Quantcast
Channel: wamda
Viewing all 3908 articles
Browse latest View live

'تلر'لحلول التجارة الإلكترونية تربط التجّار الصغار بالبنوك الكبيرة

$
0
0

سيريش كومار خلال" معرض الشرق الأوسط للتجارة الإلكترونية" في "مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض".
في وقتٍ تمرّ فيه منطقة الشرق الأوسط بنقطة تحوّل حيث يتّجه المزيد من المتسوّقين للشراء عبر الإنترنت ومواقع التواصل والأجهزة المحمولة، لا يملك التجّار بعد الخيارات التي تمكّنهم من التعامل مع هذا التحوّل بالشكل المطلوب.
ووفقاً لموقع "سمارت إنسايتس" Smart Insights، فإنّ 20% من عمليات الشراء عبر الإنترنت تمرّ عبر الأجهزة المحمولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وذلك بفضل انتشار الهاتف الذكية بمعدّل 89%، ووسائل التواصل بـ27%.
ومع ذلك، يعاني التجّار أصحاب المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة في الأسواق الناشئة - في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - من النقص في حلول الدفع الإلكتروني المخصّصة لسدّ حاجاتهم. ففي عدّة أسواقٍ، يتوجّب على التجّار إيداع مبالغ بين 5 آلاف و50 ألف دولار أميركي حتّى قبل القيام بأيّ عمليةٍ تجاريةٍ عبر الإنترنت.
هذه الأسباب دفعَت سيريش كومار إلى المشاركة في تأسيس "تلر" Telr، بوّابة الدفع التي تسمح للتجّار باستقبال وإدارة المدفوعات عبر الإنترنت، من خلال المواقع الإلكترونيّة أو الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ أساسيّ.
كومار الذي سبق له أن تولّى مناصب قياديةٍ في كلٍّ من "موتورولا" Motorolla و"نوكيا" Nokia وكارجيل" Cargill، ومؤخّراً في "باي بال" PayPal كمديرٍ ماليّ لمنطقة جنوب شرق آسيا، هو الآن الرئيس التنفيذيّ في "تلر". وهو يعمل على تأمين طريقةٍ يمكن من خلالها للمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة التعامل مع العملات المختلفة التي يدفع بها المتسوّقون، ويمكن للتاجر أن يسحب المال بملته المحلّيّة.
"ومضة": ما الذي تفعله لتسهيل حياة التجّار؟
سيريش كومار: نركّز على رفع منسوب الوعي حول منافع التوجّه نحو الإنترنت، وبالأخصّ بالنسبة إلى التجّار من أصحاب المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة وروّاد الأعمال. وذلك خصوصاً أنّه لم يعد يحتاج التجّار إلى بناء مواقع إلكترونية خاصّة بهم ليبيعوا منتجاتهم عبر الإنترنت، فلقد بات الأمر أسهل مع منصّاتٍ مثل ‘فايسبوك‘ Facebook و‘إنستاغرام‘ Instagram. ونحن من الشركات القليلة في العالم التي تملك شهادة امتثال من الدرجة الأولى لمعيار PCI العالمي لتوفير أعلى مستويات الحماية والسرية للبيانات الخاصة ببطاقات الدفع الإلكترونية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ التجّار لدينا يمكنهم التعامل بالعملة المحلّية مباشرةً (من دون وسيط لعمليّات ‘فوركس‘ FX)، وهذا ما يعتبَر مصدر ارتياحٍ كبيرٍ للتجّار من أيّ حجمٍ كانوا.
في هذه البيئة الحاضنة، لا ينبغي الاستخفاف بالشراكات خصوصاً مع البنوك.
"ومضة": ما هي قيمة الشراكة الأخيرة مع ‘البنك العربي‘؟
كومار: بعد هذه الشراكة، بتنا مسؤولين عن إلحاق التجّار ببرنامج التجارة الإلكترونية من ‘البنك العربي‘، وهذا يتضمّن الدراسة الإعدادية due diligence والدمج والدعم المستمرّ وإدارة المخاطر. وهذا يعني:
. أحد أكثر البنوك الراسخة والموثوقة في المنطقة بات الآن جزءاً من البيئة الحاضنة. نعتقد أنّ المنافسة جيّدة، وأنّ تزويد التجّار بخياراتٍ أوسع سوف يحفّز اقتصاد التجارة الإلكترونية ويدفعنا جميعاً للابتكار.
. نستطيع الآن تخطّي الوقت القياسيّ لضمّ التجّار (من 9 إلى 15 أسبوعاً) بنسبة 90%، وهذا ما يعني أنّ روّاد الأعمال والشركات الناشئة والمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة لن يقعوا في متاهة الأوراق المطلوبة.
. عدم الحاجة إلى ودائع التأمين التي تطلبها بعض البنوك من أجل التجارة الإلكترونية (بين 5 آلاف و50 ألف دولار، حتّى قبل القيام بأوّل معاملة)؛ وهذا ما يعتبَر مهمّاً جدّاً بالنسبة للشركات الناشئة والمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة، التي تحتاج إلى كلّ ما يمكن من المال النقدي. وبالتالي، سيتيح لهم هذا تركيزَ مواردهم على تطوير المنتَج وتجربة المستخدِم.
. هيكل مرِن وتنافسيّ للرسوم التي تُعدّ من بين الأدنى في المنطقة.
في هذه المنطقة بالتحديد، نحن مسؤولون عن بناء بيئةٍ حاضنة تشجّع الشركات الناشئة المبتكِرة والشركات القائمة على التوجّه نحو الإنترنت، لتصبح جزءاً من قطاع التجارة الإلكترونية المزدهر. ولكنّ كثيرين يجدون أنّ هذا الأمر يشكّل تحدّياً لهم، خصوصاً مع كلّ هذه القيود والبيروقراطية التي تحيط بعملية إطلاق عملٍ عبر الإنترنت.
"ومضة": ما هي الجهود التي قمتم بها للتغلّب أو للضغط من أجل تغيير الأنظمة المصرفية في هذه المنطقة؟
كومار: نريد أن نعمل بالتنسيق مع الجهات المختصّة والبنوك وأصحاب المتاجر الإلكترونية... سوق نتنازل عن الدفعة الأولى التي يتوجّب على التجّار دفعها للبنوك قبل الصفقة الأولى عبر الإنترنت، وسوف نطلق طريقةٍ سهلةً وبسيطةً للتسعير، وسيتمّ منح كلّ التجّار جميع الميزات والتسهيلات التي يحتاجونها لتنمية أعمالهم. وفي الأشهر المقبلة، نلتزم بخفض الوقت المطلوب لضمّ التجّار إلى التجارة الإلكترونية من 15 أسبوعاً إلى أقلّ من أسبوعَين.
"ومضة": هل تفكّرون بإطلاق عملياتٍ تشمل وضع سقفٍ لحجم الصفقات أو السحوبات، للتعامل مع قوانين المصارف المركزية لمكافحة تبييض الأموال في المنطقة؟
كومار: لقد عملنا مع البنوك زمزوّدي الخدمات مثل ‘ماستر كارد‘ MasterCard و‘فيزا‘ Visa لتمكين التجّار من الانضمام بشكلٍ أسرع، دون الاقتراب من قوانين مكافحة تبييض الأموال وغيرها من القوانين الخاصّة بالبطاقات المصرفية. نحن ملتزمون باستكشاف كلّ هذه الخيارات التي تمكّن التجّار من بدء أعمالهم التجارية على الإنترنت، في إطار الامتثال للقوانين والتشريعات المحلّية والإقليمية والعالمية.
"ومضة": بناءً على تجربتك مع ‘باي بال‘، والآن مع ‘تلر‘، أين تعتقد أنّه يجب بذل جهودٍ أكبر لجعل المنطقة أكثر انفتاحاً على المدفوعات عبر الإنترنت؟ هلّا ذكرت لنا ثلاثة صعوبات؟
كومار: يمكن الوصول إلى نموّ أكبر للتجارة الإلكترونية محلّياً فقط عندما يتّجه المزيد من روّاد الأعمال للبيع عبر الإنترنت.
يحتاج التجّار عادةً إلى الانتظار مدة 15 أسبوعاً لبدء أولى صفقاتهم عبر الإنترنت، ويجب أن يودعوا مبالغ للتأمين، ودفع رسوم التأسيس وتكاليف أوّلية أخرى. ولكي في الشرق الأوسط إلى نموٍّ سنويّ بنسبة 40% عام 2020، نحتاج إلى حلولٍ للدفع كالتي نقدّمها نحن، وذلك لتأمين حلولٍ متكاملة من أجل تطوير المتاجر الإلكترونية والخدمات اللوجستية والتحليلات؛ فهذا سيساعد التجّار في التركيز على أعمالهم. ونودّ أن يتمّ إتاحة عمل بطاقات السحب الآلي debit cards عبر الإنترنت، فالهند مثلاً شهدَت نموّاً كبيراً عندما تمّ السماح للمتسوّقين بالشراء إلكترونياً عبر بطاقات السحب.
"ومضة": ما هو رأيك بالدفع عند التسليم؟ هل يمكن أن يلعب دوراً إيجابياً لرفع الوعي حيال التجارة الإلكترونية؟
كومار: يشكّل الدفع عند التسليم جزءاً كبيراً في عملية إتمام الصفقات التي تنشأ عبر مواقع التجّار الإلكترونية أو منصّات التواصل الاجتماعي مثل ‘فايسبوك‘، كما أنّه بات يُعتبَر المنافس الأوّل في هذه البيئة الحاضنة. ولكن في المقابل، فإنّ السلطات والبنوك في المنطقة يتحوّلون نحو الاتّجاه الصحيح مع هيئاتٍ مثل ‘سداد‘SADAD في السعودية، وهي التي قامَت بدفعةٍ كبيرةٍ لتشجيع الأعمال عبر الإنترنت من خلال توفير العمليات المصرفية عبر الإنترنت كمصدر تمويلٍ للمتشرين.
"ومضة": هل من نصائح تقدّمها إلى روّاد الأعمال الشباب الذين يريدون إطلاق متاجر إلكترونية؟
كومار: اختاروا الشريك الصحيح. فالشركاء من بنوك ومقدّمي الخدمات اللوجستية وخدمات الدفع يمكن أن يساهموا في تنمية عملكم أو خنقه. ولذلك خذوا وقتاً كافياً لمطابقة ما تحتاجونه مع ما يقدّمه الشريك، وتأكّدوا من اختيار الشريك الذي يلبّي هذه الحاجات وأكثر.
نريد جميعنا العمل مع الشركات الكبرى، ولكن قد لا يكون هذا الخيار الأمثل لك.
. لا تخافوا من التجربة والفشل. يوجد لديكم كلّ الأدوات والتسهيلات اللازمة لكي تطلقوا عملكم، فالإنترنت يوفّر لكم فرصاً كثيرة، ويمكّنكم من الوصول إلى المستهلِكين في الكثير من الدول، ويساعدكم على التخفيف من التكاليف الإضافية. العادات الاستهلاكية تتغيّر، والثقة بالأعمال التجارية عبر الإنترنت لا تنفكّ ترتفع.
 إذاً، لا تقلقوا من التوجّه نحو الإنترنت. إذا نظرتم إلى بعض الشركات العالمية العاملة عبر الإنترنت، ستجدون أنّها بُنيت على مشاريع سبق لها أن فشلت أو اضطرّت إلى تطوير نفسها لكي تبقى وتستمرّ.
ومن هذه الشركات أذكر ‘نيتفليكس‘ Netflix؛ فما قام به هؤلاء كان استثنائياً. في السابق كان الناس يسخرون من نموذج تأجير أفلام الـ‘دي في دي‘ DVD الخاصّ بهم، ولكنّهم رسّخوه بنجاحٍ وباتوا الآن أكبر شركةٍ للترفيه.
. كونوا شغوفين جدّاً برؤاكم. ضمّوا أشخاصاً أذكياء إلى فريقكم، وسوف ترون التأثير المضاعف على قدراتكم التنفيذية.
--

مايا هي مديرة التحرير في ومضة. يمكنك الاتصال بها عبر البريد الالكتروني maya[AT] wamda.com، عبر "تويتر" @RahalMaya، أو "لينكد إن"، أو "غوغل بلاس".

هل يكون مستقبل المدفوعات في الأجهزة القابلة للارتداء؟

$
0
0

كشف "بنك عودة" عن خدمته "تاب تو باي" مؤخراً خلال مؤتمر "عرب نت" مطلع هذا العام. (الصورة من "بيفورت")
في موضوعه الثاني عن الدفع عبر الأجهزة المحمولة (النقّالة)، يتحدّث فيصل الخالدي من "بيفورت"Payfort عن إمكانية أن تصبح الأجهزة القابلة للارتداء مستقبل عمليات الدفع. لقراءة الموضوع الأوّل، اضغط هنا.
تتطوّر طريقتنا في تسوية المعاملات بشكلٍ دائم، ما يُظهِر تقدّم التكنولوجيا مع الزمن. وعلى مدى السنين الماضية، شاهدنا تطوّر عمليات الدفع من الدفع نقداً، إلى البطاقات المدفوعة سلفاً والتي يُعاد شحنها، إلى الدفع من خلال بطاقات الائتمان، وأخيراً الدفع عبر الإنترنت.
واليوم، نحن نشهد دفعةً قويّةً نحو ما يعتقد كثيرون أنّه سيكون التطوّر القادم لكيفية الدفع، وهو تكنولوجيا جديدة يشار إليها باسم "الدفع عبر الأجهزة المحمولة" mobile payments.
وفي إطار ذلك، اعتمدَت حلول الدفع المختلفة التي تندرج تحت هذه التسمية على الهواتف الذكية لتكون بمثابة جهازٍ للدفع. والآن، مع تكنولوجيا الأجهزة القابلة للارتداء الأكثر ذكاءً، هناك نوع جديد من الأجهزة سيدخل عالم الدفع عبر الأجهزة المحمولة.
نموّ الأجهزة القابلة للارتداء وطرق الدفع
يعلم الجميع أنّه يوجد تقدّمٌ كبيرٌ في عالم التكنولوجيا وخاصّةً في قسم التقنيات والأجهزة القابلة للارتداء. وعلى الرغم من أنّ هذه التكنولوجيا تتقدّم ببطء، نعتقد في "بيفورت" أنّ عام 2015 سوف يكون بداية عصر التقنيات والأجهزة القابلة للارتداء.
في بداية عام 2015، توقّعَت شركة "سيسكو سيستمز" Cisco Systems أن يبلغ عدد الأجهزة القابلة للارتداء المربوطة بالشبكات في عام 2019، أكثر من 575 مليون جهاز؛ ما يعني زيادة بنسبة 530% عن عام 2014. ومن جهتها، توقّعَت شركة "تراكتيكا" Tractica أن تصل سوق الأجهزة القابلة للارتداء إلى 187 مليون جهازٍ سنوياً بحلول عام 2020.
هذا النموّ السريع الذي يترافق مع المزايا التي توفّرها الدفوعات عبر الهواتف الذكية، يمنح الأجهزة القابلة للارتداء ميزةً إضافيةً ليتمّ قبولها من قبل الناس. ومع إطلاق أجهزةٍ شعبية مثل ساعة "آبل" Apple Watch، فإنّنا ندخل في عصرٍ يمكننا فيه إتمام المعاملات عبر لمسةٍ بالمعصم بدلاً من استخدام بطاقة الائتمان.
الأجهزة القابلة للارتداء في المنطقة
إنّ إمكانيات خيار الدفع هذا لم تغِب عن الشركات في المنطقة، فقد أعلنَت "ماكدونالدز" McDonald’s مؤخّراً أنّها ستبدأ باستقبال المدفوعات عبر مجموعةٍ من الأجهزة الجديدة، مثل ساعة "آبل" والتكنولوجيات الأخرى القابلة للارتداء.
من جهةٍ ثانية، هناك ابتكار مثير للاهتمام قدّمه "بنك عوده"، وهو "تاب تو باي" Tap2Pay التي شاهدناها تعمل في مؤتمر "عرب نت" ArabNet الأخير في بيروت. هذا الجهاز القابل للارتداء، يستخدم تكنولوجيا "التواصل قريب المدى" NFC التي تعمل بدون لمس ويمكن دمجها في كلّ شيء، من الملابس إلى الساعات والأساور التقليدية.
بغض النظر عن رأيك بالأجهزة القابلة للارتداء، لا يمكن إنكار أنّ هذه الموجة الجديدة من التكنولوجيا ستوفّر مجموعةً من الإمكانات لعمليات الدفع عبر الأجهزة المحمولة في المنطقة. وقد أظهر استطلاعٌ للرأي أجرته "ستراتوس" Stratos، أنّ ما يقرب من نصف أصحاب الهواتف الذكية يفضّلون استخدام أجهزةً قابلةً للارتداء على الهاتف الذكي، في عمليات الدفع.
 مع هذا الاهتمام البارز، فإنّ الشركات التي تستطيع إيجاد تطبيقاتٍ مفيدةً ومناسبةً لهذه التكنولوجيا، يمكنها إعادة برمجة طريقة تفكير العملاء في تسديد المدفوعات.
--


فيصل الخالدي هو محلّل تجاري ومسوّق المحتوى لدى "بايفورت". يحبّ الكتابة عن ريادة الأعمال والتجارة الإلكترونية والشركات الناشئة. يمكنكم التواصل معه عبر "تويتر" و"جوجل بلاس" أو عبر البريد الإلكتروني fkhalidi [at] payfort.com

أقارن أو لا أقارن؟

$
0
0
عندما أطلق الويلزي جون ريتشاردز موقع "كومبارت4مي" Compareit4me.com لمقارنة الأسعار في الإمارات العربية المتّحدة عام 2011، سرعان ما وجد فجوةً في السوق.
بعد ملاحظة أنّ البنوك التي كانت تقدّم معلوماتٍ مهمّة عن منتَجاتها المالية للعملاء على مواقعها لم تتعدّى 20 إلى 30%، قرّر ريتشاردز وزميله وصديقه سامر شهاب تكريس نفسَيهما لمواجهة هذه المشكلة.
 ولكن في السنة التالية، راحَت تنطلق الأعمال التي تمتلك الفكرة نفسها ودخلت مجال مقارنة الأسعار، مثل "ماني كاميل" moneycamel.com و"سوق المال" souqalmal.com و"بيزات" bayzat.com.



يعتزم موقع "كومبارت4مي" التوسّع ليشمل تأمين السيارات والبيوت.
لقد امتلك مؤسّسو هذه الشركات جميعهم الخبرة المصرفية والتسويقية عينها، بالإضافة إلى العزم على سدّ هذه الثغرة بين المصارف وعملائها. كما أنّ الشركات الناشئة كلّها، كان يمكن إمّا أن تحصل على الجوائز الكبيرة وإمّا أن تسقط في الفشل. ولكن في كلّ الأحوال، إنّ قطاع مقارنة أسعار المنتَجات المالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد وُلِد.
سوقٌ ينبغي الدخول إليها
"أعتقد أنّ هذه السوق جذّابة للغاية،" تقول مؤسِّسة "سوق المال" ورئيستها التنفيذية، عمبرين موسى. وتضيف أنّه "بالمقارنة مع المملكة المتّحدة التي تضمّ 65 مليون نسمة وأربعة مواقع مقارنةٍ كبرى، فإنّ الموقع الرائد فيهم ‘ماني سوبرماركت‘ moneysupermarket.com تُقدَّر قيمته بنحو 1.2 مليار جنيه إسترليني [قرابة 1.9 مليار دولار أميركي] في سوق البورصة."
قد لا تبدو الأرقام كبيرةً من ناحية المستخدِمين، ولكنّها بلا شكّ أرقام كبيرة من المال. فالشرق الأوسط التي يشكّل عدد سكّانها خمسة أضعاف سكّان المملكة المتّحدة، تُعدّ سوقاً ضخمةً للمستهلِكين الذين يبحثون عن الصفقات الأفضل لتوفير المال، والذين تتزايد أعدادهم باستمرار.
قطاع صغير لكنّه واعد
كلّ موقعٍ من المواقع الأربعة المذكورة أعلاه يعمل على منتَجاتٍ ماليةٍ مختلفة متاحةٍ حالياً، من قروض السيارات إلى التأمين الصحّي وصولاً إلى بطاقات الائتمان. وهذه المواقع التي تعمل انطلاقاً من الإمارات تتشابه نسبياً ولكنّها تختلف عن بعضها البعض قليلاً.
الموقع الأشمل حالياً هو "كومبارت4مي" الذي أطلقه مؤسِّسوه بينما كانوا ما زالوا يعملون في وظائفهم. وهو يتيح حالياً مقارنة أسعار المنتَجات المالية في كلٍّ من الكويت وقطر ولبنان والبحرين والإمارات، ويخطّط للتوسّع نحو السعودية ومصر وفيما بعد إلى أفريقيا ومصر.
وفيما يعمل الموقع الآن مع 40 بنكاً في هذه الأسواق، يقول مؤسّسوه لـ"ومضة" إنّ البنوك التي وصلوا إليها في بادئ الأمر بين عامَي 2011 و2012 كانوا متحمَسين لهذا النموذج الذي يعرفونه، وبالتالي كانوا أكثر انفتاحاً على هذا المفهوم.
يقول ريتشاردز إنّ البنوك "لقد كانوا يعرفون أنّ عمليّات المقارنة ناجحة،" مصيفاً أنّه "في المملكة المتّحدة والهند وآسيا يوجد سوقٌ قويةٌ للمقارنات. ولكن كما هي حال أيّ منتَجٍ جديدٍ، فإنّ التحدّي يكمن في إقناعهم بأنّنا سوف نكون قناةً جيّدةً لهم."
في المقابل، يشير مؤسِّس "ماني كاميل"، بريتي بامبري Preeti Bhambri، إلى أنّه في البدايات كان من الصعب إقناع البنوك بتجربة منتَجِ جديد. ومن جديد، عدم توافر المعلومات التي يمكن للمستهلِكين الاطّلاع عليها، دفع المؤسّسات المالية قُدُماً.



احتساب القروض ومقارنتها من أكثر خدمات "ماني كاميل" شعبيةً.
 من جهةٍ أخرى، أبقى "سوق المال" تركيزه على شريحةٍ أصغر من السكّان. وهو يعمل فقط في الإمارات ومؤخّراً في السعودية، ويقدّم خدماته للباحثين عن المعلومات هناك.
أمّا بالنسبة إلى عدد زوّار هذه المواقع، فإنّ الأرقام تختلف بينها. ففي حين يحظى اثنان منهما بما يتراوح بين 30 ألفاً و40 ألفاً، يحصل "سوق المال" على 350 ألف زائر. ولكن يمكن لهذه الأرقام أن ترتفع أكثر كما أنّه يوجد مجالٌ للنموّ بعد، خصوصاً إذا ما عرفنا أنّ موقعاً من خارج المنطقة مثل "جو كومباير" gocompare.com يحصل على 40 ألف زائرٍ يومياً.
سوق تحتاج إلى إدارة
وفقاً لموسى، لا يتجاوز المحتوى العربي على الإنترنت نسبة 3%، وبالتالي فإنّ نسبةً قليلةً منه تركّز على عملية التثقيف المالي.
وهكذا بات جزءٌ من نموذج عمل "سوق المال" مخصّصاً للعمل كمنصّةٍ تثقيفية. وهذا الموقع الذي ينشط باللغتَين العربية والإنكليزية ("كومبارت4مي" لديه موقع بالعربية أيضاً)، لديه برنامج أسبوعي على إذاعة راديو في دبي لمناقشة شؤون المستهلِك، كما أنّه يتشارك مع هيئاتٍ حكومية من أجل توعية الناس حول شؤونهم المالية الشخصية.

"كيف أختار القرض الأفضل؟" يعمل "سوق المال" على تنمية المحتوى المالي.
إتاحة المعلومات مفيدةٌ وعمليةٌ للطرفَين؛ فبقدر ما يحصل المستهلِكون على المعلومات التي يحتاجونها لاتّخاذ قرارهم المناسب، فإنّ البنوك وشركات التأمين تحصل على معلوماتٍ حول ما تريده السوق منهم.
وعن هذا الأمر، يقول ريتشاردز إنّ "بعض البنوك تسألنا طوال الوقت عن معلوماتٍ يمكن لها من خلالها تطوير منتَجاتهم، وبالتالي يمكننا تزويدهم بمعلوماتٍ عن الأنواع الأكثر جاذبيةً لبعض السكّان."
ووفقاً لهذا الشريك المؤسّس، إنّ القدرة على نشر المعلومات وتشاركها سوف تصبح أكثر أهمّية، لكي ترى ما الذي يقدّمه الآخرون في سوقٍ تزداد التنافسية فيها. ويقول إنّه "في المملكة المتّحدة، إذا لم تكن موجوداً على موقعٍ للمقارنات فأنت لست موجوداً في السوق."
ما الذي يميّز أحد مزوّدي بطاقات الائتمان عن سواه؟ يشير ريتشاردز إلى أنّ مواقع المقارنة يمكن أن تصبح قنواتٍ إعلانية، ويتابع قائلاً إنّ "البنوك سوف تدفع المال لتحصل على الظهور والبروز في أوّل القائمة. ولكن إذا قام المستخدِم بتصفية البحث، يصبح هذا غير مهمّ."
المستثمِرون متفائلون
بعدما وضع المؤسِّسون أموالهم الشخصية للقيام بمشاريعهم، حصلوا جميعهم على تمويلٍ إضافيٍّ من مستثمِرين. ففي شهر كانون الثاني/يناير هام 2014، تلقّى "سوق المال" في جولة التمويل الثانية استثماراً بلغ 1.5 مليون دولار أميركي بقيادة "هامينجبيرد فينتشرز" Hummingbird Ventures البلجيكية. كما حصل "ماني كاميل" على استثمارٍ تأسيسيّ عام 2014، ولكن لم يُكشَف عن المبلغ.
وبدورها، بعد نتائج مواقع مقارنة أسعار المنتَجات المالية وتوسّعها في المملكة المتّحدة، رأت شركة الاستثمار "ميلفرهيل أسوشيتس"Mulverhill Associates التي تستقرّ في دبي هذا القطاع الذي ينمو في المنطقة كنموذجٍ يمتلك إمكانية النجاح.
ويقول المدير العام للشركة، جوناثان هول، "إنّنا نعتقد أنّه يوجد إمكاناتٌ هائلةٌ للنموّ." وبعد الإشارة إلى أنّ 60% من المنتَجات المالية في المملكة المتّحدة مصدرها مواقع المقارنات، لفت إلى اعتقاده بأنّ الرقم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "يجب أن يكون أقلّ من هذا بـ5% وحسب، وهذا هو حجم الفرصة."
ولكن... الحذر واجب
"الرأسمالية في أفضل حالاتها،" هذا ما ورد في مقالةٍ للـ"إيكونوميس" Economist حول مواقع مقارنة الأسعار، وذلك في إطار التحذير من التكاليف العالية المحتملة التي قد يتحمّلها كلٌّ من المستهلِكين والبنوك جرّاء استخدام هذه المواقع.
وقد يبدو موقع "بيزات" كمثالٍ محتملٍ عن هذا التحذير، وهو الذي حصل على تمويلٍ بقيمة مليون دولار من شركة الاستثمار المُخاطِر في المنطقة "بيكو كابيتال" BECO Capital، في حزيران/يونيو من هذا العام. وفي هذا الشأن يقول المدير التجاري في "بيزات"، طارق بياع، "إنّنا لم نعد موقعاً لمقارنة الأسعار بالمعنى التقليدي، بل شركةً تكنولوجيةً  تساعد العملاء على مقارنة وشراء واستخدام التأمين الطبّي الخاصّ بهم." وبعدما حثّتهم المنافع المتأتّية من التأمين الصحّي للتركيز عليه أكثر من منتجاتهم الأخرى، فإنّ العاملين على موقع "بيزات" يسعون أيضاً للاستفادة من الفرصة الناجمة عن القرار الذي يلزم الشركات بتوفير التأمين الصحّي لكلّ العاملين فيها.
وبدوره، يقول أمير فرحة من "بيكو كابيتال" إنّه "عندما تنظر إلى مواقع لمقارنة الأسعار مثل ‘ماني سوبرماركت‘ moneysupermarket وتجد أنّها مربحة، أنظر أيضاً إلى ميزانيات التسويق لديها." هذه الأخير ضخمة للغاي، وهذا ما حذّرَت منه مقالة الـ"إيكونوميست". ويكمل فرحة قائلاً إنّ "الخدمات المصرفية هي معاملات قليلة الحدوث، ولذلك يجب أن تعمل على جعلها مربحة."
في هذا الأثناء، بالرغم من صعوبة إتاحة المعلومات المالية للجميع، فإنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدأت بخطوتها الأولى.


--
لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر @LebanonLucy أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] com.


'موضوع'الأردني يحصل على تمويل بـ1.5 مليون دولار‎

$
0
0

فريق "موضوع" في عمّان. (الصورة من Mawdoo3)
تلقّت "موضوع" Mawdoo3، الشركة الناشئة الأردنية التي اعتمدَت نموذج "ويكيبيديا" Wikipedia ولكن للمحتوى العربي، مبلغاً وقدره 1.5 مليون دولار أميركيّ خلال جولة التمويل الأولى Series A.
هذه الجولة التي أغلِقَت الأسبوع الماضي تمّ تمويلها بالكامل من قبل "إكوي تراست" EquiTrust، شركة الاستثمار المستقرّة حديثاً في دبي. وهذه الأخيرة التي رفضَت الإفصاح عن مكان قدومها، قالت إنّها سوف تكون جزءاً من شركةٍ إقليميةٍ أكبر بكثير.
أمّا "موضوع" الذي انطلق معتمداً على مال المؤسّسين الشخصيّ بالإضافة إلى العائلة والأصدقاء، والذي اتّبع سياسة الحدّ من النفقات والاستفادة القصوى من الموارد، فقد سبق أن فاز بـ"جائزة الملكة رانيا للريادة" عام 2011، عندما كان المؤسِّسون لا يزالون طلّاباً.
وفي حديثه إلى "ومضة"، قال الشريك المؤسِّس، محمد جبر، إنّهم كانوا يخطّطون لاستعمال هذا التمويل من أجل التوسّع في تطوير المنتَج والتسويق والمحتوى. وأضاف أنّه "من الآن وصاعداً، سوف يسمح هذا التمويل لنا بالوصول إلى تنمية المشروع بشكلٍ أكبر، وبمعدّلٍ متسارعٍ أكثر."
تلبية حاجةٍ موجودة
نظراً إلى عدد قرّاء اللغة العربية الكبير على الإنترنت، فإنّ كمّية المحتوى المتاح لا تبدو مشابهةً لذلك. فوفقاً لمنظّمة "الأمم المتّحدة"، إنّ أكثر من 370 مليون متحدّثٍ باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، يقابلهم أقلّ من 1% من المحتوى العربي. وبالإضافة إلى ذلك، أظهر بحثٌ قامَت به "ومضة"، أنّ 60% من العرب يفضّلون قراءة المحتوى العربي.
وبالتالي، فإنّ "موضوع" الذي اختار أن يكون نموذجه مشابهاً لنموذج "ويكيبيديا"، والذي لا يختلف كثيراً عن قسم المدوّنات لدى "هافينغتون بوست" Huffington Post، يوظّف كتّاباً بدوامٍ حرّ، يكتبون عن مواضيع تتراوح بين الفنّ والدين والصحّة والتغذية والتسلية. وبعد تسلّم المقالات، يتمّ فحصها وتحريرها من أحد أعضاء الفريق العشرين الذين يعملون بدوامٍ كامل، أو من قبل أحد المختصّين من خارج الشركة.
وعلى سبيل المثال، قبل نشر مقالةٍ عن التغذية يتمّ عرضها على أخصّائيٍّ في التغذية أو على طبيبٍ من ضمن شبكتهم الواسعة، بحيث يقوم هذا الأخير بالتحقّق من المحتوى.
هذا الموقع الذي أسّسه كلٌّ من محمد جبر وصديقه رامي قواسمه، وُلِد من رحم الإحباط الناجم عن النقص في المحتوى العربي على الإنترنت. فبينما كان جبر يتابع سنته السادسة في كلّية الطبّ في عمّان، وجد وصديقُه أنّ معظم المحتوى العربي يتمّ نشره من قبل المنتديات ومواقع النقاشات التي تضمّ كثيراً من المواد المنسوخة والتي تفتقد إلى المصادر الموثوقة والدقيقة.
واليوم، لا يمارس جبر مهنة الطبّ، بل يركّز أكثر على شركته الناشئة كما أنّه يشارك في البرنامج التلفزيوني "الأطبّاء السبعة" 7Drs.
أمّا "موضوع" الذي يضمّ 200 كاتبٍ يعملون بدوامٍ حرّ و20 موظّفاً بدوامٍ كامل، فقد أنتج حتّى تاريخه نحو 40 ألف مقالة أصلية، ويأمل أن يرتفع هذا العدد في العام المقبل إلى 100 ألف.

قائمة الموضوعات.
سدّ هذه الثغرة ليس سهلاً
في هذا الوقت، إنّ حلم الفريق بأن يصبح موقعهم بمثابة "موسوعة" عربية يقترب من أن يصبح حقيقة، خصوصاً وأنّهم يحظون بقرابة 13 مليون زائرٍ حقيقيّ كلّ شهر.
ولكنّ هذا الفريق السعيد بتقدّمه، لم يمرّ عليه الأمر دون تحدّيات. فقد قال جبر لـ"ومضة" إنّ "العثور على كتّابٍ جيّدين كان أمراً صعباً، وتوجّب علينا تطوير فريقنا ليتماشى مع معايير الكتابة الخاصّة بنا ومع فريق التدقيق والمراجعة."
من جهةٍ ثانية، كان الحصول على استثمارٍ من خارج دائرة الأصدقاء صعباً للغاية أيضاً. وبحسب جبر، إنّ البيئة الحاضنة للاستثمارات في العالم العربي لا تفضّل الشركات الناشئة التي ترتكز إلى المحتوى العربي.
من جهةٍ أخرى، قامت الشركة بالتوقيع مؤخّراً مع شركة "ديجيتال ميديا سيرفيسز" DMS للخدمات الإعلامية الرقمية، التابعة لـ"مجموعة شويري" Choueiri Group، من أجل العمل على الإعلانات. وعن هذه الشراكة قال جبر: "نتوقّع أن تساعدنا في شقَّين: الأوّل؛ مساعدتنا على زيادة العائدات الإعلانية، والثاني؛ التركيز على عملنا الأساسيّ والميزة التنافسية."
وفي حين أنّ المقالات التي تُنشَر حالياً على "موضوع" غالباً ما تكون بسيطة وسلسلة، وتركّز على أسلوب المقالات التي تجيب على ‘كيف‘ و‘ما هو‘، يسعى الموقع إلى توسيع مروحته والعمل على مقالاتٍ أكثر تعمّقاً وتخصّصاً.
وفي الختام، عندما طلبنا منه أن يصف ما يريدون أو يكونوا عليه بجملةٍ واحدة، أجاب جبر ببساطة: "موسوعة عربية متميّزة، شاملة، وجميلة."
--

لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر  @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] com.

'إنفوميد': رقمنة طب الأسرة في مصر

$
0
0
التشخيص السليم للمرض هو أوّل طريق الشفاء.
يرصد الإعلام المصري يومياً الكثير من حالات الوفاة الناتجة عن تشخيص طبي خاطئ، ما يشير إلى ضرورة العمل على تحسين الرعاية الصحّية بشكلٍ شاملٍ في البلاد.
ولمّا كان دور المشاريع الريادية الأوّل يقوم على الخروج بحلول تقنية لحلّ للمشاكل الاجتماعية، قرّر الشاب المصري الكندي أمير كليله، أن يؤمّن طبّ الأسرة رقميّاً في مصر عبر تأسيس "إنفوميد" InfoMed.
في الدول الغربية، يوجد طبيب للأسرة يشرف على متابعة التاريخ الطبي لجميع أفراد الأسرة، ويتمّ الاتّصال به للتشخيص الأوّلي لأعراض المرض ثمّ يقوم بتوجيه المريض إلى الطبيب المتخصّص عند اللزوم.
تلك المهنة لا وجود لها على الإطلاق في معظم المجتمعات العربية، كما في مصر حيث تغيب ثقافة المتابعة الدورية والاحتفاظ بالتاريخ الطبي للفرد.

يريد كليله أن يستشير الناس الأطبّاء بدلاً من الأصدقاء. (الصورة من أمير كليله)
"إنفوميد" ترقمن طب الأسرة في مصر
تقوم "إنفوميد" بدور طبيب الأسرة، إذ يمكن للمريض الاتّصال على الخطّ الساخن 24 ساعةً يوميّاً، للاستفسار عن أيّ عارض صحّي، حيث يجيبه أطبّاء متخصّصون يقومون بتوجيهه. كما يمكن إرشاد المريض إلى أطبّاء وفقا لموقعه الجغرافي، إذا طلب ذلك. ويستطيع مستخدِم "إنفوميد" أيضاً الاطّلاع على تقييمات المستخدِمين للأطباء على المنصّة، لمساعدته في الاختيار.
يقول كليله إنّه في مصر، "تبدأ رحلة المريض بأعراض لا يستطيع أن يفسر أسبابها، فيلجأ في تلك الأحوال إلى صديقٍ غير متخصّص أو صيدليٍّ قريب لوصف مسكّن أو دواء عشوائياًّ."
ونتيجةً لذلك، يضيف كليله، أنّ "المريض غالبًا ما يكتشف مرضه الحقيقيّ في مرحلة متأخّرة لسببَين؛ الأوّل هو أنّ طبيعة الجسم البشري تمنحه القدرة على المقاومة لوقتٍ معيّن ويفقدها بعد حين، والثاني بسبب التشخيص الخاطئ عادةً. وهذا ما نحاول معالجته من خلال ‘إنفوميد‘."
أطلق هذا الرياديّ الحلّ الذي يوفّره لطبّ الأسرة منذ 6 أشهر، وذلك بعد أن استغرقَت مهام تأسيس "إنفوميد" وتطوير خوارزمية الموقع نحو عامَين. ورغم محدودية التسويق، يشير إلى أنّ المشروع نجح في استقطاب نحو 100 عضوٍ حتّى الآن.
وعن الفكرة التي تقف وراء المشروع، يقول: "أمضيتُ فترةً من دراستي الجامعية في كندا وأبهرني النظام الطبّي المتبع هناك، فقررتُ نقله إلى مصر بعد رقمنته ومراعاة سلوكيات وثقافة المريض المصري."
متابعة رحلة الرعاية الصحّية الرقمية
لا يتطلّب نموذج العمل في "إنفوميد" أن يكون المريض على دراية بالرقميات، إذ يحصل كلّ مشتركٍ على مجموعة بطاقات متابعة يُطلب من طبيبه الخاص ملؤها، ليتمكّن طبيب "إنفوميد" من المتابعة الدورية معه.
من هنا تبدأ مرحلة متابعة المريض من قبل الطبيب المعالج: يزور مندوبٌ من "إنفوميد" إلى المريض في منزله ليحصل على تاريخه المرضيّ كاملاً، ويذهب المندوب أيضاً إلى الطبيب المعالج للحصول على نسخةٍ من الأدوية والتحاليل والصور المطلوبة منه. ومن ثمّ يتمّ الاحتفاظ بالتاريخ الطبّي لكلّ مريضٍ في سجلٍّ رقميٍّ خاصّ.

السجلّات الطبّية الرقمية.
النموذج الربحي
تقدّم "إنفوميد" خدماتها مقابل اشتراكٍ سنويّ قدره 980 جنيهاً مصريّاً (أقلّ من 130 دولاراً)، وهي تشمل التحاليل في مختبرات "ألفا لاب" Alfa Lab، التي دخلت الأخيرة في شراكة مع "إنفوميد" بأسعارٍ مخفّضة. ولقد ساعدت هذه الشراكة في وضع سياسة تسعير تتناسب مع إمكانات المرضى من الطبقة المتوسّطة.
أمّن كليله التمويل التأسيسي بنفسه وبمساعدة الأهل والأصدقاء، وهو لايريد لـ"إنفوميد" أن تأخذ بدل اشتراكات إضافية من الأطباء، لوضع "مصلحة العميل أوّلاً"، حسبما يقول.
أمّا بالنسبة إلى التسويق، فقد اعتمد كليله على حضور معارض ومؤتمرات طبّية محلّية وعالمية، بالإضافة إلى التسويق المباشر للمرضى في العيادات والمستشفيات.
وفي الوقت الحالي، يخطط لإطلاق حملاتٍ تسويقية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وبالأخصّ عن طريق الفيديوجراف الذي يراه أقرب قنوات التسويق إلى مستخدِمي الإنترنت في الوقت الحالي.
ويعول كليله أيضاً على انتشار السمعة الحسنة بين المرضى في مصر، وهي قناة تسويقية أثبتت جدارتها وأتت ثمارها بالفعل مع "إنفوميد".
توسّع إقليميّ وعالميّ محتمَل
"العالم بكامله يحتاج إلى نموذجٍ رقميٍّ من طبيب الأسرة،" يقول كليله ويضيف أنّه "بالرغم من أنّ النموذج البشري متاحٌ في معظم دول الغرب، إلّا أنّ رقمنة النموذج جعلته أكثر دقّةً وأكثر قدرةً على المتابعة المستمرّة على مدار الساعة."
يشير مؤسِّس "إنفوميد" إلى أنّهم يجرون حالياً مفاوضاتٍ مع مستثمِرين من دبي للتوسّع إقليميّاً، ولكن يلفت إلى "الحاجة لإدخال بعض التعديلات على نموذج العمل ليتلاءم مع احتياجات الأسواق المختلفة." ويضيف أنّ "هذا ما نعمل عليه الآن للوصول إلى دول الخليج قريباً، على أن تكون الدول الأوروبية محطّتنا التالية.
--

إيمان مصطفى، صحافية مولعة بجديد التكنولوجيا وعالم الأعمال الريادية، تكتب لمؤسسة "أرقام وأرقام ديجيتال"، يمكنكم التواصل معها على إيميل eman.wamda[at]gmail[dot]com، أو متابعتها على تويتر @EmanMos24674178.

الشركات الناشئة في العراق بعد عامٍ على فوضى الإرهاب‎

$
0
0
"الشركة الناشئة هي مؤسَّسةٌ إنسانية تهدف إلى تقديم منتَجٍ أو خدمة جديدة، في ظلّ ظروفٍ يحيط بها الشكّ والغموض،" هكذا وصف إريك ريس ما يعنيه مصطلح ‘شركة ناشئة‘ startup بالنسبة له.
ولكن هل هناك ما هو أكثر غموضاً من حساب احتمالات نجاح شركةٍ ناشئةٍ تعمل في مدينةٍ لا تبعد أكثر من 50 كيلومتراً عن الفوضى التي أحدثتها فوضى الإرهاب مؤخّراً؟
هذا بالضبط ما يعنيه أن تكون رائد أعمالٍ في بغداد: أن تعمل في ظروفٍ من الريبة والغموض. إذاً، بعد 18 شهراً على إصدار كتابي الأخير عن الشركات الناشئة في العراق، ما الذي يحدث الآن؟
في أواخر عام 2013 ومطلع عام 2014، ظهرَت الكثير من الشركات الناشئة في العراق، ولكنّ حاجاتها لم تُلَبَّ بعد؛ مثل الإرشاد، والاستثمار التأسيسي، ومساحات العمل المشتركة التي يمكن أن تكون كمراكز تجمع أصحاب العقول المبدِعة والشباب المهرة والتقنيين، لكي يلتقوا ويعملوا على تطوير أفكارهم.
ولكن بالرغم من كلّ هذه التحدّيات، استمرّ روّاد الأعمال العراقيون بالقيام بما يبرعون فيه: البقاء على قيد الحياة والمُضيّ قُدُماً. ولكن بعد الإعلان عن "دولة الخلافة" في حزيران من عام 2014، تعرّض القطاع إلى خضّةٍ كبيرةٍ أوجدَت مجموعةً جديدةً من التحدّيات.

العمل في "ساينس كامب"، مساحة الصانعين في البصرة. (الصورة من بلال غالب)
خروج روّاد الأعمال من العراق
في ذلك الوقت عمَّت الفوضى، وبالتالي غادر الكثير من روّاد الأعمال العراق.
على سبيل المثال، علي علاو يدير شركةً ناشئةً تُسمّى "عَين" Ain وتُنتِج مواد مصنوعةً يدويّاً ومزيّنةً برسومٍ ورموز مستوحاةٍ من التاريخ العراقي. حازَت علامته التجارية على شعبيةٍ وسمعةٍ جيّدة، وكان بصدد اتّخاذ خطواتٍ واثقةٍ لاستكشاف فرص التوسّع.
ولكن للأسف، أثّرَت الاضطرابات سلبياً على علاو وعائلته، ما اضطرّه إلى إيقاف عمله والفرار من العراق. ومؤخّراً، سعى علاو إلى إعادة إحياء شركته الناشئة حيث راح يعمل من البلد المجاور الذي يقطن فيه، والذي رفض الكشف عنه. وبعد محاولته استعادة زبائنه القدامى وجذب زبائن جدد، بدأ أيضاً بجذب انتباه سكّان البلد الذي لجأ إليه.

من منتَجات "عَين". (الصورة من "فايسبوك").
تحدّياتٌ لوجستية
هذه الاضطرابات أيضاً أوجدَت مشاكل لوجستية تضاف إلى التحدّيات التي ينبغي على روّاد الأعمال العراقيين التغلّب عليها.
من إحدى المغامرات الأكثر شيوعاً بين الشبّان العراقيين (بالإضافة إلى الهجرة)، هي إطلاق أعمالٍ تحلّ كوسيطٍ بين المواقع العالمية الكبرى مثل "أمازون" Amazon و"إي باي" eBay والعملاء المحلّيّين.
وبسبب عدم كفاءة النظام البريدي، والنقص في طرق الدفع على الإنترنت، تلجأ الشركات الناشئة إلى مختلف الطرق المبتَكَرة للعمل كطرفٍ ثالثٍ في عملية الشراء. يمكنك أن تبدأ بصفحةٍ على موقع "فايسبوك" Facebook، والباقي يكمن في التغلّب على منافسيك من حيث تسعير خدماتك، وتاريخ التسليم المتوقَّع، والتسويق.
من بين روّاد هذا ‘التوجّه‘ نذكر تبارك الزويدي، المرأة الشابّة في منتصف العشرينات، التي قرّرَت البدء برؤيتها الخاصّة؛ فهي بالشراكة مع شقيقتها، أطلقَت متجَراً إلكترونيّاً للثياب من خلال صفحةٍ على "فايسبوك"، بحيث تعتمدان على مالهما الخاصّ لتمويل هذه الخطوة الشجاعة. وبالتالي، شكّل نجاحهما إلهاماً دفع بالكثيرين للقيام بمثل هذه الخطوة.
ولكنّ تردّدات ما بعد حزيران 2014 أثّرَت عليهما وعلى الأعمال المشابهة الأخرى، لأنّ شركات البريد تعذّر عليها التنقّل ما بين كردستان (المركز الرئيسي لشركات الشحن الكبرى من "دي أتش أل" DHL و"يو بي أس" UPS) وبقية الأراضي العراقية من خلال النقل البرّي. وكان الحلّ الوحيد هو اللجوء إلى طائرةٍ للشحن، وهي لعبةٌ مختلفة تماماً وبتكاليف مختلفة أيضاً.
ونتيجةَ لذلك، قامَت هذه الشركات الناشئة ببعض التعديلات السريعة لإعادة التوازن إلى أعمالها، مثل خدمة العملاء الموجودين فقط؛ وتجربة خدمات شحنٍ محلّيةٍ وأجنبيةٍ أقلّ شهرةً في السوق؛ ودمج شحناتهم مع شحنات معارفهم والأعمال المشابهة  - حتّى لو كانوا منافسين - بهدف زيادة وزن الشحنة الإجمالية وتخفيض السعر على الكيلوغرام الواحد؛ وبعض التقنيات الأخرى التي يعتبرونا من أسرار المهنة ولم يفصحوا عنها.
الاستمرار يعني النضال
على الرغم من أنّ الغموض يكتنف البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في الوقت الراهن، إلّا أنّ ريادة الأعمال في العراق تحافظ على معدّل نموٍّ معقول وعلى زيادةٍ مطّردةٍ في عدد الشركات الناشئة في مختلف القطاعات.
وعلى سبيل المثال، قامَت مجموعةٌ من الشباب الذين تناهز أعمارهم الـ17 عاماً، وتُسمّى "ماهاو" MAHAW، بإطلاق نسخةٍ تجريبيةٍ من تطبيقها "شَطبُخ" Sha6bu5، وهي كلمة باللهجة العراقية تعني ‘ماذا أطبُخ اليوم؟‘ هذا التطبيق الذي يُعتبَر من بين تطبيقات الرفاهية، لديه إمكانات ممتازة لتوليد الأرباح بعد إطلاق الخدمة الكاملة لتوصيل المكوّنات.
لقد تمّ إنشاء هذا التطبيق وتطويره وإطلاقه خلال النصف الأوّل من هذا العام، على الرغم من الاضطرابات. وبالتالي، لقد أثبت هؤلاء الشبّان وسواهم من روّاد الأعمال أمراً واحداً: لدى ريادة الأعمال في العراق إمكاناتٌ غير محدودةٍ في مواجهة الشدائد.
الوضع الأمني في العراق، وأزماته المالية وبنيته التحتية المدمّرة، وعدم إلمام المستثمِرين بالشركات الناشئة، وغيرها من العقبات الكبيرة؛ كلّها حجج صالحة للمشكّكين والرافضين حول مستقبل ريادة الأعمال في العراق. ولكنّ روّاد الأعمال يمتلكون رأياً مخالفاً، فهم يستمرّون بالقيام بما يبرعون به: البقاء على قيد الحياة في هذه السوق المتوحّشة، والسعي لإثبات أنفسهم.
--

مروان أحمد هو مدرّب في برنامج "ستارت أب ويك أند نكست" ومنظّم شريك في فعاليتيْ "ستارت أب ويك أند" السابقتيْن.

كيف يمكن الحدّ من استهلاك المياه في السعودية؟

$
0
0
في السعودية، حيث وصل عدد السيارات المسجلة إلى 18 مليون سيارة عام 2014، يمكن تقدير المبالغ المدفوعة على تنظيف السيارات بالمليارات سنويًّا. 
سعيًا للتخفيف من استهلاك المياه والمحافظة على البيئة، قرّر مروان محسون وهناء باحميشان  إطلاق شركتهما الناشئة "بوليشير" Polisher التي تخرّجت حديثًا من مسرّعة الأعمال "فلات6لابز" جدة، وهي شبيهة بتطبيق طلب السيارات "أوبر" ولكن لتنظيف السيارات.   
نشهد اليوم توجّهًا للكثير من الشركات الناشئة في المنطقة العربية نحو تسهيل عملية تنظيف السيارة. ولجعل التجربة فريدة من نوعها، يتمّ اعتماد نماذج أعمال تعيد تعريف القطاع وتقدّم خدمات  التنظيف، والغسيل، والتلميع والحماية للسيارة في أيّ مكان، سواء كان الشخص في العمل أو المنزل أو في مراكز التسوّق مثلاً.
"أوبر" Uber لتنظيف السيارات؟  
بفضل تطبيق "بوليشير" الذي سينطلق قريبًا على الهواتف الذكية، سيتمكّن العميل من طلب تنظيف سيارته، وتتبّع مسار السيارة أثناء قدومها، وتقييم الأداء بعد الانتهاء. وقيما تستخدم الشركة تقنيات تنظيف على البخار للتخفيف من استهلاك المياه والمحافظة على البيئة، ذكر محسون أنّهم سيستخدمون 5% من المياه، مقارنة بالمغاسل التقليدية. فهذه الأخيرة تستهلك ما يقارب 150 ليتراً من المياه، بينما تستخدم "بوليشير" من 2 إلى 4 ليتراتٍ في العملية الواحدة.
ارتفع عدد السيارات من 14.9 مليون سيّارةٍ عام 2011 إلى 18 مليوناً عام 2014، الأمر الذي سيزيد الطلب على خدمات التنظيف؛ وهنا تكمن الفرص الهائلة التي تحملها هذه السوق لروّاد الأعمال في هذا المجال.
كخطوةٍ أولى، قرّرت "بوليشير" استهداف شركات تأجير السيارات لتتمكّن الشركة من تحقيق استقرارٍ أكبر، ومن ثمّ إتاحة الخدمة للأفراد. وعلى حدّ قول باحشيمان، يعتبر سوء الخدمات في هذا القطاع والازدحام الشديد الذي تشهده مدينة جدّة، أحد نقاط الجذب الرئيسية لشركة "بوليشر".
أما محسون الذي قام بالتجارب الأوّلية على المنتَج واختبر أدقّ التفاصيل مثل الوقت وجودة المواد، وتعامل خلالها مع الموّردين لفهم قطاعه بشكلٍ أكبر، فقد أعرب لـ "ومضة" عن فرحه بردود فعل العملاء الأوّليين الذين جرّبوا الخدمة.  

المؤسّسان مروان محسون وهناء باحميشان. (الصورة من "بوليشير") 
بعد أن قام مروان محسون بكافّة التجارب على منتجه، تعيّن عليه البحث عن جهةٍ تقدّم له الدعم المالي والاستشاري، فالتحق بـ"فلات6لابز" جدّة Flat6Labs Jeddah، وشارك في معسكرها التدريبيّ، ثمّ تابع من بعدها دورةً في ريادة الأعمال للشركات الناشئة لمدّة 90 يوماً. وبعدما انطلقََت الشركة في يوم العروض الذي تقيمه مسرّعة الأعمال، نال مجسون وباحميشان 25 ألف دولار من المسرّعة لإنفاقها على المنتَج وتطويره والتسويق والموقع الإلكتروني.
أمّا الموقع والتطبيق، فيمكنك من خلالهما حجز موعدٍ وتحديد نوع الخدمة سواء كانت غسيلاً عاديّاً أم غسيلاً مع عنايةٍ متكاملة، أو خدمة التلميع الشامل. ويمكنك عليهما أيضاً متابعة سير المركبة، وموعد قدومها، وتقييم الخدمة عند الانتهاء. 
ويشير المؤسّسان إلى أنّها من خلال تجربتهما في "فلات6لابز"، تعلّما كيفية التخطيط لنموذج العمل، واكتسبا المهارات اللازمة لبدء العمل التجاري وطريقة بناء فريق العمل وبناء النموذج المالي.
وبهدف التخفيف من الكلفة، استعان فريق "بوليشير" بمتدرّبين جامعيين يمكنهم العمل مجّانًا مقابل تنمية خبراتهم، وهم يتولّون الآن العمل على تطوير التطبيق. ويحدّثنا محسون هنا عن أهمّية معرفة السوق التي تستهدفها والعملاء المحتملين، فيقول: "لا بدّ أن تتعرّف على أصول هذا القطاع وتدرسه جيّداً لمعرفة العوامل المؤثّرة عليه أو المساعِدة في نموّه".
-- 
سلطان اليزيدي مدوّن شغوف بالتقنية وريادة الأعمال. عمل محرّراً في شركة "إنتيجرال" Intigral، وأسّس "حروف" Hroof، وهي شركة متخصّصة في بناء التواصل البصري عبر إنتاج فيديوهات موشن جرافيك. يمكنك التواصل معه عبر موقعه الإلكتروني. 

سوريا: أوّل مسرعة أعمال تنطلق متحدّية الحرب

$
0
0

الشريك المؤسِّس سامر الأسود يتحدّث إلى الحضور خلال إطلاق حاضنة "أفكار+" في 8 آب/أغسطس. (الصورة من "أفكار+")
"أفكار+" Afkar+ أوّل مسرّعة أعمالٍ في سوريا، انطلقَت رسمياً هذا الشهر في حماه، بعد فوزها بالمركز الأوّل في مسابقة "جسور" Jusoor لريادة الأعمال. ورغم الحرب التي دمّرَت قسماً كبيراً من البلاد وقتلَت الآلاف، تستقبل هذه المسرّعة طلبات السوريين الذين يرغبون في أن يكونوا روّاد أعمال.
وقال الشريك المؤسِّس للمسرّعة، سامر الأسود: "نريد أن نعطي الشباب السوريّ، الذي يمتلك أفكار أعمالٍ قابلةً للتطبيق، فرصةَ تحقيق هذه الأفكار والعمل على تنميتها." ولذلك، "نخطّط لتوفير برنامج احتضان أعمال من 6 إلى 12 شهراً."
المبادرة
مع أنّ حماه تبعد عن العاصمة دمشق نحو 210 كيلومترات، وتُعتبَر أكثر أماناً من غيرها، فإنّه من السهل أن نتساءل لماذا قد يريد أحدهم إطلاق عملٍ في سوريا.
أشار الأسود إلى أنّ "الناس غالباً ما يسألوننا لماذا اخترنا أن نطلق مشروعاً في سوريا،" مضيفاً أنّ "الاستثمار في الأعمال أمرٌ مهمٌّ حالياً في سوريا. فنحن نرى الشباب الذين يغادرون البلاد بداعي الهجرة، والذين لا يعرفون ماذا يفعلون لأنّ لا عمل لديهم. ولذلك، فإنّ الاستثمار في المشاريع الصغيرة سوف يحرّك الاقتصاد السوري ويوجِد فرص عمل."
وتابع قائلاً إنّ "المؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة مهمّةٌ للقيام بحركةٍ في البلاد."
أمّا "أفكار+" التي لم يمرّ على إطلاقها أكثر من أسبوعَين، فقد تلقَّت 9 طلباتٍ من ينها امرأة واحدة، وتشمل عدّة قطاعاتٍ من تكنولوجيا المعلومات إلى الطاقة البديلة إلى الإعلام وسواها.

الاستثمار في المشاريع الصغيرة سوف يحرّك الاقتصاد السوري ويوجِد فرص عمل."
من الجيّد أن تكون مستعدّاً
إلى جانب التدريب العمليّ الذي ستوفّره "أفكار+" في مكاتبها، تخطّط هذه المسرّعة لتأمين منصّةٍ إلكترونيةٍ تعمل كحاضنة أعمالٍ افتراضية، بحيث يمكن تقديم الخدمات والإرشاد عن بعد.
وفي هذا الصدد، قال الأسود إنّه "يوجد دائماً خوف من أن يحدث شيءٌ ما فجأةً يمنع الناس من الخروج، ولذلك نحضّر أنفسنا لاتّخاذ الاحتياطات اللازمة بسبب الأوضاع الأمنية، ولمساعدة الناس الذين لا يمكنهم السفر إلى الخارج."
في وقتٍ يبدو هذا حلّاً عملياً للتعامل مع قضايا السلامة، فإنّ المؤسِّسين يقفون موقف عجزٍ إزاء غيرها من التحدّيات مثل انقطاع التيار الكهربائي المتكرّر وغياب مصادر الطاقة في كثيرٍ من الأحيان.
وفي مقابلةٍ معه عبر "سكايب" Skype، قال الأسود إنّ "هذا الأمر لا يمكن التنبّؤ به؛ فعلى سبيل المثال، إنّ سرعة الإنترنت اليوم لا بأس بها، ولكنّني لا أعلم كيف ستكون غداً. نأمل أن تكون أفضل!"
من جهةٍ ثانية، يُعدّ تواجد شريكٍ مؤسِّسٍ في الخارج أمراً مفيداً من أجل تشغيل منصّةٍ على الإنترنت. وهنا قال الأسود إنّ "شريكي المؤسّس، فادي عمروش، الذي يعيش في إسبانيا، أخذ على عاتقه أن يكون مسؤول الإنترنت عندما لا أكون متّصلاً بالشبكة."
المال مهمٌّ أيضاً
الفوز بمسابقة "جسور" منح الشريك المؤسّس مبلغاً قدره 30 ألف دولار ليعمل به، وقدّروا أنّه يمكنه العمل به لمدّة عامٍ ونصف العام.
وبدورها، سوف تعمد "أفكار+" إلى اختيار 5 شركاتٍ ناشئة لتضمّها إلى الجولة الأولى من احتضان الأعمال، والتي ستبدأ مطلع عام 2016. وعن هذا الأمر، قال الأسود "إنّنا لن نحقّق أيّ ربحٍ في السنة الأولى، ولكن عندما نأخذ من 5 إلى 10% كحصّةٍ في الشركات الناشئة سوف نعمل بجهدٍ أكبر لإنجاح شركةٍ ناشئةٍ واحدةٍ على الأقلّ في العام الأوّل."
ويريد الشركاء المؤسِّسون لـ"أفكار+" أن يزيدوا دخلهم عبر تقديم خدماتٍ استشاريةٍ وتدريباتٍ للشركات الكبرى. "نحتاج أن نكون مبدعين في استراتيجيّتنا،" علّق الأسود.

(من اليسار إلى اليمين) رائد الأعمال السوري سامر إسماعيل مع الرئيس التنفيذي لـ"أفكار+" سامر الأسود؛ ومدير تكنولوجيا المعلومات كمال الأمين، ومدير المشروع حمزة الخطيب.
التحدّيات القانونية
أشار الأسود إلى أنّه "على الصعيد القانونيّ، لا يوجد قوانين تنظّم عمل البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في سوريا، كما هي الحال في كثيرٍ من الدول العربية." وأضاف أنّ هذا "يعقّد الأمور قليلاً، ولكنّ المشكلة يمكن حلّها من خلال عقودٍ قانونية بيننا وبين الشركات الناشئة التي نتعامل معها، فهذا سيضع علاقتنا في إطارها القانوني."
وثمّة خيار آخر يتمثّل في محاكاة الطريقة التي تتعامل بها الحاضنات في الدول المجاورة مع الشؤون القانونية. "نخطّط لدراسة عمل حاضنات الأعمال في كلٍّ من لبنان والأردن والإمارات، وكيف يمكن الاستفادة منها."
من جهةٍ أخرى، في حين أنّ هذه التحدّيات قد تبدو واضحةً ومتوَقّعة، فإنّ رحيل الكثير من الشباب السوري يمكن أن يشكّل تحدّياً أكبر أمام الأسود وشريكه. "الهجرة أثّرَت في هذه السوق بالفعل،" وفقاً للأسود الذي أضاف أنّ "الناس لا يعرفون الكثير عن ريادة الأعمال. ولذا نخطّط لحلّ هذه المشكلة من خلال منصّتنا الإلكترونية التي ستقدّم النصائح والخطوات المفيدة."
الخطّة الأساسية قابلةٌ للتغيير
على الرغم من اتخّاذ الاحتياطات، فإنّ المؤسِّسين يتحلّون بالواقعية فيما خصّ القضايا الأمنية الطارئة. ولفت الأسود إلى أنّه "إذا ساء الوضع [في حماه]، سوف ننتقل إلى مدينةٍ ثانية."
من جهةٍ ثانية، "لدينا فكرة أخرى تقوم على إجراء شراكاتٍ مع حاضنات أعمالٍ في الخارج مثل ‘فلات6لابز‘ Flat6Labs و‘آلت سيتي‘ AltCity [مركز تدريب]، إذا أثبَتنا أنّنا حاضنة أعمالٍ جيّدة."
--

بدأت ميسا الكتابة في مجلّة الجامعة الأميركية في بيروت وهي طالبة فيها، محاولةً البحث عن أسلوب جديد للكتابة الصحفية. وبعد الكتابة لعدّة مجلّات سحرتها "ريادة الأعمال" فقرّرت تركيز بحوثها وكتاباتها عليها. يمكنكم التواصل معها عبر maysaa.alajjan [at] gmail.com وعبر "تويتر" @MaysaaAlajjan.i

لم ترك ألفرد رياشي وظيفته في أميركا وجاء إلى لبنان؟ [صوتيات]

$
0
0
إذا أردتَ التألّق قدّم خدمةً جديدةً، أو اعمل على تطوير خدمةٍ موجودة، ولكن عليك التحلّي بالخبرة والإصرار. في مقابلةٍ مع "أنتربرينرجي" Entreprenergy، يطلعنا الدكتور ألفرد رياشي على مسيرته الريادية وكيف أصبح رائد أعمالٍ ناجحاً من لبنان.
رياشي الذي تعلّم الأعمال في الولايات المتّحدة ثمّ عمل في مجال الإدارة الشاملة مع شركتين كبيرتين، وصل إلى تسلّم إدارة قسم المبيعات الإقليمية في كاليفورنيا في شركةٍ كبرى هناك. ولكنّه ترك كلّ هذا وجاء إلى لبنان ليؤسّس عام 2007 شركة "بينشمارك أدفايزر" Benchmark Advisors للاستشارات والتدريب والتطوير.
يدلّنا رائد الأعمال هذا، الذي يعمل كأستاذٍ جامعيٍّ أيضاً، على مقولة النجاح الخاصّة به وهي: "عدم الاستسلام، والمثابرة، والمعرفة." ويفسّرها بأنّه في ريادة الأعمال يجب الاستمرار والعناد الإيجابي خصوصاً في البيئات الاقتصادية الضيّقة، كالبيئة اللبنانية التي لا يمكنك وضع استراتيجيّةٍ متوسّطة المدى بسبب التقلّبات السياسية، كما وبسبب عدم تنظيم القطاعات والمنافسة غير المشروعة.
لا شكّ أن ترك الوظيفة والمدخول والشركة في الولايات المتّحدة، كان قراراً غيّر مسار حياة رياشي. ويقول إنّه اختار المجيء إلى لبنان وبدء العمل فيه لأنّ "الخطر آمن، والأمن خطر." ويشرح ذلك بأنّ الأمن والاستقرار يبقيانك مكانك ولا يصنعان لك فرصاً مثلما تفعل المخاطرة التي تفتح أمامك فرصاً كبيرة.
قد يبدو هذا القرار غريباً بعد سنواتٍ في بلاد الاغتراب، ولكن بعد التمهّل لاكتساب الخبرة، فإنّ ما أخّر رياشي ليكون رائد أعمال في بلده هو رأس المال والعلاقات. فمع رأسمال صغير ومحدود، قرّر التوجه نحو مجالٍ محدود. ثمّ عمل على تطوير شبكة علاقاته ومعارفه، ويقول إنّ "هذا مهمّ لأنّ أحد معارفك قد يكون شخصاً يعطيك نصيحة، أو معلومات مفيدة، أو يعرّفك إلى أشخاص آخرين، أو مورّدين..."
بعد العمل والخبرة في مجال الاستشارات، جاءته فكرة "بينشمارك" فقرّر إنشاء شركةٍ في بلده الأمّ. ولكن "هل أحصل على امتيازٍ من شركةٍ ما أو افتتح شركتي من الصفر؟" يتساءل رياشي، ويجيب أنّ الامتياز يمكن أن يكون أفضل ولكن ليس على المدى الطويل.

إحدى ورش العمل التي أقامتها "بينشمارك". (الصورة من "فايسبوك")
وعمّا تقدّمه الشركة، يقول رياشي إنّه في السوق اللبنانية توجد خدماتٌ "لإدارة التكاليف ولكن من دون الالتفات إلى الربحيّة." وبالتالي، بدأت الشركة بتلبية ما تحتاجه السوق عبر تقديم خدمة رفع الربحية وليس فقط خفض التكاليف، ومن ثمّ "بعد دراساتٍ قمنا بها، بتنا نقدّم التدريبات والاستشارات." ولكن مثل هذه المنتَجات متوافر بكثرة! حسناً، يتابع رياشي قائلاً "إنّنا سعينا لتقديم شيءٍ جديدٍ عبر رفع الربحية من خلال ثلاثة نماذج: المالية، المحاسبة، التسويق."
أمّا الفشل، فهو لا بدّ يعرف الجميع حتّى بالرغم من الخبرة الطويلة. فهذا رياشي الذي يتمتّع بخبرة 24 عاماً في مجال الاستشارات والتدريب، لاقى الفشل في مسيرته الريادية وتعلّم منه. ويذكر الأمر مشيراً إلى أنّه أراد الدخول في مجال الاستثمار المخاطر رغم محدودية الخبرة، وبالتالي بعد دراسةٍ غير معمّقة: لم ينجح.
ويعلّق على هذه التجربة بالقول إنّه "يجب أن تختصّ بالمجال الذي تدخله، وأن تعرفه وتدرسه قبل الدخول إليه." ويضيف أنّه يمكن الاستعانة على الأقلّ بشخصٍ يمتلك المعرفة، فالحدس مهمّ ولكن يحب الالتفات إلى العوامل المحيطة بالمشروع."
هذا الرياديّ الذي يخبرنا بأفضل نصيحة تلقّاها وهي من مديره: "اعرف نفسك ومنافسيك والصعوبات، وستكون قادراً على تخطي الهزيمة؛" لا يتركنا من دون دروسٍ تساعدنا عند الخروج بفكرةٍ لإطلاق عملٍ ما:
1. فتّش عن شيءٍ ليس موجوداً في السوق، لأنّك لا تملك إمكانياتٍ كبيرةً في البداية لتقدّم شيئاً جديداً ومنافساً، كما أنّ من يبدأ أوّلاً ستكون له الأسبقية.
2. ينبغي أن يكون هذا الشيء يؤمّن الربحية والاستمرارية.
3. اعلَم أنّه يجب أن تعمل على تطوير منتَجك باستمرار.
في الختام، يقول رياشي إنّ من عادات النجاح التي يمارسها هي الرياضة "لأنّها تخفّف الضغط وتعيد النشاط،" والعلاقات الاجتماعية، والقراءة "للاستمرار في تطوير أنفسنا وتعلّم أمورٍ جديدة نحاول تطبيقها في الحياة العملية."
كما يدلّنا على موارد الإنترنت التي يستعملها ويستفيد منها، فيشير إلى "جوجل" Google كمفتاحٍ لكلّ شيء، و"ويكيبيديا" Wikipedia ككنزٍ للمعلومات ولكن التي يمكن التحقّق منها، بالإضافة إلى "لينكد إن" Linkedin لمتابعة مقالات الخبراء والتواصل مع المجموعات المهنية. ويعرّفنا أيضاً على الكتب التي قرأها وينصحنا بهت، وهي "ماركينج وارفير" Marketing Warfare لكلٍّ من آل ريس وجاك تراوت، و"بيربل كاو" Purple Cow لـسيث جودين.
استمع إلى المقابلة من هنا:
--
عبد الغني قطايا، منتِج المحتوى الرقمي العربي لدى "ومضة". يمكنك التواصل معه على بريده الإلكتروني abed.kataya [at] wamda.com أو عبر "تويتر" @kataya_abd.

منصّات رقمية ترفع صوت المواطنين إلى السياسيين

$
0
0

التونسيون يرفعون أصواتهم لإسماعها من يعنيه الأمر. (الصورة من The Nation)
لقد أثبت "الربيع العربي" قوّة وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بأنّها تتخطّى الإشاعات والنكات أوّلاً، وتشكّل أداةً قويّةً للتعبير السياسيّ ثانياً.
وبالتالي، استفاد دعاة الديمقراطية من هذه الوسائل لبناء منصّاتٍ تمنح المواطن فرصة المشاركة في العملية الانتخابية، مثل "چوڤ" GOV في تونس و"نوّابُك" Nouabook في المغرب.
"چوڤ" GOV في تونس
أُعجِب رائد الأعمال الفرنسي التونسي، بوبي دمري، "بقوّة شبكات التواصل في التعبير عن رغبات الشعب" خلال الثورة التونسية.
فخلال متابعة الثورة من فرنسا، قام دمري مع شريكه المؤسّس، بيار ألكسندر تولييه، الأستاذ السابق في "معهد العلوم السياسية في باريس"، والمستشار السابق للوزير الفرنسي كريستين لاجارد، بتطوير شبكة التواصل الاجتماعي "چوڤ" بهدف تغيير الهرمية في السياسة.
وبعد إطلاق التطبيق في شهر كانون الأوّل/ديسمبر عام 2013 للجمهور الفرنسي، لم يتخيّل الرجلان أن تمرّ "الانتخابات الحرّة" الأولى في العالم العربي من دون استخدامه فيها. ومن أجل ذلك، تعاقدا مع جمعية "الشباب يقرّر" Youth Decides لإنشاء "چوڤ تونس" Tunisie GOV.
يقول دمري إنّ الهدف من ذلك هو "حمل صوت الشباب التونسي للتأثير في الحياة السياسية، وتوجيه النقاش العام نحو انشغالاتهم الحقيقية وتطلّعاتهم."
في غضون ذلك، أطلقا التطبيقَ التونسيّ قبل 3 أسابيع من الجولة الانتخابية الأولى، في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، على أنظمة "أندرويد" Android و"آي أو إس" iOS والحواسيب المكتبية و"فايسبوك" Facebook. وهو يسمح للمواطنين بالتصويت في الوقت الحقيقي للسياسيين، بهدف بدء الاستطلاعات وإبداء الرأي.

نتائج غير متوَقّعة
أتى النجاح سريعاً، إذ أعرب ما يقارب 3.5 ملايين ناخبٍ تونسيٍّ عن 800 ألف رأي على هذه المنصّة خلال أسابيع قليلة، كما أنّ فرنسا أعربَت عن 1.8 مليون رأيٍ عليها وهي التي تضمّ 44.5 مليون ناخب.
"جاء السياسيون بأنفسهم إلى ‘چوڤ‘ كي يُدلوا باقتراحاتهم [من أجل المواطنين]،" وفقاً لما يقول دمري. لقد استمعوا للمرّة الأولى إلى ما يقوله التونسيون، حتّى أنّ بعضهم عمل على تحقيق أفكار المستخدِمين.
أمّا خلال الانتخابات التونسية، فإنّ تشغيل التطبيق كان مغامرةً محفوفة بالمخاطر.
"كانت استطلاعات الرأي محظورةً أثناء الحملة الانتخابية، لكي لا تؤثّر على النتائج،" يقولها دمري مشدّداً على أنّ "چوڤ" ليس هيئةً ناخبة. ويضيف قائلاً: "لا أؤمن باستطلاعات الرأي، لأنّها تُطلَب من قبل العملاء الذين يريدون الوصول إلى أجوبةٍ محدّدة. ونحن نقدّم أداةً للديمقراطية الرقمية المباشرة، وللآراء المتوَقّعة."
إبقاء التطبيق مجّانياً
في الوقت الحالي، يركّز الفريق على النسخة الفرنسية من التطبيق، فيما تمّ تجميد النسخة التونسية منه، لأنّهم لا يستطيعون إبقاءه "مجّانيّاً ومن دون إعلانات."
أمّا المنصّة الأساسية فهي مدعومةٌ من قبل المساهمين الذين يتمثّلون بالوكالة الإبداعية الفرنسية، "فري وفريد" Fred & Farid، التي تزوّدهم بالمال والإرشاد وبعض الدعم للتطوير.

النائب المغربي ياسين أحجام يجيب عن الأسئلة عبر الفيديو.
"نوابك" Nouabook في المغرب
هذه التقنية تريد "سمسم-مشاركة مواطنة" Simsim Participation Citoyenne استعمالها لتشجيع المغربيين على المشاركة في السياسة.
"نادراً ما يقابل المواطنون عضواً في البرلمان يستجيب لمطالبهم، كما أنّ طرق نقلها إلى المسؤولين قليلة،" حسبما يقول أندرو ماندلباوم، الأميركي الذي كان يعمل سابقاً في "المعهد الديمقراطي الوطني" National Democratic Institute، ويعيش حالياً في المغرب.
ويضيف أنّ "معظم الناس لا يثقون بالحكومة، كما أنّهم يعتقدون أنّ البرلمان ليس مهمّاً، وأنّ تصويتهم سيكون غير ذي فائدة."
لتغيير هذا الواقع، قام ماندلباوم مع هند القباج، المغربية التي عملَت على الأفكار الديمقراطية في الولايات المتّحدة، بإنشاء أوّل مشروعٍ لـ"سمسم" Simsim وهو "نوابك" Nouabook.ma.
ومنذ إنشائها في نيسان/أبريل 2014، سمحَت المنصّة هذه للمواطنين بطرح ما يقارب 250 سؤالاً على أعضاء في البرلمان، بحيث تمَّت الإجابة على ثلثَيها من قبل 37 نائباً من 8 أحزاب. وبعض هؤلاء حمل الأسئلة إلى الوزراء، وشاركوا في الإجابة شخصياً عبر "جوجل هانجاوتس" Google Hangouts.
التحدّي الأكبر: الثقة
تقول القباج إنّ "التحدّي الأكبر هو التفاعل من قبل المواطنين وكذلك النوّاب،" مضيفةً أنّ المواطنين "في البداية لم يهتمّوا للأمر، وظنّوا أنّ لا أحد سيهتمّ أو يتجاوب مع مطالبهم؛ لقد كان يوجد القليل من الشكّ من ناحيتهم. والآن بعد رؤيتهم لتفاعل النوّاب، باتوا يتجرّؤون على طرح المزيد من الأسئلة."
ولكن في سبيل الوصول إلى هذه النتيجة، توجّب على الفريق المؤلّف من خمسة أشخاص أن يجرّب عدّة استراتيجياتٍ للتوعية والتواصل لإقناع مزيدٍ من الناس في المشاركة، كما اضطرّوا للبقاء على الحياد السياسيّ لإقناع السياسيين بهذا الأمر. ويعلّق ماندلباوم قائلاً "إنّنا حذِرون جدّاً بهذا الشأن، وذلك لكي نبقى محايدين سياسياً، ومتعاونين مع كلّ الأطراف."
وبالإضافة إلى الأسئلة العاديّة التي يطرحها الفريق على السياسيين، فهو لا ينشر الأسئلة الحسّاسة، ولكن كلّ الاستفسارات تُرسَل إلى النوّاب.
مستقبل "نوابك"
كما هي حال "چوڤ"، فإنّ "نوابك" خدمةٌ مجّانية تعتد على التبرّعات. ولكن في حالة ""نوابك"، يأتي المال من الخارج، من منظّماتٍ مثل "المؤسّسة الأوروبية من أجل الديمقراطية" European Endowment of Democracy، و"مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية" USA-Middle East Initiative، و"إنديجو تراست" Indigo Trust البريطانية.
خلال هذا العام، يخطّط المؤسّسان لإدخال الفيديوهات والرسوم البيانية (إنفوجرافيك) إلى المناقشات، بالإضافة إلى الملفّات الشخصية التي يستطيع النوّاب من خلالها إطلاع المواطنين على عملهم الحالي.
في المقابل، لا يبدي الثنائيّ تفاؤلاً كبيراً حيال ما يمكن تحقيقه، فيقول ماندلباوم "إنّنا لا نريد تغيير النظام السياسيّ بأكمله من خلال هذه المنصّة،" ولكنّ القباج تلفت إلى أنّها "تشكّل خطوةً أولى نحو إيجاد علاقاتٍ مفيدةً مع النوّاب."
--


ألين هي محرّرة اللغة الفرنسية في "ومضة". عملت سابقاً في التسويق عبر الإنترنت وكمديرة المجتمع في شركةٍ ناشئة، ومؤخّراً افتتحت في المغرب مساحة إقامة وعمل للشركات الناشئة العالمية. يمكنكم متابعتها على "تويتر" عبر @aline_myd أو @yallah_bye أو مراسلتها على aline[at]wamda[dot]com.

آلة للطبخ قد تشكّل بديلاً لطلب الطعام الجاهز [فيديو]

$
0
0

قريباً، قد يستغني الطلّاب والأمّهات العاملات والأشخاص المشغولين بعملهم عن طلب الطعام الجاهز: لقد بات يوجد آلةٌ يمكنها أن تطبخ طعامك المفضّل وبطريقةٍ صحّية.
آلة الطهي هذه يبنيها الشريكان المؤسِّسان لـ"طاهي تكنولوجيز" Tahi Technologies، الرئيس التنفيذي خالد أبو جسوم، والمهندس الميكانيكي الرئيسي طارق مقصود، ويقولان إنّها ستعيد هيكلة عملية الطبخ في المنزل.
و"طاهي" هي آلةٌ للطبخ موصولةٌ بالإنترنت، وتعمل على إدارة عملية طبخ المكوّنات أوتوماتيكياً بعدما توضع في العلب المخصّصة لها. "سوف تضيف كلّ جزءٍ من المكوّنات، حيث سيتمّ طهوها بالكامل،" حسبما يقول أبو جسوم في المقابلة المصوّرة معه.
والجهاز موصولٌ بالهاتف الذكي عبر تطبيقٍ مخصّصٍ له يحتوي على وصفاتٍ موجودةٍ مسبَقاً، وهو سوف يواكب عملية الطهو في كلّ مراحلها بدءاً من وضع المكوّنات في العلب المخصّصة لها. ويقول مقصود: "بعد وضع كلّ المكوّنات في العلب، ما علينا إلّا الضغط على ‘إبدأ‘ Start."
ويضيف أنّ "هذا سيوفّر المال والوقت وسوف يساعد المستخدِمين في التحكّم بطعامهم، من خلال معرفتهم لما يأكلون، ومن خلال التنوّع الذي يحتاجونه، وذلك عبر تطبيق الهاتف ووصفات الطعام المتاحة عليه."
--

مايا هي مديرة التحرير في ومضة. يمكنك الاتصال بها عبر البريد الالكتروني maya[AT] wamda.com، عبر "تويتر" @RahalMaya، أو"لينكد إن"، أو "غوغل بلاس".

'ميكس أن منتور'بيروت: نقطة الوصل بين الشركات الناشئة و5 شركات كبرى

$
0
0

مزوّداً بالطاقة والحماس، أكبر تجمّعٍ للشركات الناشئة القائمة في لبنان يقترب من الانعقاد في بيروت.
في هذه الفعالية التي ما زال أمامكم وقتٌ للتسجيل فيها، سيحضر أكثر من 100 رائد أعمال ممَّن أكّدوا مشاركتهم، بالإضافة إلى خبراء من الشركات الكبرى وشركات الاستثمار في المنطقة سيقدّمون خبراتهم للشركات الناشئة.
وستضمّ الفعالية التي ستنعقد في 5 أيلول/سبتمبر، في "منطقة بيروت الرقمية" Beirut Digital District، أكثر من خمس شركات استثمار مخاطر تملك خبرةً عميقةً في هذا المجال وفي الحصول على التمويل. كما سيحضُر فيها روّاد أعمالٍ متسلسلون بنوا شركاتٍ ووسّعوها، ومرشدون يعملون على إزالة الحواجز من أمام الشركات الناشئة وعلى توفير الدعم لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
لقد أكّد الكثير من المرشدين حضورهم، وقد جاؤوا من مختلف القطاعات والمجالات ليشاركوا روّاد الأعمال في لبنان المهارات والمواهب والخبرات المتنوّعة التي يتمتّعون بها.
إضافةٌ جديدة
سوف تشهد "ميكس أن منتور" إضافةً جديدةً تتمثّل بندوةٍ عن "الوصول إلى الأسواق" Marketplace، حيث ستحاول خمس شركاتٍ كبرى - هي شركة الاتّصالات "تاتش" Touch و"مجموعة شويري" Choueiri Group و"أرامكس" Aramex و"أوبر" Uber و"بيفورت" Payfort - اختيار الشركات الناشئة التي تريد العمل معها.
بالإضافة إلى ذلك، سوف تتضمّن الفعالية بالطبع مناقشاتٍ حول الطاولة المستديرة حيث سيتناول المرشدون وروّاد الأعمال قضايا الحصول على التمويل وتطوير الأعمال وبناء الفريق. كما سيكون المرشدون حاضرين لمناقشة أيّ مسألةٍ يريد الروّاد طرحها.
ويُذكَر أنّه خلال "ميكس ان منتور" عمّان، تركت 28 شركةً ناشئةً الفعاليةَ مع بنودٍ تتضمّن إجراءاتٍ فوريةً ومقابلاتٍ محدّدة لاحقاً مع الشركات الكبرى. وبالتالي، إذا حضّرتَ عرض الأفكار الخاصّ بك جيّداً قد تحظى شركتك بمثل هذه الفرصة في بيروت.
عامٌ استثنائي للبيئة الحاضنة في لبنان
ستشكّل "ميكس أن منتور" بيروت إفادةً إضافيةً لروّاد الأعمال، تأتي كتتويجٍ لعامٍ شهد دعماً حقيقياً للشركات الناشئة في لبنان.
فخلاله، أُتيح أمام الروّاد اللبنانيّين الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى خطواتٍ مهمّةٍ على الصعيد الرياديّ. فلقد أطلق لبنان والمملكة المتّحدة سويّاً مركزاً تقنياً في العاصمة اللبنانية يهدف إلى ربط الشركات الناشئة المحلّيّة بالأسواق العالمية، كما أطلقَت مسرّعة الأعمال المعروفة "فلات6لابز" Flat6Labs فرعاً جديداً لها في بيروت، يُضاف إلى فروعها في كلٍّ من القاهرة وجدّة وأبوظبي.
ولكن يجب عليكم الإسراع في تقديم الطلبات، لأنّ الأماكن في "ميكس أن منتور" بيروت محدودة. ولذلك إذا أردتم الحضور، ينبغي عليكم التسجيل فوراً كي تحجزوا مقعداً لكم في هذه الفعالية.
أمّا نحن في "ومضة"، فيسرّنا أن نلقاكم في تلك الفعالية. كما أنّنا حاضرون لأيّ مساعدةٍ أو استفسار، ولذلك لا تتردّوا في التواصل معنا.

مساحات العمل المشتركة في العراق: قليلة لكنّها قيّمة

$
0
0
إذا كان يوجد في المنطقة بلدٌ يحتاج فيه رواد الأعمال إلى مساحات عملٍ مشتركة، فهو العراق.
تعمل مساحتا العمل المشتركة في بغداد حالياً تحت ظروفٍ قاهرة: الخطر الدائم من التفجيرات والحوادث الأمنية الخطيرة، والاتّهامات بالليبرالية من قبل الخارجين عن القانون والجماعات الدينية البارزة، والنقص الكبير في الكهرباء، وعملية التسجيل المعقّدة لدى الحكومة.
ولكن بالرغم من كلّ هذا، فهما مصرّتان على الاستمرار ومحاولة لفت أنظار المستثمِرين المحتمَلين ومساحات العمل الإقليمية والمتبرّعين، كما تستمرّان في توفير مساحةٍ لشباب بغداد التقنيين والمبدِعين.
مساحةٌ مشتركة للأعمال التقنية
ظهر اسم "فكرة سبايس" Fikra Space في أواخر عام 2012، حيث كان يفخر المؤسّسون بالقول إنّ مساحتهم من أوائل المساحات المشتركة للأعمال التقنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان هؤلاء يتألّفون من مجموعة شبابٍ تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً، يحملون طموحاتٍ كبيرةً وإمكاناتٍ ممتازة.
وفي صفحتهم على "فايسبوك" Facebook، يقولون عن المساحة إنّها "مكان مفتوح حيث يمكن للأشخاص الذين لديهم اهتمامات مشتركة تتراوح ما بين الحواسيب والتكنولوجيا والعلوم والفن وأيّ شيءٍ آخر، أن يجتمعوا ويتعارفوا، ويتبادلوا المعارف والخبرات، ويبنوا أشياء جديدة أو يستفيدوا من الأشياء الموجودة، وأن يتعاونوا ويقوموا بورَش العمل."
أحد الشركاء المؤسّسين، علي إسماعيل، شرح الصعوبات التي كانوا يواجهونها خلال العامَين الماضيَين، من محاولة تأمين مكانٍ لاستضافة الأعمال إلى تأمين استثمارٍ لإعطاء مساحة العمل دفعةً ما.
لقد قوبلَت محاولات "فكرة" المستمرّة لإيجاد مقرٍّ دائمٍ بسوء الفهم والشكّ غالباً: تحدّث الفريق مع كبار المسؤولين ومع شركات الاتّصالات والمنظّمات غير الحكومية وحتّى مع بعض رجال الأعمال الأغنياء في العراق.
وعن هذا الأمر يقول إسماعيل لـ"ومضة" إنّ "الجزء الأكبر من المشكلة يكمن في أنّ الذين يعرفون قيمة دعم مثل هذه المساحات، خصوصاً الشركات الكبرى، يمتلكون أجنداتهم الخاصّة وأقسامهم للمسؤولية الاجتماعية للشركات CSR؛ يريدون الاحتكار."

حملة مساحة العمل "فكرة" على "إندي جو جو"، في وقتٍ سابقٍ من هذا العام. (الفيديو من Indiegogo)
ويضيف إسماعيل أنّ "الذين لا يعرفون بهذا المفهوم يصعب عليهم فهم إذا كان ذا صلةٍ مع أهدافهم ناهيك عن تأييد مثل هذه المبادرات أم لا، كما أنّ مشاعرهم متناقضةٌ من ناحية التوقّعات."
ويتابع قائلاً: "من ناحيةٍ أخرى، يوجد بعض المنظّمات غير الحكومية التي دعمَتنا في عدّة مناسبات، ولكنّ هذا النوع من الدعم غالباً ما يكون خلال الفعاليات ولمرّةٍ واحدة فقط."
إسماعيل الذي يشارك في تنظيم "ستارتب ويك أند بغداد" بغداد Startup Weekend Baghdad والشريك المؤسّس في "سولو ستوديوز" Solo Studios، كان يحدّثنا من وادي السيلكون حيث يشارك في دورةٍ تقيمها جامعة "سنجيلارتي يونيفرسيتي" Singularity University لتمكين روّاد الأعمال في عملية استخدام التكنولوجيا لمواجهة التحدّيات الكبرى للإنسانية.
مساحةٌ مشتركة للإبداع
يوجد اليوم نوعٌ آخر من مساحات العمل المشتركة في بغداد: مساحات للفنون الإبداعية.
بالرغم من الاضطرابات التي تشهدها بغداد في السنوات الأخيرة، حافظَت هذه المدينة بشكلٍ مذهلٍ على المشهد الفنّيّ فيها. فالمعارض الفنّية ودروس الموسيقى التي انخفض عددها، بقيَت تنبض بالحياة وبنوعيّةٍ ممتازة.
في هذا السياق، تم تأسيس "برج بابل" Burj Babel كمركزٍ للأشخاص المبدِعين الذين ينتشرون في بغداد الكبرى، حيث يمكنهم التلاقي والتعاون على المشاريع والقيام بورش العمل وتبادل الأفكار من اجل التغيير الاجتماعي.

"برج بابل". (الصورة من "فايسبوك")
مؤسّسو "برج بابل" هم أكبر سنّاً من مؤسّسي "فكرة سبايس"، ويمتلكون خبرةً أكثر في إدارة المنظّمات في العراق. وقد استطاعوا أن يجذبوا اهتمام منظّماتٍ دولية ومنظّمات غير حكومية وحتّى اليونيسكو UNESCO، للتعاون في مشاريع وورَش عمل تتناول مواضيع من تطوير الإعلام والصحافة إلى الشعر والموسيقى.
وتقول الشريكة المؤسِّسة، ذكرى سرسم، إنّ "‘برج بابل‘ فاقت التوقّعات من ناحية مستوى نشاط المجتمع المحلّي في بغداد ومستوى مشاركته. وبالتأكيد، سوف تلجأ إلى مزيدٍ من الاستثمارات للانفتاح على غيرها من القطاعات [الاجتماعية]."
مساحات عملٍ مشتركة تتعاون فيما بينها
هذه المساحات لا تعمل على انفراد؛ سواء أسّسها وأدارها شبابٌ متألّقون يواجهون مآزق مع المموِّلين والرعاة، أم كانت مساحة يديرها أشخاصٌ أكثر خبرة، فإنّهما تسعيان لإيجاد مجالاتٍ للتعاون.
ومن الأمثلة على ذلك، أنّه عندما أرادَت "فكرة سبايس" الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتأسيسها بعددٍ قليلٍ من الأشخاص وبقليلٍ من المال، قدّمَت لها "برج بابل" المكان مجّاناً.
يشترك هؤلاء المخاوف والصراعات والتحدّيات نفسها، مثل عدم وجود الكهرباء، والازدحام المروريّ وسط المدينة بسبب الحواجز الأمنية على الطرقات، والقوانين القديمة، والأهمّ من ذلك التهديدات الأمنية الدائمة.
تناضل مساحات العمل المشتركة في بغداد للبقاء على قيد الحياة، وهي تنير درب المنظّمات المشابهة الأخرى في جنوب العراق وشماله. ومن هذه الأخيرة، هناك "سبايس 44" Space 44 في إربيل (مساحة للأعمال التجارية والتقنية أسّسها رائد الأعمال التقنية محمد السامرائي)، و"ساينس كامب" Science Camp في البصرة (وهي مساحة للصانعين أسّسها عاشق الروبوتات نورس عارف). هاتان المساحتان ما زالتا في بدايتهما وتواجهان تحدّياتهما الخاصّة من حيث الانفتاح الاجتماعيّ على الأفكار الجديدة، ومن حيث أنّ كلتا المنطقتَين محافظتان أكثر من منطقة وسط بغداد.
في وقتٍ يستمرّ فيه روّاد الأعمال في العراق بمواجهة ما يبدو أحياناً خلافات لا يمكن التغلّب عليها، فإنّ مساحات العمل المشتركة مثل "برج بابل" و"فكرة سبايس" باتت أكثر من ضرورة: فهي أماكن حيث يمكن لأصحاب العقليات المتشابهة أن يلتقوا ويتعاونوا، وهي مراكز أفكار للجيل القادم من روّاد الأعمال.
--
مروان أحمد هو مدرّب في برنامج "ستارتب ويك أند نكست" ومنظّم شريك في فعاليتيْ "ستارتب ويك أند" السابقتيْن.

كيف استطاعت هذه الشركة الناشئة اللبنانية أن تطلق عملاً 'كالعسل'؟

$
0
0
في قلب منطقة الأشرفية في العاصمة اللبنانية بيروت، يوجد متجَرٌ صغيرٌ مليء بالرفوف التي تحوي جرار العسل.
"آتولييه دو مييل"  L'Atelier du Miel [أي ‘مشغل العسل‘]، هو اسم هذا المتجَر [البوتيك] وأيضاً اسم فريقٍ من روّاد الأعمال اللبنانيين الذين يريدون وضع العسل اللبنانيّ على الخارطة.

طريقة الاعتماد على ‘الارتحال الموسيمي‘ transhumance تسمح لهذا المتجربتقديم أكثر من 30 نوعاً مختلفاً من العسل. (الصورة من L'Atelier du Miel)
في الوقت الحالي، يعمل كلٌّ من المؤسّس رالف بو ناصيف وشركاؤه في التأسيس، أخوه مارك أنطوان وصديقه ربيع طرابلسي، على إدارة نحو ألف خلية نحلٍ محلّيّة تنتشر في أرجاء لبنان من عكّار شمالاً إلى صيدا جنوباً.
وهذه الخلايا التي تنتج قرابة 15 طنّاً من العسل سنوياً، تضع "آتولييه دو مييل" بين كبار المنتِجين في لبنان، وربّما تجعله الأكثر تنوّعاً في إنتاجه.
يقول بو ناصيف "إنّنا نقدّم أكثر من 30 نوعاً مختلفاً من العسل، ونعمل على منح زبائننا تجربةً فريدةً لناحية العسل في البوتيك لدينا."
كيف بدأت القصّة
مع خليّة نحلٍ واحدةٍ، انطلق عمَل المؤسّسين الذين كانوا يعملون في وظائف مكتبيةٍ في الوقت نفسه (كان بو ناصيف يعمل كاستشاريٍّ في شركة "بوز أند كومباني" Booz & Company في بيروت. وعن هذا الأمر يقول بو ناصيف: "أردنا تعلّم حرفةٍ نعمل بها في الطبيعة."
وبعد مراقبة مربّي النحل، وقراءة الكثير من المجلّات العلمية، تعلّم المؤسّسون الذين لم يكونوا يعرفون شيئاً عن تربية النحل هذه الحرفة.

يدير الفريق نحو ألف خلية نحلٍ تنتشر في أرجاء لبنان.
يضيف بو ناصيف: "لاحظنا أنّ الكثير من مربّي النحل في لبنان لا يمارسون المهنة وفق ما درسناه، ولذلك كنّا أمام خيارَين: إمّا التعلّم من مربّي النحل اللبنانيين والاستمرار في بعض العادات التي تتضمّن أخطاء، وإمّا نأخذ فقط الممارسات الجيدة ثمّ نسافر لنتعلّم من المربّين المحترفين في الخارج؛ وهذا ما فعلناه."
وبعد ذلك، قام الثلاثيّ بتدريبٍ لفترةٍ قصيرةٍ في فرنسا حيث عثروا على شريكٍ فرنسيٍّ علّمهم الطرق الصحيحة لتربية النحل. وبالتالي، بدأوا بتشغيل خلايا النحل الخاصّة بهم.
عام 2012، حصل الفريق على تمويلٍ بقيمة 12 ألف دولارٍ أميركيٍّ من "كفالات" Kafalat، لافتتاح متجَرهم ولتغطية "نفقات تصنيع العسل." وعلى الإثر، لم يستغرقهم الأمر أكثر من عامٍ واحدٍ و30 خلية نحلٍ ليصلوا إلى نقطة التعادل وتسديد القرض.
وفي هذا الصدد، يقول بو ناصيف إنّه "خلال العام الأوّل، أنتَجنا نحو 450 كيلوغراماً من العسل، أي ما يوازي ألفاً إلى 1200 جرّة." ومنذ ذلك الحين، بدأ هذا العمل بالازدهار.
كيف فعلوا ذلك؟
"لقد اتّبعنا طريقةً علميةً تُسمّى ‘ترانشيمونس‘ transhumance [أي الارتحال الموسميّ]، حيث نقوم بنقل خلايا النحل طوال العام [من مكانٍ إلى آخر] لتتبّع الأزهار المتفتّحة، وبالتالي يحصل النحل على موارد طبيعيةٍ على مدار العام." يقولها بو ناصيف مشيراً إلى أنّه "بهذه الطريقة، لا نحتاج إلى إطعامهم السكّر، كما يفعل العديد من مربّي النحل هنا."
بدوره، يقول أستاذ تربية النحل في "الجامعة الأميركية في بيروت" AUB، رامي علّيق، إنّه يتوجّب على المربّين الذين يدّعون إنتاج العسل الطبيعيّ عدم تغذية النحل بالسكّر. ويضيف أنّ "العسل الأصليّ هو العسل الذي يتمّ إنتاجه كلّيّاً من قبل النحل دون أيّ تدخّلٍ من المربّين، على عكس العسل المغشوش الذي يتدخّل الناس في إنتاجه."
وبالإضافة إلى ذلك، للحصول على تنوّعٍ في العسل ينبغي الوصول إلى أنواعٍ مختلفةٍ من الأزهار المتفتّحة. ووفقاً لعلّيق، فإنّ "لبنان هو المكان الأمثل لهذه الطريقة [‘ترانشيمونس‘]. ففي هذا البلد الصغير، لدينا تنوّع في المرتفعات والمواسم ويمكن العثور على الأزهار على مدار العام."
التحدّيات
قد يكون مسار "آتولييه دو مييل" مشابهاً للكثير من القصص الناجحة، ولكنّ الفريق ما زال يجابه المفاهيم الخاطئة. فيقول بو ناصيف إنّ "الناس لديهم الكثير من المفاهيم الخاطئة بشأن العسل في لبنان."
"وعلى سبيل المثال، يعتقدون أنّ العسل ينبغي أن يكون سائلاً وليس جامداً بعض الشيء. وإذا كان كذلك، يظنّون أنّه يحتوي على السكّر، عداك عن كثيرٍ من المفاهيم الخاطئة الأخرى. ولذلك قرّرنا تثقيف زبائننا."

"نقوم بنقل خلايا النحل طوال العام [من مكانٍ إلى آخر] لتتبّع الأزهار المتفتّحة، وبالتالي يحصل النحل على موارد طبيعيةٍ على مدار العام."
على الرغم من مواجهة الفريق لبعض الرفض من عملائهم، إلّا أنّ الأمر لاقى قبولاً بالإجمال حيث بيعَت دفعتهم الأولى من العسل "على الفور تقريباً."
"تفاجأ الناس كثيراً في البداية،" على حدّ تعبير بو ناصيف الذي يلفت إلى أنّهم "اعتادوا السؤال ‘هل أنت واثقون ممّا تفعلون؟‘ ومن ثمّ قرأوا عن الأمر على الإنترنت. حتّى أنّهم سألوا عن فحوصاتٍ مخبرية [للعسل]، وهذا ما كنّا على استعدادٍ لعرضه عليهم."
هذه الفحوصات المخبرية تُعتبَر جزءاً أساسياً من عملية اختبار العسل لدى الفريق، خاصّةً وأنّه يستورد عسلاً من ألف مربٍّ تقريباً في الخارج وأكثرهم في فرنسا. فهؤلاء يؤمّنون ما يساوي نفس كمّية العسل التي ينتجها الثلاثيّ تقريباً في لبنان.
ويقول بو ناصيف هنا "إنّنا نقتفي أثر العسل، بحيث يجب ألّا يحتوي على السكّر ولا على المبيدات الحشرية ولا على المضادّات الحيوية. أمّا القسم الثاني، فهو يشمل اختبار معايير العسل."
وللعسل معايير محدّدة بحسب أنواعه، إذ ينبغي أن تتراوح مستويات الجليكوز من 30 إلى 40 بالمئة، والفركتوز من 20 إلى 30 بالمئة، كما يقول علّيق. ويضيف هذا الأخير أنّ "العسل الأصليّ هو الذي تشكّل الماء منه من 17 إلى 25 بالمئة، والسكروز أقلّ من 5 بالمئة، ودرجة الحموضة PH من 3.4 إلى 4.5."
من جهةٍ ثانية، يوجد تحدّياتٌ أخرى تتمثّل بكون إنتاج العسل مكلفٌ وعوائده منخفضة.
يشير بو ناصيف إلى أنّ "لبنان ليس دولةً زراعية، فهو ليس كفرنسا التي يوجد فيها حقولٌ من الخزامى lavender التي تمتدّ على 200 كيلومتر." ونتيجةً لذلك، فإنّ "خليّة النحل الواحدة في لبنان تنتج أقلّ بكثيرٍ من خلّيةٍ في الخارج." ولذلك، تقوم الشركة بإنتاج منتَجاتٍ أخرى مثل المُربّى في سبيل زيادة الإيرادات.
بالإضافة إلى ما سبق، تشكّل السياسات تحدّياً آخر.
"لسوء الحظّ، ليس لدينا في لبنان سياساتٌ لحماية الطبيعة،" كما يقول بو ناصيف، مضيفاً أنّه "في الحازمية، قرّر رئيس البلدية قطع جميع الأشجار. حاولنا التواصل مع البلدية لإقناعهم بسوء الأمر ولكنّهم لا يعلمون بذلك، كما أنّه لا يوجد سياساتٌ لحماية مثل هذه المناطق."
ضعف المنافسة
يقول بو ناصيف الذي يلفت إلى أنّ عدداً قليلاً من مربّي النحل في لبنان يعتمدون طريقة "تراشيمونس" [الارتحال الموسميّ]، إنّه يشجّع الآخرين على إنتاج العسل؛ فإذا كان يتوافق مع معايير "آتولييه دو مييل"، سوف يشترونه منهم.
من جهةٍ أخرى، على الرغم من تلقّي الفريق لعروضٍ من الخارج، إلّا أنّهم ليسوا مستعجلين لتوسيع أعمالهم، على حدّ قولهم. فبحسب رالف، "لقد طُلِب منّا تصدير منتَجاتنا إلى بلدان مختلفة مثل دول مجلس التعاون الخليجي وفرنسا وصولاً إلى اليابان في أقصى الشرق، ولكنّ الربح السريع ليس هو ما نتطلّع إليه."
--

بدأت ميسا الكتابة في مجلّة الجامعة الأميركية في بيروت وهي طالبة فيها، محاولةً البحث عن أسلوب جديد للكتابة الصحفية. وبعد الكتابة لعدّة مجلّات سحرتها "ريادة الأعمال" فقرّرت تركيز بحوثها وكتاباتها عليها. يمكنكم التواصل معها عبر maysaa.alajjan [at] gmail.com وعبر "تويتر" @MaysaaAlajjan.

الطبعة الثانية من قمة المرأة العربية في القيادة وإدارة الأعمال

$
0
0
 

"مايس كوشنت" MICE Quotient مؤسسة متخصصة في الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض، وحالياً تنظم الطبعة الثانية من قمة المرأة العربية في القيادة وإدارة الأعمال Arab Women in Leadership and Business Summit.
ستعقد القمة يوم 09-10 سبتمبر 2015 في دبي، الإمارات العربية المتحدة.
وهي تهدف إلى إلهام النساء ليهدفوا إلى مستويات أعلى من التنمية المهنية، وتوفير المعلومات والاستراتيجيات والإرشاد للقيام بذلك.  والقمة هي منصة  تعارف لقائدات المستقبل،فضلا عن الخط المعرفة حول تنمية المرأة في المنطقة.
للحضور، ببساطة اتبع الرابط.

مسرّعة 'آفاتك'الإيرانية تستقبل الطلبات لدورتها الثالثة

$
0
0

اعتباراً من 20 أيلول/سبتمبر المقبل، سوف تستقبل "آفاتِك" Avatech، إحدى مسرّعات النموّ الثلاث القائمة في طهران، الطلبات من أجل الدورة الثالثة التي تقيمها.
في هذه الدورة، سوف يتمّ قبول 20 شركةً ناشئةً لتخوض برنامج ما قبل التسريع، حيث ستحصل على تمويل تأسيسيّ بقيمة 25 مليون تومان (نحو 8400 دولار أميركي) ونفاذاً إلى شبكة المسرّعة المتنامية التي تشمل روّاد أعمال وخبراء محلّيين وعالميين. وبعد ذلك، سوف تنتقل 10 شركاتٍ ناشئة إلى برنامج التسريع الأساسيّ.
وفي مؤتمرً صحفي، قال الرئيس التنفيذي محس ملايري، يوم الثلاثاء الماضي، إنّ الشركات الناشئة العشر التي تخرّجَت من الدورة الأولى لـ"آفاتِك" في نيسان/أبريل، حصلَت مجتمعةً على 1.4 مليون دولار أميركي كتمويلٍ من المستثمِرين.
أما الدورة الثانية (الحالية)، فهي تضمّ 20 فريقاً من مجالات تطبيقات الهواتف والألعاب والحوسبة السحابية والبرمجّيات والتجارة الإلكترونية، وسوف يتخرّج عشرةٌ منها مع بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

مسرّعة النموّ هذه التي تركّز بشكلٍ عام على الشركات الناشئة التي تُعنى بالأجهزة النقّالة والإنترنت، تحرص على اختيار شركاتٍ من هذه القطاعات لكنّها تبحث أيضاً عن تلك التي تعمل في مجال إنترنت الأشياء.
وقال ملايري إنّ "إطلاق شركةٍ ناشئةٍ أصبح من المواضيع المهمّة في إيران بفضل الكثير من الفعاليات وتشجيع الخرّيجين الجدد والموظّفين." وتابع مضيفاً أنّه "في الوقت الحالي، نعمل على تسريع المجتمع [الشركات الناشئة]، ونبحث في كيفية التعاون بشكلٍ أكبر وتحسين البيئة الحاضنة."
وفيا خصّ مسرّعة الأعمال "آفاتِك"، قال لـ"ومضة" إنّهم سوف يعملون على التواجد في أماكن أخرى وضمّ المزيد من روّاد الأعمال إلى البرنامج. [ملاحظة من المحرّر: الدورة الأولى التي نظّموها وصلها 100 طلب، والثانية 220 طلباً].
أشار الرئيس التنفيذي أيضاً إلى أنّ الاتّفاق حول الملفّ النووي مؤخّراً، أحدَث تغييراً ملحوظاً في المشهد العام. وأضاف قائلاً: "يمكننا الإحساس بأنّ القدرة على الوصول إلى رأس المال تنمو، فالكثير من الناس يسافرون، كما تمّ الاتّصال بنا مراراً، والناس يسألون ‘كيف يمكننا أن نشارك؟‘؛ النتيجة واضحةٌ إذاً، إنّها سوقٌ غير مستغلّةٍ بعد."
"قد لا نكون ناضجين بالقدر الذي هي عليه أوروبا، ولكنّ هذا الأمر تتمّ معالجته،" يضيف ملايري مشيراً إلى أنّ "تاريخنا ليس طويلاً بعد."
هل ترغب في تقديم طلبك؟ إضغط هنا.
--

لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر  @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] com.

كيف تبني مدينةً ذكية؟

$
0
0

تركّز المدينة الذكية في دبي، "سيليكون بارك" Silicon Park، على ستّة ركائز أساسية: الحياة، المجتمع، التنقّل، الاقتصاد، الحوكمة والبيئة. (الصورة من DSOA)
تطوّرَت الأجهزة الذكية وكذلك فعلَت المدن الذكية، وقد أصبحت من الأمور التي تهمّ الحكومات حول العالم وتهدف الوصول إليها.
تستخدم المدينة الذكية التقنيات وتكنولوجيا المعلومات والاتّصالات، لتحسين خدماتها والتقليل من استهلاك الموارد والتفاعل بشكلٍ أفضل مع المواطنين. وببساطة، إنّها مدينة تؤمّن نوعية حياةٍ أفضل.
وعلى سبيل المثال، وضعَت دبي نصب عينَيها أن تصبح أذكى مدينةٍ في العالم. ويقول تائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، سموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنّ "الهدف الأساسيّ للمدينة الذكية هو توفير روابط أفضل وتحسين التعاون بين الإمارة وسكّانها. فهي تشجّع على استخدام المرافق الحكومية عبر استخدام أكبر عددٍ ممكن من التطبيقات الذكية."
وكيف كيف تؤسِّس لمدينةٍ ذكية؟
لمعرفة ذلك، تحدّثَت "ومضة" مع البروفسور كارلو راتي Carlo Ratti، وهو مهندس في عدّة مجالات ومبتكِر ومدرِّس وناشط، يعلّم في "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا" Massachusetts Institute of Technology (MIT). وهو كمديرٍ لـ"سنسايبل سيتي لاب" Senseable City Lab، يقود فريقاً بحثياً يستكشف تقنياتٍ جديدةً في مدن جديدة. كما تمَّت تسميته بين "المصمّمين الخمسين الأكثر تأثيراً في أميركا" بحسب "فاست كومباني" Fast Sompany، وفي "قائمة الأذكياء: 50 شخصاً سيغيّرون العالم" بحسب مجلّة "وايرد" Wired.

البروفسور كارلو راتي في قمّة ioTx في دبي، حزيران/يونيو 2015. (الصورة من باميلا كسرواني)
"ومضة": كيف تغيّر التكنولوجيات الجديدة الطريقة التي نفهم بها تصميم المدن وبناءها والعيش فيها؟
كارلو راتي: ما يحصل على صعيد المناطق الحضرية في الوقت الحالي، يشبه ما حصل قبل عقدَين من الزمن مع سباقات "فورمولا وان" Formula One. فحتّى ذلك الوقت، كان النجاح على الحلبة يعتمد بالأساس على ميكانيك السيارة وقدرات السائق، إلى أن ازدهرَت تقنية القياس عن بعد (التيليماتية). إثر ذلك، تحوّلت السيارة إلى حاسوبٍ يتمّ رصده في الوقت الحقيقي من خلال آلاف أجهزة الاستشعار، وأصبحَت ‘ذكيةً‘ وأقدر على الاستجابة مع ظروف السباق.
وعلى خطٍّ موازٍ، بدأت التقنيات الرقمية خلال العقد المنصرم تغطّي مدننا، مشكّلةً العمود الفقري لبنىً تحتيةٍ كبيرةٍ وذكية. فشبكات الألياف البصرية للإنترنت عريض النطاق وشبكات الاتّصالات اللاسلكية تدعم الهواتف المحمولة والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي تنتشر بشكلٍ متزايد.
في الوقت نفسه، إنّ قواعد البيانات المفتوحة - خصوصاً من الحكومة - التي يمكن للناس قراءتها وإضافة المعلومات إليها، تساهم في الكشف عن أنواعٍ كثيرةٍ من المعلومات، كما انّ الأكشاك العامّة وأماكن العرض تساعد الناس في الوصول إليها. وإذ يتمّ ربط كلّ ذلك، بالإضافة إلى شبكةٍ من أجهزة الاستشعار متناميةٍ باطّراد، بواسطة أجهزة كمبيوتر رخيصة وقوية، فإنّ مدننا سرعان ما ستصبح مثل أجهزة كمبيوتر في الهواء الطلق.
"ومضة": ما هي برأيك التقنيات الأهمّ المساهمة في بناء المدن الذكية؟
راتي: في المجمل، إنّ الأمر يتعلّق بالتقاء العالمَين الرقمي والكادّي - وهو ما يسمّيه البعض  ‘ubiquitous computing’أي الحوسبة في كلّ مكانٍ وزمان. التطبيقات كثيرة ومتنوّعة في جميع أنحاء العالم: سنغافورة تقوم بأشياء مثيرة للاهتمام في مجال التنقّل، وكوبنهاغن في مجال الاستدامة، وبوسطن في مجال المشاركة.
"ومضة": ما هي البنى التحتية التي يجب أن توفّرها الحكومات للمدن الذكية؟
راتي: يعتقد كثيرون أنّ البلديات والحكومات هي مَن يجب أن يعمل على تحقيق ‘المدن الذكية‘، ولكنّنا نعتقد أنّ مَن يجب أن يقوم بذلك هو الموطن في المقام الأوّل، من خلال ديناميةٍ هرميةٍ من الأسفل إلى الأعلى.
ولذا، بدلاً من التركيز كثيراً على تركيب الأجهزة والسيطرة عليها - ‘أنظمة الاستشعار‘ الساكنة والثابتة - من المهمّ أن تحمّس الناس على ابتكار التطبيقات واستخدام البيانات بأنفسهم. فإذا أمكننا تطوير المنصّات الصحيحة، يمكن أن يصبح الناس هم مَن يتصدّون لمشاكل الطاقة والازدحام المروريّ والعناية الصحّية وتوزيع الغذاء والتعليم. وما يحدث في عالم التطبيقات الحضرية، خير مثالٍ على هذا النهج من الأسفل إلى الأعلى.
"ومضة": ما الذي يحتاجه روّاد الأعمال من أجل أن يشاركوا في بناء المدن الذكية؟
راتي: بالإضافة إلى البنى التحتية التقنية كالاتّصالات، وهو ما أصبح الآن يُباع كالسلع، فإنّ البيئة الناشطة للشركات الناشئة تحتاج إلى مراكز بحوثٍ جامعية وإلى سكّان متنوّعين.
"ومضة: هل من نصيحةٍ تقدّمها لبُناة المدن الذكية واللاعبين الأساسيين في هذا المجال؟
راتي: ركّزوا على المواطن الذكيّ قبل المدن الذكية!
--

باميلا كسرواني صحافية عمِلت طوال 7 سنوات في القسم العربي في قناة فرانس 24 الفرنسية. انتقلت مؤخراً الى المنطقة حيث تعمل كصحافية ومترجمة مستقلة لعدد من البوابات الإعلامية الالكتروني. يمكنكم متابعتها عبر "تويتر" @poumk13.

5 نصائح للروّاد في مجال الأجهزة القابلة للارتداء

$
0
0

القميص الذي يحمل ألواحاً شمسية لشحن الأجهزة. (الصورة من Pauline Van Dongen)
لا شك أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ما زالت تفتقر لقصص نجاحٍ خاصّة بالأجهزة القابلة للارتداء.
وإذ سمعتم بـ"إنستابيت"  Instabeatلرائدة الأعمال اللبنانية هند حبيقة، أو ربّما سوار "فيلكس" Felix للبحريني ذياب الدوسري، أو النظارة الثلاثية الأبعاد من "مختبرات أثير" Atheer Labs، وغيرها من القصص الأخرى، لكنّ قصص النجاح في مجال الأجهزة القابلة للارتداء ما زالت نادرة في المنطقة.
وذلك لأنّ روّاد الأعمال في المنطقة غالباً ما يهتمّون بقطاعاتٍ مختلفة، لاسيّما التجارة الإلكترونية أو التطبيقات الخاصّة بالأجهزة الذكية. ولكن نظراً لأنّ قطاع الأجهزة القابلة للارتداء في العالم ما زال أولى خطواته، فلا بأس بما هو عليه في المنطقة حالياً.
 هذا القطاع الذي يعد بالكثير من الإمكانيات، وهي لا تقتصر على الأجهزة الخاصّة بالصحّة واللياقة البدنية أو بالزجاجات ثلاثية الأبعاد بل تطال مختلف أوجه حياتنا.

سوار "فيلكس" من البحرين. (الصورة من "فيلكس")
 وقد كشفت بعض الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة أنّ عائدات هذا القطاع الى ارتفاع، من 20 مليار دولار أميركيّ عام 2015 إلى ما يقارب 70 مليار دولار عام 2025، حيث يحظى قطاع الرعاية الصحية الذي يجمع بين الطبّ واللياقة البدنية بحصّة الأسد.
ونظراً لكلّ هذه الإمكانيات، بدأ روّاد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط يهتمّون أكثر فأكثر بالأجهزة القابلة للارتداء، ويسعون لحجز تذكرةٍ لهم في هذه السوق.
ولهذا السبب، التقَت "ومضة" خلال "معرض الأجهزة القابلة للارتداء" Wearable Tech Show في أبو ظبي بباقةٍ من روّاد الأعمال من ألمانيا والمملكة المتّحدة وهولندا، ليشاركوها نصائح قيّمة كانت وليدة دروس تعلّموها من خلال تجاربهم.
1. قرِّر: البرمجيات software أو الأجهزة hardware؟
 اعتبر الشريك المؤسِّس لـ"أوبتونوت" Optonaut الذي يريد أن يكون بمثابة "إنستاغرام" Instagram الواقع الافتراضي، جوهانز شيكلينغ، أنّ الأمر الأهمّ يكمن في تحديد ما إذا كنت تريد بناء الجهاز أو البرنامج.
وقال: "لن تتمكّن من القيام بالأمرين إلّا إذا كنتَ شركة كبيرة. ففي البداية، أردنا نحن تقديم حلٍّ من خلال الاعتماد على هاتفَين ذكيَّين، إلّا أنّنا سرعان ما اكتشفنا أنّ نادراً ما يملك المستخدِم هاتفَين اثنَين."
ولذلك، "حدِّد ما تريده لأنّه سيكون وسيلةً أسهل لتحقيق النجاح."
 
جهاز "أوبتونوت" للعرض الثلاثيّ الأبعاد. (الصورة من Optonaut)
2. تعاون مع اللاعبين الآخرين ولا تتعب أو تملّ.
"تعاون مع الآخرين، لأنّك ستحتاج إلى عدّة تخصّصات لتصميم جهاز قابل للارتداء،" هي النصيحة التي أدلت بها بولين روتس، المسؤولة عن قسم التسويق في شركة "بولين فان دونغين" Pauline Van Dongen الهولندية لصناعة الأزياء، والتي تدمج الطاقة الشمسية من أجل شحن الأجهزة.
وبعدما ضربَت روتس مثلاً بأنّ التصاميم التي تقدّمها شركتها تحتّم عليهم التعاون بين مصمّمي الأزياء ومهندسي الكهرباء، شدّدَت على ضرورة عدم الاستسلام من المحاولة الأولى لأنّك "ستحتاج إلى تصميم عدّة نماذج أوّلية والعمل مع مختلف الفرقاء، من أجل التوصّل إلى المنتَج النهائي الذي تعرضه على الزبائن."
3. تعلّم من ردود أفعال زبائنك.
شدّد كريستيان برانز، مؤسِّس "مون برلين" Moon-Berlin الألمانية المتخصّصة بالأكسسوارات والأزياء التي تدمجها مع أضواء "ليد" LED، على أهمّية الحصول على ردود الأفعال والملاحظات من أجل تطوير المنتَج.
وشرح ذلك قائلاً إنّه "غالباً ما يركّز المطوّرون والمصمّمون، بشكلٍ أساسي، على التكنولوجيا أو التصميم ولا يفكّرون كثيراً بما يريده المستهلك." وبالتالي، اعتبر أنّه من المهمّ الحصول على أكبر قدرٍ من ردود الأفعال لأنّك أحياناً "قد لا تعي ما هو يهمّ المستهلك فعلاً." وذكر، على سبيل المثال، أنّ بعض المستهلكين قد يهتمّون أكثر بالتصميم وميزاته أكثر من طريقة استخدامه أو الحفاظ عليه (إذا كان يمكن وضعه في الغسالة مثلاً!).
أمرٌ شددّ عليه أيضاً كارل توماسCarl Thomas، مؤسِّس "أوديو وينغز"Audiowings  البريطانية التي تقدّم من خلال سمّاعات الرأس تجربةً فريدةً للاستماع الى الموسيقى. وقال إنّه "متى كانت لديك فكرة، لا تتردّد في مشاركتها مع الآخرين، لأنّك تجهل أيّ مساعدةٍ قد تحصل عليها، بالإضافة إلى ضرورة التأكّد من صحّة المنتَج الذي تريد تطويره."

التعايش مع التقنية، خلال "معرض الأجهزة القابلة للارتداء" في أبو ظبي مطلع هذا العام. (الصورة من المعرض)
4. اختر المنصّة المناسبة.
المنصّة عاملٌ أساسيّ لا بدّ من التفكير فيه مليّاً قبل إطلاق جهازك القابل للارتداء، على حدّ قول شيكلينغ. وهذا الأخير الذي أطلق أيضاً تطبيقاً أخر هو "كالم"Calm  ليساعدك على مراقبة معدّلات الضغط stress والسيطرة عليها بشكلٍ مباشر، يشرح أنّهم فكّروا كثيراً بالمنصّة التي يريدون إطلاق هذا التطبيق عليها، إلّا أنّ الخيار وقع على ساعة "آبل" Apple الذكية، لأنّها بالنسبة له "الأفضل حالياً في الأسواق."
 ورأى هذا الرياديّ أنّ اختيار المنصّة غالباً ما يُعزى إلى الاهتمامات الشخصية أو إلى أسبابٍ موضوعيةٍ، كأكبر عدد مستخدِمين والشعبية... كما شدّد على ضرورة "اختيار المنصّات التي ستجلب لك أكبر عددٍ من المستخدمين."
5. تجنب الأفكار غير الضرورية (بالنسبة إلى المستخدِم).
يؤكّد أديتا مينون، مدير تطوير الأعمال في شركة "نكست" Next في أبوظبي، على ضرورة عدم ابتكار جهازٍ أو منتَجٍ لا يحتاجه المستهلك، أو قد لا يهمّه أو يستعمله.
ومينون الذي لا يُعَدّ رائداً للأعمال بحدّ ذاته، إلّا أنّه يعمل معهم عن كثب من أجل تطوير منتَجاتهم وأجهزتهم، أضاف قائلاً: "كُن مبتكِراً حتّى لو كانت الفكرة موجودةً أصلاً أو غبيّة، فالأهمّ أن تستهدف الفرد العاديّ."
--

باميلا كسرواني صحافية عمِلت طوال 7 سنوات في القسم العربي في قناة فرانس 24 الفرنسية. انتقلت مؤخراً الى المنطقة حيث تعمل كصحافية ومترجمة مستقلة لعدد من البوابات الإعلامية الالكتروني. يمكنكم متابعتها عبر "تويتر" @poumk13.

صندوق 'أبراج'الثاني لشمال أفريقيا يغلق على 375 مليون دولار

$
0
0

أعلنَت مجموعة "أبراج" عن إغلاق الاكتتاب في صندوقها الاستثماريّ الثاني المخصّص لمنطقة شمال أفريقيا، ولكنّ الفجوة المالية بين استثمارات المراحل الأولى واستثمارات المستويات المتقدّمة (التي تفوق 10 ملايين دولار) ما زالت كبيرةً جدّاً.
أغلق الاكتتاب في "صندوق أبراج الاستثماري الثاني لمنطقة شمال أفريقيا" ANAF II عند 375 مليون دولار، فيما سيتراوح متوسّط حجم الاستثمار بين 10 و30 مليون دولار "في الشركات التي تُدار بشكلٍ جيّد وقيمتها السوقية جيّدة،" في كلٍّ من الجزائر والمغرب ومصر وتونس.
صندوق الأسهم الخاصّة هذا يوضح ما الذي يريده المستثمِرون الكباء في المنطقة، وأيضاً النقص في الاستثمارات المخصّصة للشركات التي تبحث عن استثماراتٍ بين مليون و10 ملايين دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من جهةٍ أخرى، فإنّ الاستثمارات ما دون المليون دولار المخصّصة للشركات الناشئة في مراحل التأسيس والمراحل المبكرة، هي الاستثمارات الهيمنة حتّى وإن كانت قليلةً مقارنةً مع تصاعد الطلب خلال السنوات الخمس أو العشر الماضية. ولم نشهد صناديق استثمارٍ تتوجّه بجدّيةٍ نحو سلسلة التمويل الثانية Series B، سوى في السنوات القليلة الماضية أيضاً.
 وفي هذا الإطار، سوف تُغلِق شركة الاستثمار المُخاطِر التي تتّخذ من بيروت مقرّاً لها، "ليب فينتشرز" Leap Ventures، الجولة الثانية لصندوق التمويل الذي يُتوقَّع ان يصل إلى 85 مليون دولار في نهاية هذا العام. وبالتالي سوف تؤمّن تمويل سلسلة الثانية Series B للشركات الناشئة التي نبحث عن مبالغ تساوي 5 ملايين دولار.
هذه المجموعة الصغيرة من مموّلي مرحلة النموّ تتضمّن "سواري فينتشرز" Sawari Ventures من مصر، والتي تريد استهداف الاستثمارات بين مليونين و3 ملايين دولار ولكنّها لا تزال في مرحلة التفاوض حول إغلاق الاكتتاب في صندوقها الذي يساوي 50 مليون دولار. كما يوجد أيضاً صندوق "شركة الاتّصالات السعودية" الذي يساوي 50 مليون دولار، وهو "إس تي سي فينتشرز" STC Ventures؛ ويوجد الصندوق المخصّص للنموّ من "ومضة كابيتال" Wamda Capital بقيمة 75 مليون دولار.
من جهته، فإنّ "صندوق أبراج الاستثماري الثاني لمنطقة شمال أفريقيا" ANAF II يشير إلى القطاعات التي يتوقّع المستثمِرون أن يأتي منها النموّ، وأنواع الشركات الناشئة الأصغر التي ينبغي عليهم استهدافها لمضاهاتها.
كما سيقوم الصندوق بالسعي لاكتساب حصص أقلّية وأغلبية في الشركات التي تُظهِر "نموّاً قويّاً وقدرةً على أن تصبح رائدةً في المنطقة في هذا المجال."
وبالإضافة إلى ذلك، سوف يركّز "صندوق أبراج الاستثماري الثاني لمنطقة شمال أفريقيا" ANAF II على قطاعاتٍ من المرجّح أن تستفيد من توسّع الطبقات الوسطى. وبحسب البيان الصحفي الذي وزّعَته "أبراج" قبل يومَين، فإنّ هذا يشمل التعليم، والسلع الاستهلاكية والخدمات، والرعاية الصحية، وخدمات الأعمال، والمواد والخدمات اللوجستية.
وكان الصندوق قد قام بالفعل بستّة استثماراتٍ هي: ثلاثةٌ قامَت بها "مجموعة شمال أفريقيا القابضة للمستشفيات" (NAHHG) في كلٍّ من "مركز القاهرة الطبي" (مصر) و"مستشفى كليوباترا" (مصر) و"كلينيك لا سكرة" Clinique La Soukra  (تونس)؛ ومجموعة "فيوتشرز" Futures للتعليم الخاصّ والتي تعمل تحت إدارة "القاهرة للاستثمار والتنمية العقارية" CIRA (مصر)؛ الشركة الصناعية "أسد" Addad (تونس)؛ مركز علاج السرطان الأورام الرائد "مركز العلاج الكندي"Centre de Traitement Al Kindy (المغرب).
وقال الرئيس التنفيذي لـ"أبراج"، عارف نقفي، إنّ الصندوق الذي تبع الصندوق الأساسيّ ذا الـ133 مليون دولار في عام 2008، كان بمثابة تصويتٍ على الثقة في إمكانيات الاقتصادات والشركات في شمال أفريقيا.
وفي بيانٍ صحفيٍّ له، أضاف أنّ "شمال افريقيا لديها أعلى مستوى للدخل في القارّة، لناحية الطبقة الوسطى، والتي يُتوقَّع أن يتضاعف استهلاكها الإجمالي بين عامَي 2014 و2024. وهذا ما سيؤدّي إلى إيجاد مزيدٍ من الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات."
هذا ويشكّل "صندوق أبراج الاستثماري الثاني لمنطقة شمال أفريقيا" ANAF II جزءاً من استراتيجيةٍ أوسع تعتمدها "أبراج" من أجل أفريقيا. ويُعتبر المبلغ الذي حصلت عليه ووصل إلى 1.37 ملاير دولار أكبر تجمّعٍ لرأس المال الخاص يستهدف أفريقيا حتّى الآن.
كما أنّهم يعملون على الانضمام إلى عددٍ من مجموعات الأسهم الخاصة في الخارج، بما فيها "كارلايل" Carlyle و"كي كي آر" KKR و"هيليوس" Helios Investment Partners، الذي يراهنون على الطبقات الوسطى المتنامية في القارة.
-- 

رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على تويتر على @rwilliamson_.

ما هي حسنات وسيئات المنصات مفتوحة المصدر؟

$
0
0

خلال السنوات الماضية، نجحَت "أندرويد" Android ومنصّات المصادر المفتوحة open source في فرض نفسها على الشركات العملاقة والصغيرة، كعاملٍ أساسي لتقدّم التكنولوجيا في مختلف المجالات والقطاعات.
ولا شكّ أن أبرز ما يميّز تكنولوجيا المصادر المفتوحة، يكمن في أنّها لا تضع قيوداً في درب المطوّرين لابتكار أفضل الخدمات أو المنتَجات أو البرامج أو التطبيقات؛ وبالتالي، لكي يبدع المطوّرون، لا ينقصهم سوى المهارات أو المعرفة.
خلال حضورنا فعالية "درويدكون دبي 2015" DroidCon Dubai، تسنّت لنا فرصة لقاء باقةٍ من اللاعبين البارزين في هذا المجال أو الاستماع إليهم. ففي هذه الفعالية، تحدّثوا عن الأوجه الإيجابية والسلبية لـ"أندرويد" والمصادر المفتوحة، مؤكّدين جميعاً على أنّ هذه التكنولوجيا غيّرت السوق رأساً على عقب.
وفي هذا السياق، ورد في كلمات المتحدّثين إشارةً إلى الكثير من ميزات تكنولوجيا المصدر المفتوح وسيّئاته، والتي تبرز لكم "ومضة" أهمّها:
السيطرة المطلقة. شدّد مؤسّس "درويدكون"، بوريس جيبسين Boris Jebsen، على أنّ المصادر المفتوحة تمنح السيطرة المطلقة على البيانات والبرامج. وأشار إلى ما حصل العام الماضي حيث ظهر الكثير من المشاكل في ما يتعلّق بفشل أمن الشبكات الخاصّة والحكومية. ويشرح أن إحدى المشاكل في اعتماد أو شراء برامج معلوماتية software تكمن في أنك لا تعرف ما يجري داخلها، "فقد تملك واجهة برمجة التطبيقات APIs أو البوابات ports التي تصلك بالبرامج أو الأجهزة، إلّا أنّك لا تعرف أين تذهب البيانات، وفي النهاية لا تملك السيطرة عليها. أما مع منصّة ‘أندرويد‘، يمكنك تطوير البّوابات والتأكّد من كلّ ما يقوم ولا يقوم به البرنامج."
 سرعة أكبر وابداع أوسع. شدّد مؤسّس "بيكسل باغ" Pixelbug، داني عيد، على أنّ المصدر المفتوح فتح المجال للقيام بالكثير من الأشياء بسرعةٍ أكبر. وتحوّلت هذه التكنولوجيا إلى محطة رئيسية في عالم الابتكار والبرمجة، لاسيّما أنّ عّدة لشركات اضطرّت إلى صعود القافلة على غرار "مايكروسوفت" التي كانت تخسر حصصاً في السوق واضطرّت إلى الانفتاح على هذه التقنية في السنوات الأخيرة.
 تراخيص منخفضة الكلفة. أكّد جيبسين على أنّ رسوم التراخيص تعتبر تحدّياً كبيراً، لاسيّما في الأسواق الناشئة كإفريقيا وبعض الدول الآسيوية. وبالتالي، يشكّل اعتماد المصادر المفتوحة حلاً لهذه المشكلة، لاسيما للمشاريع الخيرية أو مشاريع أخرى مثل "أمبيزا" M-Peza في كينيا التي توفّر حلولاً رخيصة الثمن لجذب أكبر عدد من المستخدمين.
 تغيير مسار القطاعات. اعتبر مهندس تكنولوجيا المعلومات الاداري في شركة "أي بي أم" IBM، حميد الخفاجي، أننا نشهد تغييراً جذرياً في كلّ القطاعات والمجالات. فبعض الشركات تجد نفسها مهددة كما حصل مع "نوكيا" Nokia ويحصل مع "بلاك بيري" Black berry، ما دفع الكثيرين إلى تعديل خطّة الأعمال واعتماد تكنولوجيا الحوسبة السحابية والمصادر المفتوحة والأجهزة المحولة.

 ورأى أنّ أفضل مثال عن هذا التغيير هو "أمازون" التي بدأت ببيع الكتب على الإنترنت، ثمّ تحوّلت إلى متجر يهدد أكبر المتاجر العملاقة في الولايات المتحدة. كما أشار إلى "أي بي أم" التي عمدت الى تطوير أدوات تعتمد على المصدر المفتوح، لكنّها "تحمل قيمة مضافة، ما يجعل المنافسة صحية ويبقى المستخدم الفائز الأكبر."
تطوّر "إنترنت الأشياء" IoT. اعتبر مدير التسويق التقني في "كوالكوم" Qualcomm الإمارات العربية المتحدة، جيل فياض، أنّ إنترنت الأشياء تحوّل الى "إنترنت كلّ الأشياء" بفضل أجهزة المحمول الذكية التي باتت تحتاج الى التكنولوجيا ذاتها. وأشار الى أنّ 25 مليار شخصاً سيتّصلون بالإنترنت على الدوام بحلول 2020، مشدداً على أنّ الأمر يصل إلى الأماكن (المنزل/المكتب) والمدن.
وأضاف أنّ "إنترنت كلّ شيء" يشكّل الطريق لمدن ذكية، تشمل بنى تحتية ذكية ووسائل نقل ذكية وأجهز قابلة للارتداء ذكية. من جهته شدّد عيد على ارتباط إنترنت الأشياء بتكنولوجيا "بيكون" beacon technology التي تسمح بالاستفادة أكثر من الرموز ومهارات المطورين ومعارفهم لتطوير أدوات مبتكرة قابلة للتعديل، ذاكراً الرحلات الافتراضية "ذي أتلانتس" The Atlantis و"ذي لوست شامبرز" The Lost Chambers.
"إعادة استخدام" التكنولوجيا، ما يساهم في دعم تكنولوجيا المعلومات الخضراء على حدّ قول د. كريشناداس نانات Dr.Krishnadas Nanath من جامعة "ميدلسيكس" Middlesex university دبي. فالمصادر المفتوحة تساعد الشركات على اعتماد "تشفيرة" طوّرها أحدهم عوضاً عن استخدام الخوادم servers أو الحواسيب أو الطاقة لتطوير تشفيرة خاصة. وبالتالي، توفّر الشركة الطاقة والموارد وتساهم في الحفاظ على البيئة." وأضاف أنّ "التشفير الأخضر" green coding الذي يستخدم أقل طاقة وموارد" يضطلع بدور مهم في الحفاظ على البيئة.  
في المقابل، ما زالت المصادر المفتوحة تُعاني من بعض "السيئات" أو الظروف التي تحدّ من تطوّرها.
تتطلب المزيد من العمل والجهود. قال جيبسين إنّ المصادر المفتوحة تحتمّ أن تقوم بكلّ شيء من الألف إلى الياء بنفسك، إلّا أنّ النتيجة تستحقّ ذلك." وذلك لأنّ الوكالات المتخصّصة بالمصادر المفتوحة التي تستطيع العمل نيابة عنك نادرة جداً، لاسيما تلك التي توفّر حلولاً للشركات المهنية.
غياب الاتّساق consistency. تسمح المصادر المفتوحة للمطوّرين بالنفاذ الى مجموعة متنوّعة من الأجهزة ولكن مع بعض السلبيات، بحسب عيد. فالمطوّرون "يواجهون مع منصّات المصادر المفتوحة عدّة مشاكل، ما يصعّب مهّمة اتّساق التطبيق بين الأجهزة، فنضطر إلى تعديل قياسات الشاشات مثلاً لتناسب الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية المختلفة، خلافاً لما يحدث مع ‘آبل‘ التي تعتمد نظاماً موحداً ومغلقاً أكثر." وأشار عيد إلى أنّ معظم المستخدمين في المنطقة الذين ينفقون الأموال على التطبيقات، هم من مستخدمي أجهزة "آبل" المختلفة.
التعرّض للبرمجيات الخبيثة والفيروسات. أجهزة "أندرويد" أكثر عرضةً للبرمجيات الخبثة malwares والفيروسات، وفقاً لعيد. فهناك "تستطيع نشر تطبيقاتك بسرعة أكبر (24 ساعة مقابل 3 أسابع على ‘آبل‘)، لكنّ ذلك قد يكلّفك التعرّض للبرمجيات الخبيثة."
تأخّر اعتمادها في الشركات. غالباً ما تأخذ الشركات بعين الاعتبار أمن البيانات والمعلومات. ولذلك، فإنّ تأمين تطبيقٍ لشركةٍ يختلف تماماً عن مجرّد بناء أيّ تطبيق، بحسب مدير حلول الشركات في شركة "بلاك بيري الشرق الأوسط"، كريم السيّد. باختصار، من المهمّ وجود "منصّة متنقلة آمنة للشركات" secure enterprise mobility platform.
وتظهر هذه المشكلة خصوصاً مع نزعة الشركات إلى اعتماد مفهوم BYOD أي "اجلب جهازك الخاص" واستخدمه لأهداف مهنية (36.2% مقارنة بـ13.6% من توفير الأجهزة للموظفين عام 2014). وتحدّث السيّد عن بعض البرامج التي طوّرت اعتماداً على تكنولوجيا المصادر المفتوحة، مثل "كنوكس" Knox من "سامسونغ" Samsung الذي يتطلّب أن يمتلك كلّ الموظفين جهاز "سامسونغ"؛ أو حتى "أندرويد فور ورك" Android for Work الذي أعلِن عنه في كانون الثاني/ يناير 2014 ويقدّم برامج تؤمّن وتحمي البيانات والتطبيقات ويمكن إدارتها عن بعد...الا أن السيّد اعتبر أن أنظمة أندرويد المختلفة ("كيت كات" Kit Kat، "لولي بوب" Lollypop...) مقارنة بـ"آبل"  تجعل مهمة اعتماد المنصات من قبل الشركات صعبة حتى الآن.
لا شكّ أن أيّ تكنولوجيا تحمل معها الكثير من الحسنات أو السيئات، أو حتّى التساؤلات. وفي حين قد يفضّل البعض "أندرويد" أو "أي أو أس" iOS ويدافع عنه، يعتبر كثيرون أنّ الفكرة وتنفيذها هو الأهمّ. وذلك لأنّ المنصّات ستواصل تطوّرها أيّاً كان النظام الذي تعتمده، وستبقى الفكرة والإبداع هو ما يميّزها.
--


باميلا كسرواني صحافية عمِلت طوال 7 سنوات في القسم العربي في قناة فرانس 24 الفرنسية. انتقلت مؤخراً الى المنطقة حيث تعمل كصحافية ومترجمة مستقلة لعدد من البوابات الإعلامية الالكتروني. يمكنكم متابعتها عبر "تويتر" @poumk13.
Viewing all 3908 articles
Browse latest View live