنا ببعض الدراسات في مجال الهندسة الوراثيّة حتّى التقليديّة منها، وبعدها سيطرنا على هذه المكوّنات العضوية التي تُظهِر [تُتنِج] الأنزيمات [المرادة].
 النتائج: في العديد من حالات تطبيق هذه التقنية في هذه المنطقة، تمّ إثبات الفعالية الكبيرة لهذه الأنزيمات في إزالة كعكة الفلتر -  ما أدّى إلى زيادة الإنتاجية في هذه الآبار بنسبة 50%.
إنّ الجزء الأفضل في استخدام هذا الأنزيم هو أّنه لا يعمل على زيادة الإنتاجيّة فحسب، بل إنّه منتَجٌ نظيفٌ وفعّال، ويتحلّل كليّاً لأنّه يحوّل البوليمرات الحيويّة إلى ما يشبه حبيبات السكّر البسيطة القابلة للذوبان في الماء. أمّا المنتَج النهائيّ الذي تخلّفه إزالة "كعكة الفلتر"، فيمكن تصريفه والتخلّص منه في البحر أو في مكبّات النفايات.
المستقبل: ليس من السهل تغيير عقليّة الأشخاص الذين اعتادوا استخدام الأسيد لـ10 سنوات أو 20 سنة.
التكنولوجيا الحيويّة حديثةٌ جدّاً؛ فعندما نشرح للأفراد بأنّ هذه الجزيئة التي يمكن لمسها باليد لن تؤذيهم، لأنّ عملها الأساسي هو توقيف عمل البوليمر في حين لا يمكنك استخدام الأسيد، كان من الصعب عليهم فهم هذا الأمر.
هذه هي المعضلة الحالية التي نواجهها ونعمل على التغلّب عليها، إلّا أنّها بشريّة أكثر من كونها علميّة. إنّني متفائلٌ أنّه في غضون عامين، ستلاحظ الحكومات ما كنتُ أحاول إيصاله، وستعلم أنّه أمرٌ مفيدٌ للمنطقة من حيث نظافته والتأثير البيئيّ الأفضل وزيادة الإنتاجيّة؛ الأمور ستتحسّن.
-- 
رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على "تويتر" على @rwilliamson_.

"ستارت أب ويكند"الكويت: خطوة أولى نحو إنشاء وادي سيليكون محلي‎

$
0
0
احتفلت فعالية "ستارت أب ويكند" بعامها الثالث في الكويت من 17 حتى 19 أيلول/سبتمبر، وسط حضور من المشاركين غير مسبوق عن الأعوام السابقة.

حماسة وإيجابية خلال فعالية "ستارت أب ويكند" الكويت (الصورة من فيصل القريفه)
"كانت متميزة لأقصى الحدود وإنجاز لم نحققه من قبل"، بهذه العبارات وصفها مجبل القطان، أحد المنظمين للفعالية وشريك مؤسّس في مجتمع رواد الأعمال الكويتي "ستارتب كيو8" StartupQ8. ويوضح السبب قائلاً بإنّ كافة التذاكر قد بيعت خلال أسبوع من بداية الحملة التسويقية لها، هذا إلى جانب تسجيل الكثير من الأشخاص على قائمة الانتظار، ويعود الفضل في هذا التميّز إلى الروح الايجابية والجهود الاستثنائية التي بذلها جميع أعضاء الفريق المنظِّم للفعالية هذه السنة.
اختيار مكان أكاديمية "كوديد" Coded لاستضافة الفعالية، وكان خيارًا موفّقًا وعاملاً مساعدًا لجذب حضور أكبر هذا العام، إذ تقع الاكاديمية في برج التجارية في مدينة الكويت. وقد تم تمويل هذه الاكاديمية من قبل شركة الاتصالات الكويتية "فيفا"، انطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية، والمبادرين لفكرة إنشاء الاكاديمية هما هاشم بهبهاني وأحمد معرفي.
بلغت عدد المشاركين هذا العام حوالي 130 شخصًا، هذا إلى جانب الأسماء المسجلة في قائمة الانتظار والذين تم السماح لهم بالحضور لاحقًا. كما وصل عدد الفرق المقسّمة إلى 22 فريقًا مشاركًا، وكلّ فريق تألف من 4 إلى 5 أعضاء، وهذه سابقة لـ "ستارتب ويك أند الكويت".

خلال إحدى الجلسات: إصغاء ومراقبة (الصورة من فيصل القريفه)
واللافت أنّ المشاركة النسائية كانت كثيفة هذا العام، والتي يصفها صلاح الرفاعي، أحد المنظمين والقطان بالمفاجأة السعيدة التي تثري المنافسة وطبيعة الافكار المطروحة.
وأخبرنا ناصر القطامي، شريك مؤسّس في شركة "سنابكس لخدمات التصوير" Snapex وأحد المرشدين للفرق: "أنا معجب جدًّا بمستوى الأفكار المطروحة ومستوى الطموح والرغبة في الانجاز في ستارت اب ويكند هذا العام". وهذه المشاركة الثانية له كمرشد في الفعالية وقد لاحظ مدى التطوّر في مستوى ومهارات المشاركين خلال العامين السابقين.
التنفيذ والتسوبق: أكثر تحديان واجهتهما الفرق 
ولعلّ أكثر تحديان واجهتهما الفرق خلال الفعالية كانت تحويل الفكرة إلى منتج ملموس والتسويق لها بطريقة مستهدفة.
وفي هذا الصدد، أطلعنا عمر العثمان، مذيع في إحدى المحطات المحلية، وشريك مؤسّس في شركة مختصة بتطوير المحتوى الالكتروني لمواقع التواصل الاجتماعي، "كان ينقصها [الفعالية] الجانب التسويقي، سواء كان له علاقة بالفكرة أو الشعار أو حتى شكل التطبيق". وأضاف قائلاً أنه "ومن خلال الحوارات المتبادلة مع المشاركين استطعنا اضافة وتغيير نمط تفكير البعض حتى نزيد من فرص نجاح أفكارهم، لأن أغلب المشاركين هنا يغلب عليهم الخبرة في الجانب الفني في تطوير التطبيقات ولكن ينقصهم عادة الجانب التسويقي".
وبالرغم من أنّ طابع الإيجابية غلب على أجواء الفعالية، عانت الفرق من صعوبة تنفيذ أفكارها. وقد أطلعتنا السيدة نورة العسكر، وهي دكتورة في التغذية ومديرة قسم التغذية في مستشفى "طيبه" ومرشدة في الفعالية، أنّ مستويات المهارات عالية لدى المشاركين، غير أنّها "لاحظتُ وجود فجوة في كيفية تشكيل وإنهاء الافكار لتصل لمرحلة التنفيذ، حيث أنّ الجميع لديهم افكار ولكن لا يعلمون ماذا يمكن ان يحققوا بها أو كيفية تنفيذها بالشكل الذي يضمن نجاحها وايصالها بالشكل الصحيح للسوق."  
بهدف حثّهم على العمل على أفكارهم، تعلّم المشاركون أولاً كيف يكتبون خطة عملهم معتمدين على نموذج Business Model Canvas، ويفرض هذا الأخير على الشخص ذكر العناصر الضرورية التالية: الجمهور المستهدف، الخدمة التي تقدّم لهم، قناة التواصل وإيصال المنتج مع الجمهور، طريقة جني العائدات من الفكرة، كيفية بناء المنتج، الحاجات الضرورية لتنفيذ الفكرة، والكلفة.
وكان هناك الكثير من الأفكار التي لديها فرص نجاح كبيرة وقابلية لتغطي ليس فقط الكويت ولكن دول الخليج ايضًا، بحسب قول العسكر، وذلك لكونها مشاريع خدماتية تخدم حاجة فعلية وعامة ولا تقتصر فقط على حدود جغرافية معينة.
في نهاية الفعالية وبالتحديد عند الساعه الخامسة عصرًا، بدأت جميع الفرق المشاركة بتقديم عروضها للجنة التحكيم والتي كان في عضويتها كل من بشار العبدالهادي، العضو المؤسّس والمسؤول التنفيذي للتكنولوجيا في شركة "كويت نت"، وأحمد سلامة، مدير أوّل لتطوير الأعمال بمجموعة "صناعات الغانم"، وفابريس دوكاسي، رئيس إدارة الهندسة والتكنولوجيا بمجموعة الوطن الإعلامية ومدير مشاريع شركة  MDS AMERICA.
وقد كانت المنافسة بين الفرق المشاركة شديدة جدًّا لدرجة  أنها جعلت مهمّة لجنة التحكيم صعبة، الأمر الذي أجبرهم على استغراق وقت أطول من العادة لتحديد الفائزين بالمراكز الثلاثة. حسمت اللجنة قرارها بالإعلان عن ثلاثة فائزين وهم:  
المركز الأول حيث فاز به فريق مشروع "مكانكم"، والمركز الثاني كان من نصيب مشروع "كير أند كومبير"، وأما المركز الثالث فقد حصل عليه فريق مشروع "روزتر".
والرابح هو... (الصورة من فيصل القريفه)
احتلّ المركز الأول محمد البدر وأروى الجاسر وعاطف عبدالمجيد وشهد المنيس عن مشروع "مكانكم"، وهي خدمة تساعد على إيجاد مكان يمكن استئجاره لفترة من الزمن، وهي مفيدة لرواد الأعمال أو منظمي الفعاليات. "ولهذا كنا جميعا على يقين وايمان بفوزنا هذا"، أخبرنا البدر، الذي صرّح بأنّ العمل ضمن فريق لا أحد يعرف أعضائه كان تحديًّا، "إلا أنّ الحماس والروح الايجابية والرغبة الصادقة بتحقيق إنجاز قد ساعدنا على التغلب على كل الصعوبات التي  واجهناها طوال فترة 54 ساعة، والتي بحد ذاتها تعتبر تحديًّا أن يتم عمل نموذج أولي وخطة عمل كاملة لفكرة للتو اتفقنا عليها ويتم اختبارها". وينوي الفريق متلبعة العمل على المشروع ومتابعته ليصبح عملاً تجاريًّا قائمًا.
وبالفعل، كانت الحماسة تعمّ الأجواء وهذا ليس بالغريب عن الكويت، حيث رواد الأعمال دائمًا على أتمّ استعداد لمساعدة بعضهم البعض والتعاون من أجل إنماء البيئة الريادية الحاضة.
"كانت فعالية متعبة ومصدر دائم للتوتر، إلا أنها مع هذا تستحق كل ثانية من الزمن أمضيتها فيها"، أخبرتنا الجاسر بحماسة. "نحن ممتنون وسعداء لاستضافة ستارت أب ويكند في اكاديمية Coded،" ختم أحمد معرفي حديثه معنا، وهو أحد المنظمين وشريك مؤسّس في الأكاديمية. "لتأتي مكملة لرؤية ومهمة الاكاديمية في نشر ثقافة البرمجة لدى المجتمع وخلق الجيل القادم من المبرمجين القادرين على جعل الكويت بمثابة سيليكون فالي الخليج."
--
فيصل القريفه خبير ماليّ متخصّص في إدارة ملفات الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، إدارة المشاريع والتخطيط الاستراتيجي. في حوزته خبرة واسعة في إدارة والإشراف على 100 شركة صغيرة في مختلف المجالات. حاز على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال وماجستير في علم ريادة الأعمال من جامعة Surrey. يمكنك التواصل معه عبر البريد الإلكتروني عبر: sme.cosultancy06@gmail.com
 

'ياقوطة'المصرية تحصل على استثمارٍ إماراتيّ بقيمة 2.7 مليون دولار‎

$
0
0

الشريكان المؤسّسان في "ياقوطة"، شريف الركباوي، ومحمد عويس. (الصورة من رايتشل وليامسون).
حصلت الشركة الناشئة المصرية، "ياقوطة" Yaoota، على تمويلٍ بقيمة مليونَين و700 ألف دولار، خلال جولتها التمويلية الأولى Series A، في حين تصدّرت الشركة الخاصّة الإماراتية للاستثمار مقابل الأسهم، "كي بي بي أو" KBBO، قائمة المستثمِرين في هذه الجولة.
هذه الصفقة التي أعلن عنها الشريكان المؤسّسان، شريف الركباوي ومحمد عويس، يوم أمس، ستكون بمثابة أوّل استثمارٍ خارجيّ لهذه الشركة الناشئة التي كانت تعتمد على سياسة الحدّ من النفقات والاستفادة القصوى من الموارد bootstrapping حتّى الآن.
وفي حديثه إلى "ومضة"، قال الركباوي إنّهم وقّعوا هذه الصفقة في شهر آب/أغسطس، ولكنّهم أبقوها طيّ الكتمان حتّى ينهوا إنجاز المعاملات. وتابع مضيفاً: "سوف نستخدم هذا المال لتوسيع قاعدة عملائنا والتوسّع جغرافياً، كما أنّنا سنستثمر في تقنياتنا الخاصّة لكي نطوّرها."
"يقدّر التجّار قيمة عدد الزيارات [لموقعنا] بسبب ارتفاع معدّل تحويل الزوّار إلى زبائن فعليين conversion rate، وهذا ما لم يتغيّر. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أعداد المستخدِمين لدينا في نموٍّ مطّرد منذ أن انطلقنا في العام الماضي."
هذه الشركة الناشئة سوف تتّبع الخطّة التي كشف عنها الركباوي لـ"ومضة" في العالم الماضي، وهي التوسّع أوّلاً نحو الإمارات العربية المتّحدة؛ وهو هدفٌ لم يحقّقه سوى 3 % من روّاد الأعمال المصريين، في الوقت الذي يفكّر فيه 32% منهم، بحسب تقريرٍ صدر مؤخّراً عن "مختبر ومضة للأبحاث".
أمّا موقع مقارنة الأسعار الذي يديره الشريكان المؤسّسان، فقد ظهر في شهر حزيران/يونيو عام 2014، وذلك بعد عامَين من العمل على تأسيسه. وفي حين حصل على نحو 100 ألف زائرٍ في شهر تمّوز/يوليو إثر انتشار تدوينةٍ عليه بشكلٍ كبيرٍ على الإنترنت، فقد استقرّ عدد المشاهدات على نحو 45 ألفاً في الشهر، ما يعتبَر رقماً معتبَراً أيضاً.
 ولكن، فإنّ هذا الرقم عاد ليستقرّ حالياً على 100 ألف زائرٍ في الشهر لموقع "ياقوطة". وبينما يحقّق هذا الأخير عائداته من خلال قيام المستخدِمين بالنقر على صفحات التجّار على الموقع ومن ثمّ الشراء، فإنّ معدّل تحويل المستخدِمين إلى زبائن فعليين عن طريق الشراء يبلغ 2.5%.
في شهر تشرين الأوّل/أكتوبر 2014، قال الركباوي لـ"ومضة" إنّ التجّار كانوا يسألونهم باستمرارٍ عن التحليلات والرؤى المرتبطة بالبيانات، وبالتالي كان الفريق يعمل على حلٍّ من شأنه تحقيق إيراداتٍ إضافية.
ولكنّ الركباوي قال مؤخّراً، إنّ الشركة حتّى الآن ما زالت تركّز على الدفع عن كلّ نقرة‘ cost-per-click. 
-- 

رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على "تويتر" على @rwilliamson_.

تطبيق 'تاسك سبوتنج'يغلق جولة التمويل الأولى على 1.2 مليون دولار

$
0
0

تطبيق "تاسك سبوتنج" TaskSpotting الذي يتّخذ من دبي مقرّاً له، أعلن مؤخّراً عن إغلاق جولته التمويلية الأولى Series A، على مبلغٍ وقدره مليون و200 ألف دولار أميركي. وقد جاء هذا الاستثمار بقيادة "مينا فينتشر إنفستمنتس" Mena Venture Investments، بالإضافة إلى شركةٍ سعوديةٍ لم يُعلن عن اسمها بعد.
هذا التطبيق الذي يساعد في أبحاث السوق، والذي انطلق خلال مؤتمر "عرب نت" ArabNet في شهر حزيران/يونيو عام 2014، يضمّ حالياً قرابة 35 ألف مستخدِم، وزبائن مثل شركات "مارس" Mars و"يونيليفر" Unilever، وإيكيا" IKEA و"إستي لودر" Estée Lauder.
أمنّا بخصوص المجالات التي يمكن إجراء الأبحاث فيها عبر هذا التطبيق، فهي تتراوح بين تذوّق الشاورما وصولاً إلى أسئلةٍ عن بيع السيارات.
ووفقاً للشريك المؤسِّس، كريم علي، فإنّ هذا التمويل الجديد سوف يساعدهم على التوسّع في المنطقة (فهُم حالياً ينشطون في دبي فقط). وهذا التوسّع سيكون إلى في بادئ الأمر السعودية ومن ثمّ إلى مصر، وذلك قبل انتهاء العام الحاليّ.
ابقوا على اطّلاعٍ لمزيدٍ من المستجدّات.

للحفاظ على المواهب، أمّن الإرشاد قبل الراتب

$
0
0
في بلد مثل السعودية، حيث متوسط تنزيل التطبيقات على كلّ هاتف محمول يبلغ 28 تطبيقًا، يبدو الطلب على هذه التطبيقات أعلى من العرض على تطويرها.
لا تزال الكثير من الشركات السعودية التي تعمل في مجال تطوير تطبيقات المحمول تُعاني من نقص في المواهب التي تحتاج إليها من مُطورين وغيرهم. وسبق أن كان لـ ومضة حديث مسبق مع مطوريْ ألعاب من المملكة هما عبدالله كونش وعبد الله حامد، عن تحديات هذا القطاع بشكل عام وتلخّصت مشاكله بعدم وجود مطورين ناضحين، نقص الجودة العالية في التصميم، وتوجّه المطورين الجيدين النادرين إلى الشركات الكبرى.
وتمثّلت إحدى الحلول التي اقترحاها بضرورة وجود مساحات عمل مشتركة تشجّع على الابتكار وتدعم المطورين بالأدوات اللازمة.
الدور المسؤول للشركات
ماجد الثقفي، مؤسّس شركة "ابتكار" المتخصصة في تطوير تطبيقات المحمول في السعودية، يؤمن بأنّ للشركة مسؤولية تجاه المجتمع، تدعو إلى تدريب الخريجين والطلاب والموظفين وتأهيلهم لسوق العمل ومتطلّباته.
الثقفي، الذي رُشّح لجائزة رواد الأعمال لـ "إرنست ويونغ" Ernst & Young، شاركنا تجربته في هذا المجال وكيف يسعى إلى حلّ مشكلة نقص المهارات التقنية في السعودية.
المؤسّس ماجد الثقفي (الصورة من تويتر)
خلال حديث مع ومضة، أطلعنا محبّ لعبة "البلوت" الإلكترونية، كيف طبّق سياسة التعاقد مع بعض الجامعات في شركته، مثل جامعة الملك عبد العزيز في السعودية، وجامعتين في الإسكندرية في مصر لتدريب طلاب هندسة الكمبيوتر خلال العطلة الصيفية وجعلهم يعملون على مشاريع خاصة بالشركة مع مطورين قدامى، بحسب قوله.
ثمّ قام بتوظيف من استوفى المهارات المُناسبة من بين هؤلاء المُتدربين، فور انتهائهم من سنوات الدراسة.
"نادرًا ما تجد المواهب المطلوبة المؤهلة بطريقة كافية، على الرغم من وجود جامعات قوية إلا أنّ المناهج قديمة ومتأخرة ولا تواكب عصر التقنية المتطور".
ولا تكتفِ الشركة بتدريب الخريجين وتوظفيهم فحسب، بل تستثمر أيضًا بطاقم عملها القائم. أطلقت "ابتكار" برامج داخلية للتدريب بهدف رفع كفاءة موظفيها وتخريج المطوّرين. وتعتمد الشركة أيضًا سياسة توظيفية خاصّة بها.
التفاني أساس الجودة
"توقفنا تمامًا عن التوظيف بنظام الدوام الجزئي في العام ٢٠١١، ونظنّ أننا نحصل بذلك على ثقافة الانتماء لدى موظفينا، ونحافظ على جودة مُنتجاتنا". للشركة حاليًّا ٧٠ موظفًا، يعمل ١٥ إلى٢٠ منهم في مجال تطوير الألعاب، والباقون في تطبيقات الهواتف الأخرى.
يعود سبب تشديد الثقفي على التدريب والإرشاد قبل التوظيف إلى تجربة خاصّة مرّ بها عام 2010 حين أسّس شركته في جدّة بالشراكة مع ثلاثة من شُركائه المُؤسسين. لم يكُن المؤسّسون الأربعة في ذلك الوقت يمتلكون الخبرة الكافية في مجال تطوير التطبيقات، كما لم تكن لديهم الموارد المالية الكبيرة التي تكفل لهم إمكانية توظيف فريق مُتكامل من المُبرمجين والمطورين. لذلك، استعانوا بداية باثنين من المُبرمجين المُتخصصين من مصر واليمن ووظّفوهم بدوام كامل على أن يتم التعامل بينهم وإتمام العمل عبر الإنترنت.

الفريق: التفاني في العمل (الصورة من ابتكار)
توسّعت "ابتكار" سريعًا على مدار الأعوام التالية لتأسيسها، وتُدير الشركة اليوم أعمالها عبر مقرّات في جدة والإسكندرية.
الآن، وبعد مرور خمس سنوات تقريبًا على تأسيسها، تعاملت الشركة مع 30 عميل من بينهم شركات كُبرى في السعودية والمنطقة تضمّ صحيفة "سبق"، "إندومي"، وعدّة جهات حكومية سعودية مثل وزارة الداخلية السعودية.
كانت لُعبة "آي بالوت" الشهيرة في دول الخليج أولى مشاريع الشركة، وأوّل ما أطلقته "ابتكار" من تطبيقات في شهر حزيران/يونيو من العام ٢٠١١. وقد استهدفت اللعبة سوقًا جديدة للتطبيقات في حينها، وهي فئة تطبيقات ألعاب الورق. نجحت اللعبة المتوفرة حاليًا على جميع منصات الهواتف المحمولة في تحقيق ما يزيد عن ٣ ملايين تحميل حتى اليوم، بحسب قول الثقفي، وتُلعب ٢,٥ مليون مرة في اليوم الواحد بعد أن قامت الشركة بتطويرها عدة مرات، وأضافت إليها إمكانية اللعب الجماعي عبر الإنترنت.
وكانت اللعبة قد فازت بجائزة مُسابقة شركة "موبايلي" السعودية عام 2011 عن أفضل تصميم لتطبيق للهواتف المحمولة وحازت الشركة على جائزة قدرها 30 ألف دولار أميركي. تندرج اللعبة، والتي نجحت مؤخرًا في تغطية تكلفة تطويرها والبدء في تحقيق الأرباح، تحت فئة الألعاب المجانية التي تضمّ بعض الخواص الإضافية المدفوعة.
تعدّدت التحديات والحلّ؟
يرى الثقفي أن أبرز التحديات التي يواجهها مُطورو التطبيقات في المنطقة هي نقص المواهب، وخبرة التعامل مع العُملاء، وصعوبة جني الأرباح من التطبيقات وتغطية النفقات، بالتتالي.
تكمن المُشكلة الثانية التي تواجه المُطورين العرب في العميل نفسه، ويرى المؤسّس أنّ الكثير من العُملاء قد لا يتفهمون المميزات والخواص الخاصة بتطبيقات الهواتف المحمولة، ويقول في هذا الصدد: "معظم العملاء يُفكرون فقط في مواقع الإنترنت والتطبيقات القائمة على الإنترنت، وقد كان هدفنا تفسير مزايا بيئة المحمول التفاعلية لهؤلاء العملاء".
ويتوجب على المُطورين العرب، وفقا لـ الثقفي، توجيه عُملائهم الى مزايا التقنيات الجديدة التي يُمكنهم أن يُقدموها إليهم، فالأمر لم يعد يقتصر على التطبيق فقط، ولكن أصبحت هناك ضرورة الى وجود تفاعل داخل التطبيق من خلال استغلال مزايا الهواتف الحديثة مثل تحديد المكان وغيرها.
تُعدّ مُشكلة الموارد المالية وتحقيق الأرباح عقبة مُشتركة تواجه الشركات الناشئة في كافة المجالات والتخصصات. "نحتاج إلى الموارد لشراء المنهجيات، الأجهزة، التدريب، وشراء التراخيص للتطبيقات وغيرها، وكذلك للحصول على سرعة اتصال بالانترنت مناسبة".
وتُعاني شركات تطوير التطبيقات بشكل خاصّ من نقص التمويل نظرًَا لضعف الدعم المُقدم من البرامج الحكومية، كما أن المُستثمرين، على الرغم من عددهم الكبير، هم دائما ما يتطلّعون إلى الإستثمارات في القطاعات التقليدية ولا يُريدون المخاطرة. للتغلب على ذلك، اعتمدت "ابتكار" على أموال مؤسسيها الشخصية، اتجهت تدريجيًّا الى تصميم وتطوير التطبيقات لجهات خارجية بهدف الحصول على عائدات تموّل إطلاق تطبيقاتها الخاصة.
وأخيرًا ختم الثقفي حديثه مشددًا على أنّ الجودة ضرورة لبناء سُمعة جيدة تساعد الشركة على النمو.
سألتُ المؤسّس أخيرًا عن المُمارسات التي اتبعها في "إبتكار" ليضمن الجودة في التطبيقات، فأجابني بأنّ لديهم حاليًّا ١٥ متخصّص جودة، يغطّون جميع المنصات، ويعملون فقط على تجربة جميع جوانب التطبيقات التي ننتجها الشركة، وقد حصلوا على دورات في اختبار التطبيقات. "التفرغ التام للمشروع والعمل أمر أساسي في الحفاظ على الجودة".
لعلّ هذه النصيحة تطبّق على الشركات التي بدأت تكبر، لكن لمن لا يزال في بداية الطريق، يمكنه إطلاق التطبيق بنسخة تجريبية لعدد معيّن من المجربين وتلقي ردود الفعل منهم وتحسين التطبيق بناءً على ذلك، وهذا ما يسمى بالـ Beta testing.
--


أحمد كاتب على "ومضة" و"نويت"، ومحلل تقني، مولع بالتكنولوجيا والإلكترونيات، مؤسس "جادجتس أرابيا" GadgetsArabia، أول مدونة عربية تعنى بالتقنية - ومحرّر لدى عالم التقنية. يمكنك التواصل معه على بريده الالكتروني editor[at]gadgetsarabia[dot]com أو عبر تويتر @ahmdgabr.


هل حان وقت الثورة في قطاع النفط؟

$
0
0

حقول نفط متصلة بالإنترنت (الصورة من "أباتشي" Apache)
قد لا يكون من وقتٍ أفضل من اليوم أمام روّاد الأعمال كي يُحدثوا ثورةً في عالم النفط والغاز.
فيما يتراوح سعر النفط ما بين 45 و49 دولاراً للبرميل الواحد، أصبح لاعبو إحدى أكبر القطاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر تقبّلاً لتقنيّاتٍ جديدةٍ من شأنها أن تخفض كلفة إنتاجهم.
غير أنّ الأرقام تحذّر أنّ هذا القطاع الخصب منذ فترةٍ طويلةٍ بسبب عائدات أسعار النفط المرتفعة، ومع أنّه بات ناضجاً بما يكفي ليبدأ لاعبون جدد فيه بإحداث تغييراتٍ هائلة، على غرار ما فعلته شركة "آبل" من خلال "آي تيونز" في عالم الموسيقى، إلاً أنّه ما زال محافظاً: ابتعدَت بعض الشركات الشرق أوسطية عن الإنترنت بعدما تعرّضت شركة "أرامكو" Aramco السعودية لهجومٍ إلكتروني واسع النطاق في عام 2012.
في "مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للنفط الذكي" الذي عُقد من 14 إلى 16 أيلول/سبمتبر في أبو ظبي، المدينة التي تضمّ أحد المراكز العامّة القليلة المخصّصة للبحوث البترولية في المنطقة، أبدى الخبراء تفاؤلاً حذراً بشأن إمكانية حدوث ثورةٍ تكنولوجيةٍ في قطاع النفط والغاز.
يقول نائب رئيس الهندسة البترولية في الشركة المزودة لخدمات الطاقة "شلامبرجر" Schlumberger، رجيش بوري، في حديثه مع "ومضة" إنّ ثمّة فسحة كبيرة أمام روّاد الأعمال ليبدأوا بإحداث تغييرٍ في نماذج العمل التقليدية.
ويتابع مضيفاً: "حتماً، من دون شك؛ فبإمكان الشركات الناشئة أن تتقدّم بسرعةٍ أكبر ممّا يمكننا نحن. لم تعد التكنولوجيا تقف حاجزاً، وكلّ ما يجب فعله هو تطبيقها في الاستعمالات المحلّية."
يرى بوري فرصاً في المنتَجات المرتكزة إلى الحوسبة السحابية والإنترنت الصناعي، وهما مجالان تعمل فيهما الشركات الأميركية منذ وقت، إلاّ أنّه ما من شركةٍ شرق أوسطية بدأت تفكّر فيهما بعد.
قطاع النفط اليوم
تقول نائبة رئيس "واي برو تكنولوجيز" Wipro Technologies، هيلين جيلمان (الصورة أدناه)، إنّ "قطاعاتٍ أخرى واجهَت ضغطاً كبيراً لتتغيّر وإمّا ينتهي أمرها. أمّا في مجال إنتاج النفط، فقد كنّا محظوظين، إذ لم نواجه مثل هذا الضغط. لقد كنّا نعمل في جوّ مواتٍ جداً في السنوات القليلة الماضية."

ولكنّ الضغط وصل الآن، فقد بات على قطاع النفط اليوم أن يقوم بالمزيد وبكلفةٍ أقل. فالإنفاق بات محدوداً، وجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية بدأ يتقاعد، مُزيلاً معه كمّاً هائلاً من المعرفة من هذا المجال.
ومن المشاكل التي تخصّ الشرق الأوسط، نذكر تراجع عدد حقول النفط الناضجة والاضطرار للعمل في مكامن نفطيةٍ جديدةٍ يصعب استخراج النفط منها.
على الصعيد التقني، تجد الشركات نفسها مغمورةً بالبيانات، ولكن ليس بمقدورها فعلاً أن تستفيد منها في الوقت الحقيقي – ومع ذلك، فإنّ القليل منها يستثمر مباشرةً في الابتكارات التي من شأنها أن تسمح لها باستخدام هذه البيانات بأفضل الطرق.
إنّ انخفاض الأسعار يدفع شركات النفط، سواء كانت صغيرةً أو كبيرة، إلى بدء الحديث عما يمكن تحسينه، علماً أنّ الخبراء الفنيين في هذا المجال يقولون إنهم يرون انفتاحاً جديداً على الأفكار لم يكن موجوداً منذ عامين.
وتقول المديرة العامة لـ"شوفرون" Chevron في جنوب أفريقيا، جنين جودا، إنّه "في هي الأوقات الصعبة عندما تكون الأسعار منخفضة، يكون الوقت مثالياً للتوقف لبرهةٍ والتنفس عميقاً وإلقاء نظرةٍ على كميات البيانات الهائلة تلك. فالتكنولوجيا باتت، اليوم أكثر من أي وقت مضى، تخوّل الشركات من خفض تكاليفها."
"لم يعد الابتكار ترفاً، بل ضرورةً"
لقد أمضت شركات النفط والغاز، المحلية أو العالمية منها، السنوات الخمسة عشرة الماضية تستثمر في تقنياتٍ مثل التحاليل وأجهزة الاستشعار وبرمجيات التصوّر visualization software.
أما فرصة إحداث التغيير الآن، فتتمثّل في الاستفادة من التقنيات المتاحة الآن من أجل تحقيق تكاملٍ أفضل بين العمليات التي تكون داخل الموقع وخارجه. وذلك يعني مراقبة العمليات عن بعد وحلّ المشاكل، وابتكار برمجياتٍ قادرةً على إنتاج توقّعات، ونُظُمٍ توفّر معلومات في الوقت الحقيقي، واستحداث نماذج جديدة من شأنها أن تعيد هيكلة كيفية إدارة هذه الشركات من الأساس – بالطريقة التي أحدثت فيها "آي تيونز" قفزة نوعية في عالم بيع الموسيقى وشرائها.
وبدوره، يقول مدير تطوير الأعمال في "أي بي أم" IBM، أولي إفنسون، إنّه "من المحزن أن تقتصر إنجازاتنا على أن نكون روّاداً في التنبّؤ بالمشاكل وحلّها. علينا إيجاد طريقةٍ لقراءة البيانات غير المنظّمة، تماماً كما يفعل الإنسان، بلغةٍ طبيعية... علينا إيجاد نظام لا يقدّم لك مشاهداتٍ مثل ‘جوجل‘، بل يوفّر توقّعاتٍ ورؤىً".
وتقول جيلمان من "واي برو" إنّ الشركات تستخدم 20% فقط من البيانات المجموعة، حيث أنّ الكثير من التقنيات المذكورة أعلاه غير مستخدَمة. وضيف أنّ عملية إنتاج النفط ليست فعّالةً للغاية حالياً، ومن شأن تبسيط جوانب منها أن يُحدث وفوراتٍ إضافية هائلة في التكاليف – وهو أمر هام في ظل الأسعار الراهنة. 

وقد رأت فرصاً هامّةً من حيث إدارة حركة المعلومات بفعاليةٍ أكبر بين مختلف فرق العمل والمقاولين المشاركين في عملية الإنتاج، والقدرة على إعادة هندسة مشاريع كبرى بما يسمح بمراقبة سير العمل عن بُعد وإدارة المشاكل التي تطرأ، والحوسبة الإدراكية cognitive computing.
والحوسبة الإدراكية (التي تحاكي كيفية تفكير الإنسان وإدراكه للأمور) هي مجالٌ صاعدٌ قد بدأ يعود بنتائج واعدة في التحليلات التوقّعية. وفي هذا الإطار، تقول جيلمان إنّهم بدأوا يرون كيف يمكن استخدام التكنولوجيا "للبحث الذكي"، كما وصفه إفنسون، لاستخراج التوقّعات من سنواتٍ من البيانات الخام.
تغيير وجهة نظر شركات النفط الكبرى
السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه على الداخلين الجدُد إلى هذا المجال، هو كيف يقنعون شركات النفط المحافِظة بأنّها بحاجةٍ إلى منتَجٍ جديدٍ عالي التقنية في الوقت الذي تعمل فيه على خفض إنفاقها.
يقول نائب رئيس تحسين المنتَجات في الشركة المزوّدة لخدمات حقول النفط "ويزر فورد" Weatherford، أشوك ديكسيت Ashok Dixit، إنّ "الجميع يبحثون عن طرق لاحتساب العائدات على استثمارهم return on investment. وللقيام بذلك، يجب أن يكون لديك مؤشرات الأداء الرئيسي KPI المناسبة، وبالتالي يمكنك أن تحوّل هذه الأرقام إلى أموال."
يجدر بشركات النفط أن ترى براهين تبيّن لها كيف سيساعدها منتَجٌ معيّنٌ على زيادة عائداتها النهائية. وقد يتضمّن ذلك مؤشراتٍ حول الوقت الضائع غير المخطّط له unplanned downtime، والوقت الضائع بسبب الصيانة، واستهلاك الطاقة، وجرد المواد الكيماوية، والشؤون اللوجستية، وعمر المعدات.
من الضروريّ أيضاً، جعل الحلّ سهلاً بشكلٍ يصبح فيه طبيعةً ثانية. وذلك يعني تصميم تجربةٍ أفضل للمستخِدم في برمجيات إدارة البيانات، وفقاً لبوري من "شلامبرجر". وفي هذا السياق، ذكر هذا الأخير شركة "بيتروناس" Petronas كمثالٍ عن شركة بدأت تستخدم الإدارة الذكية لحقول النفط وضاعفت إنتاجها بثلاث مرات، ورفعت وقت عمل إنتاج الآبار well production بنسبة 20%، وخفضت فترات جمع المعلومات من الآبار well test من تسعة أيام إلى ساعتين.
في حين بدأ تغييرٌ تكنولوجيّ يطرأ على قطاع النفط والغاز في بعض أنحاء العالم، كانت منطقة الشرق الأوسط بطيئةً في تبني هذه التقنيات. ولكن، ونظراً إلى أنّ انخفاض أسعار النفط يُوجِد رياحاً سياسية معاكسة في المنطقة، لا بدأ أن يَحدُث تغييرٌ ما، ولا سبب يمنع روّاد الأعمال المحليين من المشاركة في هذا التغيير.

-- 
رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على "تويتر" على @rwilliamson_.

مراهقة مصريّة تحوّل القمامة إلى وقود

$
0
0
بدأ شغف عزّة فيّاض للعلوم عام 2010 خلال ركوبها سيّارة أجرة، حيث لمعت في ذهنها حينذاك فكرةً قد تحقّق مليارات الدولارات، عبر إنتاج الوقود الحيويّ من المواد البلاستيكيّة.
"كنتُ في أحد الأيّام أستقلُّ سيّارة أجرة وتوقّفنا لمّدة ساعة على الأقلّ بسبب زحمة السير الخانقة والحشود؛ فسألتُ السائق 'ما سبب هذه الزحمة [هنا]؟' فأجابني بسبب محطّة الوقود، فتعجّبت لم قد تسبّب محطّة وقود زحمةً خانقةً كهذه،" كما تقول فيّاض.
إثر ذلك، أيقَنَتْ الفتاة التي تبلغ من العمر 20 عاماً، الحجمَ الكبير الذي كانت عليه أزمة الطاقة المصريّة؛ فالنقص في الوقود الذي يعاني منه البلد أدّى إلى نشوء زحمةٍ حول محطّات الوقود، ما دفع بالسائقين إلى الوقوف في طوابير بانتظار إعادة تزويدهم بالوقود.
وتقول إنّه بالرغم من بطء العمل على الفكرة منذ نشوئها، فهو لا يزال قائماً.

ولادة عالِم
في الوقت الذي كانت فيّاض تبلغ من العمر 16 عاماً، بدأت تتعلّم حول الأنواع المختلفة من القمامة الموجودة في المدرسة، وأبرزها الورق والبلاستيك.
"شعرتُ كأنّه لم يكن لديّ فكرة جديدة لتقديمها فيما يخصّ الورق، فقررتُ استخدام البلاستيك"، تقول فيّاض شارحةً أنّ ما شجّعها أيضاً كان "الإمكانيّة الأكبر التي يتيحها البلاستيك، لأنّ مصدره الهيدروكربونات الذي بدوره يُعتبَر المنتَج الأوّلي في أيّ نوعٍ من الوقود."
بالإضافة إلى ذلك، كانت فيّاض بحاجةٍ ماسّةٍ إلى فكرةٍ من أجل "مسابقة معرض العلوم الوطنيّة" National Science Fair competition في عام 2011، غير أنّها لم تكن تملك سوى بعض المعلومات المحدودة عن الكيمياء العضويّة. ولذلك، احتاجت للبدء من "الأساسيّات"، فتطلّبها الأمر مدّة أربعة أشهر لتتعلّم أشكال عمليّة التكسير.   
وتقول في هذا الشأن: "لم نكن قد بدأنا بتعلّم هذه الدروس في المدرسة، فكان عليَّ القراءة بنفسي والبحث في مجلّات علميّة للتعلّم منها."
ومن جهةٍ ثانية، تلقّت هذه الباحثة اليافعة المساعدة من ذويها اللذان شجّعاها لتكون عالمةً على الرغم من أنّهما ليسا كذلك، بالإضافة إلى مساعدة أستاذَي علوم على تطبيق الفكرة من خلال استخدام طرق علميّةٍ صحيحة.
تأسيس الفكرة
عمل مع فيّاض أستاذ العلوم والمهندس والمرشد طارق فهمي مدّة ستّة أشهرٍ، لتطوير التجربة  لـ"مكتبة الإسكندرية" التي تقيم "معرض العلوم الوطنيّ" National Science Fair.
ويقول فهمي إنّ "الفكرة راودَت عزّة؛ فذهَبَتْ إلى المدرسة مع أولادي وطلبَت منّي مساعدتها في عمليّة البحث." كما يتابع قائلاً: "علّمتُها كتابة الأبحاث وكيفيّة إجراء البحوث، فضلاً عن توفير المواد الأساسية التي تحتاجها لإجراء التجارب."
لإجراء هذه التجارب، كانا بحاجةٍ إلى نوعٍ محّددٍ من "مفاعل الضغط العالي" high pressure reactor، والموجود في "معهد بحوث البترول المصري" Egyptian Petroleum Research Institute في القاهرة؛ لذا بدأَتْ فيّاض بتحضير أوراقها المطلوبة للوصول إلى المختبرات. وبعد حين، قامت "مكتبة الإسكندريّة" Alexandria Bibliotheca بإرسال رسالةٍ رسميّةٍ للمعهد تمنح فيها فيّاض الإذن ببدء تجاربها معهم.
وتقول فياض إنّ "جزءاً من برنامج المكتبة كان البحث عن المعاهد ومراكز الأبحاث التي بإمكانها مساعدة المتقدّمين، فتلقيّتُ رسالةً رسميّةً وإذناً يخوّلني البدء."
تطبيق العلوم
يقول مدير"معهد بحوث البترول المصري"، أحمد الصبّاغ، إنّه تمّ إنشاء فريقٍ من ذوي الخبرات لمساعدة فيّاض على وضع اللمسات الأخيرة على تجاربها.
كان مشروع فيّاض يقوم على إعادة تدوير البلاستيك عبر تكسيره، من خلال عمليّة التكسير التحفيزي catalytic cracking. وهذه العمليّة تستخدم صلصال الـ"بنتونيت الكالسيوم" calcium bentonite كمحفّزٍ لتكسير النفايات البلاستيكيّة كالأكياس البلاستيكيّة والعبوات وتحويلها إلى غازاتٍ تحتوي على الميثان والبروبان والإيثان. وبالتالي، يمكن عندها استخدام هذه الهيدروكربونات كمصدرٍ للوقود، كالغاز الطبيعي والبوتاغاز والإثانول. 

 بنتونيت الكالسيوم. (الصورة من Titanos Group)
 خلال قيامها بالبحث، عثرَت فياض على بعض الدراسات التي استخدمَت الطين المحفِّز. وعندما توجّهت إلى "معهد بحوث البترول المصري" وجدَت التركيبات الكيميائيّة لهذا الطين المُحفِّز شبيهةً إلى حدٍّ كبير بالمحفّز المُستَخدَم لتحويل البلاستيك إلى وقود. وبعد دراساتٍ أعمق وإرشادٍ من المعهد، أدركَت فياض أنّ بنتونيت الكالسيوم لديه الخصائص الكيميائيّة ذاتها وقرّرَت استخدامه لوفرته وسعره الزهيد.
العمليّة بذاتها ليست بجديدة، ولكنّ فيّاض تقول إنّ نوع المحفّز سمح بحدوث العمليّة بدون انبعاث الغازات السامّة وفي درجة حرارة أقل؛ ما يعني توفير الطاقة والمال.
عام 2011، أعطى "معهد البترول للبحوث المصري" مكاناً خاصّاً لفياض لمدّة شهرٍ للقيام بالتجارب على أفكارها. وخلال مرحلة التجربة، عمل معها أستاذٌ جامعيٌّ ومرشدٌ آخر، هو ممدوح الملاوي.
في ذلك الوقت، كانت المدارس مغلقًة بسبب الانتفاضة المصريّة لعام 2011، لذلك تسنّى لها الوقتُ للعمل على المشروع خلال هذا الشهر. وبعد إعادة فتح المدارس وانتهاء الامتحانات، تمّ ترشيح فيّاض لـ"المسابقة الأوروبيّة للعلماء الصغار" European Young  Scientists competition، ومن ثمّ عادَت إلى "معهد البترول للبحوث المصري" لمتابعة تجاربها خلال صيف 2011.
طوال هذه الفترة، عمل ذوو فيّاض على دعمها ماديّاً كما قام المعهد بمساعدتها على متابعة العمل. وتعلّق قائلةً: "لا أعلم كلفة العمل بآلاتٍ وأدواتٍ كهذه، لكنَّ [معهد البترول للبحوث المصري] سمح لي باستخدامها."
المسابقات الدوليّة وما بعدها
بدءاً من عام 2011، كانت فيّاض تشارك في المسابقات الدوليّة والمؤتمرات، ما أثبت وجودها في المجتمع العلميّ الدولي؛ ولكنّ ذلك دفعها إلى أخذ استراحةٍ من تحويل المواد البلاستيكيّة إلى وقود.
أمّا حالياً، فلتطبيق الفكرة على أرض الواقع، يجب حصول أمران: المزيد من الدراسات وبعض المفاوضات.
كانت فيّاض تعتزم حصولها على براءة اختراع للفكرة عام 2012، لكنّها تأخّرت بسبب التعمّق في دراسة العمليّة اللّازمة، حسبما تقول. بالإضافة إلى ذلك، تواصلت شركتان معها لتبنّي مشروعها على مستوى صناعيّ، ولكن لم يحصل أيّ اتّفاقيات بعد. وتعلّق الشابّة على هذا الأمر بقولها: "لا يمكنني الإفصاح عن اسمَي الشركتين بعد، لأنّ الأمر مبكرٌ لذلك."
بعدما تزايد شغف فيّاض للعلوم منذ مشروعها الأوّل، ها هي الآن تتابع مشاريع جديدة تتعلّق بالطاقة الشمسيّة.
 --
تخرّجت سارة من كلّية إدارة الأعمال باختصاصَين في الاقتصاد والمالية، ثمّ قادها شغفها الصحفي لأن تصبح مراسلةً تركّز على ريادة الأعمال والشركات النامية في مصر.

نقولا صحناوي: هذا ما أعرفه

$
0
0

لطالما كان نقولا صحناوي محرّكاً للوسط التكنولوجي في لبنان، كونه أدّى دوراً أساسياً في إنشاء "منطقة بيروت الرقمية" Beirut Digital District وتقريب لبنان أكثر من أيّ وقتٍ مضى من الإنترنت العالي السرعة، وتبوّئه حاليّاً منصب رئيس مجلس إدارة "المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي" UK Lebanon Tech Hub؛ وبالتالي لا شكّ في أنّه تعلّم بضعة أشياء عن نفسه وعن عالم التكنولوجيا وعن الوسط الرياديّ في لبنان.
الوزير السابق للاتّصالات في لبنان، والذي أطلق مؤخّراً لعبةً للهواتف المحمولة تحت عنوان "جايم كوكس" Game Cooks، شارك ما يعرفه مع "ومضة".
الكسالى هم الأكثر ذكاءً. ذلك لأنّهم يبحثون دوماً عن طريقة لفعلٍ أمرٍ في خمس دقائق، فيما يستغرق الشخص غير الكسول 24 ساعةً. أنا أفكّر أكثر وأسعى لفعل الشيء بأقلّ مقدورٍ من الجهد؛ ولا أؤيّد دوام العمل السائد من التاسعة صباحاً حتى الخامسة من بعد الظهر.
لا تكن عبداً للنظام. أنا ضدّ النزعات السائدة. من الشائع جدّاً سماع الناس يقولون إنّ عدوّك اللدود هو نطاق راحتك، أمّا بالنسبة إليّ، فنطاق الراحة هامٌّ جداً، ويجب برأيي توسيعه. إذا كنتَ مرتاحاً وقادراً على الإبداع والإنتاج في بيئةٍ مريحة، ستتمكّن من الإنتاج والبيع أكثر. لا تقتُل إبداعك، بل كُن متسامحاً مع نفسك وقم بما تحبّه، فلن تتمكّن من بذل قصارى جهدك إذا لم تكن متحمّساً للعمل؛ وقد اكتشفتُ ذلك منذ بداية مسيرتي.
أنا ودود. عندما كنتُ وزيراً، كان بالإمكان التواصل معي ما بين منتصف الليل والواحدة بعد منتصف الليل من كلّ ليلةٍ على "تويتر" لأجيب على الأسئلة. والآن، يسعى روّاد الأعمال للحصول على مشورتي. ولكن لا أحد منهم يبحث عن الأمر عينه، بل يختلف الأمر باختلاف المرحلة التي وصلوا إليها. وبالتالي، أقدّم لهم بشكلٍ عام أفكار حول عملهم، ولكنّ أكثر ما يريدونه هو توسيع شبكة معارفهم.
بلدي هو محفّزي الأكبر. لذلك أعطيتُ أقصى ما عندي عندما كنتُ وزيراً. أنا متحمّس لأغيّر العالم.
أنا غير منضبطٍ بتاتاً. لقد حاولتُ مرّاتٍ لا تحصى أن أمارس التمارين الرياضية في الصباح، وأتوقّف دائماً عن ذلك بعد مرور بضعة أشهر. ولكن، في الوقت عينه، عندما أقرّر أن أفعل شيئاً، أقوم به فعلاً في 99.9% من المرّات. لقد اقتربتُ من إنهاء تأليف كتابٍ الآن وسوف أنشره بعد شهر. هذا الكاتب موجّهٌ لأطفالي في المقام الأوّل، لذا فهو كتابٌ خاصّ يتناول بحوثاً تاريخيةً وشجرات العائلة وصوراً ورسومات؛ إنّه عملٌ ضخمٌ بدأته منذ ستة أشهر.
ما زالت ثقافتنا غير مستعدّةٍ لقبول الفشل. إنّ لبنان صغير جداً، والكلّ يعرف الكلّ، لذا فإنّ السمعة هامّةٌ لدينا، كما أنّه إذا كان لدى شخص سجلٌّ من الفشل فلن يثق به الناس، وذلك أمرٌ سيء. إذا كان في بلدك 300 مليون نسمة سيعيد النظام القائم تصحيح الفشل، أمّا إذا كنت في بلدٍ صغير فما من تنوّعٍ من هذا القبيل، أو اقتصاد كلّي، لإعادة إحلال التوازن.
ولكن، أعتقد أنّه في المجتمع التكنولوجي الرقمي في لبنان، يمكننا أن نضع قوانين مختلفة. فلأنّنا نلجأ إلى رأس المال المخاطر، نعتبر الفشل أمراً طبيعياً. المجتمع التكنولوجيّ ناضجٌ ويخضع للقواعد والثقافة التي يمكن أن تجدها في الولايات المتحدة.
لا وقت لدينا لنأخذ نفساً عميقاً ونسترخي. أنا أعيش على هاتفي الـ‘آيفون‘ iPhone؛ أنا أشبه بطفلٍ في الرابعة عشرة من عمره، وذلك يزعج كلّ من حولي. كان لدي جهاز ‘فايلو فاكس‘ Filofax في الماضي ومن ثمّ ‘بالم‘ Palm. أحنّ للزمن الذي سبق زمني، وهو أمرٌ غريب. هو الزمن الذي عاش فيه أهلي وأجدادي، حينما كان هناك عددٌ أقلّ من الناس وحينما كانوا يتحرّكون ببطءٍ أكبر. لا أحبّ كثيراً سرعة الزمن الذي نعيش فيه. علينا أن نسترخي وأن نشعر بالوقت الذي يمرّ، وأن نفكّر. ليس من الضروري أن يكون كلّ الوقت كذلك، ولكن، علينا أن نتنعّم بفتراتٍ نحيا فيها بنمطٍ بطيء.
بطبيعتي، لستُ مولعاً إلى هذا الحدّ بالتكنولوجيا. ومع ذلك، أحبّ أن أعيش في المستقبل لأكتشف التقنيات الجديدة. أنا أؤمن بشدّةٍ في النموّ الهائل لتقنيات المعلومات وتأثيرها في تغيير العالم بنمطٍ مذهلٍ وسريع. وفي العقود القادمة، أعتقد أنّها ستهدم بعض الجدران التي كنّا نعتقد أنّه من المستحيل هدمها، مثل الحياة الأبدية والسفر إلى الفضاء والذكاء الاصطناعي.
أحبّ ألعاب الفيديو. وكانت اللعبة الأولى التي أحببتُها ‘بونج‘ Pong، وهي لعبة كرة مضرب كنتُ ألعبها لساعات. بعد ذلك، أتت ألعاب إطلاق النار وغزو الفضاء، فكنتُ ألعب ‘عصر الإمبراطورية‘ Age of Empire التي تستوجب الكثير من الدهاء، وهي لعبةٌ تعلمك الكثير عن الجغرافيا السياسية مع أنّها مبسّطة جدّاً. وفيها، عليك أن تربح المال فيها وأن تستخدم الدِّين والسلاح، وهي تبدو أنّها نسخةٌ مصغّرةٌ عن معارك الحضارات عبر التاريخ. أمّا الآن، فلم يعد لديّ الكثير من الوقت لألعب هذه الألعاب، إلّا أنّني ألعب على هاتفي عندما أجد لعبةً ملفتة فعلاً وقادرةً أن تريحني من ضغوط الحياة بعد يومٍ طويلٍ من العمل.
لا أشتاق إلى السياسة. ولكن لم أخرج بالكامل منها. إنّها تضحيةٌ بالنسبة إليّ؛ فعندما أكون في منصبٍ عام محاطاً بكلّ الأمور السلبية، أتساءل ما إذا كان ذلك يفوق قدرتي على التحمّل. أفعل ذلك للقيام ببعض الأعمال الجيدة، ولأساعد بلادي وليبقى أطفالي في لبنان. أنا لا أقوم بعملي من أجل الأمور الجميلة ومن أجل الناس أن يراني الناس، فلو كان هذا ما أريده لكنتُ وجدتُ طرقاً أسهل لتحقيقه.
المساءلة معدومة في السياسية اللبنانية. في ما يتعلّق بالإنترنت، لم يحقّق المشروع النجاح المنشود بسبب بعض الموظفين غير الكفوئين الذين يتبوأون مناصب رفيعة الشأن، والذين فشلوا فشلاً ذريعاً، وحتّى أولئك الذين أوقفوا عمداً إطلاق ‘عرض النطاق التردّدي‘ bandwidth. هؤلاء الموظّفون أنفسهم لا يزالون حتّى اليوم يمنعون البنى التحتية من بلوغ المستوى المرجوّ. إنّ العمود الفقري للألياف البصرية شغّال بالكامل، ولكن لم يتمّ إعمالها بعد منذ أن غادرتُ الوزارة، وذلك من دون أيّ سبب وجيه. تذكّروا، أنّه إلى جانب زيادة عدد المستخدِمين، لن تزداد السرعة ازدياداً هائلاً إلاّ إذا تمّ تطبيق مشروع الألياف البصرية إلى المنزل fiber-to-the-home project، غير أنّه مشروعٌ سيستغرق ما بين سنةٍ إلى أربع سنوات؛ وقد أعلن عنه الوزير بطرس حرب مؤخّراً، في خطّة العام 2020.
إذا أردت معرفة آخر أخبار نقولا صحناوي، يمكنك متابعته عبر "تويتر" على @NicolaSehnaoui.
--

لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight[at]wamda[dot]com

'فاب لاب الظهران'يبني جيلاً جديداً من الصانعين والمبتكرين

$
0
0

المبتكرون والصانعون في المستقبل (الصورة من "فاب لاب - الظهران)
في كانون الثاني/يناير من عام 2014، تم تدشين "فاب لاب - الظهران"وهو أوّل مختبر تصنيع رقمي في الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية، وتحديداً في"جامعة الملك فهد للبترول والمعادن".
يقع هذا المختبر في المبنى 26 من الجامعة، وبحكم أنّ طلاب "جامعة البترول والمعادن" وعمادة البحث العلمي بالجامعة لديهم الكثير من المشاريع والأنشطة، فلا بدّ من إيجاد البيئة المناسبة لدعمهم ومساندتهم.
وقد جاء المختبر نتيجة شراكةٍ بين القطاع الخاص متمثّلاً بشركة "أرامكو" ARAMCO السعودية، والقطاع الحكومي متمثّلاً بـ"جامعة الملك فهد للبترول والمعادن"، تحت سقف "مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي"، وبإشرافٍ من عمادة البحث العلمي في الجامعة.

أدوات الابتكار وأبرز الاختراعات. (الصورة من "فاب لاب - الظهران")
خلال حوار مع "ومضة"، يشير مدير "فاب لاب - الظهران"، بدر السيف، إلى أنّ الهدف الأساسي من إنشاء هذه المؤسّسة هناك هو تمكين جميع أفراد المجتمع من استخدام أجهزة التصنيع الرقمي ونشر ثقافة التصنيع والسعي لتطويرها في المملكة العربية السعودية."
ومن أهدافها أيضاً صناعة النماذج الأولية وإثبات النظريات العلمية، وتوفير مركزٍ للتعاون والتواصل، وتمكين المبتكرين والمبتكرات في السعودية من إيجاد مكانٍ مُجهّزٍ لبرامج الإبداع المحلية.
ويذكر السيف أنّ "‘فاب لاب - الظهران‘ يُنشئ مجتمعًا مخترعًا ويوفّر له التعليم والبيئة الملائمة للتصميم وتنفيذ الأفكار. فنحن مجتمعٌ مستهلك، ونحتاج لأن نصبح منتِجين."
 قبل عقدٍ من الزمن، كان البروفيسور في "معهد ماساتشوستس للتقنية" MIT، نيل جرشنفلد، قد أطلق ما يُعرف الآن بـ"فاب لاب" Fab Lab، وهو اختصارٌ لعبارة ‘مختبر التصنيع‘ في الإنجليزية (Fabrication Lab).
  و"فاب لاب" هو عبارة عن ورش عمل تؤمّن الأدوات الضرورية لمساعدة الأفراد على تطوير أفكارهم وجعلها منتجاتٍ ملموسة. وقد انتشرت الورش هذه حول العالم، ليتخطّى عددها الآن 400 منشأة، بين بوسطن في الولايات المتّحدة، ومصر والبحرين والسعودية وغيرها من الدول. 
الأدوات
يوفّر المختبر خمسة أجهزةٍ أساسية للتصنيع، كما يقدّم للشباب التوعية والتدريب على استخدام هذه الأجهزة.
الجهاز الأول هو CNC، وهي آلة تقوم بقطع الألواح الكبيرة الحجم والحفر عليها، فتتيح إمكانية تصنيع الأثاث وأجسام المركبات والأجسام الكبيرة الحجم.
الجهاز الثاني هو جهاز قاطعات الليزر، وهي آلةٌ تقوم بقطع الألواح صغيرة الحجم، من الخشب والمعادن، والحفر والنحت عليها باستخدام أشعة الليزر المركّزة.
الجهاز الثالث يحتوي على طابعاتٍ ثلاثية الأبعاد، تتيح هذه الطابعات لمستخدمها إنتاج أجزاء صغيرةٍ مصنوعةٍ من مواد مختلفة وبمواصفات فيزيائية وميكانيكية، من ثمّ تركبها في عملية بناء واحدة.
الجهاز الرابع هو آلةٌ لصناعة القوالب وآلة لتقطيع الفينيل، تمكّن المبتكِر من صناعة القوالب صغيرة الحجم بدقّةٍ متناهية، وتُتيح له تصنيع ألواح داراتٍ كهربائية مخصّصة لاستخدامات محددة. وآلة تقطيع الفينيل، تمكّن المستخدم من تقطيع الملصَقات والشرائح الرقيقة.
أمّا الجهاز الخامس فيحتوي على القطع والدارات والحسّاسات الإلكترونية اللازمة لصناعة الأجهزة الإلكترونية، والتي تحتوي على المتحكّمات الرقمية الصغيرة التي يمكن برمجتها للتحكم بأيّ دائرة كهربائية عن بعد.
معظم المنتَجات التي يتمّ تصنيعها في "فاب لاب - الظهران" تتكوّن من الخشب مثل قطع الأثاث، وكلّ ما هو من البلاستيك مثل إطارات النظارات وغيرها.

العتاد. (الصورة من "فاب لاب - الظهران")
ومن أبرز الابتكارات التي أُنجزَت في المختبر حتّى الآن، كرسيٌّ خاصٌّ بالمطارات مزوّدٌ بشاشةٍ مترتبطةٍ بقاعدة بيانات جدول الرحلات الجوية، ابتكره عبدالله الدوسري.
ويعمل كرسيّ المطارات هذا من خلال إدخال المسافر لبيانات الرحلة إلى شاشة الكرسي الذي يجلس عليه في المطار، بدوره يقوم الكرسيّ بإرسال تنبيهاتٍ عبر الاهتزاز قبل موعد الصعود إلى الطائرة بعشرة دقائق، وتزيد قوة هذه الاهتزازات كلّما تأخر المسافر في القيام عن الكرسيّ.
وعندما سألنا السيف عن الوقت الذي يستغرقه تصنيع الابتكارات في العادة، قال إنّ "المبتكر يستغرق عادةً 20 ساعةً في التصميم و20 ساعة في التنفيذ، بينما يستغرق ما بين 4 إلى 5 ساعات في التصنيع الرقميّ."
ورَش العمل
يقدّم "فاب لاب - الظهران" برنامجًا صيفيًّا يحضره الشباب بين 16 و18 سنة، ويستقبل طلّاب المدارس ليتعرّفوا على التصميم الرقمي. ويقول السيف إنّ "أبواب ‘فاب لاب - الظهران‘ مفتوحةٌ للجميع وبالمجّان. فهو منشأة غير ربحية مهيأة ومجهّزة بالكامل، ويوفر كلّ ما يحتاج إليه المبتكر أو المخترع من أدوات و أجهزة وتعليم، ما يساهم بشكلٍ ملحوظ في الحثّ على الإنتاجية وإنشاء جيلٍ جديدٍ من المبتكِرين في السعودية." 
خلال التصنيع: المشاركون في أسبوع التصميم من "فاب لاب"
خلال 18 شهراً، استطاع "فاب لاب - الظهران" تنظيم 1200 ورشة عمل، وتأمين 14,420 ساعة تعليم، وإنتاج 4030 ابتكارٍ أو اختراع، وحشد 13,053 زائر، أي ما يُعادل من 20  إلى 50 زائراً في اليوم الواحد.
ومن جهةٍ أخرى، يشير السيف في حديثه مع "ومضة" إلى أنّ المبتكرين في المملكة لا تنقصهم الأفكار والتصميم المميزة بل طريقة التنفيذ؛ فهم لا يعرفون إلى أين يذهبون بتصاميمهم لعدم توفر البيئة الملائمة والأدوات التي يحتاجون إليها لتطبيقها.  
--
بنان حسن الحجاجي، صحافية مهتمة في مجال التطوير وريادة الأعمال. حصلت على بكالوريوس في الأدب وماجستير في علم اللغة من المملكة المتحدة، وترأس حالياً قسم الإعلام الإجتماعي في شركة "فانومان" وهي منصة إلكترونية لربط العملاء بمقدمي خدمات نقل الأثاث في السعودية. يمكن التواصل معها على bananalhajaji@yahoo.com  و@Banan_Alfadi، أو زيارة مدونتها من هنا. 

هل يطيل الابتكار من عمر الشركات الناشئة في سوق تنافسية؟

$
0
0
لا يسعنا أن ننكر أنّ عالم الأعمال قد تحوّل جذرياً في السنوات القليلة الأخيرة، وأنّ المحرّك الأساسيّ لهذا كان الابتكار؛ ولعلّ أبرز ابتكارٍ كان انتشار الإنترنت في التسعينيات، ما أحدث ثورةً في طريقة التواصل بين الناس أينما كانوا في العالم.
والابتكار يحثّنا على الانفتاح على التغيير وعدم الخوف من المجهول، والمضيّ قُدُماً من أجل تطوير الأعمال أو حتّى تحويل مسارها، من أجل البقاء في سوق العمل التنافسية.
حتّى لو كان الابتكار مفهوماً واسعاً وعامّاً، يعتبر كثيرون أنّه لا يُحدِث تغييراً في المنتَجات أو الخدمات وحسب، إنّما أكثر من ذلك بحيث يغيّر سلوك المستخدم أو المستهلك.

 يضطلع الابتكار بدورٍ أساسيٍّ في بقاء أيّ شركةٍ في عالمنا اليوم. (الصورة من "فوربس")
كثيرةٌ هي الأمثلة حول هذه الشركات، ومنها محرّك البحث "جوجل" Google الذي لم يبتكر البحث الإلكتروني فقط بل غيّر طريقة تفاعلنا مع الإنترنت ككلّ؛ أو "آي تيونز" iTunes من "آبل" Apple الذي لم يقدّم طريقةً سهلةً وسريعة للموسيقى الرقمية فحسب إنّما بدّل طريقة الاستماع إلى الموسيقى؛ أو "أوبر" Uber التي أحدثت ثورةً في قطاع سيارات الأجرة في العالم؛ وكذلك "إر بي أن بي" Airbnb في قطاع الضيافة والسفر، واللائحة تطول.
في "استطلاع الرؤساء التنفيذيين العالميين السنوي الـ18"18th Annual Global CEO Survey الذي تعدّه الشركة الاستشارية العالمية "بي دبليو سي" PWC، بدا واضحاً أنّ الشركات باتت تركّز بشكلٍ متزايدٍ على مشاكل المستهلكين وإيجاد قدراتٍ تنظيميةٍ جديدةٍ تسمح لهم بالتميّز عن الشركات الأخرى، حتى لو عنى ذلك الغوص في قطاعاتٍ جديدة.
كما أشار الاستطلاع إلى أنّ 56% من الرؤساء التنفيذيين يتوقّعون أن تنافس الشركات في قطاعاتٍ جديدةٍ في السنوات الثلاثة المقبلة، وأنّ ثلاثةً من أصل عشرةٍ منهم دخلوا قطاعاتٍ جديدةً في السنوات الثلاثة الأخيرة، في حين أنّ 21% منهم فكّروا بهذا الاحتمال.
ورأى الاستطلاع أنّ الشركات التي ستنجح في تحقيق قيمةٍ مضافةٍ جديدةٍ بفضل التحوّل الرقميّ وتطوير الشراكات المتنوّعة والتفاعلية والتوصّل إلى سبل مختلفة للتفكير والعمل، هي التي ستجد نفسها فائزةً في البيئة التنافسية.
من جهةٍ ثانية، كشف تقرير سابق لـ"بي دبليو سي" بعنوان "كيف تعزز الابتكار ونمو الأعمال" How to drive innovation and business growth، أنّ الشركات لا بدّ أن تبتكر بسرعةٍ وبكلفةٍ مقبولة، من أجل أن تحفظ لها مكانةً في السوق العالمية، وأنّ التكنولوجيا تبقى المحفّز الرئيسي.
إلّا أنّ أفضل التكنولوجيا تعجز عن تحقيق النجاح إذا لم يتمّ التركيز على استراتيجية الأعمال والأهداف، فلا بدّ من أن تكون لديك رؤيةٌ واضحةٌ لتوجّه الشركة لأنه سيحدّد دور الابتكار في تحقيق النموّ، بالإضافة إلى نوع الابتكار الذي تريده من أجل إحراز التغيير.
باختصار يضطلع الابتكار بدورٍ أساسيٍّ في بقاء أيّ شركةٍ في عالمنا اليوم، وفي ما يلي بعضٌ من التغييرات التي أحدثها في طريقة القيام بالأعمال.
توفير البيانات لجمعها وتحليلها والاستفادة منها
لا شكّ أن ذلك غيّر جذرياً طريقة القيام بالأعمال، وساعد الشركات على التعاون فيما بينها. فلقد اعتبر أنثوني بتلر، الرئيس التنفيذي لقسم التكنولوجيا والخدمات السحابية لدى "آي بي إم" الشرق الأوسط وأفريقيا IBM MEِِA عندما التقينا به على هامش قمة الابتكار العالمية الشهر الماضي في دبي أنّ إنترنت الأشياء وتكنولوجيا السحابة يسمحون بتحليل البيانات والمعلومات من أجل الاستفادة منها على أكمل وجه.
وضرب مثالاً بقطاع التجارة بالتجزئة، معتبراً أنّ لا صلة مباشرة له بإنترنت الأشياء، إلّا أنّ جمع البيانات عن سلوك المتسوّقين يسمح للتجّار بتغيير استراتيجيّاتهم التسويقية على سبيل المثال. كما اعتبر أنّ الواجهات البرمجية API تبقى أفضل أداةٍ لتوفير البيانات، في حين سمحَت للعديد من الشركات في جني الأموال منها.

 أنتوني باتلر وشادي صعب خلال "قمة الابتكار العالمية" 2015؟
كما ذكر على سبيل المثال شركة "أمازون" Amazon التي تمنح المعلومات الخاصة بأسعار الكتب المتوفّرة لديها، بفضل الرقم الدولي المعياري للكتاب ISBN، لكلّ من يريد بناء تطبيقاتٍ مشابهة. وشدّد بتلر على أنّ هذه المنصّات تمنح الأفراد الأدوات اللازمة للابتكار عوضاً عن هدر الوقت والجهد للتوصّل إلى هذه البيانات.
تحويل المنتَجات إلى خدمات
لا شكّ أنّ اعتماد الابتكار في استراتيجية الشركة ساعدها على التأقلم مع وضع الأسواق، كما حمل الكثير من الشركات على تحويل منتَجاتها إلى خدمات، بحسب ما قاله شادي صعب، المدير الرقمي في مجموعة "ستاركوم ميديافسست" Starcom Mediavest Group، خلال "قمّة الإبداع العالمية" في دبي.
وقد أشار إلى أنّ شركة "نايكي" Nike التي كانت مجرّد شركةٍ للملابس الرياضية، تحوّلت إلى شركة تكنولوجيا أيضاً بفضل التكنولوجيا التي أدخلتها على الأحذية أو الملابس أو حتّى الأجهزة القابلة للارتداء التي أطلقتها.
هذا وشدّد على ضرورة العمل المشترك بين قسم التسويق وقسم التكنولوجيا في أيّ شركة، من أجل التوصّل الى تقديم أفضل الخدمات.
تشجيع التنوّع وتبادل المعرفة بين مختلف الوظائف
لا يكون ذلك ممكناً إلّا من خلال إيجاد ثقافة الابتكار داخل الشركة، بحسب بتلر الذي شرح قائلاً إنّه لا يكفي أن يقول الشخص على رأس هرم الشركة بضرورة الابتكار وكيفية القيام بذلك، بل من المهمّ وضع إطارٍ يسمح لمختلف الموظّفين بطرح أفكارهم المميزة.
وبدوره، شرح وليد صيداني الذي أسَّس مؤخراً شركة "الصيداني لخدمات الإدارة المبتكرة" Sidani Innovative Management Services في دبي، أنّه يؤمن بأنّ الابتكار يبدأ من كلّ مكان، وأنّ أيّ فردٍ في الشركة قادرٌ على التأثير على ثقافة الابتكار.
كما أضاف صيداني الذي يساعد الشركات على اعتناق الابتكار في استراتيجيتها، أنّ الأهم هو معرفة مدى نضوج الشركة وقدرتها على تسخير طاقة المواهب وتحسين تجربة الزبون وتحديد مؤشّرات الأداء KPIs. وبالتالي، شدّد على أهمّية التركيز على الأشخاص الذين يتمّ توظيفهم، لأنّهم مفتاح البقاء.
--
باميلا كسرواني صحافية عمِلت طوال 7 سنوات في القسم العربي في قناة فرانس 24 الفرنسية. انتقلت مؤخراً الى المنطقة حيث تعمل كصحافية ومترجمة مستقلة لعدد من البوابات الإعلامية الالكتروني. يمكنكم متابعتها عبر "تويتر" @poumk13.

الدفعة الأولى من 'حاضنة جسر'المصرية: طاقة وتكنولوجيا ورعاية صحية

$
0
0
مع النموّ السكاني المستمرّ في مصر، تزداد نسبة التحدّيات المُرتبطة بتوفير الخدمات الأساسية. ولذلك، تبرز أهمية المؤسّسات الريادية الاجتماعية التي ترعى مشاريع ناشئة وابتكاراتٍ بهدف إحداث أثر اجتماعي، على نهج جمعية "نهضة المحروسة"Nahdet ElMahrousa، وشبكة الروّاد الاجتماعيين العالمية "أشوكا" Ashoka.
على الرغم أن مؤسسة "مصر الخير" Misr El Kheir تعمل بالأساس على دعم المشاريع الخيرية والحالات الإنسانية، إلا أنها أطلقت العام الماضي، حاضنة الأعمال الاجتماعية، "جسر" Gesr، التي تحتضن وتستثمر في الشركات الناشئة التقنية.
تهدف حاضنة الأعمال هذه إلى تمكين فئات قاعدة الهرم الاجتماعي والاقتصادي من الحصول على أبسط حقوقهم في حياة كريمة، كما تقول سالي متولي، رئيسة قطاع الابتكار وريادة الأعمال لدى مؤسّسة "مصر الخير" وبرنامج حاضنة أعمال "جسر".

سالي متولي (إلى اليمين) في إحدى فعاليات "جسر".
وعن "جسر"، تشرح رضوى عرنوس، مسؤولة التواصل لدى حاضنة الأعمال هذه، أنّ "الفكرة تطوّرت على مدار عام، من مجرّد إنشاء حاضنة أعمال إلى إقامة تكتّل يدعم الابتكارات الاجتماعية بشكلٍ شامل، عن طريق دعم دورة الابتكار بدءاً من مرحلة الفكرة أو النظرية حتّى المرحلة النهائية. ويتمّ ذلك عبر تحويل هذه الفكرة إلى منتَجٍ، ومن ثمّ طرحها من خلال شركات ناشئة."
ويرتكز هذا التكتل (المدعوم جزئيًا من الاتّحاد الأوروبي) إلى ثلاثة محاور رئيسية: برنامج "معمل ابتكار جسر" Gesr Lab، وبرنامج تسريع أعمال Accelerator، وشبكة استثمارٍ اجتماعي لدعم الشركات الناشئة The Social Impact Network.
برنامج "معمل ابتكار جسر"
"تعمل ‘جسر‘ على توفير الدعم المالي والفني والتكنولوجي لأصحاب الشركات الناشئة، إضافة إلى تقديم الإرشاد والاستشارات الريادية المُتخصّصة، وإجراء دراسات للسوق مع التأكيد على الأثر الاجتماعي لكلّ مشروع،" تقول عرنوس مضيفةً أنّ الحاضنة "تُقدّم أيضاً الدورات التدريبية وورش العمل الخاصّة بريادة الأعمال."
وفي إطار تلك الأهداف، تُقدّم حاضنة الأعمال برنامج "معمل ابتكار جسر"، الذي يريد نشر ثقافة الابتكار الاجتماعي وتشجيع المبتكرين على تطوير منتَجاتٍ وابتكاراتٍ تخاطب مشاكل اجتماعية. كما يعمل على توفير الدعم التقني للشركات المُحتضَنة وتوفير ورش عملٍ لمساعدتهم على تطوير وتنفيذ نماذجهم الأولية MVP.
 وبحسب عرنوس، "يقدّم المعمل the lab خدماته من خلال ورش عمل ميكانيك، وورش عمل نظم الكترونية، كما يقدّم دوراتٍ تدريبيةً علميةً تغطّي عدّة أوجه في الابتكار الاجتماعي. ويهدف البرنامج إلى تشجيع المبتكرين الشباب على توفير حلول تكنولوجيةٍ اقتصاديةٍ لمشاكل المجتمع."
 يقوم برنامج المعمل على 4 تحدّيات، يستغرق الواحد ما يقرب من 3 أشهر؛ ويعتمد على حلّ مُشكلةٍ مُجتمعيةٍ كاستغلال طاقة الرياح، أو مخلّفات الأوراق، أو الإعاقة الجسدية، وغير ذلك. وفي نهاية الدورة، يتمّ عرض الحلول على لجنة تحكيمٍ ويحصل الفائز على جائزة ماليةٍ تتراوح بين 3 و5 آلاف جنيه مصريّ (أي بين 380 و640 دولار أميركي).
مُسرّعة أعمال لدعم المشاريع الريادية
تماشيًا مع أهدافها التنموية من خلال توفير بيئة عملٍ مُتكاملةٍ للشركات الناشئة، تقوم حاضنة ‘جسر‘ بتقديم خدماتها للشركات الناشئة عن طريق برنامج تسريع أعمال accelerator، مدّته ستّة أشهر. ويقدّم هذا البرنامج دعماً ماليّاً يصل بحدٍّ أقصى إلى مئتي ألف جنيه مصري (25 ألف دولار)، فيما من أجل الالتحاق به يخوض المتقدِّم عدّة مسابقاتٍ للفوز بفترة الاحتضان."
وتضيف متولي أنّ "إطلاق برنامج تسريع أعمال يريد مُساعدة الشركات الناشئة في توفير مُناخٍ مُناسبٍ للعمل والابتكار، بالإضافة إلى تسخير الأنشطة والآليات المُلائمة لمُخطّطاتهم، والتي بدورها تدعمهم في المراحل المبكرة من الفكرة أو المشروع."

تقدَّم 180 مشروعًا تقريباً للانضمام إلى الدورة الأولى من برنامج تسريع الأعمال، فاز ثمانية منهم. وهم حالياً ضمن مراحل البرنامج، يتلقّون الدعم المالي والفنّي، ومن المخطط تخرّجهم نهاية عام 2015. كما وسيتمّ الإعلان عن قبول طلبات الدورة الثانية ضمن فاعليات ملتقى "ريادة الأعمال الاجتماعية"، المزمع عقده خلال الشهر الجاري.
وهذه الشركات التي تتنوّع مجالاتها بين الطاقة والتعليم والغذاء والزراعة والصحة والخدمة الاجتماعية، هي:
1- "أسكوفا" Askova: مشروعٌ لإنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة الجديدة والمتجدّدة، ومن أهمها طاقة الرياح بواسطة طاحونة رياح صغيرة.
2- "بلو فالي" Blue Valley: مشروع تنفيذ محطّةٍ مدمجةٍ تعمل بالكهرباء المولَّدة بواسطة الطاقة الشمسية، باستخدام الألواح الفوتو فولتية photovoltaic، لإنتاج مياه شربٍ صحيةٍ للقرى المحرومة باستخدام نظام تنقيةٍ متكامل.
3- "نقاء" Naqaa: هو مشروع للتخلّص من النفايات الطبّية التي يمثّل التخلص الخاطئ منها خطراً على الصحة والبيئة، كما تسبب في اهدار أطنان من الوقود شهرياً في عمليات حرق هذه المخلّفات.  
4- "إنتراكت" Interact: نظام من شأنه أن يعزّز طريقة التعليم، عن طريق تحويل أيّ سطحٍ إلى سطحٍ تفاعلي، لتوفير تبادل البيانات بين الطلّاب والمُحاضر وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.
5- "مجسم" Mogassam: مشروعٌ لتصنيع طابعات ثلاثية الأبعاد يهدف إلى تحسين مستوى التعليم.
6- "ناس هوب" Nas Hope: شبكة تواصل اجتماعي تهدف إلى جمع المجتمع المدني عن طريق الربط بين الأفراد والمنظّمات غير الربحية، بهدف حلّ المشاكل المجتمعية.
7- "نيوترنتس ريسايكلنج" Nutrients Recycling: مشروعٌ لتحويل النفايات العضوية إلى غازٍ حيوي وأسمدة وعلف الحيواني.
8- "بجد" BGD: مشروعُ المكافحة البيولوجية للبعوض، يهدف إلى الوصول لوسائل حديثة أكثر فعالية وأماناً في المكافحة البيولوجية ليرقات البعوض، في القرى التي تنتشر فيها هذه الحشرات ويصاب سكانها بالأمراض الخطيرة.

فريق "جسر" مع الخرّيجين.
وعن المشروع الأخير "بجد"، فإنّه بعدما يوضِح المؤسّس محمد شمس الدين، الأستاذ في كلّية الزراعة في جامعة القاهرة، أنه أصيب بالملاريا "بسبب بعوضة"، يقول إنّ "الوباء يشكّل خطرًا على 700 مليون شخص حول العالم، بالإضافة إلى أنّه يقتل مليون طفل في قارة إفريقيا فقط، والناقل الأوّل له هو البعوض."
ويتابع شمس الدين مضيفاً أنّه "من هنا، توصّلتُ إلى ضرورة إنتاج منتَجٍ بيولوجيٍّ صديق للبيئة، يعمل على اختراق جسم يرقة البعوضة، وتحديدًا في منطقة الجهاز التنفّسي. هذا المنتَج آمنٌ ورخيص التكلفة، وهو يهدف إلى القضاء على الملاريا في المناطق الفقيرة والقرى الريفية." 
"جسر" تنظم قمة الابتكار المجتمعي 2015
تستعدّ جسر لإقامة "قمة الابتكار المجتمعي 2015" في القاهرة في "جريك كامبس" Greek Campus يومي 20 و21 أكتوبر/تشرين الأّول الجاري، بعنوان "التكنولوجيا بهدف التأثير المجتمعي"، لتكون أوّل قمّةٍ متخصّصة في الابتكار المجتمعي والريادة المجتمعية في مصر.
وينظم القمة تكتل "جسر" للابتكارات المجتمعية المموّل من برنامج "البحث والتطوير والابتكار" RDI، بقيادة مؤسّسة "مصر الخير".
وفي إطار مجموعةٍ من ورش العمل والموائد المستديرة والمناقشات المفتوحة، ستتضمّن القمّة طرح موضوعاتٍ كالاستثمار وسبل قياس الأداء والهيكلة للشركات الاجتماعية في مراحلها المبكرة، وإدارة مرحلة النموّ فيها، وموضوعات أخرى تستهدف بناء وتوجيه كتلة من الريادة الاجتماعية الواعية.
ومن المنتظر أن يشارك بالقمة روّاد أعمال ومنظّماتٍ ستطلق برامج مسؤولية اجتماعية ومستثمرين، على أن يشهد اليوم الختامي إعلان جائزةٍ لأفضل ابتكار اجتماعي تقدّمها "مصر الخير" بالتعاون مع شركة "بيبسكو" Pepsico.
---
إيمان مصطفى، صحافية مولعة بجديد التكنولوجيا وعالم الأعمال الريادية، تكتب لمؤسسة "أرقام وأرقام ديجيتال"، يمكنكم التواصل معها على إيميل eman.wamda[at]gmail[dot]com، أو متابعتها على تويتر @EmanMos24674178.


الاقتصاد الإسلامي فرصة جديدة أمام رواد الأعمال؟

$
0
0
 أرادت "القمة العالمية للاقتصاد الاسلامي"Global Islamic Economy Summit في دورتها الثانية التي انعقدت في دبي، يومي 5 و6 من الشهر الجاري، أن تشكلّ منصّةً تجمع بين مختلف أصحاب القرارات. وذلك من أجل التعاون والمساعدة على تطوير الاقتصاد الإسلامي الذي يُعتبَر الأسرع نمواً في العالم، بحسب "تقرير واقع الاقتصاد الاسلامي العالمي 2015/16" الذي نُشر قبيل انعقاد القمة.
ويخبرنا مصطفى عادل، القائم بأعمال رئيس قسم التمويل الإسلامي في شركة "تومسون رويترز" Thomson Reuters التي تعتبر أحد منظّمي الفعالية إلى جانب "مركز دبي لتطوير الاقتصاد الاسلامي"Dubai Islamic Economy Development Centre و"غرفة دبي" Dubai Chamber، أنّ القطاعات ما زالت محلية و"منتجي الأغذية الحلال يركّزون على السوق المحلّية أو دول الجوار فقط، من دون القدرة على التوسّع لأسباب عدّة، قد تكون أبرزها غياب التآزر بين مختلف القطاعات."
بعض المتحدّثين خلال ندوةٍ في القمّة. (الصور من "القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي")
وبالفعل، جمعَت القمّة على مدار يومين أكثر من 60 متحدّثاً من مختلف القطاعات بحضور ممثِّلين من أكثر 90، دولة تباحثوا مختلف القطاعات التي تشكّل حجر أساس الاقتصاد الإسلامي متناولين التمويل الإسلامي والموضة المحافِظة، والفنّ الاسلامي والسياحة العائلية والاقتصاد الاسلامي الرقمي.
شدّد عادل على أنّ محفّز الاقتصاد الإسلامي هو المستهلكون المسلمون الذين ما زالوا يتمسّكون بقيمهم الثقافية والدينية، وأنّ معظمهم يعيشون في أسواق سريعة النموّ. وأضاف أنّ "الناتج المحلّي الإجمالي في الدول المسلمة ينمو بنسبة 5% مقارنةً بـمعدّلات النموّ العالمية التي تتراوح من 3 الى 3.5%.
كما ذكر أنّ تقرير مركز "بيو" Pew Institute كشف أنّ 87% من المسلمين يعتبرون القيم الدينية مهمّة جداً في اتخاذ القرارات الاقتصادية، مقابل 50% في الولايات المتحدة، و37% في أوروبا. واعتبر أنّ كلّ هذه الأرقام ليست إلّا مؤشّراً على أنّ حاجات المسلمين تدفع بالابتكار قدُماً لنموّ بيئةٍ حاضنةٍ متكاملة.
"التأثير من أجل الابتكار"
"دعم الابتكار، استحداث الفرص"، كان شعار هذه القمّة. فبعد "جائزة الاقتصاد الاسلامي" Islamic Economy Award التي انطلقت عام 2013 لتكريم مبادراتٍ في ثماني فئات رئيسية من الاقتصاد الإسلامي، تمّ استحداث جائزة "التأثير من أجل الابتكار" Innovation 4 Impact، التي فاز فيها رائدُ الأعمال علي دباجة، الرئيس التنفيذي لـ"حج نت"، وهو موقعٌ يوفّر المحتوى الذي يساعد المسلمين خلال تأدية الحج والعمرة.
وعن هذا الأمر قال عادل إنّه "عندما أطلقنا ‘جائزة الاقتصاد الإسلامي‘ قبل عامَين، وجدنا أنّ الابتكار يلعب دوراً أساسياً، لاسيما أن المزيد من الشركات تتحوّل الى الإعلام الرقمي والتكنولوجيا من أجل التوسّع، على الرغم من الاستثمارات المحدودة". ولذلك، "أردنا أن تكون ‘جائزة التأثير من أجل الابتكار‘ مصدر إلهام للآخرين، وليس مجرّد تكريمٍ للشركات."
منح جائزة "التأثير من أجل الابتكار" إلى "حج نت".
باختصار، إنّ الاقتصاد الاسلامي ساحةٌ مفتوحةٌ أمام روّاد الأعمال، سواء كانوا مسلمين أم لا. وفي ما يلي بعض من الحقائق والتحدّيات والنصائح التي تختصر ما تناولَته القمّة.

فرصة حلّ المشاكل. اعتبر كريس عبدالرحمن أبوفلت، مؤسّس منصّة "لونش جود" LaunchGoodللتمويل الجماعي، أنّ سوق الاقتصاد الإسلامي تقدّم الكثير من الفرص الجديدة لروّاد الأعمال. وقال إنّ "ريادة الأعمال تتمحور حول حلّ المشاكل، وكثيرة هي تلك التي تواجه المسلمين". وبعدما أكّد على أهمّية تخصيص تطبيقات للمسلمين، شرح أنّ "منصة ‘كيك ستارتر‘ Kickstarter بدّلت طريقة القيام بريادة الأعمال في الولايات المتّحدة، وقد أردتُ القيام بأمرٍ مماثلٍ للعالم المسلم، فأطلقتُ ‘لونش جود‘."وبدوره، أكّد عادل على هذا الأمر، مشيراً إلى أنّ غياب العلامات التجارية العالمية، يترك الساحة مشرّعةً على مصراعيها من أجل تطوير شركاتٍ عالمية. وأعطى أمثلةً عن شركاتٍ مثل "كريشينت راتينغ" Crescentrating للسياحة العائلية، و"ذبيحة دوت كوم" Zabihah للأغذية الحلال، بالإضافة إلى افتتاح عدد من المصارف الإسلامية في بريطانيا وألمانيا.


الدافع والقيم والمبادئ. شدّد أبوفلت على أنّ ابتكار منتَجٍ أو خدمةٍ جديدةٍ هو الأهمّ، "فالأمر ليس مجرّد حلّ مشكلة أو جني الأموال، بل خدمة مَهمّة روحانية أكثر عمقاً".من جهته، اعتبر شاهد أمان الله، الشريك المؤسس لمسرعة النموّ "أفينيز لابز" Affinis Labs في الولايات المتحدة ورئيسها التنفيذيّ، أنّه "إذا كنت تؤمن أن دينك هو الرحمة إزاء البشرية، حاول أن تجد سبلاً لاستخدامه في ابتكار أشياء تكون ذات قيمةٍ للجميع وتتخطّى كلّ الحدود."أمّا رامي الملك، مؤسّس "ميلّا" Miella التي يصفها بالعلامة التجارية للأزياء المحافظة، شدّد على بناء بيئةٍ حاضنةٍ بشكلٍ أخلاقي، أي الاهتمام بحاجات الناس أكثر من الأرباح.


الثقة بالنفس. أشار ألو فلت إلى أنّ غياب الثقة بالنفس لدى المسلمين كانت أكبر إرثٍ من الاستعمار، وشرح ذلك قائلاً إنّه "حتى لو كنت تملك فكرةً جيدةً فلن تلقى الدعم، وقد يشاركون فكرتك على ‘فايسبوك‘ لكنّهم لن يدعموك. لذا، لا بد أن يفكرّ المسلمون بطريقةٍ رياديةٍ وأن يدركوا أهمّية الاستثمار بشيءٍ مختلف عن الأعمال الخيرية."  كما أضاف أنّه "إذا كنت تعيش في الولايات المتحدة، لا بدّ أن تساعد في بناء الثقافة المسلمة (..) وأن يفهم الناس أهمّية التمويل الجماعي."
نموذج "المربّية" nanny model . هكذا وصف أمان الله خطّة الأعمال التي يبغضها لدى الروّاد، والتي تكمن في "أخذ فكرة من الغرب وتغييرها وتقديمها للمسلمين [...] فهذا مهين ولا يقدّم أيّ قيمة مضافة، لاسيما أنّنا نريد تمكين المستهلكين وحثّهم على التعبير عن أنفسهم." وفيما قال إنّه لا حاجة لابتكار "فايسبوك" جديدٍ للمسلمين لأنّهم اختاروه بالفعل، أشار في المقابل إلى طرق أفضل لصياغة أفكار موجودةٍ أصلاً، على غرار التمويل الجماعي، وتطبيقها بما يناسب عملية التبرّعات المسلمين مثلاً. ومن جهته، أكّد أبوفلت على أنّ الشركات الناشئة يجب أن تستهدف نمط حياة المسلمين من أجل تسهيل حياتهم العملية واليومية.


نقص التمويل. رأى أمان الله أنّ هذا أكبر تحدٍ يواجهه روّاد الأعمال في الاقتصاد الاسلامي. وذلك لأنّ المستثمرين التأسيسيين وصناديق رأس المال المخاطر ما زالوا لا يفهمون هذا القطاع جيداً ولا يستثمرون فيه، بسبب الأفكار المسبقة السلبية حول كلّ ما يتعلق بقطاع الحلال والمسلمين.

قد يحمل كثيرون نظرةً سلبيةً عن المسلمين، ولكنّ روّاد الأعمال، بالنسبة لأبوفلت، قادرون على تغييرها، والمسلمين قادرون على حلّ المشاكل بفضل ريادة الأعمال. إلّا أنّ الطريق ما زالت طويلة، وفقاً لأبو فلت، ويبقى أكثر ما تفتقره البيئة الحاضنة الإسلامية قصصَ نجاحٍ تذكّرنا بوادي السيلكون و"جوجل" و"آبل".
--
باميلا كسرواني صحافية عمِلت طوال 7 سنوات في القسم العربي في قناة فرانس 24 الفرنسية. انتقلت مؤخراً الى المنطقة حيث تعمل كصحافية ومترجمة مستقلة لعدد من البوابات الإعلامية الالكتروني. يمكنكم متابعتها عبر "تويتر" @poumk13.

ما هي الشركات الناشئة التي سيرسلها 'المركز اللبناني البريطاني'إلى لندن‎؟

$
0
0

هذه الشركات الناشئة سوف تذهب إلى لندن، بينما تستمرّ بتحقيق الإنجازات في بيروت. (الصورة من لوسي نايت)
أعلن "المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي"UK Lebanon Tech Hub عن الشركات الناشئة الـ15 التي ستذهب إلى لندن.
افتتح نقولا الصحناوي الحديث مخاطباً الحضور بالقول: "أثبوا للمجتمع التكنولوجي في العالم أنّ لبنان عملاقٌ في مجال التصنيع،" في المصرف المركزيّ، يوم الخميس، 8 تشرين الأوّل/أكتوبر. وبعد ذلك بلحظات، تمّ الكشف عن المشاركين في ‘المرحلة الثانية‘  Phase IIفي برنامج مسرّعة الأعمال العالمية هذه.
هذه المسرّعة التي تمّ إطلاقها في شهر حزيران/يونيو 2015، مصمّمةٌ لتطوير روّاد الأعمال في لبنان من خلال العمل ضمن مجتمعات اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتّصالات، كما أوردنا سابقاً في "ومضة".
وفي ‘المرحلة الثانية‘ Phase II، سوف تذهب الشركات الـ15 المشاركة في النهائيات لتمضي 6 أشهر في لندن، حيث سيتمّ إبرازها أمام الأسواق البريطانية والأوروبية والعالمية.
وفي حين أرادت المسرّعة في السابق أن يبلغ عدد الشركات الناشئة المشاركة في النهائيات 15 شركة، أعلنت أمس أنّها ستوسّع البرنامج ليضمّ 15 شركةً ناشئةً أخرى كجزءٍ من ‘المرحلة الثانية في بيروت‘ Beirut Phase II، حيث ستعمل المسرّعة مع هذه الشركات الناشئة على توسّعها الإقليميّ.
وعلى مدى 4 أشهر، كانت الشركات الناشئة التي اختيرَت في ‘المرحلة الأولى‘ Phase I (45 شركة) قد عملت في إطار السعي لتحقيق الانتشار عالمياً، فيما عملت المسرّعة على دعمهم في التوسّع، بالإضافة إلى ربطهم بأسواق عالمية.
أمّا القطاعات التي تعمل فيها هذه الشركات الناشئة، فتتراوح بين تلك الخاصّة بالفرق الموسيقية مثل "باند إندستريز" Band Industries "رودي تيونر" Roadie Tuner التي تقدّم جهازاً لتوليف أوتار الجيتار أوتوماتيكياً؛ وشركات لبرمجيّات تكنولوجيا الرعاية الصحّية مثل "كارديو دياجنوستكس" CardioDiagnostics التي تقدّم حلولاً للعناية بالقلب؛ وشركات ألعاب مثل "جايم كوكس" Game Cooks وهي شركة لإنتاج ألعاب الجوّال؛ وشركات متخصّصة في حلولٍ متكاملةٍ تطال الإعلام والتسويق والإعلانات والعلامات التجارية، ومن بينها "كيوارد" Keeward و"بورن إنترآكتيف" Born Interactive و"ووندريت" Wondereight.
وقال حسان صليبي، الرئيس التنفيذيّ لشركة "باند إنداستريز"، والذي سيذهب إلى لندن في شهر تشرين الثاني/نوفمبر للبدء في ‘المرحلة الثانية‘، إنّ "التواجد في بريطانيا سيكون بمثابة نافذةٍ على بقية أوروبا، كما سيكون أساساً للقيام بشراكاتٍ وتطويرها مع تجّار التجزئة الكبار وتجّار الآلات الموسيقية."
من جهةٍ أخرى، في حين تشهد البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في المنطقة نموّاً ملحوظاً، فإنّ "المركز اللبناني البريطاني للتبادر التكنولوجي" يشكّل واحدةً من بين المنظّمات الداعمة التي تسعى إلى تعزيز وصول الشركات الناشئة المحلّية. ففي أيلول/سبتمبر من هذا العام، أعلن "البيت الفلسطيني في وادي السيلكون" Palestinian House in Silicon Valley عن استضافته لستة شركاتٍ ناشئةٍ من فلسطين.
وبالعودة إلى الشركات الناشئة اللبنانية التي ستستقرّ في منطقة شرق لندن التي تُعرف بـ"دوّار السيلكون" Silicon Roundabout، قال السفير البريطاني هيوغو شورتر إنّ المنافع التي سيحصدها البلدان من ذهاب الشركات االـ15 إلى بريطانيا ستكون هائلة.
وبدورها، ماريلين زخور مديرة المشاريع في "كيوارد"، الشركة الناشئة التي انضمّت إلى البرنامج للعمل على شبكةٍ من أجل الناشرين المستقلّين، أعربت عن حماسها قائلةً: "نأمل إطلاق النسخة الأولى من منتَجنا في نهاية هذا العام؛ 2016 سيكون عامنا."

عقب التقاط صورةٍ جماعيةٍ مع الشركات الناشئة الـ25.
الشركات الناشئة التي ستذهب إلى لندن هي:
"ترانستيرا ميديا" Transterra Media - أطلقَت عام 2012 كسوقٍ رقميةٍ للأخبار، وهي تعمل حالياً مع أكثر من ألفي صحافيٍّ حول العالم.
"سليدر" SLIDR - منصّة للتجارة الإلكترونية تعتمد على مبدأ الألعاب، تستهدف المستخدِمين الذين يريدون الحصول على سلعٍ راقية، فيدفعون جنيهاً استرلينياً واحداً (ما يقارب 1.5 دولار أميركيّ) للكشف عن السعر الحقيقيّ. وبالتالي يُمنَح المستخدم 10 ثوانٍ لاتّخاذ قرار الشراء، وفق أسعارٍ أكون دائماً أقلّ ممّا هي عليه في الشوارع الراقية.
"ماركيليجنت" Markelligent - تحليلاتٌ متكاملة عن البرمجيات والأجهزة والبيانات، من أجل الأعمال التي تسعى إلى التواصل مع عملائها بشكلٍ أفضل.
"رودي تيونر" Roadie Tuner - هذا الجهاز المحمول يساعد على توليف الجيتار في ثوانٍ، ويمكّن العازفين من ابتكار توليفاتٍ مخصّصةٍ بهم.
"سنسيو إر" Sensio AIR - حلٌّ يجمع ما بين الأجهزة والبرمجيات للكشف عن الجُسَيمات الضارّة التي تتنفّسها. وبالتالي، ستقوم خوارزميةٌ بإعطائك تقييماتٍ للإجراءات التي ستتّخذها من أجل تحسين نوعية الهواء في محيطك.
 "كارديو دياجنوستكس" CardioDiagnostics - جهازها الذي تسمّيه "لايفسنس" Lifesense Arrhythmia لمراقبة القلب، الحاصل على موافقة "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية FDA، يقوم بمراقبة وتسجيل ونقل البيانات الصحّية التي تسمح لأطبّاء بمراقبة مرضى القلب.
"ذاتسويو"Thatssoyoo  - شبكة اجتماعي للتسوّق تسمح للمستخدِمين بالدردشة فيما يتسوّقون من العلامات التجارية المفضّلة لهم.
"برايت" Brate هذه المنصّة التي انطلقت عام 2012، تساعد المستخدِمين في الكشف عن النزعات السائدة في 10 أسواقٍ في المنطقة، ومن ثمّ تدلّهم على المكان الأقرب الذي يمكن أن يشتروه منها، ممّا يساعد في زيادة الإقبال على المتاجر وبتالي زيادة المبيعات.
"كيوارد" Keeward مسرّعةٌ للأعمال التكنولوجية والمشاريع الإعلامية، تعمل مع مبدعين في مجالات تطوير الأعمال والإعلام والتعليم والاستشارات والتصميم والأبحاث والتطوير.
"سلايتر" Slighter - ولّاعة سجائر تراقب استهلاك المستخدِمين لمساعدتهم على ترك التدخين. ومع تطبيقٍ إضافيّ، تسمح للمستخدِمين بنشر النتائج مع مستخدِمين آخرين.
"إنفوسيستا" Infosysta ("آب فور ليجال" App4Legal) - برمجية مخصّصة للفرق القانونية لإدارة شؤون الزبائن وتسجيل بياناتهم في مكانٍ واحد.
"بارنت فيل" ParentVille - منصّة اجتماعية تربط ما بين الأهل والمعلّمين وأخصّائيي الصحّة والشركات والأشخاص الفاعلين، ضمن منطقة المستخدِم.
"جايم كوكس" Game Cooks - مجموعةٌ من المصمّمين المطوّين الذين يبتكرون ألعاباً رقميةً منذ عام 2012.
"سكولي" Skoolee - نظامٌ لإدارة المدارس ومعلومات الطلّاب، صُمّم خصّيصاً من أجل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو يغطّي ملّ سيءٍ بدءاً بالتسجيل مروراً بالتقارير المدرسية عن الطالب، وصولاً إلى السجّلات الصحّية.
"توريست تيوب"Tourist Tube  - منصّة فيديو تسمح للمستخدِمين لتحميل مقاطعهم السياحية المصوّرة حول العالم.
--

لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight[at]wamda[dot]com
 

الإنتربول: المال ليس ما يبحث عنه مجرمو الإنترنت‎‎

$
0
0

كريستيان كرم، خبير الإنتربول للأمن السيبراني، أثناء مناقشته الطرق التي يعتمدها مجرمو الإنترنت لإجراء عملهم. (الصورة من أنطوان أبو ديوان)
تُعتَبر الجريمة الإلكترونية مشكلةً تواجهها الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن غالباً ما يتمّ تجاهلها في لبنان، حسبما قال كريستيان كرم، خبير الأمن الإلكتروني في "الإنتربول" INTERPOL.
كرم الذي يعمل بصفة باحث في "مختبر أبحاث الإنترنت" Cyber Research Lab التابع "للإنتربول"، قال يوم الأربعاء خلال مناقشته للمسائل الأمنيّة الحاليّة في "المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي" UK Lebanon Tech Hub، إنّ جرائم الإنترنت في لبنان لا يتمّ الإبلاغ عنها في معظم الأوقات.
وشرح أنّ "الهجمات التي تتعرّض لها مختلف الشركات في لبنان لا يتمّ التبليغ عنها، في حين يتمّ ذلك عند التعرّض لهجومٍ في المنطقة، وفي الشرق الأوسط … أمّا لبنان، فإنّ حالة الأمن الرقميّ تتفاقم."
وحسبما أشار كرم، يعود ذلك إلى أنّ الشركات لا ترغب بأن يرتبط اسمها بأيّة جريمة، أو أنّها لا تريد لزبائنها أو مستثمريها المحتملين معرفة ذلك.
علاوة على ذلك، تُعتَبر الأولويّات في لبنان مختلفة؛ فأغلبيّة الأشخاص يبلِّغون عن حالات "استغلالٍ جنسيٍّ"، حيث يتمّ استخدام صورٍ جنسيّةٍ لشخصٍ ما من أجل ابتزازه - الأمر الذي لا يعتبره كرم جريمةً إلكترونية.
البيانات سلعة مجرمي الإنترنت
يسعى مجرمو الإنترنت الخطيرون نحو أهدافٍ أكبر ومربحةٍ أكثر، نحو ما تُنتِجه الشركات التقنيّة الصغيرة والكبيرة بكميّاتٍ ضخمة: إنّها البيانات.
وفي هذا الإطار، أشار كرم إلى أنّ "مجرمي الإنترنت لا يريدون أموالكم، بل بياناتكم، لأنّ هذه الأخيرة هي العملة الجديدة للصرف."
على الرغم من وضوح قيمة المعلومات الماليّة وأرقام بطاقات الائتمان المسروقة واستخداماتها، تبقى الطريقة التي يستخدم فيها مجرمو الإنترنت البيانات المسروقة أكثر مكراً.
وبالتالي، أشار كرم إلى أنّ قيمة بيانات شركة "أوبر" Uber التي سُرقت، لك تكن بهذه الأهمّية، لكنّ اختراق موقع "آشلي ماديسون" Ashley Madison للعلاقات خارج نطاق الزواج، كان مسألةً أكبر بكثير.
وقال بهذا الخصوص، إنّ "جميع بيانات [‘آشلي ماديسون‘] بيعَت بأقلّ من مائة ألف دولار على شبكة التقاسم غير القانوني للملفّات ‘داركنت‘ Darknet. ولكن هذه البيانات تضمّ معلوماتٍ عن رؤساء شركات وسياسيين ورجال أعمال، ما يجعل منها معلوماتٍ هامّةً وحرجةً وخاضعةً للابتزاز. ومن هنا، يستطيع المجرمون الحصول على الكثير من المال جرّاء استخدام هذه المعلومات."
سباق محموم بين الجريمة والأمن
أمضى كرم وزملاؤه في "مركز الإنتربول لمكافحة الجريمة الرقمية" والموجود في سنغافورة، الكثير من الوقت في العمل على التكنولوجيات الناشئة لرؤية طريقة عملها وتوقُّع الهجمات. وقام الفريق بالعمل على طائرة "بوينغ 777" Boeing 777 وعلى السيّارات المتّصلة بالإنترنت، التي أصبحت أهدافاً للقراصنة الخبثاء. لذلك، قاموا بفحص التوربينات والضوابط الصناعيّة وأشياء أخرى، وكلّ ذلك من أجل مواكبة الجرائم المنظَّمة أو حتّى سباقها بخطوة.
وبما أنّ التكنولوجيا في تقدّمٍ وتقاربٍ مستمرّين، فإنّه دائماً ما تبرز نقاط دخول جديدة للقراصنة: المدن الذكيّة على وجه الخصوص حافلةٌ بالأهداف المحتملة لمجرمي الإنترنت.
وبحسب كرم، فإنّ "أوّل شيءٍ يمكنك اختراقه هو محطّة توليد الكهرباء، أو حتّى محطّة المياه؛ فبدون الماء تنعدم النظافة، أمّا في غياب الكهرباء فستتعطّل المستشفيات وسيموت الأشخاص في حال عدم توفّر البديل. فعليّاً، يمكنّك شلّ مدينةٍ بأكملها إذا لم تتخّذ التدابير المناسبة في مكانها المناسب."
لذلك، ستكون كلّ الأشياء القابلة للاتّصال بالإنترنت [إنترنت الأشياء IoT والشبكات والترابط بين الأشياء والأدوات اليوميّة، جبهةً أخرى سيضطرّ مسؤولو الأمن الإلكترونيّ للدفاع عنها.
وتابع كرم أنّه "إذا كنّا نتكلّم عن إنترنت الأشياء، فإنّنا في الوقت الحاليّ لم نصل إلى مرحلة النضوج بعد. فالسوار الذكيّ مثلاً يعمل على محادثتك أنت وهاتفك الذكيّ، غير أنّه لا يتحدّث مع تطبيقٍ آخر ولا مع نظامك الخاصّ في المنزل."
ولكن في المقابل، يلوح في الأفق منصّاتٌ وأنظمةٌ ستسمح لكافّة هذه الأجهزة المختلفة وغير المترابطة بالتواصل مع بعضها البعض.
"وعندها، يجب أن تبدأ بالقلق حيال ناقلات الهجوم attack vectors،" حسبما خلص كرم، مشيراً إلى أنّ "ثلّاجتك ستصبح نقطة الدخول entry point للحصول على معلوماتك، كما ستكون نقطة الدخول لاستهداف أولادك ومكتبك، ولن تكون قادراً على تأمين جميع هذه الناقلات. وبالتالي، سيكون عليك اتّخاذ خياراتٍ محدّدة وتحمّل المخاطر."      
--
أنطوان هو مدير تحرير اللغة الإنجليزية في "ومضة". يمكنكم التواصل معه عبر بريده الإلكتروني antoine [at] wamda.com وعلى "تويتر" @aaboudiwan.

لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر @LebanonLucy أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] com.

لائحة متجددة بشركات عالمية تستثمر بالشركات الناشئة في المنطقة

$
0
0

قبل عدّة أسابيع، نشرنا مقالةً تتحدّث عن أسباب تزايد اهتمام أصحاب رأس المال المخاطر الأجانب بالشرق الأوسط. وفيما يلي، نقدّم إليكم لائحةً بالشركات من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعمل بنشاطٍ على ضخّ أموالها في المنطقة (أو على الأقلّ تفكّر بذلك).

"لوميا كابيتال" Lumia Capital
مقرّها: سان فرنسيسكو.
استثماراتها في المنطقة: "ماركا في آي بي" Marka VIP، 5 ملايين دولارٍ أميركيٍّ خلال سلسلة التمويل الأولى عام 2011، ومن ثمّ 10 ملايين دولار في سلسلة التمويل الثانية عام 2012.
تذكر "لوميا" أنّه لم تنشأ في المنطقة شركة إنترنت تساوي مليار دولارٍ بعد، ولذلك تعتقد بأنّ هناك قيمةً كبيرةً قد تنشأ. "نخطّط لمتابعة الاستثمار في نوعَين من الفرص،" بحسب نائب رئيس "لوميا"، زاكاري فنكلستين، الذي يضيف أنّ "التقنيات المحدِثة للتغيير في الولايات المتّحدة تعزّز صدارة منتَجاتها عالمياً، إضافةً إلى أنّ قادة الأسواق الناشئة يعملون على اقتران نماذج الأعمال الناجحة مع الرؤى والأفكار المحلّية."


"500 ستارتبس" 500 Startups
مقرّها: وادي السيلكون، مكسيكو سيتي، سان فرنسيسكو.
الاستثمارات في المنطقة: بدأوا استثماراتهم عام 2012 مع "جيران" Jeeran الأردنية، ولم يتوقّفوا عند هذا الحدّ. ففي عام 2014 استثمروا في "جاليري الشرق" Gallery Alsharq و"فيشه" Feesheh اللتَين تتّخذان كلتَيهما من الأردن مقرّاً، بالإضافة إلى الاستثمار في "وظّف" Wuzzuf المصرية.
تتشارك "500ستارتبس" مع حسن حيدر من شبكة المستثمرين التأسيسيين البحرينية "نمو" Tenmou، وذلك في وقتٍ تسعى لتثبيت قدمَيها على أرض المنطقة. وفي حديثٍ له مع "ومضة" مؤخّراً، قال حيدر إنّهم يستثمرون في "إدفعلي" Edfa3ly و"الوفيات" Alwafeyat. وبالنسبة لاهتمامات شركة الاستثمار هذه، يشير موقعها على الإنترنت إلى وجود الكثير من المجالات التي تلفت نظرها، مثل تكنولوجيا الهواتف النقّالة، والفيديوهات، والرعاية الصحية، والألعاب الرقمية، والطاقة الشمسية.


"هاتشر" Hatcher
مقرّها: سنغافورة
 استثماراتها في المنطقة: بوّابة الدفع الإلكتروني "تلِر" Telr عام 2014.
 لقد أعلنَت هذه الشركة لتوّها عن صندوق تمويلٍ خاصٍّ بها بقيمة 100 مليون دولار، وهو صندوق عالميٌّ للاستثمارٍ المخاطِر في الشركات التي تكون في مراحلها المبكرة، ومن المرجّح أن يتمّ توجيه ثلثه نحو الشركات الناشئة التي تُعنى بالتقنيات المالية وبتكنولوجيا المعلومات في المنطقة. وتخطّط "هاتشر" أيضاً لإطلاق مكتبٍ تابعٍ لها في بيروت مع إرفاقه بصندوق تمويلٍ يتوقّع أن تبلغ قيمته نحو 50 مليون دولار.
 

"أماديوس كابيتال بارتنرز" Amadeus Capital Partners
مقرّها: لندن، سان فرنسيسكو، ستوكهولم.
استثماراتها في المنطقة: لا استثمارات حتّى الآن.
بالنسبة لشركة رأس المال المخاطِر هذه، فإنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي "سوقٌ ضخمةٌ بإمكاناتٍ هائلةٍ غير مستغلّةٍ بعد [...] نحن نبحث عن روّاد أعمال طموحين ورائعين [...] لتوفير مجموعةٍ من الخدمات المبتكرة التي تتناسب مع حاجات هذه السوق الضخمة،" بحسب ما يقول الشريك جايسون بينتو من مقرّه في لندن. ومع صندوقها الجديد لتمويل القطاع الرقميّ "أماديوس ديجيتال بروسبيرتي فاند" Amadeus Digital Prosperity Fund، تتطلّع هذه الشركة إلى الانتشار الكبير للهواتف الذكية والإنترنت النقّال عريض النطاق، الذي فتح أبواب هذه السوق أمام الروّاد. وتشير الشركة إلى هذا الأمر بالقول إنّها تريد العمل على "توفير مجموعةٍ من الخدمات المبتكرة من أجل تلبية هذه السوق الضخمة."
.


 
"تايجر جلوبال ماناجمنت" Tiger Global Management
مقرّها: نيويورك.
استثماراتها في المنطقة: إعادة الاستحواذ على "كوبون.كوم" Cobone.com عام 2013 مقابل نحو 40 مليون دولار.
شركة الاستثمار المتحفّظ  برأس المال المخاطِر هذه التي لا تملك موقعاً إلكترونياً ولا صفحةً على "فايسبوك"، لا تريد نشر معلوماتٍ كثيرةٍ فيما تفعله وخصوصاً فيما يتعلّق بمحفظتها الاستثمارية في الشرق الأوسط، ولذلك يبدو من الصعب بعض الشيء معرفة ما ينوون فعله في المستقبل القريب. ولكنّنا نعرف أنّهم يحبّون التجارة الإلكترونية، وذلك يمكن استنتاجه من خلال محفظتهم الاستثمارية في الولايات المتّحدة، وحتّى من خلال نشاطهم في المنطقة عبر مشاركتهم مع "كوبون"، وقيادتهم لجولة تمويلٍ خاصّةٍ بـ"مكتوب" Maktoob عام 2006 (حيث اشتروا حصّةً أكبر فيما بعد)، وشرائهم لحصّةٍ كبيرةٍ من موقع التوظيف "بيت.كوم" Bayt.com عام 2008.

 
"هامينجبيرد فينتشرز" Hummingbird Ventures
مقرّها: أنتويرب، لندن، إسطنبول.
استثماراتها في المنطقة: في عام 2014، حصل "سوق المال" souqlmal.com من هذه الشركة على 1.2 مليون دولار في جولةٍ تمويليةٍ له.
قامَت شركة رأس المال المخاطِر هذه بعدّة استثماراتٍ في تركيا، من بينها استثمارات في "بيك جايمز" PeakGames و"جيجك سيبيتي" CicekSepeti. ولديهم أيضاً مشروع في المغرب هو موقع "هميزات" hmizate.ma للتجارة الإلكترونية. وهذه الشركة الاستثمارية التي تركّز على تكنولوجيا المعلومات ووسائل الإعلام الرقمية والخدمات عبر الإنترنت، كانت من أوّل شركات رأس المال المخاطِر التي عملَت مع "ماركا في آي بي"، حيث موّلَت هذا الموقع بالمليون الأوّل له عام 2010.

 
"فرونتيير ديجيتال فينتشرز" Frontier Digital Ventures
مقرّها: كوالا لامبور
استثماراتها في المنطقة: "بروبرتي فايندر" Propertyfinder.ae عام 2012.
تبحث شركة رأس المال المخاطر هذه تحديداً عن الإعلانات المبوّبة على الإنترنت الخاصّة بالممتلكات والسيّارات والمحرّكات. ويُعرِب مديرها التنفيذيّ شون دي جريجوريو عن حماسته "للكثير من القصص وأحجام السوق" التي يمكن لأصحاب رأس المال المخاطر التصدّي لها في الشرق الأوسط، بخلاف ما يجري في أسواق ناميةٍ أخرى مثل آسيا التي يقول عنها "إنّها مكتفية إلى حدٍّ ما." ولكنّه يضيف، أنّ هذه السوق "معقّدةٌ من جانبٍ آخر. من المغرب إلى إيران، هذه المنطقة كبيرةٌ جغرافياً." إشارةً إلى أنّ هذه الشركة الاستثمارية لا تملك في هذه المرحلة صندوقاً مخصَّصاً لمنطقة الشرق الأوسط، بل إنّها ببساطةٍ تركّز على المنطقة وحسب.

"ناسبرز" Naspers
مقرّها: كيب تاون
استثماراتها في المنطقة: قامَت الشركة باستثمارها الأوّل عام 2012 في "سوق.كوم" Souq.com؛ وفي 2013 استحوذَت على حصّةٍ بنسبة 30% من "دوبيزل" Dubizzle، ثمّ وصلَت إلى 48% عام 2014.
هذه الشركة الجنوب أفريقية التي وُصفِت بأكبر شركةٍ إعلاميةٍ في أفريقيا، لا تبدو بعيدةً عن منطقة الشرق الأوسط فيما يتعلّق بالاستثمارات. واستثماراتها في كلٍّ من "سوق.كوم" و"دوبيزل.كوم"، فتحَت أمامها مجالاتٍ غير مسبوقةٍ في قطاعَي التجارة الإلكترونية والإعلانات المبوّبة في المنطقة. أمّا لناحية الخطوات المقبلة، فإنّ تقاليد الخجل حالَت دون حصول "ومضة" على ما تنوي الشركة فعله مستقبلاً.


"فينوكس فينتشر كابيتال" Fenox Venture Capital
مقرّها: وادي السيلكون
استثماراتها في المنطقة: لا استثمارات حتّى الآن.
أعلنَت شركة الاستثمار العالمية هذه عام 2014 عن خطّتها لجمع 100 مليون دولار، بحيث سيذهب 25% منها إلى الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدى عشر سنوات. صندوق الاستثمار الرابع لـ"فيونكس" Fenox Global Fund IV، تشارك مع "إنوفايشن 360" Innovation 360 في دبي في إطار سعيه لتمويل السلسلة الأولى والتمويل ما قبل الاكتتاب. وحسبما ورد سابقاً في مقالٍ لـ"ومضة"، يقول الشريكُ برنت تريدمان، "إنّنا نركّز اهتمامنا على الأسواق الناشئة مثل جنوب شرق آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يوجد انتشارٌ واسعٌ لاستخدام الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعيّ إلى جانب وجود نقصٍ في عدّة مجالات، ما يجعلها أرضاً خصبةً للأفكار والاستثمارات."


"روكيت إنترنت" Rocket Internet
مقرّها: برلين.
استثماراتها في المنطقة: استحوذَت في وقتٍ سابقٍ من هذا العام على منصّة طلب الطاعم الكويتية "طلبات" Talabat، وذلك في أكبر صفقة خروجٍ في المنطقة حتّى هذا التاريخ.
تريد مجموعة التجارة الإلكترونية الألمانية هذه أن تصبح أكبر منصّةٍ للإنترنت خارج الولايات المتّحدة والصين، ولذلك يبدو واضحاً أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقع في أعلى سلّم اهتماماتها. ولقد أحرزَت تقدّماً في مهمّتها منذ عام 2012، أي بعد إطلاق كلٍّ من "نمشي" Namshi و"مزادو" Mizado بفارقٍ زمنيٍّ بسيط. أمّا عام 2014 فقد حمل إثباتاً جديداً على تفانيهم في العمل على المنطقة، مع تشكيل "مجموعة الإنترنت في الشرق الأوسط" Middle East Internet Group. وفي الآونة الأخيرة، أعلنَت الشركة الألمانية عن إطلاق "كيمو.كوم" Kaymu.com و"وادي.كوم" Wadi.com.



"رايز كابيتال" Rise Capital
مقرّها: سان فرنسيسكو
استثماراتها في المنطقة: لا استثمارات حتّى الآن. ولكن في كلّ الأحوال، تستحقّ هذه الشركة المتابعة، إذ وفقاً لـ"وول ستريت جورنال" Wall Street Journal قامت عام 2014 بإنشاء صندوق تمويلٍ من 100 مليون دولار مخصّصٍ للشركات الناشئة التي تُعنى بتكنولوجيا المعلومات والاتّصالات في الأسواق الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، فقد استثمرَت سابقاً في شركاتٍ ناشئةٍ من التشيلي ونيجيريا.


"جولدمان ساكس إنفستمنت بارتنرز" Goldman Sachs Investment Partners
مقرّها: نيويورك
استثماراتها في المنطقة: في عام 2015، كانت من أبرز مموّلي جولة التمويل الخامسة Series E لـ"هيلو فود" Hellofood التابعة لـ"روكيت إنترنت"، وذلك بقيمة 100 مليون دولار.


"ڤوستوك نيو فنتشيرز" Vostok New Ventures
مقرّها: ستوكهولم
استثماراتها في المنطقة: كانت جزءاً من جولة التمويل الثالثة Series C لـ"شبكة نصيب" Naseeb Network التي بلغت 6.5 ملايين دولار، في شهر أيّار/مايو 2015. والشركة الأمّ التي تتّخذ من باكستان مقرّاً لها، تدير أيضاً شركاتٍ مثل "مهنتي.كوم" Mihnati.com التي تعتبَر من أكبر منصّات التوظيف في السعودية. كما كانت شركة الاستثمار هذه جزءاً من جولة التمويل الأولى Series A لـ"وظّف" Wuzzuf المصرية، في شهر آب/أغسطس 2015.


"پيتون كابيتال" Piton Capital
مقرّها: لندن
استثماراتها في المنطقة: في إطار تعاونٍ وثيقٍ مع "ڤوستوك"، شاركت هذه الشركة البريطانية في الاستثمار في كلٍّ من "شبكة نصيب" و"وظّف".


"ساميت بارتنرز" Summit Partners
مقرّها: بوسطن، مينلو بارك، لندن
استثماراتها في المنطقة: قامت شركة الاستثمار في مراحل النموّ بقيادة جولة تمويلٍ بقيمة 14 مليون دولار، إلى جانب "روكيت إنترنت"، في الشركة الناشئة "نمشي" Namshi، عام 2013.


"نيو إنتربرايز أسوشيتس" New Enterprise Associates (NEA)
 مقرّها: بنغالور، مومباي، بوسطن، نيويورك، بكين، شنغهاي، مينلو بارك، تشيفي تشيس، تيمونيوم
استثماراتها في المنطقة: عام 2015، قادَت جولة التمويل الأولى Series A التي بلغت 11 مليون دولار، للشركة الناشئة الإماراتية "فتشر" Fetchr.





1، 2، 3، 4..... أوه الكثير من الدولارات.
هذه القائمة ليست ثابتةً ونهائيةً وتخضع للتغيّر باستمرار، ونحن سنعمل على إضافة أيّة معلومةٍ إليها كلّما كان ذلك ممكناً. ولذلك، إذا بدا لكم أنّه يجب أن تشتمل هذه القائمة على أيّ أحدٍ آخر، يُرجى إعلامنا في قسم التعليقات أدناه.
--
لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر @LebanonLucy أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] com.

كيف تساعد 'نبش'الفلسطينيين العاملين بدوام حرّ بتخطي الحدود؟

$
0
0
الآن، أصبح بمقدور الشباب العاطلين عن العمل في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة الحصول على عملٍ مستقلٍّ (بدوامٍ حرّ) على الإنترنت بطريقةٍ أكثر سهولة، وذلك بعد إطلاق مبادرةٍ للتواصل بين الشباب الذين يعملون بدوامٍ حرّ في فلسطين وبين أرباب العمل في الخليج.
قام "نبِّش" Nabbesh، الموقع الخاصّ على شبكة الإنترنت لتوظيف المواهب المستقلّة حسب طلب أرباب العمل في الإمارات ودول خليجيّة أخرى، بإطلاق مشروع "فرصتي" Fursati الذي يعمد إلى إيجاد تواصلٍ بين أرباب العمل الخليجيين مع شبابٍ يعملون عن بُعد في فلسطين. 

موظّفات مستقلّات أثناء عملهنّ في ورشة عمل جديدة لمشروع "فرصتي" في غزّة. (الصورة من "فرصتي")
في السنوات الأخيرة، ارتفعت نسبة البطالة في فلسطين أكثر من 40%، وتحديداً في قطاع غزّة، والسبب الرئيسي هو القيود المفروضة من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الوقت الحالي، يهدف مشروع "فرصتي" التجريبي إلى تأمين 300 فرصة عمل مدفوعة الأجر، للفلسطينيين في غزّة والضفّة الغربيّة. وبدوره، سيقوم "نبِّش" بمساعدة أرباب العمل على إيجاد موظّفين مستقلّين يتمتّعون بالأهليّة، للعمل لصالحهم انطلاقاً من فلسطين.
جاء "فرصتي" ثمرة شراكةٍ بين "نبِّش" ومؤسّسة "صِلَتِك" Silatech القطريّة غير الربحيّة، التي تعمل على توظيف وإنشاء فرص عملٍ للشباب العربي.
وبهذا الخصوص، علّقت لولو خازن باز، مؤسِّسة "نبِّش" ومديرتها التنفيذية بقولها إنّ "الأمر المدهش حول العمل عبر الإنترنت الذي تقوده التكنولوجيا، هو قدرتك على قياس هذا العمل. ولذلك، "تعمل ‘صلتك‘ على مشاريع ذات أثرٍ كبير، كما تريد العمل على مبادرة ستخلّف أثراً ضخماً، وصولاً إلى [النقطة] الفاصلة، بحيث يمكن قياسه."
فُرص عمل رغم الواقع المرير
يتمتّع الشباب الفلسطيني بدرجة تعليمٍ عالية وحماسةٍ للعمل، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الوقائع السياسيّة على الأرض تقف أمام طموحاتهم وآمالهم في العمل. من هنا، كان العمل عن بُعد أحد الخيارات القليلة المتاحة للتحايل على الحدود الفعلية.
من أجل الاستفادة من "فرصتي"، يتوجّب على الأشخاص الذين يعملون بدوامٍ حرّ عبور عمليّة التدقيق، بالإضافة إلى المشاركة في ورشِ عملِ ينظّمها مدراء المشاريع المجتمعية في كلٍّ من "نبِّش" و"صلتك". أمّا المواضيع، فتتراوح من أساسيّات العمل عن بُعد وكيفيّة تصميم السِيَرة الذاتيّة وخطابات التقديم، وصولاً إلى طريقة إنتاج العمل الذي يلبّي أو يفوق معايير أرباب العمل.

صورة لمجموعة من الموظّفين المستقليّن خلال ورشة عمل جديدة من "فرصتي".
وحاليّاً، تقوم "نبِّش" بإدارة أربع ورش عمل أسبوعيّة في قطاع غزّة، بالإضافة إلى تداول معلومات عن ورش عملٍ في الضفّة الغربيّة سيتمّ الإعلان عنها لاحقاً.
وبالنسبة إلى العمل، فهو ينبغي أن يكون مألوفاً للأغلبيّة، بما أنّ جميع من شارك حتّى الآن قاموا ببعض العمل المستقلّ ولديهم ملفّات أعمال لتقديمها؛ ومن بين هؤلاء مطوّرو مواقع ومترجمون ومصمّمو رسوم، بالإضافة إلى أشخاصٍ يتمتّعون بمهاراتٍ أخرى.
وبهذا الخصوص، قالت خازن باز: "لقد سبق وتلقّينا عدداَ من المتقدّمين لبعض الوظائف، ونعمل على متابعة عمليّة تقديم الطلبات عن كثب. أمّا التحّدي الخاصّ بنا فيتمثّل في ضمان ثقة العملاء بإعطائهم الوظائف للفلسطينيين العاملين بدوامٍ حرّ حصراً، وذلك في وقتٍ نشهد فيه بعضاً من الشعبية المبكرة."
وبهدف إعطاء العملاء حافزاً إضافيّاً، عمدَت "فرصتي" إلى التنازل عن أيّ عمولةٍ تُفرَض عادةً على الشركات التي تستخدم منصّة "نبِّش"؛ وهو قرارٌ يجب أن يعود بفائدته على الشركات الناشئة في المنطقة.
وأضافت خازن باز أنّه "على الشركات الناشئة توظيف العاملين بدوامٍ حرّ على أساسٍ منتظمٍ وخصوصاً وأّنها تحتاج إلى الدعم فيما يتعلّق بالمواهب، وأنّ الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة لا تملك المال لتوظيف أحدٍ بدوامٍ كامل. لذا، يمكن لروّاد الأعمال الاستفادة من هذا الأمر واقتناء هذه الموهبة."
إضافةً لما سبق، ستقوم "فرصتي" باستخدام نظام التقييم والمراجعة ذي النجمات الخمس، الذي يساعد العملين بدوامٍ حرّ في الحصول على إشادةٍ بعملهم كما ومساعدة أرباب العمل على تحديد المساهمين المؤّهلين. وبالإضافة إلى ذلك، يغطّي المشروع كافّة رسوم التحويل التي يتوجّب على العاملين بدوامٍ حرٍّ دفعها.

من شأن الكمبيوترات المحمولة والإنترنت، بالإضافة إلى مشاريع مثل "فرصتي"، مساعدة الشباب الفلسطيني على إيجاد عملٍ مع شركاتٍ خارجيّة. 
"بدأت الشركات الناشئة بالحصول على خدمة 'نبِّش' الكاملة مجّاناً، ما يعني حصولها على التشاور حول الوظيفة، والاستفادة من التنازل عن كافة رسوم العمولة، كما ومساعدة أحد الفلسطينيين في نهاية اليوم على كسب قوته،" على حدّ قول خازن باز.
ومن أجل نشر وظيفة ذات صلة، كجزءٍ من الحملة، يستطيع أرباب العمل إدخال الرمز الترويجي ‘فرصتي‘ (Fursati) على موقع "نبِّش" ليتواصلوا مع العاملين بدوامٍ حرّ.
من ناحيتها، قالت ديانا كسبري، مُصمّمة رسومٍ مقيمةٍ في رام الله، إنّها تنوي حضور ورشة عملٍ ضمن مشروع "فرصتي".
وأضافت أنّه "مع هذا المشروع، أصبح بإمكان الشركات والعملاء خارج فلسطين الحصول على خدماتي بطريقةٍ أكثر سهولة لم تكن ممكنة قبلاً.
ونظراً لمرونة العمل بدوامٍ حرّ، رأت خازن باز إمكانيّةً كبيرة للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط والخارج.
وانتهت بقولها: "إذا نجح المشروع التجريبي، فإننا نريد التوسّع إلى دولٍ أخرى في المنطقة ومنح الشباب فرصاً مماثلة... فبطالة الشباب في مناطق النزاع هو أمرٌ صعب."
--
كريستينا غانم هي الشريكة المؤسِّسة لـ"كنز" Kenz في رام الله، تهوى صناعة تطبيقات الأجهزة المحمولة وتعشق السينما. يمكنكم التواصل معها عبر "تويتر" علىa @tintinganim أو "لينكدإن".

Viewing all 3908 articles
Browse latest View live