Quantcast
Channel: wamda
Viewing all 3908 articles
Browse latest View live

الابتكار كاستراتيجيةٍ تعتمدها الشركات الناشئة لتعزيز حياتنا اليومية‎

$
0
0
خلال فترة التسجيل الصباحية للفعالية. (الصورة من صفحة القمة على فايسبوك)
أرادت "قمة الابتكار العالمية" Innovation Summit خلال انعقادها في الأول من الشهر الجاري أيلول/سبتمبر في "فندق جميريا بيتش" Jumeirah Beach Hotel في دبي أن تكون فسحة للاحتفاء بالابتكار حيث جمعت باقة من المتحدّثين المحليين والدوليين للبحث في الدور المهم الذي يضطلع به في تحسين حياتنا اليومية والمهنية.
بحسب شانتانو فانسالكار Shantanu Phansalkar الرئيس التنفيذي لشركة "أس بي أي هولدينغ" SPI Holding منظّمة هذه الفعالية أن القمة تهدف إلى إزالة الغموض عن الابتكار ومساعدة رواد الأعمال على فهم ما يتضمّنه هذا المصطلح والحرص على أن تعتنق الشركات الابتكار وأن تعزّز ثقافته.
ومن أجل القيام بذلك، ركّز المنظّمون بشكل أساسي على أهمية وضع الابتكار في قلب استراتيجيات الشركات، والدور الذي تلعبه التكنولوجيا الثورية disruptive technology في احداث التغيير وتمكين الابتكار، على حدّ قول فانسالكار. وانقسمت المواضيع بين مداخلات فردية لمتحدثين مخضرمين على غرار سالفادور أنغلادا Salvador Anglada، الرئيس التنفيذي للأعمال في شركة "اتصالات" Etisalat  أو نجيب عطية Naguib Attia رئيس قسم التكنولوجيا ونائب رئيس شركة "أي بي أم" للشرق الأوسط وافريقيا IBM MEA أو لحلقات نقاشية أو ورش عمل أمام جمهور تنوّع بين رؤساء شركات عملاقة ورواد أعمال وطلاب.
سعت الفعالية الى التوصّل لتعريف موّحد للابتكار الا أنّ المهمة كانت صعبة إذ المصطلح واسع جداً ويصعب تحديده. شدّد فانسالكار أن هناك الكثير من التناقض بين الابتكار والاختراع وكثيراً ما يخلط الناس بينهما. فيبقى الابتكار أن تكون ذكياً وتدرك كيف تستخدم بفعالية منتجك أو خدمتك أو تعدّلها.
في حديث لومضة مع أنتوني بتلر Anthony Butler، الرئيس التنفيذي لقسم التكنولوجيا والخدمات السحابية لدى IBM MEA، عرّف الابتكار على أنّه "من وجهة نظر الشركة، يعني ايجاد أسواق جديدة وتدفّق جديد للعائدات والتقدّم الى ما هو أبعد من نطاق خبرتك."
خلال الجلسة الثالثة عن كيفية جعل المدن الذكية أكثر ذكاءً (الصورة للكاتب)
في حين أجابتنا رانيا رستم، رئيسة الابتكار والتواصل في شركة "جنريل الكتريك" في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتركيا أنّ "الابتكار هو خلق القيمة المضافة ولا يهم ما إذا استعملنا ابداع أو ابتكار أو أي مصطلح آخر الا أن المهم هو احداث تغيير."
نجد تعاريف مختلفة عن الابتكار الا أنّ الأكيد أنّه عاملاً أساسياً لقلب المعايير. فكيف لنا أن نستفيد من ذلك؟


التغيير. لا شك أن كثيرين يخشون التغيير الا أنّه  "شرّ لا بدّ منه" من أجل البقاء. وقد اعتبر حيدر سلوم Haidar Salloum، رئيس قطاع أعمال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في "مايكروسوفت الخليج" Gulf Microsoft أنّ العالم يتغيّر. أثبتت آخر الاحصاءات حول مؤشر "ستاندرد أند بور" S&P 500 لأكبر 500 شركة أميركية أنّ 89% من الشركات التي كانت موجودة عام 1955 قد اختفت لأنّها لم تعتنق التغيير ولم تدرك أن التغيير هو وسيلة للبقاء وركيزة اقتصاد أي شركة. وقال سلوم: "إذا كان الابتكار في الخارج أسرع من الداخل، فأنت بلا شك على الطريق الخاطئ". شدّد نجيب عطية على أن القدرة على إدارة التغييرات الأساسية مفتاح للنمو وأنّ الشركات التي اختفت هي التي أوقفت الابتكار ونامت على نجاحاتها السابقة داعياً الى اعتماد مفهوم "الابتكار المتواصل".




التشجيع أو fostering. إعتبر سالفادور أنغلادا أن هذا التغيير الذي أحدثته مختلف التكنولوجيا الحديثة كالبيانات الضخمة big data والسحابة cloud و"انترنت الأشياء" IoT والتحليلات analytics يجب أن تدركه الشركات دون أن تقلق منه لا بل أن تعتمده لتضع الابتكار على سلّم أولوياتها. متى شجّعت الشركات مثلاً على الابتكار، حفظت لها تذكرة الاستمرار. ودعا كل أصحاب ورؤساء الشركات الى اعتماد أسلوب مرن والانفتاح. واعتبر أنغلادا أن الشركات التي أدركت أن التغيير يطال كل القطاعات  وشجعت ثقافة الابتكار هي الأكثر نجاحاً الآن على غرار "أوبر" UBER و"أير بي أن بي" Airbnb.




التمكين. لا يكفي بناء ثقافة الابتكار لا بل أن تمكّن الموظفين ليجعلوها حقيقة. ويعتبر بول بوتس Paul Boots، رئيس قسم العمليات في شركة "بيهايف" Beehive، أول سوق الكترونية تربط بين المستثمرين والشركات أن بناء هذه الثقافة ممكن من خلال الموظفين. فلا بد من أن تأخذ الوقت اللازم لانتقائهم ولمنحهم فرصة الابتكار والأدوات والقرار. وذهب سلّوم الى ما أبعد من ذلك واعتبر أن الابتكار هو تمكين كل شخص وكلّ مؤسسة لتحقيق المزيد لأنه سيساعد على نمو الاقتصاد وتغيير العمليات والبنى التحتية مشيراً الى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم هي في الطليعة لأن الابتكار هو الوسيلة الوحيدة للبقاء في سوق تنافسية. وأشار الى أن الوسيلة لتمكين الموظفين هو خلق شبكات ليتمكنوا من العمل معاً مشيراً أن الأمر ينطبق على كل الصناعات والقطاعات حيث المهم هو العمل بمجموعات.


لا شك أن هذه بعض المكوّنات الرئيسية والضرورية لاطلاق العنان للابتكار الذي بات العامل الرئيسي للنجاح في عالم تنافسيّ. ولا شك أن بعض الشركات قد أدركت ذلك ولم تتردّد في تغيير مسار عملها pivot لتقدّم بيئة عمل معاصرة من دون أن ننسى الأداة لتحقيق ذلك: التكنولوجيا.
جوائز الإبتكار
حاولت إذاً قمة الابتكار العالمية الاجابة عن العديد من الأسئلة لتمنح الحاضرين فكرة واضحة حول مختلف طيّات الابتكار الا أنّها ذهبت أبعد من ذلك ومنحت جوائز الابتكار في مجالات مختلفة. هنا بعضها، ويمكن معاينة اللائحة الكاملة على موقع القمة حيث ستنشر في اليومين التاليين:كانت جائزة تجارة التجزئة من نصيب إيزابيل ميلاسو Isabelle Millasseau عن "فو توب" foo Tup، وجائزة تطوير الأعمال لأليسون ويلكوكس Alison Wilcox عن "سيني تيك" Cinetech، والتعليم لتازين شاهين Tazeen Sharif عن تطبيق Ihear، والرعاية الصحية  لفواز باركر Fouwaz Parkar عن "كوراب" CURAPP، والاستدامة لسيباستيان ستيفان Sebastian Stefan عن موقع "لود مي" LoadMe. جميعهم  يعيشون في الامارات العربية المتحدة في خطوة لكشفهم للجمهور ومحاولة ربطهم بحاضنات أعمال.
--

باميلا كسرواني صحافية عمِلت طوال 7 سنوات في القسم العربي في قناة فرانس 24 الفرنسية. انتقلت مؤخراً الى المنطقة حيث تعمل كصحافية ومترجمة مستقلة لعدد من البوابات الإعلامية الالكتروني. يمكنكم متابعتها عبر "تويتر" @poumk13.

لماذا يطلق الروّاد المغاربة أعمالهم في فرنسا؟

$
0
0

تشكّل فرنسا مقرّاً للكثير من روّاد الأعمال المغاربة. (الصورة من "نواة")
المغرب العربيّ لا ينقصه روّاد أعمال؛ بل هم ببساطةٍ لا يعملون في أوطانهم.
يختار الكثير من روّاد الأعمال في المغرب والجزائر وتونس أن يبدؤوا أعمالهم في الخارج، وخصوصاً في فرنسا. والسؤال الحقيقي هو لماذا. ألا يوجد في المغرب العربي فرصٌ كافية؟ هل المنطقة صعبة الاختراق إلى هذه الدرجة؟
أن تكون رائد أعمال يعني أن تغتنم الفرص
اختيار فرنسا ليس أمراً يرتبط بالإيجابيات والسلبيات، بل هو تطوّر طبيعيّ للعرب المغاربة الذين يدرسون أو يعملون في فرنسا.
"إنّها فرصةٌ تقدّم نفسها في وقتٍ معيّن،" تقول رانيا بلكاهية، الشريكة المؤسِّسة في "أفريماركت" Afrimarket، المنصّة التي تسمح للمغتربين بدفع ثمن المنتَجات والخدمات لعائلاتهم في الوطن. أمّا بلكاهية، التي أطلقَت هذه الشركة مع زميلَي دراسة فرنسيَّين في "كلّية الدراسات العليا التجارية في باريس" قسم روّاد الأعمال HEC Entrepreneurs، فتقول: "إذا استقرّينا هنا، فلأنّ عملاءنا يتواجدون هنا."

رانيا بلكاهية مُحاطة بشركائها في التأسيس، جيريمي ستوس وفرانسوا سيفيستر. (الصورة من Marion Kotlarski/REA)
من جهته، التقى سامي بن حسين بشريكه المؤسِّس في فرنسا، وقد أطلقا تطبيق "ذا فابلوس"  The Fabulousالذي يساعد المستخدِمين في تأسيس روتين صباحيّ ممتاز. يقتنع بن حسين بأنّ سوقه هي في الولايات المتحدة، وبدرجةٍ أقلّ في أوروبا، ولذلك كان من الطبيعيّ أن يبدأ شركته حيث يتواجد عملاؤه.
وحتّى لو كانت الظروف مختلفة، يعتقد أنّه سيكون من الصعب العثور على الشركاء الذين يحتاجهم لتأسيس شركةٍ في موطنه الأمّ تونس، لأنّ أصدقاءه وشبكة معارفه انتقلوا إلى فرنسا.
"إنّ فرنسا هي ملعبٌ مميّز بالنسبة لروّاد الأعمال الشباب،" بحسب يوسف تاجمواتي، الشريك المؤسِّس في "تو فاكتير" Tousfacteurs، المنصّة التي تؤمّن تسليم الطرود من وإلى مكتب البريد.
ويضيف تاجمواتي الذي قابل شريكه أيضاً في "كلّية الدراسات العليا التجارية في باريس" قسم روّاد الأعمال، أنّه [في فرنسا] "يمكنك إطلاق مشروعٍ يختصّ بالويب أو الهاتف النقّال برأس مالٍ صغير، ويمكنك الحصول على التمويل بسهولةٍ نسبياً، والعمل في سوقٍ كبيرةٍ."
وبدوره، يوافقه بن حسين، ويقول: "الآن، أدركتُ أنّ البيئة الحاضنة مهمّةٌ حقّاً."
يعتقد هذا الرياديّ أنّ التواجد في فرنسا أحاطه بالأشخاص المناسبين منذ البداية، خصوصاً مع حاضنة الأعمال "العائلة" The Family ومسرّعة النموّ "مايكروسوف فينتشرز" Microsoft Ventures.ززز
ويضيف أنّ "العائلة" "ساعدتني في تجنّب الكثير من الهفوات... كلّ أسبوعٍ تلاقي روّاد أعمالٍ ناجحين في ‘العائلة‘، فالاستماع إلى قصصهم من شأنه أن يحفّزنا ويجعلنا نشعر بأنّنا جاهزون لتحدّي العالم."
التواجد بين باريس ولندن، يمكن أن يساعده دائماً في العثور على شخصٍ لمساعدته ولو بسؤال، ويمكن أن يصل إلى العملاء ومقدِّمي الخدمات، بما في ذلك الشركات الكبيرة مثل "جوجل" Google و"آبل" Apple.

سامي بن حسين إلى اليمين، أثناء لقائه مع روّاد الأعمال اللذين أطلقوا "أفنتشر" Aventure وهي مسابقة للشركات الناشئة التونسية في باريس. (الصورة من Atuge)
العمل في المغرب العربيّ إذا كانت سوقك هناك
لا يدير روّاد الأعمال هؤلاء ظهورهم لمواطنهم الأصلية، فهم يتّخذون قراراتهم بالتوافق مع أعمالهم.
فبالنسبة لبلكاهية، يشكّل المغرب العربي سوقاً محتملة، وهي الآن تجري محادثاتٍ مع بعض اللاعبين المحلّيين لطوير منصّتها. أمّا تاجمواتي فيعتبر أنّ هذه المنطقة مناسبةٌ للتوفير في المال، ويقول إنّه "في الوقت الراهن، أفكّر فقط في المغرب كمكانٍ محتمل لمكتب الإدارة مع خمسة موظّفين أقوياء."
 من جهةٍ أخرى، لا يرى الآخرون قيمةً للعمل هناك بعد، وإذا جاؤوا فذلك من أجل المتعة فقط. ويقول بن حسين الذي يعمل عن بعد من مسقط رأسه، أسبوعاً واحداً كلّ شهر، إنّه "في السنة الثانية، أدركتُ أنّه بمجرّد بناء شبكة علاقاتي، يمكنني تمضية المزيد من الوقت في تونس.
ومع ذلك، فإنّ الفرص في المغرب العربيّ وافرة، وقد قرّر بعض الروّاد العودة إلى أوطانهم بعد الدراسة أو العمل في فرنسا.
"في المغرب، لا يزال يتعيّن عليك القيام بكلّ شيءٍ، ويمكنك للشخص بسهولةٍ أن يكيّف نموذج عمله الذي يتناسب مع الخارج،" كما تقول منية رخا التي عادَت إلى المغرب لأسباب شخصية وقرّرَت إطلاق موقع الصفقات المغلَق حالياً "ماي ديل" MyDea.ma.

بعدَما أطلقت منية رخا شركةً في المغرب، عادَت إلى فرنسا. (الصورة من منية رخا)
ومن ناحيته، يقول ياسر الإسماعيلي مؤسِّس "تاكسي" Taxiii التي استحوذت عليها "كريم" Careem، إنّ "المغرب يقع في مرحلةٍ انتقالية، وهو زاخرٌ بالفرص وروّاد الأعمال: ظهور الطبقة الوسطى في وقتٍ مبكر، وهي التي تتعطّش لعيش أسلوب حياةٍ عصريّ. هذا النوع من التحوّل لا يحدث إلّا مرّةً واحدة."
هل يفتقد المغرب العربيّ إلى بيئةٍ حاضنةٍ حقاً؟
الحديث عن بيئةٍ حاضنةٍ في هذه المنطقة قد يكون فضفاضاً، ولكنّ بن حسين يعتقد أنّ لا شيء يوقف رائد الأعمال. ويضيف قائلاً: "إذا قرّرتَ [بدء عملك في المغرب العربي]، ينبغي عليك أن تصبح ‘آلة تعلّم‘؛ فكلّ شيءٍ تريد أن تتعلّمه هناك عن ريادة الأعمال موجود في الكتب وعلى الإنترنت. يجب أن تخصّص وقتاً للقراءة، وتدوين الملاحظات، وإحاطة نفسك ببعض الأشخاص الذين يمكنك مشاركة هذه المعرفة معهم."
النقص في روّاد الأعمال الناجحين والخبرات ليس كلّ المشكلة في بلدان المغرب العربي، فغياب إطارٍ قانونيٍّ وغياب التمويل من العقبات الرئيسية الأخرى أيضاً.
وعن هذا الأمر، يقول رائد الأعمال التونسيّ الذي يستقرّ في باريس، إنّ "رائد الأعمال لن تعيقه العقبات الإدارية، ولكن من المؤسف أن تضيّع وقتك على ملء الأوراق والمستندات والحصول على التراخيص، في وقتٍ يمكنك أن تعمل فيه على منتَجك."
ويضيف أيضاً أنّ العثور على المال التأسيسيّ ليس مستحيلاً، ولكن من المحتمَل أن تأتي الأموال من الخارج. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتحلّى بالصبر لإقناع المستثمِرين الذين يعتقد الجزء الأكبر منهم أنّ منطقة المغرب العربي "بعيدةٌ" و"محفوفةٌ بالمخاطر"، بحسب الإسماعيلي.
هل يهمّ كلّ هذا؟
لقد أجمع كلّ رواد العمال الذين التقيتُهم على أمرٍ واحد: لا يوجد مكانٌ أفضل من الآخر للبدء بعملٍ ما، بل إنّ الأمر كلّه يتعلّق بالمشروع.
فإذا كنت مهتمّاً لريادة الأعمال ذات الأثر ولبناء اقتصادٍ جديد، فإنّ منطقة المغرب العربيّ هي المكان المناسب، بحسب رخا، التي تضيف أنّه إذا أردتَ إطلاق منتَجٍ عالميّ مبتكَر فربّما لا تكون تلك الفكرة الأفضل.
من العوامل التي ينبغي أخذها في عين الاعتبار هي حاجاتك؛ إذا كنت تحتاج للحصول على رأسمالٍ كبيرٍ أو تحتاج إلى الدعم، ستكون فرنسا هي الخيار الأفضل لك، وهذا ما ورد على لسان جميع الروّاد في هذه المقالة. أمّا كريم الجويني فيعتقد أنّه إذا كان لديك "فكرةٌ ناضجةٌ وما يكفي من المال للاعتماد على سياسة الحدّ من النفقات والاستفادة القصوى من الموارد، إذاً تونس هي الخيار الأفضل."
ويضيف الجويني الذي افتتح مكتباً لـ"إكسبنسيا"Expensya مؤخّراً في باريس، أنّ الأهمّ هو اختيار الوقت المناسب للانتقال إلى الخارج.


مؤسِّس "إكسبنسيا"، كريم الجويني، خلال يومٍ مع فريق عمله. (الصورة من Expensya)
بالنسبة إلى بن حسين، إذا كان لديك شريكٌ مؤسِّس جيّد وبعض المال التأسيسيّ، سيكون الانطلاق من منطقة المغرب العربي خطوةً حكيمة، وذلك طالما أنّك سوف تتعلّم التواصل باللغة الإنجليزية لكي تدخل إلى بيئاتٍ حاضنةٍ أخرى، ولتدخل في مسرّعاتٍ عالمية عندما يكون لديك ما يكفي من الشعبية. ويقول: "أعتقد أنّه يوجد بعض الأمور التي لا يمكنك تخطّيها، حتّى لو كنت تنوي العودة إلى تونس بعد ذلك."
الذهاب إلى الخارج فكرةٌ جيّدةٌ أيضاً إذا كنت بحاجةٍ إلى متابعةٍ على التمويل.
"إنّ مراكز ثقل صناديق التمويل لا تزال في لندن وبرلين وباريس ومدن الولايات المتّحدة الأميركية،" بحسب بن حسين الذي يشير إلى أنّ "هذه الأمكنة هي التي ينبغي الذهاب إليها من أجل مرحلة ما بعد التأسيس، بهدف المرونة والحصول على تقييمٍ أفضل."
وبدوره، يقول الإسماعيلي إنّه "إذا أردت إطلاق شركتك في المغرب، يجيب أن تكون قد عملت سابقاً في الخارج في مكانٍ محترف، حيث تتعلّم الأساسيات مثل الدقّة والتحليل والإلحاح واحترام الالتزامات."
ويخلص إلى القول: "إذا [اخترت] إطلاق شركة، فهذا يعني [أنّك تحبّ] التحدّيات. إذاً، إنّ المكان الذي تنطلق منه ليس هو القضية، بل إنّ ما يهمّ هو مع مَن تُطلِق عملك."
--
ألين هي محرّرة اللغة الفرنسية في "ومضة". عملت سابقاً في التسويق عبر الإنترنت وكمديرة المجتمع في شركةٍ ناشئة، ومؤخّراً افتتحت في المغرب مساحة إقامة وعمل للشركات الناشئة العالمية. يمكنكم متابعتها على "تويتر" عبر @aline_myd أو @yallah_bye أو مراسلتها على aline[at]wamda[dot]com.

الإنترنت الصناعي وكفاءة استخدام الطاقة في الشرق الأوسط

$
0
0

عندما يبدأ الوقود بالنفاد من سيّارتك، فإنّ عقرباً صغيراً سوف يخبرك بذلك. وكمعدّل، يمكنك الرهان على أن تقطع السيّارة 40 كيلومتراً قبل أن ينفذ الوقود نهائياً.
والآن، تخيّل أنّ لديك عقرباً أو ضوءاً يُنبّه مدير المبنى أو صاحب المنزل بشأن أحد مكيّفات الهواء التي بدأت تعاني من مشكلةٍ ما، ما يعني إعطاء المكيّف وقتاً لتجنّب صرف المزيد من الكهرباء في سبيل الاستمرار.
تنمو منطقة الشرق الأوسط وينمو استهلاك الطاقة معها أيضاً، وفي الوقت الحاليّ تقع منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بعد "اتّحاد الدول المستقلّة" CIS لناحية استهلاك الطاقة. إلّا أنّه وفي تقريرٍ لـ"مجلس الطاقة العالمي" World Energy Council صدر عام 2013، من المتوقّع أن يزداد استهلاك الطاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 114%.
في الإمارات العربية المتّحدة، تستهلك المباني ضعف ما تحتاجه من الطاقة، كما أنّ المرافق العامّة تستهلك ما يصل إلى 40% من التكاليف التشغيلية للمباني، وفقاً لـ"طاقة سوليوشنز" TakaSolutions، شركة خدمات الطاقة التي تستقرّ في دبي.
وعلى نطاقٍ أوسع يشمل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، فإنّ آراء الشركات الناشئة التي تحدّثَت إليها "ومضة"، رسَت على أنّ معظم المباني المشيّدة يمكن بسهولةٍ أن تخفّض استهلاكها للطاقة بنسبة 25%، ومع فترات استرداد قصيرةٍ جداً، عن طريق تنفيذ عدّة تدابير لتوفير الطاقة.
عندما يتعلّق الأمر بهدر/استخدام الطاقة من قبل المباني، تبرز ثلاثة أسباب:

"سوء عمل نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء HVAC في المبنى، هو سببٌ رئيسيّ لكي يهدر المبنى المال على الطاقة،" حسبما يقول الشريك المؤسِّس في "رينجين" Reengen التركية، شاهين شاجليان Şahin Çağlayan. ويضيف أنّ "هذا يمكن أن يتضمّن المواعيد المحدّدة مسبقاً لتشغيل الوحدات. المبنى ديناميكيّ وكأنّه كائنٌ حيّ، لا يمكنك التنبّؤ دائماً كيف سيعمل كلّ يوم."
الأعطال في الأنظمة الميكانيكية، إذا لم يتمّ إدارتها بشكلٍ صحيحٍ سوف تستهلك من دون جدوى مزيداً من الطاقة بنسبة 10 إلى 30%.
مصدر استجرار الطاقة؛ "فالمباني لا تمتلك مقاربةً شاملةً بالنسبة للمكان الذي تأتي منه الكهرباء،" كما يقول شاجليان. والتعرفة الخاطئة، يمكن أن تؤدّي إلى هدرٍ في المال.

في هذا الإطار، قام استشاريون في مجال الإدارة من "أوليفر وايمان"Oliver Wayman بإجراء دراسةٍ حول إمكانية تخفيض التكاليف في المنطقة، فوجدوا أنّه يمكن خفض استهلاك الطاقة بنسبة 25% وصولاً إلى 50% بحلول عام 2030.
ومن الحلول الممكنة لتخطّي هذه المشاكل وخفض استهلاك الطاقة هو الإنترنت الصناعي Industrial Internet.
ما هو الإنترنت الصناعيّ وماذا يفعل؟
لقد وصف كبير الاقتصاديين في شركة "جنرال إلكتريك" General Electic، ماركو أنونزياتا، الإنترنت الصناعيّ بأنّه "التغيّر الكبير الثالث" الذي يطرأ على حياة البشر، بعد كلٍّ من الثورة الصناعية وثورة الإنترنت.
الإنترنت الصناعيّ الذي يوصف بأنّه ‘زواجٌ بين العقول والآلات‘، هو نتيجة تقاربٍ بين الآلات الصناعية والإنترنت. وهذا يظهر في الآلات الصناعية أو الطائرات أو القطارات أو شبكات الكهرباء أو حتّى التوربينات، التي يتمّ تجهيزها بآلاف أجهزة الاستشعار التي تسمح لها بأن ترى وتسمع وتشعر، وبالتالي توليد كمّيّاتٍ هائلةً من البيانات.
ومع ثورة ذكاء الآلات، وتواصلها مع بعضها البعض، باتت طريقة استخدام هذه الآلات أكثر كفاءة. ويمكن أن تشمل هذه الأخيرة تلك التي تُركَّب في المباني، مثل وحدات نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء HVAC. كما أنّ الاتّصال والتواصل بين الآلات والمهندسين يسمح بمزيدٍ من الكفاءة لناحية الصيانة، بالإضافة إلى أنّ استهلاك الطاقة من قبل المَبنى وهذه الآلات يمكن أن يُعالَج بشكلٍ أفضل.
الشركات الناشئة جزءٌ من الحلّ
الشركات الناشئة التي تستخدِم البيانات الكبيرة وبرمجيّات التحليل إلى جانب إنترنت الأشياء (IoT)، التي تعتبَر كلّها جزءٌ من الإنترنت الصناعيّ، تزداد أهمّيتها عندما يتعلق الأمر بتحسين البنية التحتية الصناعية والطاقة.
يوجد شركاتٌ في المنطقة تعمل بهذه الطريقة، أي مع البرمجيّات والمستشعرات لتقييم استهلاك الطاقة الحقيقية للمبنى، ولمعرفة أين يتمّ هدر الطاقة، ومن ثمّ تزويد المالكين بنماذج يمكنها المساعدة في إدارة المباني.
هذه "رينجين" التي تأسَّست عام 2012، تمكنّت من افتتاح مكاتب لها في كلٍّ من إسطنبول وأنقرة وكاليفورنيا، وأن يكون لها عملٌ في كلٍّ من المكسيك وجمهورية الدومينيكان وقريباً في الكونجو وأوغندا وفرنسا.

ومع تطبيقاتها الأربعة للطاقة - تحليلات الطاقة، وترشيد استهلاك الطاقة، والصيانة التنبؤية، وإدارة المواقع على الطلب - فإنّ هذه الشركة الناشئة تقوم بإيجاد حلٍّ لتوفير الطاقة.
تعتمد "رينجين" على نظام إدارة المباني الحاليّ BMS، وهو النظام الذي يتمّ التحكّم به من خلال الكمبيوتر ويتمّ تركيبه في جميع المباني التي تولي أهمّيةً للتجهيزات الميكانيكية والكهربائية مثل التهوية والإضاءة والأمن. وبذلك، تستطيع هذه الشركة أن تكيّف برمجيّتها "بروفولتا" Provolta ودمجها مع النظام القائم لكي تبدأ بجمع البيانات من المبنى على الفور.
إنّ هدر الطاقة، ووفقاً لشاجليان، ليس مشكلة البنية التحتية بل هو مشكلة البرمجية، وبالتالي فإنّ أيّ مبنىً يمكن ملاءمته لكي يصبح كفوءاً في استخدام الطاقة.
وبالطبع، كلّما كان المبنى أقدم كلّما كان الأمر أصعب وأكثر تكلفةً، في سبيل جعله أكثر كفاءة. ويقول شاجليان إنّه بعد العمل على لوحة الكهرباء التي يمكن تغييرها، يتمّ النظر حينها إلى البنية التحتية للمبنى.
أمّا التكلفة، فهي وفقاً لهذا الرياديّ التركيّ تعتمد على حجم المبنى، وتتراوح بين ألفٍ و3 آلاف دولار. ويمكن لشركته تركيب أجهزة استشعارٍ لاسلكية وأخرى سلكية، وأجهزة استشعارٍ لفحص جودة الهواء في الداخل وجمع البيانات من المبنى. وهذه المستشعرات "ستعرف كيف يتصرّف المبنى في كلّ زاويةٍ منه، وككلّ، ومن ثمّ في أقلّ من شهرٍ واحد سوف نكون قادرين على تطوير نموذجٍ (له)،" بحسب شاجليان.
في غضون ذلك، حتّى المنشآت الكبرى، مثل المطارات، ليسَت بعيدةً عن متناول الشركات الناشئة. فهذه "ساتش نِت" SatchNet التي تنشط منذ عام 2003 ما بين فلسطين والأردن، تعمل في مطار الملكة علياء الدولي. وبعد الحاجة إلى ترقية نظام إدارة المباني، كان خفض كلفة التعامل مع درجات الحرارة المختلفة في أجزاء مختلفة من المطار من بين أهمّ متطلّباتهم.
في حين تمّ تأسيس "طاقة سوليوشنز" من قبل مهندسين أميركيين في الإمارات، فإنّ الكثير من الشركات مثل "رينجين" قادرةٌ على تحديد الأنظمة التي لا كفاءة لها في استخدام الطاقة ومن ثمّ استخدام برمجيّةٍ لتحديد المشاكل ومعالجتها.
عام 2012، قرّر شارلز بلاشكه وبعض الأصدقاء البحث في إهدار الطاقة من قبل بعض المباني التي يبدو أنّها بُنيَت بطريقةٍ سيّئةٍ وغير صحّيةٍ في الإمارات. ويقول في هذا الشأن: "فكّرنا في الذهاب إلى أوروبا أو الولايات المتّحدة، ولكن في النهاية قرّرنا العودة إلى هنا."
باستخدام أنظمة إدارة المباني BMS، فإنّ نمذجة معلومات المباني building information modelling (BIM) ونمذجة الطاقة، سوف تأخذان البيانات التي تُجمَع عن الطاقة في الوقت الحقيقي وتضعان توقّعاتٍ دقيقةٍ حول الطاقة وكلفتها.
أماّ بلاشكه الذي وُلِد في ولاية ميسوري الأميركية، والذي يسكن في المنطقة منذ 8 سنوات، فهو يريد الحدّ من استهلاك الطاقة في العالم بنسبة 10%. ويقول إنّ "المباني تستهلك من يتراوح بين 40 إلى 50% من الطاقة في العالم. ونحن نعرف أنّه مع التكنولوجيا الحالية يمكنك تقليل استخدام الطاقة في المباني بنسبة 30%؛ ولذلك لدينا القدرة على التأثير."
"نتتبّع درجة الحرارة، والرطوبة، والرياح، والرؤية، في مواقع البناء ومحطّات الطقس المسجّلة رسمياً (مثل المطارات وسواها)، ونستخدم هذا لمعرفة أنماط الطقس الكلّيّة وتأثيرها على المباني واستخدام الطاقة."
ويضيف بلاشكه أنّ المال يشكّل عائقاً كبيراً أمام أصحاب المباني حتّى بالنسبة لأولئك الذي يمتلكون موارد مالية، ولهذا يستخدم فريقه عقوداً على أساس الأداء للوصول إلى أهدافهم في الحدّ من استهلاك الطاقة.
التعامل مع أصحاب المنازل
عندما يتعلّق الأمر بمعادلة استهلاك الطاقة، فإنّ الأبنية المؤلّفة من 30 طابقاً ليسَت الوحيدة التي تستهلك طاقةً يمكن توفيرها، بل إنّ المنازل والشركات المحلّية مذنبون أيضاً. وبحسب "أوليفر وايمان"، يشكّل التبريد في القطاعات السكنية والتجارية 70% من الطلب على الطاقة.
في هذا السياق، إذا أمكن لمقهىً أو حتّى لأسطولٍ تجاريٍّ من الشاحنات أن يخفّض استهلاك الطاقة، سوف تساعده "شيفكو" Chifco التونسية على إيجاد طريقةٍ لذلك.
فمع منتَجها الذي يحاول معالجة مشاكل استهلاك الطاقة من قبل المنازل والأفراد عبر استخدام أجهزة الاستشعار، تقدّم "شيفكو" حلّاً يُسمّى "سمارت لايف" Smart Life [الحياة الذكية] يساعد المستهلِكين على خفض استهلاك الطاقة بواسطة جهازٍ واحدٍ تمّ توفيره من قبل شريكٍ رئيسيٍّ في الاتّصالات.
هذا الجهاز الذي يتحكّم بكافّة الأجهزة الأخرى في المنزل، من مقابس الذكية وأجهزة استشعار متعدّدة، يمنح المستخدمين معلوماتٍ في الوقت الحقيقيّ بواسطة التطبيق. وتقول مديرة التسويق في "شيفكو"، ريم الزوابي، "إنّنا متخصّصون في إنترنت الأشياء بالأساس. ومن الواضح أنّ جهاز ‘سمارت لايف‘ Smart Life يحافظ على البيئة نوعاً ما، لأنّه يساعد المستهلك في متابعة استهلاك الطاقة في الوقت الحقيقيّ، وبالتالي يقلّل منه."
تمتلك "شيفكو" منتَجاتٍ أخرى متاحةً، تمكّن المستخدِمين من جمع البيانات الكبيرة وبالتالي تعزّز كفاءة استخدام الطاقة لديهم. ومن هذه الأجهزة كاميرا مراقبة رقمية للمنزل؛ وجهاز إرسال واي-فاي يُستعمَل من أجل تجهيزات الخدمة، ويسمح للعملاء بجمع المعلومات المستهلِكين من خلال اتّصالات الواي-في المتاحة؛ و"جي فليت" Gfleet الذي يقدّم حلّاً لإدارة الأسطول التجاري، ما يسمح للشركات بتتبّع سائقيها ومعرفة الوقت الذي يستغرقونه في إنجاز المهامّ، وبالتالي تحسين أداء الأسطول بشكلٍ عام.
في سبيل تأسيس جانبٍ أكاديميٍّ لأعمالهم، تعمل "شيفكو" مع "المنتدى الاقتصادي العالمي" World Economic Forum، للبحث في أسباب وصول الطلب على الطاقة إلى ذروته في تونس والطرق التي ينبغي سلوكها لتجنّب هذا الأمر من خلال إيجاد حلولٍ على مستوى المستهلِك.
بيانات الكوكب
في الوقت الذي يُستخدَم فيه إنترنت الأشياء للحدّ من تكلفة استهلاك الطاقة، تقوم هذه الشركات الأربعة باستخدام البيانات الكبيرة والإنترنت لمعالجة مشاكل أساسية تشمل كيفية استخدام الطاقة من قبل هذه الأبنية وساكنيها. وهي بالإضافة إلى ذلك، تحاول استخدام هذه البيانات لمواجهة مشكلةٍ أكبر تشمل المنطقة بأسرها.
في هذا الإطار، ما زالت "ستاش نت" في المراحل الأولى للشراكة مع شركةٍ أميركية، وهي تقوم باستخدام التحليلات التي تجمعها من المباني التي تعمل عليها، لبناء توقّعاتٍ أفضل حول كيفية صيانة البنية التحتية واستهلاك الطاقة. ويأمل هؤلاء في بدء استخدام البيانات لأغراض الصيانة التنبؤية والظرفية.
ومن جهتها، تستفيد "شيفكو" من بيانات نظامَيها "سمارت لايف" و"جي فليت" للبحث في كيفية مواجهة مشاكل استهلاك الطاقة والتلوّث على صعيد المنطقة. وتقول الزوابي إنّه من خلال "إمكانات البيانات الكبيرة للتخفيف من حدّة أزمة الطاقة والتلوّث [...] عبر جمع البيانات من السيارات ومراقبة سلوك الأسطول، يمكننا [العثور على طرق] لتجنّب الوصول التلوّث إلى الذروة. إمكانات فعل الخير مع البيانات الكبيرة لا حدود لها."
وتضيف هذه الريادية أنّه "بمجرّد جمع البيانات الأوّلية، والتي يمكن لعملائنا الوصول إليها بعد تثبيت المنتَج، يمكننا أن نعالج البيانات وإعطاءها لزبائننا."
التحدّيات
يقول بلاشكه إنّ نوعية قطع الغيار التي يحتاجونها، مثل أجهزة استشعار الحركة والحرارة، ليسَت بهذه الجودة دائماً: "هناك مشكلةٌ مع المورّدين الذين يأتون بمنتَجاتٍ جيّدة، ومن يفعل ذلك منهم لا يقوم بذلك في جميع المجالات."
وبعدما يضيف قائلاً إنّ "ما نقوم به ليس علم صواريخ،" يشير إلى أنّ الفكرة ليسَت جديدةً، أنّه يمكنهم الوصول إلى أيّ جزءٍ لازمٍ في غضون 8 أسابيع.
ومن جهتها، لم تتمكّن "طاقة سوليوشنز" من التوظيف محلّياً، بل توجّهَت إلى أستراليا وجنوب أفريقيا والولايات المتّحدة للعثور على مَن يمكنهم القيام بمثل ما يقومون به.
ولكن ربّما يكون التحدّي الأكبر هو التعليم. فبحسب بلاشكه وعبيدو، إنّ الناس لا يفهمون أنّ القضايا البيئية تشكّل عقبةً وتحدّياً. ويقول عبيدو إنّ "المسألة مسألة تقنيةٍ عالية والناس متردّدون؛ إنّهم يفهمون المصابيح الكهربائية وحسب [...] السوق ليسَت ناضجةً لذلك كفايةً بعد."
بالنسبة إلى "طاقة سوليوشنز"، إنّ الوقت الذي يحتاجه الشخص لتوقيع عقدٍ "جنونيّ". فوفقاً لـبلاشكه، يمكن أن يستغرق الأمر من 12 إلى 18 شهراً، ومتى تمّ ذلك يستغرق الأمر سنتَين إضافيتَين للحصول على البدل المادّي. ومع ذلك، في حين تُعتبَر مدّة العقود النموذجية هي من 5 إلى 7 سنوات، فإنّ "طاقة سوليوشنز" بدأت تحقّق الأرباح بعد 4 أشهر على إطلاقها.
بالرغم من غنى الشرق الأوسط بالنفط تاريخياً، إلّا أنّ هذه المنطقة لا يمكنها أن تعتمد على النفط وحده مع هذه الآبار المتبقّية. فوفقاً لأرقام "أوبك" OPEC عام 2013، كان يوجد ما يقارب 815 مليار برميل نفطٍ في مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعلى سبيل المثال، تمتلك كلٌّ من السعودية والإمارات خططاً لكفاءة استخدام الطاقة، وكذلك استثماراتٍ في مجال التكنولوجيا الخضراء، ولكنّ الشركات الناشئة كالتي ورد ذكرها آنفاً هي الطريق إلى الأمام.
في الختام يقول بلاشكه: "نحن لا نسعى لبيع الدخّان والمرايا."
--

لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر  @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] comt

من كندا إلى لبنان 'المدمّر': مارك دفوني عاد من أجل الحبّ وريادة الأعمال

$
0
0
قد تظنّ أنّ سفرك إلى الخارج سيساعدك على إطلاق شركتك، ولكن العودة إلى الوطن قد تكون هي الخيار الأنسب حتّى بعد حربٍ مدمّرة!
مارك دفوني، مؤسّس "إيستلاين ماركيتنج" Eastline Marketing ورئيسها التنفيذي، والذي كان على قائمة أنجح رائد أعمالٍ في لبنان لعام 2012، جاء من كندا إلى لبنان ليطلق شركته بعد حرب تمّوز 2006، بعدما هاجر مع أهله بعمر 8 سنوات ليستقرّوا في مونتريال في كندا.
في مقابلةٍ سريعةٍ مع "أنترنرينرجي" Entreprenergy، يبدو الحماس الذي يتحلّى به هذا الرياديّ لا يقلّ عنه في المقولات التي يذكرها. ومنها مقولة ونستون تشرشل أنّ "النجاح هو الانتقال بين فشلٍ وفشل من دون أن تفقد حماسك"؛ وأيضاً مقولة ريد هوفمان، مؤسّس "لينكد إن" Linkedin، التي يشير فيها إلى أنّ "رائد الأعمال هو الذي يهوي من الأعلى ويبني الطائرة أثناء هبوطه."
يلفت دفوني إلى أنّه لم يعمل كثيراً كموظّفٍ إلّا لسنتين أو ثلاث، وذلك أثناء دراسة الماجستير ومن ثمّ عمل مع شركةٍ ناشئةٍ أصبحَ مديرها فيما بعد. و"هذا النجاح الذي مرَّت به الشركة وكبرَت بعدما كانت صغيرة، شجّعني على التوجّه لكي أصبح رائد أعمال."

وفي المقابلة التي يمكنك الاستماع إليها أدناه، يقول دفوني: "كان أبي رائد أعمال وكذلك عمومتي وحتى إخوتي، وأنا قررتُ أن أحصل على خبرة قبل أن انطلق كرائد أعمال. أمّا قرار ترك الوظيفة فاتّخذتُه عند العودة إلى لبنان."
وبالنسبة إلى الفكرة وراء "إيست لاين ماركيتنج" يخبرنا دفوني أنّها بدأت في كندا، بعدما تعرّف إلى شريكه عام 2000 في الجامعة، "فهو كان يدرس الهندسة وأنا أدرس الإدارة، وكنّا نبحث عن عملٍ يحقّق لنا إيراداتٍ إضافيةً من أجل مصاريفنا الشخصية."
بالإضافة إلى ذلك، يشير الرياديّ اللبناني إلى أنّه اطّلع على الإنترنت في وقتٍ مبكرٍ أي في أواخر الثمانينات. بعد ذلك، أنشأ الشريكان الصديقان حساباً على "أمازون" Amazon لبيع الكتب لحسابهما عبر الإنترنت، وبدآ بتسويقه ووضع الرابط في المجموعات، إلى أن وصلهما أوّل الشِيك الأوّل بقيمة 250 دولار، "وهو ما لا أنساه أبداً." ثمّ راح العمل يزداد أكثر وأكثر، بعدما تعلّم الشريكان كيف يبيعان أكثر، حتّى وصلا إلى مكانٍ باتا يبيعان فيه بقيمة 3 آلاف دولار شهرياً، وكلّ ذلك أثناء الدراسة.
في غضون ذلك، كان القرار الذي غيّر مسار حياة دفوني هو العودة إلى لبنان بعد الحرب. وعن هذا الأمر يذكر أنّه "في صيف عام 2006، التقيتُ صدفةً بصديقةٍ قديمةٍ لي ونشأت علاقةٌ بيننا. طلبتُ منها القدوم إلى كندا ولكنّها لم تستطِع بسبب عدم منحها تأشيرة دخول، فاتّخذتُ القرار بالعودة إلى لبنان من أجل أهلي لكي أعيش بقربهم، ومن أجل حبيبيتي، ومن أجل شركتي. وبعد ذلك قرّرتُ وصديقي في كندا، اللبناني نمر بادين، تأسيس شركتنا والعودة إلى لبنان."
بعد العودة إلى البلد الأمّ وتأسيس الشركة فيه، كان أوّل عامَين صعبَين كثيراً، "خصوصاً أنّنا لم نكن نمتلك شبكة معارف ولا حتّى إنترنت بنوعيةٍ جيّدة،" يقول دفوني، مضيفاً أنّهما اضطرّا إلى بتثقيف السوق عن أهمّية التسويق عبر الإنترنت. وبعد ذلك، "بدأنا بالحصول على زبائن في لبنان والشرق الأوسط."

"إيستلاين" تعلن عن حاجتها وظائف شاغرة لديها. (الصورة من "فايسبوك")
في هذه المقابلة، يذكر الشابّ اللبنانيّ أنّ الفشل الذي مرّ به يشبه أيّ فشلٍ يمرّ به روّاد الأعمال الذين يبدؤون حديثاً؛ وتجربته تمثّلَت في "سوء تفويض المهام وعدم الخبرة في التوظيف." ويشرح قائلاً: "كنتُ أعاني من مشكلة عدم الثقة بالناس، وصعوبة التوظيف؛ فقد تصرّ على إبقاء فريقك صغيراً، ولكن من المهمّ أن تجعل تفكيرك واسعاً."
من جهةٍ أخرى، يضيف دفوني أنّ النصيحة الأبرز التي يتّبعها في عالم الأعمال هي "اعمل بجدّ، وامرَح بجدّ". وقد استلهمها من المدراء الذين عمل معهم: "بالرغم من أنني لم أتّبعها في السنوات العشر الأولى من عملي، ولكن في نهاية المطاف، يجب التفريق بين الحياة العملية والحياة الشخصية."
أمّا الدرس الذي تعلّمه، فهو ضرورة القراءة لتتعلّم كيف تستمرّ مع شركتك الناشئة، خصوصاً وأنّك ستبدأ وحيداً أو حتّى مع شخصٍ أو شخصَين. ومن الدروس الهامّة أيضاً التي يطلعنا عليها دفوني، أنّه "ليس من المهمّ أن تنمو بسرعة، بل أن تبني الأسس المتينة لذلك قبلاً."
يشدّد الرياديّ اللبنانيّ على أهمّية النظام والتنظيم، وهو ما يعتمده ضمن عاداته للنجاح. فهذه العادة تسهّل الحياة اليومية وتسهّل التعامل مع الموظّفين وسواهم وتساعد المرء على صعد مختلفة. وفي هذا الإطار، يشير دفوني إلى "تقويم غوغل"Google Calendar كأداةٍ إلكترونية تساعده على تنظيم حياته. كما يُطلِعنا على الكتاب الذي قرأته وينصحنا به، وهو "ستارت" Start لكاتبه جون أكاف.
استمع إلى المقابلة من هنا:
--
عبد الغني قطايا، منتِج المحتوى الرقمي العربي لدى "ومضة". يمكنك التواصل معه على بريده الإلكتروني abed.kataya [at] wamda.com أو عبر "تويتر" @kataya_abd.

شركات التكنولوجيا الطبية تتنافس على الأضواء في الأردن

$
0
0

متابعة العلاجات الوفيرة أمرٌ مرهق (الصورة من notey.com)
بمجرّد زلة إصبع أو القيام بحركةٍ أسرع من اللازم، يمكن أن يجد طبيبٌ نفسه مصاباً بجرح إبرة.
وهذا ما رآه الممرّض الشاب زياد أبو عياش يحصل لممرّضين اثنَين محنّكين، ضمن فترة عملٍ واحدة. ولم يكن سبب ذلك زلة إصبع، بل لأنّ الأدوات التي كانا يستخدمانها لم تكن آمنةً تماماً.
فالعناية بالآخرين عمل محفوف أحياناً بالمخاطر إلى درجةٍ مثيرة للدهشة، والإصابة بثقوب الإبرة غالباً ما يحصل عند وضع المصل للمريض. ويمكن أن يسفر ذلك عن نتائج لا تُحمد عقباها قد تتمثل أحياناً بالإصابة بالتهاب الكبد الفيروسيHepatitis B  وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
تبيّن البحوث أنّ حوالي ثلاثة ملايين عامل في الرعاية الصحية يتعرضون لمثل هذه الإصابات كلّ عام، ومن بين هؤلاء يوجد نحو 8 آلاف يصابون بأمراضٍ جراء هذه الإصابات، ما يؤدي بهم إلى خسارة عملهم أو عائلتهم أو حتى حياتهم.
ويقول أبو عياش إنّ إجراء الفحوصات لهؤلاء العمّال بعد ذلك يمكن أن تصل كلفته إلى 4.5 مليار دولار.
وبالعودة إلى موضوعنا
يقول الشاب الأردني: "قررت استخدام مهاراتي كمصمم صناعي لأضع حداً لهذه المأساة".
وبذلك انطلق أبو عياش الذي كان في البداية يمارس مهنة التمريض ليعلّم نفسه تصميم المنتجات. فما كان إلا أن ترك في نهاية المطاف العناية الصحية خلفه وانطلق في مسار جديد، مسار تصميم المنتجات بشكل مستقل. 

ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن تحسين "قنيّة السلامة" safety cannula المتوفرة في السوق والمستخدمة في معظم الحالات الطبية. و"قنيّة السلامة" عبارة عن جهاز يخفض تسرّب الدم لدى إدخال الإبرة ونزعها، غير أنّ النماذج المتوفرة في السوق حالياً ليست ممتازة وهذا ما يعمل أبو عياش على تحسينه.
تملك "سنولا" Sannula، كما يدعوها مصمّمها، صماماً رباعياً بدلاً من الصمام الثنائي الذي تملكه القنية المتوفرة حالياً في السوق، ما يخفّض تسرب الدم عندما يتم نزع الإبرة من الوريد.
وعندما يتم نزع الإبرة نهائياً من الجلد، تُسحب الإبرة يدوياً إلى الوراء إلى الغطاء الواقي (خلافاً للقنية الحالية الي تضم زراً صغيراً يسحب الإبرة أوتوماتيكياً) لمنع فقدان الوريد كما ولخفض خطر الإصابة بجرح.
التحدّيات
أبو عياش الذي بات الآن يملك نموذجاً أولياً شغالاً يسعى لبيع حقوق جهازه، استغرقه الأمر خمس سنوات ليصل إلى ما هو عليه اليوم، وهو لا يتردد في القول إنّ المنطقة تفتقر إلى الدعم اللازم.
وعلى الرغم من فوزه بالمنصب الخامس من بين 130 مخترعاً آخرَ من المنطقة، في مؤتمر "الشبكة العربية للابتكار" 2013Arab Innovation Network  وحصوله على المساعدة والتمويل من "صندوق دعم البحث العلمي التطبيقي" (ASRF)، بما في ذلك التمويل لتسجيل براءة اختراعه، انتقل أبو عياش إلى أوروبا لصنع نموذجه الأولي.
وبذلك قضى شهرين في برنامج احتضان "سي إي إي أي بروفنس" CEEI Provence في فرنسا في وقت سابق من هذا العام. 

في وقتٍ لا يمتلك أبو عياش اسماً لشركته الناشئة بعد، إلاّ أنّه من المحتمل أن يسمّيها "سنولا". (الصورة من زياد أبو عياش).
بات النموذج الأولي جاهزاً للاستخدام لدى أبو عياش ومديرة أعماله القطرية هلا عباس، وهما يبحثان الآن عن جهة تشتري حقوق منتجهما. إلاّ أنّ الوضع ما زال يزعج المؤسّس.
 ويقول لـ"ومضة" إنّ "التحدي الأكبر الذي أواجه، هو أنّه بإمكاني الوصول لمن هم خارج الأردن بسهولة، إلاّ أنّ وزارة الصحة الأردنية مثلاً يجب أن تكون معنيةً في العملية، ولا يسعني الوصول إليها."
نفور من الأجهزة
لا تتوفر أي أرقام في الشرق الأوسط عن المبالغ التي يمكن أن تحققها الشركات الناشئة المعنية بالأجهزة الطبية. أما إذا قارنّا أنفسنا بالولايات المتحدة وأوروبا من حيث عدد الشركات الناشئة المعنية بالصحة الرقمية، فسيتبين أنّ أعداد هذه الأخيرة صغيرة في منطقتنا، سواء من حيث البرمجيات أو الأجهزة، غير أنّ بعضها تكلل عمله بالنجاح.
لكنّ الشركات الناشئة المعنية بالأجهزة، ومهما كان مجال عملها، حتى على الصعيد العالمي، غالباً ما تكون غير شغالة تماماً.  فقد أشارت صحيفة "وال ستريت جورنال" The Wall Street Journal منذ وقتٍ ليس بطويل، في عام 2013، إلى أنّ الشركات الناشئة المعنية بالأجهزة الطبية تعاني من "ضغوط سببها قلة رؤوس الأموال المخاطرة".
ولا شكّ أن المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متحفظون جداً لدى التفكير في الاستثمار فيها. فتقول منسّقة المشاريع في صندوق دعم البحث العلمي التطبيقي، نور الجابري، إنّ "من بين مقدمي [المشاريع العلمية] الـ300 الذين تلقيناهم، أربعة منهم فقط كانوا من المجال الطبي".
ويوافق على هذا الأمر، عمر ساطي من شركة الاستثمار المخاطر في عمّان "داش فنتشرز" DASH Ventures، وهو أنّ الأجهزة تعاني بشكل عام من نقص الاهتمام بها. ويقول إنّها "تستلزم الكثير من رؤوس الأموال. كما تستوجب الكثير من البحوث والتطوير والاختبارات التي تستغرق سنين. وفي هذا الوقت، تكون غارقاً في دينٍ يبلغ ملايين الدولارات ولا تظهر لك أي نهاية في الأفق. لذا فالأمر خطير جداً".
أمّا سرين دويري، مديرة "أي بارك" iPark في عمّان، تقول إنّه "بشكلٍ عام، كلّ ما لا يتصل بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات صعب. لا تُعد [الأجهزة الطبية] مثيرة للاهتمام، وهي ليست سوقاً سهلةً ولا يفهمها المستثمرون".
لكنّ ثمة نقطة انطلاق في الأردن
بحلول أيلول/سبمتبر، سيكون مؤسّسا "مايند" MIND، طارق مخالفة وندى خطيب، قد أسّسا مكتبهما في "أي بارك" iPark في عمّان بعد أن صمّما موزّعاً آلياً لحبوب الدواء؛ وبذلك تكون هذه الشركة هي الشركة الناشئة الأولى المعنية بالأجهزة الطبية التي تتخرّج من حاضنة الأعمال التكنولوجية هذه.
وجهاز "مايند" (الذي يعدّ اسمه مختصراً بالإنكليزية لـ "موزّع صغير ذكي وقريب" Mini Intelligent & Nearby Dispenser) ما زال في مرحلة المحاكاة simulation stage، غير أنّه لفت الانتباه منذ الآن. ففي وقتٍ سابق من هذا العام، وصل المؤسِّسان إلى النهائيات في "مبادرة الابتكار العالمي من خلال العلوم والتكنولوجيا" GIST التي تنظمها وزارة الخارجية الأميركية.
صورة لنموذج "مايند" من "مي ميدز" (الصورة من MeMeds)
وكما في حالة أبو عياش، وفّر لهما "صندوق دعم البحث العلمي التطبيقي" ASRF التمويل اللازم لتسجيل براءات اختراع منتَجهما في كلٍّ من الولايات المتحدة والخليج والأردن وأوروبا.
وقد فاز مخالفة وخطيب اللذان تتخذ شركتهما الناشئة اسم "مي ميدز" MeMeds، بمنحةٍ من "مشروع دعم مبادرات واستراتيجيات البحث والتطوير التكنولوجي والإبداع" (SRTD II) تحت مظلة "المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا" في الأردن. وبالتعاون مع "المفوضية الأوروبية لدعم البحوث والتطوير" في الأردن، منحهما المجلس 31 ألف يورو (حوالي 35800 دولار) لمساعدتهما على تأسيس نفسهما وبناء "نموذج أولي على مر الأشهر العشر التالية".
أما بالنسبة إلى الممرض السابق والمصمم الحالي، أبو عياش، فهذه الرحلة الصعبة لن تثنيه عن مشروعه، فهو يرى أنّ جهازه بمثابة تذكرة ذهبية لدخول مجال طبّ الأوردة. وفي هذا الشأن يقول لـ "ومضة": "إنّه جهاز عمليّ وهو الأكثر أماناً في مجال طبّ الأوردة على الإطلاق. قد أبدو مغروراً بعض الشيء، إلاّ أنّني اختبرتُ كلّ الأجهزة المتوفرة، وجهازي هو فعلاً الأكثر أماناً".
--
لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر  @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] comt

فلسطين: 8 حاضنات تنشط لدعم ريادة الأعمال‎

$
0
0
كان هناك كثير من الضجّة مؤخّراً حول المشاريع الريادية في فلسطين، ولكنّ هذه المشاريع لا تعمل في فراغ. هناك بيئة ريادية تزخر بالحاضنات ومراكز تسريع الأعمال، والتي تعمل على دعم الشركات الناشئة وصولاً إلى قصص النجاح.
وقد شهد قطاع ريادة الأعمال تطوراً مؤخراً حيث حصلت شركة "يامسافر" Yamsafer على جولة استثمار بقيمة 3.5 مليون دولار، كما أنّ مشهد ريادة الأعمال في فلسطين قد أثار بعض الاهتمام الدولي.
يوجد عدد من برامج احتضان وتسريع الأعمال، وهي موزّعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وفيما يلي، ستسلّط "ومضة" الضوء على الحاضنات الثمانية الأساسية، حسب الترتيب الأبجدي للحاضنات باللغة الإنجليزية.
1."عربرونور" Arabreneur (الضفة الغربية)

الدكتور الجابر يتلقى جائزة أفضل المستثمرين التأسيسيين في منطقة الشرق الأوسط لعام 2014 من EBAN. (الصورة من "عربرونور")
انطلقت "عربرونور" في عام 2013، في رام الله، لدعم وتسهيل الاستثمار في الشركات التكنولوجية الناشئة التي تمتلك نموذجاً لمنتَجٍ قابلٍ للتطبيق، والتي تكون جاهزة للانطلاق في السوق. وفيما كانت مسرّعة الأعمال الأردنية "مينا أبس" MenaApps قد شكّلت مصدر إلهام لـ"عربرونور"، يدر هاتَين المؤسّستين حالياً ("عربرونور" و"مينا أبس") المستثمر الفلسطيني، عبد الملك الجابر.
نموذج العمل: تستقبل "عربرونور" الطلبات عادةً كلّ أربعة أشهر، وتقبل تلك المقدّمة من روّاد الأعمال وعبر الحاضنات الأخرى. وتوفّر مسرّعة الأعمال هذه خدمات التدريب، وبناء القدرات للفرق، واستثمارات تبدأ من 100 ألف دولار، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الخدمات التكنولوجية واللوجستية التي تشمل مساحاتٍ للعمل في رام الله، وموارد "مينا أبس" في الأردن، وصالة عرض في دبي، ووحدة للمطوّرين في كندا وقريباً في البحرين. يحصل الرياديون في"عربرونور" أيضاً على فرصة عرض شركاتهم أمام شبكتها الخاصة بالمستثمرين التأسيسيين.
مشاريع مميزة: "أديونيشن" Edunation منصّة اجتماعية تعليمية تعمل مع دول الخليج وكندا، لديها قاعدة مستخدمين تصل إلى 80 ألف شخص وفريق عمل من 40 موظف وموظفة.
2. "حاضنة الأعمال والتكنولوجيا" Business and Technology Incubator (غزة)

مسابقة" نحو الريادة" المتلفزة لخطط الأعمال (الصورة من "حاضنة الأعمال والتكنولوجيا")
تأسّست "حاضنة الأعمال والتكنولوجيا" في غزة (BTI) في "الجامعة الإسلامية" عام 2006، لمساعدة الخرّيجين على إطلاق مشاريعهم الخاصّة بأنفسهم. ومنذ ذلك الحين، أطلقت الحاضنة عام 2014 منافسةً تلفزيونيةً لخطط الأعمال، هي الأولى في فلسطين، كما نفّذت مشاريع بالشراكة مع "سبارك" SPARK، و"بي آي دي نتوورك" BID Network، و"صندوق تحسين الجودة" QIF، و" برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" UNDP. ومؤخّراً، أطلقت الحاضنة أحدث مشروعٍ لها يحمل اسم "بذرة"، وهو يستقطب الشركات الناشئة ويقدم لها الدعم.
نموذج العمل: تعقد الحاضنة مسابقات سنوية لخطط العمل تستهدف روّاد الأعمال الطموحين وخرّيجي الجامعات وأصحاب الأفكار التجارية. وتقوم بعقد دورات تدريب وتأهيل للمشاركين، ثمّ يتمّ اختيار حوالي عشرة مشاريع لتتلقى رأس مال صغير وموارد لوجستية وأماكن للعمل، بالإضافة لخدمات التشبيك مع مستثمرين محتملين.
مشاريع مميزة: شركة "عين ميديا" Ain Media للإنتاج الإعلامي، واستوديو التصميم الجرافيكي "ماجيك لينس" Magic Lens، وشركة "كرداش" Kirdash التي توظف ربات المنازل في حياكة مطرزات وملبوسات يدوية الصنع.
3. "منتدى سيدات الأعمال - مركز تطوير الأعمال" BWF (الضفة الغربية)

الرياديات والشركاء في صورة جماعية. (الصورة من "منتدى سيدات الأعمال")
"منتدى سيدات الأعمال" (BWF) الذي تأسس عام 2006 لتمكين صاحبات ورائدات الأعمال الفلسطينيات، يحتوي على "مركز تطوير الأعمال" (BDC)، وهو برنامج لمرحلة "ما قبل الاحتضان للمشاريع الريادية". يدعم المركز سيدات الأعمال في رام الله، وعن بعد من غزة، بغرض تنمية قدراتهم العملية والتجارية، وذلك بدعمٍ من مؤسّسات عديدة منها "سبارك" SPARK.
نموذج العمل: يمكن لسيدات الأعمال أن يتقدّمنَ للالتحاق بمركز الأعمال، واللاتي يحصلن على قبول يتلقّين التدريب على الأعمال التجارية لصقل المفاهيم والمهارات التسويقية. أمّا الأعمال التي تصل إلى مرحلة النضوج، يتمّ توفير خدمات التشبيك لها بالإضافة إلى خدمات قانونية، كما تشجيعهم على المشاركة في الفعاليات التجارية الدولية والمعارض. وصاحبات المشاريع اللاتي يثبتنَ كفاءتهن، يتمّ منحنّ العضوية الكاملة في "منتدى سيدات الأعمال".
مشاريع مميزة: "أرتيزانا" Artizana مشروع للتطريز الفلسطيني قام بالمشاركة في أسبوع الأزياء في نيويورك 2014، و"تصاميم فدوى" Fadwa Designs من غزة التي تلقت الإرشاد على يد مصممة المجوهرات نادية الدجاني.
4. "غزة سكاي جيكس" Gaza Sky Geeks (غزة)

عبير الشاعر، سلام دلول، وأمل الجاروشة أثناء تلقيهنّ جائزة خلال "تحدّي غزة"، وهو برنامج تديره "غزة سكاي جيكس" التابعة لمؤسسة "ميرسي كور"، في مارس 2015.أما التطبيق الفائز فهو "دايتي" Dieti، الذي يساعد الناس على التحكم بأوزانهم. (الصورة من "ماجيك لينس" لصالح "ميرسي كور")
اشتهرت "غزة سكاي جيكس"، مسرّعة الأعمال ومساحة العمل التشاركية الأولى في غزة، بعدما نفذّت أكبر حملة للتمويل الجماعي في المنطقة العربية، العام الماضي. وكانت "غزة سكاي جيكس" بدأت بالعمل في عام 2011، بإدارة مؤسّسة "ميرسي كور" و"جوجل" لتبدأ العمل ودعم أصحاب المشاريع المحليين على التواصل مع شبكات رواد الأعمال حول العالم. تدير المسرّعة فعالية باسم "أسبوع الشركات الناشئة في غزة "Gaza Startup Weekend السنوية، وبرنامج "انطلقي" لتمكين النساء، و"تحدّي غزة".
نموذج العمل: تقبل "غزة سكاي جيكس" روّاد الأعمال أصحاب الأفكار التجارية الذين يمكنهم المشاركة في المسرعة عبر واحدة من الفعاليات المتعددة التي تديرها المسرّعة. وتلتحق الفرق المقبولة ببرنامج احتضان الأعمال، حيث يتلقون التدريب من قبل مدرّبين محليين ودوليين. كما تساعد المسرّعة بعد ذلك على تشبيك رواد الأعمال لديها  مع المستثمرين ورجال الأعمال، وتدعم الرياديين للمشاركة في فعاليات ريادة الأعمال خارج غزة.
مشاريع مميزة: "تيفي" Tevy وهو تطبيق اجتماعي للبرامج التلفزيونية، و"وصلني" Wasselni وهو تطبيق اجتماعي للسيارات والتوصيل؛ وقد حصل كلاهما على استثمار من "بالينو" PALinnO.
5. مؤسسة "قيادات - فاستفورورد" Leaders/ FastForward (الضفة الغربية)

رياديو مسرعة" فاستفورورد" مصطفون في مقرّ مؤسسة "قيادات" الرئيسي.  (الصورة عبر مؤسسة "قيادات")
 
مؤسسة "قيادات" هي منظمة فلسطينية غير حكومية تدير مسرّعة الأعمال "فاستفورورد" التي انطلقت عام 2013، وتدعم الشركات العاملة في مجال الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية.  وهذه المسرّعة التي تحصل على الدعم من "صندوق ابتكار"، و"مؤسسة التعاون"، و"جيز" GIZ و"اي-زون" e-Zone، توفّر مكاناً للنقاش المجتمعيّ للموضوعات المتعلقة بالمشاريع الريادية.
نموذج العمل: تقبل المسرعة الطلبات بشكل متتابع، حيث يحصل رواد الأعمال، ممن يملكون أفكاراً ريادية، على استثمارٍ أوّلي قدره حوالي 20 ألف دولار، وعلى التدريب والمشورة المتخصّصين، بالإضافة إلى المساحات المكتبية وخدمات الدعم. وبحلول نهاية البرنامج الذي يستمر لمدّة 120 يوماً، يبدأ الرياديون بلقاء المستثمرين لعرض مشاريعهم. كما تحصل بعض الشركات الناشئة على فرصةٍ للسفر والمشاركة في أحداث ريادة الأعمال في وادي السليكون وغيره.
مشاريع مميزة: "بينش بوينت" Pinchpoint وهي شركة تختصّ بصناعة الألعاب، تلقت استثماراً من "صدارة فنتشرز" Sadara Ventures. شركتا "إنديبوش| Indiepush للموسيقى و"ريد كرو" Redcrow للمعلومات، وكلتاهما قريبتان من الاستثمار.
6. "مبادرون" Mobaderoon (غزة)

الفوج الثاني من خرّيجي "مبادرون” قبيل الانتهاء من فترة الاحتضان الخاصّة بهم في عام 2014. (الصورة من "مبادرون")
"مبادرون" كان واحداً من برامج احتضان الأعمال الأولى في قطاع غزة، بدءاً من أواخر عام 2010. ويتمّ تشغيل البرنامج من قبل "الجامعة الإسلامية" وشركائها وأيضاً بدعمٍ من "الصندوق العربي" AF، "البنك الإسلامي للتنمية" IDB و"مؤسسة التعاون" لدعم المشاريع الريادية للشباب. ونظراً لنجاح مشروع "مبادرون" على مدار نسختين سابقتين، تم مؤخراً إطلاق المشروع بنسخته الثالثة.
نموذج العمل: يقبل "مبادرون" الطلبات المقدمة من الخريجين والشباب أصحاب الأفكار الريادية، وبعد ذلك يتم تقييم وتصفية المشاركين لينتهي باحتضان من 20 إلى 30 فريقاً. وتتلقّى المجموعات المحتضَنة تمويلًا لبدء تشغيل شركاتها، ومساحات مكتبية، وخدمات لوجستية، ونصائح حول التسويق، والإرشاد، المساعدة في تسجيل براءات الاختراع والعلامات التجارية. وبنهاية كلّ نسخة، يتمّ عقد معرضٍ يحوي المشاريع المتخرجة من البرنامج. ويُذكر أنّ "مبادرون" يدعم المشاريع العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمجالات الصناعية ومجال المنتجات الزراعية.
مشاريع مميزة: "هوية"، وهي شركة للتصميم الجرافيكي ذات شبكة واسعة من العملاء في منطقة الخليج وفريق من 20 موظفاً؛ و"وفسحة"، وهي منصة للسياحة الداخلية لديها عشرات من العملاء الأفراد والشركات.
7. "الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات - بيكتي" PICTI (الضفة الغربية وقطاع غزة)

التدريب على العمل الجماعي ضمن مخيم الأعمال الذي عقدته "بيكتي" في 2015. (الصورة من "بيكتي")
تمّ إنشاؤها باعتبارها حاضنة للتكنولوجيا، ولكنّ "بيكتي" تحوّلت مؤخراً نحو تسريع الشركات الصغيرة والمشاريع التكنولوجية، من خلال إنشاء "مركز الابتكار الجديد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأعمال" عام 2012. تربط "بيكتي" علاقات قوية مع "تجمع الشركات الفلسطينية العاملة في تكنولوجيا المعلومات" (PITA) وقد نفذت سابقاً مسابقات للأعمال بدعم من شركة "إنتل" Intel، و"مجموعة الاتصالات الفلسطينية"، و"أوكسفام" Oxfam، و"دانيدا" Danida.
نموذج العمل: بحكم أن لديها مركزين في رام الله وغزة، تقبل "بيكتي" الطلبات من جميع أنحاء فلسطين. ويمرّ المتقدمون لبرنامج الاحتضان بدورات متعددة من التدريب والتقييم، إلى حين اختيار عدد من المجموعات للاحتضان. وتتلقى هذه المجموعات الدعم المالي والقانوني، بالإضافة إلى تدريب متقدّم من خلال شبكة "بيكتي" من الموجهين. كما أنّ هناك عدد قليل من الشركات التي تنخرط في برنامج التسريع "مبادرة الابتكار" سعياً للوصول إلى مستثمرين.
مشاريع مميزة: "شو بدك"، وهي بوابة على الإنترنت لبيع وشراء السلع والخدمات في فلسطين، وتمّ تصنيف موقعها في المرتبة الـ14 في فلسطين، بحسب "أليكسا" Alexa.
8. "حاضنة يوكاس التكنولوجية" UCAS (غزة)

حفل توزيع جوائز الفائزين في حاضنة "يوكاس" التكنولوجية ضمن مشروع "الانتعاش الاقتصادي". (الصورة من "يوكاس")
أُسِّسَت "حاضنة يوكاس التكنولوجية" لتعزيز تطّلعات الطلاب والخرّيجين من "الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية"، الساعين لتأسيس مشاريعهم وشركاتهم الريادية، وهي مدعومة من "أوكسفام"، و"الصندوق الكويتي" KF، و"البنك الإسلامي للتنمية".
نموذج العمل: تقبل الحاضنة الأفكار من الرياديين المحتمَلين وطلاب الجامعات، كما تقدم التدريب والتمويل المبدئي والدعم اللوجستي للمشروعات المحتضنة. ومؤخراً، بدأت الكلية مشروعاً لإنشاء "مركز الكويت للتنمية والحاضنة التكنولوجية" الذي يُتوقّع أن يوسّع عمليات الحاضنة.
مشاريع مميزة: "كات شادو" Catshadow، وهو مشروع ريادي لإنتاج الرسوم المتحرّكة؛ وشركة "هوب" Hope، لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بالأشخاص الصُمّ.
--
رأفت أبوشعبان هو أخصائي في تطوير أعمال ومرشد للشركات الناشئة. حصل على ماجستير في الأعمال من جامعة ستراثكلايد في المملكة المتحدة، ويحاضر حول مواضيع تتعلق بالأعمال الإلكترونية وريادة الأعمال والتمويل الجماعي. كما أنّه يدير فعالية "ستارتب چرايند غزة"، ويكتب لـ"ومضة". يمكنكم التواصل معه عبر "لينكدإن" أو "تويتر" أو Rcomlive.com

مساحة جديدة لابتكار الأجهزة وصناعتها في دبي

$
0
0
"اصنع الأشياء الذكية" هو الشعار الذي اتخذته مساحة "مايكرسبايس" Makerspace "تركيب" The Assembly التي انطلقت من مركز الابتكار "إن5" In5 في دبي، بمناسبة احتفاله بعيده الخامس منذ بضعة أشهر.
ولا شكّ أنّه بعد ما راجت موضة مساحات العمل المفتوحة في السنوات الخيرة، انتقلت الأنظار اليوم الى "مساحات الصانعين" Makerspaces. تهدف الأخيرة الى دعم وتنمية روح الابتكار الصناعية لدى روّاد الأعمال لتجمع أشخاص من مختلف القطاعات لمشاركة المعرفة وبناء الأجهزة والمنتَجات والمساهمة في بناء بيئةٍ حاضنةٍ محلّية قوية. 
إضافة جديدة للصانعين في الإمارات. (الصورة من "تركيب")
أمرٌ أراده أيضاً براشانت غولاتي Prashant Gulati الملقّب بـ"بي.كاي" P.K، مؤسِّس "تركيب"، مؤكداً أنّ المختبر هو الأوّل من نوعه في المنطقة حيث "تجمع أشخاصاً لبناء الأشياء". ولا شكّ أنّ السبب الأساسيّ بالنسبة له هو أنّ غالبية الشركات الناشئة متخصّصة بالمحمول أو الخدمات الإلكترونية والعالم الرقمي، ونادراً ما نجد شركاتٍ ناشئةً للأجهزة الحسّية. ويضيف أنّه "حتى لو كنت تملك فكرةً عن جهازٍ قابلٍ للارتداء لا تعرف من أين تبدأ ولا يوجد من يرشدك، والنظام التعليمي في المنطقة لا يساعد أيضاً. ويستطرد قائلاً: "غالباً ما يعيش الناس في الإمارات العربية المتّحدة أو السعودية من دون أن يدقّوا مسماراً في الجدار، لا بل يطلبوا من أحدهم أن يقوم بذلك عنهم. لا نملك هنا مبدأ العمل بأيدينا."

بي كاي خلال إطلاق "تركيب" في "إن5"
في حين يريد تنمية ثقافة بناء الأجهزة الذكية، فهو أيضاً يسعى لتلبية الطلب المتزايد على الأدوات الصغيرة مثل الـ"جادجيتس" gadgets والـ"جيزموز" gizmos والهواتف الذكية في المنطقة. ويريد من "تركيب" أن تكون مساحةً للابتكار الذي لا يعني ابتكار شيءٍ جديدٍ وحسب، بل صنعَ شيءٍ يسهل استعماله أيضاً. ولهذا السبب، اعتبر أنّ المشكلة الأكبر هو أن المنطقة تضمّ مهندسي برامج ومهندسي أجهزة ومصمّمين رائعين، إلّا أّنهم لا يتواصلون فيما بينهم، في حين أنّ الابتكار ليس حكراً على قطاعٍ واحدٍ إنّما يمرّ بينهم ويحتّم تعاون الجميع. 
ثلاثة أنواع من التواصل
من أجل تحقيق هذا، تقدّم "تركيب" ثلاثة أنواع مختلفةٍ من التواصل بين اللاعبين في البيئة الحاضنة. فيشرح لنا بي كاي أنّ "تركيب" تنظّم ورش عمل مختلفة، تتناول مواضيع متنوّعة من أجل "تحفيز عقول روّاد الأعمال للابتكار."
تقدم "تركيب" ورش العمل مجاناً وللجميع، إنّما الأماكن محدودة، لاسيّما أنّ المشتركين لن يتابعوا محاضرةً فقط بل سيعملون على تطبيق ما تعلّموه. "نظمّنا بعض ورش العمل وتفاجأنا من عدد الأشخاص المهتمّين بالمشاركة، والذين تتراوح أعمارهم بين 19 الى 54 عاماً. حتى أنّ الأكبر سناً حضر خصّيصاً من لبنان،" يقول بي كاي.
ويضيف أنّ "تركيب" تشكّل أيضاً مساحةً للأفراد الذين يملكون فكرةً ما، ويريدون تطويرها ليأتوا ويقدّموا عرضاً لها للحصول على فرصة استخدام المختبَر والموارد في "إن5" In5، بالإضافة الى الحصول على دعم الأخصائيين والمرشدين من دون أن تطالب "تركيب" بأيّ أسهم. ويتابع قائلاً إنّ الخدمة الثالثة التي تقدّمها "تركيب" هي التعاون مع الحكومات والشركات الكبرى لتنظيم التحدّيات، من أجل التوصّل إلى حلٍّ لمشكلةٍ ما. 
ا
 
لأجهزة في متناول اليدَين.
 
لا شكّ أنّ المشروع ما زال في بداياته، ويعمل "بي كاي" للحصول على تطوير شبكة الشركاء من أجل التوصّل إلى نموذجٍ مستدام. وحتّى الآن، حظي على دعم شركة "كوالكوم"  Qualcomm و"أوبتيميستيكس" Optimistix و"مدينة دبي للإنترنت" DIC. وحتّى اليوم، ما زالت "تركيب" تعتمد على دعم الشركاء وعلى التمويل الشخصيّ لمؤسِّسها.
 


"ربما يجب أن نثق بأنّ المنطقة تحمل الكثير من الإمكانيات والمواهب."

يعتبر بي كاي أنّ الوقت قد حان للمنطقة كي تنتقل إلى عالم صانعي التكنولوجيا، لاسيّما مع الاهتمام والحماس المتزايدَين في البيئة الحاضنة. إلّا أنّه من جهةٍ أخرى، لا يخفي وجود بعض التحديات التي يكمن أبرزها في "إقناع الناس بما نقوم به، وشرح الفكرة التي غالباً ما تبقى مبهمةً بالنسبة لهم"، بالإضافة إلى تشاؤم الكثيرين ممّن يظنّون أنّهم سيحتاجون للكثير من الوقت للتعلّم. 
الأهمّ هو أنّ الأمثلة عن الصانعين في المنطقة بدأت تتزايد، حتّى لو أنّ عددها ما زال قليلاً، وبات اليوم لهؤلاء مساحة للابتكار وتنفيذ أفكارهم. وفي هذا الإطار، يؤمن بي كاي بأنّ الموعد قد حان للمنطقة "لتجاوز المراحل والقفز فوقها،" وعدم التوقّف عند الأمور البسيطة وغير المهمّة. وبي كاي الذي لا يغفل أنّ الأمور تسير ببطء، يتفاءل لناحية أنّ الفكرة "يمكن استنساخها في دبي ودول عربية أخرى."

--

باميلا كسرواني صحافية عمِلت طوال 7 سنوات في القسم العربي في قناة فرانس 24 الفرنسية. انتقلت مؤخراً الى المنطقة حيث تعمل كصحافية ومترجمة مستقلة لعدد من البوابات الإعلامية الالكتروني. يمكنكم متابعتها عبر "تويتر" @poumk13.

'ميكس أن منتور'بيروت يمنح الرواد بطاقة لدخول أسواق الشركات الكبرى

$
0
0


بعد التعارف، انطلق "ميكس أن منتور" في بيروت. (الصور من "ومضة" وسام فاخوري)
عقدَت "ومضة" فعاليتها الثالثة لهذا العام، "ميكس أن منتور" بيروت Mix N’ Mentor، في "منطقة بيروت الرقمية" BDD، القريبة من وسط العاصمة حيث يحتجّ المتظاهرون مؤخّراً في لبنان.
انطلقَت الفعالية مع الرئيس التنفيذيّ لـ"ومضة"، حبيب حدّاد، الذي أشار إلى القضايا التي يعاني منها لبنان في الوقت الراهن. كما قال نقلاً عن مؤسِّس "أرامكس" Aramex، فادي غندور، "إنّ رائد الأعمال هو أيّ أحدٍ يظنّ أنّ الوضع الراهن لا يُطاق."



Let the mixing and mentoring begin! Entrepreneurs have joined mentors at tables to discuss a range of topics from funding to team building and more.
A photo posted by Wamda (@wamdame) onSep 5, 2015 at 1:28am PDT



 


الأجوبة والنصائح
شهدَت فعّالية "ومضة" الثالثة لهذا العام، حواراتٍ حول الطاولات المستديرة تطرّقَت إلى مسائل الحصول على التمويل ونموّ المستخدِمين وتطوير الأعمال وبناء فرق العمل. وشارك في الجلوس إلى كلّ طاولةٍ عددٌ من روّاد الأعمال، بالإضافة إلى مرشدين من "أنغامي" Anghami و"أرامكس" وديواني" Diwanee و"إليمنت أن" ElementN و"فايسبوك" Facebook و"إنفو فورت" InfoFort و"أل أم تي دي" LMTD و"تك ستارز" TechStars و"فاين لاب" Vinelab.
"لن تعرف كيف سيتمّ تلقّي [منتَجك] أو عمله إلّا بعد إطلاقه، ولذلك لا تتأخّر في الإطلاق" بحسب ما قاله إدي مارون، الشريك المؤسِّس لـ"أنغامي"، في نصيحةٍ إلى الروّاد.
تلاءمَت التصريحات مع ردّ الفعل الذي شهدته البلاد على النهج الذي تتّبعه الحكومة لمعالجة المشاكل مثل جمع النفايات. فقال حدّاد: "نحن لا نعمل في صوامع، بل في مجتمعات." ومن الواضح أنّ المسألة تكمن في أنّ الشركات الناشئة تحاول إيجاد الحلول للمشاكل التي لا تحلّها الحكومة.

إحدى الطاولات التي شهدَت الحوارات الصباحية.
نسخة الوصول إلى الأسواق
كانت هذه المرّة الثانية التي يتمّ فيها إدخال نسخة "الوصول إلى الأسواق" Marketplace Edition ضمن فعالية "ميكس أن منتور"، حيث تلتقي شركاتٌ كبرى مع الشركات الناشئة التي تبحث عن شراكةٍ ما.
وفي هذا الإطار، جلس كلٌّ من "تاتش" Touch  و"مجموعة شويري" Choueiri Group  و"أرامكس" Aramex  و"أوبر" Uber و"بيفورت" Payfort مع روّاد الأعمال، ووزّعوا البطاقات الخضراء على الذين أرادوا التواصل معهم وعقد لقاءاتٍ لاحقاً، والبطاقات الصفراء على مَن تحتاج أفكاره للبلورة قليلاً، والبطاقات الحمراء على الذين تمّ رفضهم. وكانت النتيجة أن نالَت 8 شركاتٍ ناشئةٍ بطاقاتٍ خضراء حصلَت عليها بعد طرح حلولها على الشركات الكبرى.
"أوبر": بهدف الاستفادة القصوى من وسائل النقل، استطاعَت كلٌّ من "أنتربرينرجي" Entreprenergy و"جريند ليبانون" Grind Lebanon جذب اهتمام "أوبر" لتأمين نقلٍ مجّانيٍّ للفعاليات في بيروت ومحيطها، ومن ثمّ وزّعَت هذه الشركة 3 بطاقاتٍ صفراء.
"بيفورت": هذه الشركة التي ما زالت تعمل على افتتاح مكتبٍ لها في لبنان، حرصت على عدم ترك الشركات الناشئة دون مواعيد لاحقة، فكانَت معظم بطاقاتها من اللون الأصفر. ومن هذه الشركات كانت "سمارت تراكنج سوليوشنز" Smart Tracking Solutions (STS) التي توفّر حلولاً لتتبّع الآليات والشاحنات، و"توب شو" TopShou التي تساعد في اختيار الثياب اليومية، وديزلي" Dizly تطبيق شراء الهدايا عبر الإنترنت. وبالإضافة إلى ذلك، منحَت "بيفورت" بطاقةً خضراء للشركة الناشئة "شوب بيلدر" ShopBuilder التي تساعد التجّار في عملية التسوّق عبر الإنترنت.
"أرامكس": من المثير أنّ كثيراً من الشركات الناشئة التي قابلَت "أرامكس" كانت تعرف ماذا تريد منها، فقد منحَت الشركة الكبرى 5 بطاقاتٍ خضراء لكلٍّ من "سمارت تراكنج سوليوشنز" STS و"أونليفري" Onlivery و"دزلي" Dizly و"أورباكرافت" UrbaCraft و"سلايتر" Slighter، بالإضافة إلى 5 بطاقاتٍ صفراء لشركاتٍ أخرى.
"تاتش": سوف تختار هذه الشركة رائد الأعمال ‘النجم‘ من بين الذي منحَتهم بطاقاتٍ خضراء، وسوف تقدّم له تغطيةً خاصّةً تشمل قنواتها التسويقية المختلفة. أمّا البطاقات الخضراء التي شهرَتها شركة الاتّصالات اللبنانية هذه، فقد حصلَ عليها كلٌّ من "شوب بيلدر" و"فالّاوند" Fallound و"سلايتر" وتوب شو" وتولوس" Tulos و"سمارت تراكنج سوليوشننز" STS؛ وذلك إلى جانب منح بطاقاتٍ صفراء لخمس شركاتٍ أخرى.


Entrepreneurship connects generations. We're glad to have facilitated these connections and more at today's #MixNMentor Beirut. Until next time!
A photo posted by Wamda (@wamdame) onSep 5, 2015 at 1:02pm PDT

 

من جهةٍ أخرى، فإنّ ورشة العمل التي تناولت دفتر الشروط term sheet، شهدَت بعضاً من النصائح التي جاءَت من المستشارة العامّة في "ومضة كابيتال" Wamda Capital، لانا علامات التي قالت إنّ "مال الاستثمار المخاطر ليس المصدر الوحيد للمال، فهو ليس دائماً الشكل الأنسب لرأس المال." ولمعرفة المزيد عن كيفية مناقشة القضايا المالية التي تهمّ الشركات الناشئة، ابقَ على اطّلاعٍ لمزيدٍ من الأفكار التي سننشرها في وقت لاحقٍ هذا الأسبوع.
أمّا من جهة المستثمِرين، فقد حضر في "ميكس أن منتور" بيروت، شركات الاستثمار المخاطر "ليب فينتشرز" Leap Ventures، و"شركاء المبادرات في الشرق الأوسط" MEVP، و"ومضة كابيتال"، و"واي فينتشرز بارتنرز" Y Venture Partners؛ ومسرّعات الأعمال "500 ستارتبس" 500Startups و"تِك ستارز" Techstars.
وقد نصح إد روبرتو من "تِك ستارز" روّادَ الأعمال بإيجاد قصّةٍ يمكنها أن تشرح ما تفعله شركاتهم الناشئة بشكلٍ أفضل، فقال إنّ "كلّ شخصٍ هنا يجب أن يكون جيّداً في إخبار القصص حتّى مع معلوماتٍ ناقصة. إذا قلت القصّة [بشكلٍ جيّد] يمكنني أن اتّخذ القرار بشأن الخطر، ولكن إذا لم يكن لديك قصّةٌ فينبغي عليّ أن أملأ الفراغات."
بالإضافة إلى ذلك، على روّاد الأعمال أن يبقوا ضمن خطٍّ واضحٍ ومحدّد خصوصاً فيما يتعلّق بالتركيز. وقد شدّدت هند حبيقة، مؤسِّسة "إنستابيت" Instabeat، على ضرورة التركيز على فكرة عملٍ واحدة، وقالت: "هل هي لإرسال البريد، أو لتوصيل الطعام، أو طريقة مدهشة لتسليم المنتجات؟" وبعد طرحها هذه الأسئلة على أحد روّاد الأعمال الذين يجلسون معها على طاولة تطوير الأعمال، قالت: "قسّم حلمك إلى أجزاء صغيرة."
وفي حديثٍ مع "ومضة"، قالت سيلين خيرالله، مؤسِّسة شركةٍ ناشئةٍ للأدوات المنزلية، إنّها تحبّ المشاركة في فعاليات "ميكس أن منتور" لأنّها تزوّدها بأفكار وخطواتٍ جديدةٍ تفيدها في عملها، بالإضافة إلى أنّه يمكنها دائماً العثور على مَن يمكنه مساعدتها في حلّ مشكلةٍ ما.
هذا النهار الذي اجتمعَت فيه 130 شركة ناشئة تبحث عن حلول وعن أفكار وعن طرق لتطوير أعمالها، انتهى مع شراكاتٍ للبعض وإلهامٍ للآخرين. وقال عبدالله غيث من "واي فينتشرز بارتنرز" إنّه "ينبغي أن تكرَس نفسك بنسبة 100%،"  فوافقه أخاه غيث القول وأضاف إنّه "إذا لم تكن مركِّزاً، فإنّ فريقك لن يركّز أيضاً."

6 بلدان تقدم تأشيرات للشركات الناشئة

$
0
0

يزداد الحصول على التأشيرات سهولةً شيئاً فشيئاً لروّاد الأعمال (الصورة من Thailandee.com)
عام 2010، بدأت عشرات الفرق من الشركات الناشئة تنتقل إلى تشيلي كلّ ستّة أشهر بدعوةٍ من الحكومة التشيلية، وقد مُنحَت هذه الفرق تأشيراتٍ ومبالغ وصلت قيمتها إلى 32 ألف دولار (20 مليون بيزو تشيلي) وبعض الإرشاد.
خطّة تشيلي التي كانت واسعةً وجريئة، ألهمَت العديد من البلدان في أميركا الشمالية وأوروبا. وبات والآن يوجد ثلاثة عشر بلداً لديه سياسات لمنح التأشيرات التي تركّز على روّاد الأعمال، عشرة منها نشأت خلال السنوات الخمسة الماضية. ولدى كلّ البلدان الهدف عينه، وهو الذي يرمي إلى جذب ذوي المواهب وتوليد النشاط الاقتصادي وخلق فرص العمل.
تشكّل هذه البرامج فرصةً ممتازة للشركات الناشئة العربية للحصول على بعض التمويل، والتقرّب من المحاور التكنولوجية الكبرى، والتعلّم من شركاتٍ ناشئةٍ ذات خبرةٍ أكبر. وقد اخترنا هنا التعمّق في بعضها، لنعطيك فكرةً عن تأشيرات الدخول المتاحة أمام الشركات الناشئة.
تأشيرات روّاد الأعمال

هي فئةٌ من فئات التأشيرات التي تنطوي على قواعد ومتطلّبات وحقوق محدّدة تختلف عن سائر تأشيرات العمل.
المملكة المتحدة
‘تأشيرة روّاد الأعمال‘
تاريخ إطلاق البرنامج: 2008
قدرة الاستيعاب: في عام 2014، تمّ إصدار ما مجموعه 5576 تأشيرةً، من بينها 4487 تأشيرةً مُنِحَت لروّاد أعمالٍ كانوا أصلاً في البلاد، و1089 لروّاد أعمالٍ من خارج المملكة المتحدة.
المدّة: ثلاث سنوات
سهولة المعاملات:

يتراوح الرسم ما بين 889 و1180 جنيهاً استرلينياً (ما بين 1470 و1800 دولار)
بلغ معدّل القبول 88% في العام المنصرم
وجوب النجاح في اختبارٍ حول ريادة الأعمال
الإلمام باللغة الإنجليزية

المتطلّبات:

نفاذٌ إلى أموالٍ استثمارية لا تقلّ عن 50 ألف جنيهٍ استرليني (77 ألف دولار) من أجل تقديم الطلب

منافع هذا البلد:

مركز المشهد التكنولوجي الأوروبي
سهولة الوصول إلى رؤوس أموال مخاطِرة وقوى عاملة دولية

كما تقدّم المملكة المتّحدة تأشيرتَين أخريَين، هما تأشيرة ‘روّاد الأعمال‘ المرتَقَبين Prospective entrepreneur وتأشيرة ‘روّاد الأعمال المتخرّجين‘Graduate entrepreneur، لروّاد الأعمال الذين يفكرون في التوجّه إلى المملكة المتّحدة وللخرّيجين الذين يحتاجون إلى وقتٍ أكثر بقليل ليصبحوا مؤهّلين للحصول على تأشيرة ‘روّاد الأعمال من المملكة المتّحدة‘ UK Entrepreneur.

أستراليا
‘برنامج الاستثمار والابتكار في الأعمال‘
تاريخ إطلاق البرنامج: 2012، استبدالاً لبرنامج كان قد وُضِع في عام 1992
قدرة الاستيعاب: من خلال هذا البرنامج، يأتي بالمعدّل 7 آلاف شخصٍ إلى أستراليا كلّ عام
المدة:

تأشيرتان تتيحان تأشيراتٍ دائمة
تأشيرة واحدة تتيح عدّة تأشيراتٍ مؤقّتة

سهولة المعاملات:

التحقّق من سجلّ أخذ وسداد القروض التجارية


التحقّق من القدرة على إدارة الأعمال

المتطلّبات:

حدّ أدنى من الممتلكات لا يقلّ عن 650 ألف دولار

منافع هذا البلد:

القرب من آسيا


البلدان الأخرى التي تقدم تأشيرات للشركات الناشئة:
سنغافورة ونيوزيلندا

التأشيرة السريعة لرواد الأعمال (عملية)

هي تأشيرة عملٍ عامّة يتمّ الحصول عليها من خلال عملية تقديم طلبٍ سريعة مصمّمة خصّيصاً لروّاد الأعمال.
إيطاليا
‘تأشيرة الشركات الناشئة من إيطاليا‘ Italia Startup Visa
تاريخ إطلاق البرنامج: حزيران/يونيو 2014
قدرة الاستيعاب: غير معروفة
المدة: عامان
العروض:

سياسة رصد الفشل في وقتٍ مبكر Fail-fast
ضرائب خاصّة على الشركات الناشئة مواتية للمستثمِرين
إمكانية الحصول على التمويل الجماعي

سهولة المعاملات:
ثمّة طريقتان للتقدّم للحصول على هذه التأشيرة، إمّا عبر تقديم طلب تأشيرة شركة ناشئة بطريقة مباشرة، أو عبر تقديم طلب تأشيرة من خلال حاضنة أعمال مرخّصة.

التسجل عبر الإنترنت بالإنجليزية
الحصول على ردٍّ في غضون 30 يوماً
إذا تمّت الموافقة، يمكن لرائد الأعمال أن يقدّم عندئذٍ طلباً للحصول على تصريح عمل work permit

تلقّى البرنامج حتى الآن 25 طلباً، وتمّت الموافقة على 70% منها بعد مرور عامٍ على إنشائه.
المتطلّبات:

رأسمال لا يقلّ عن 50 ألف يورو (56 ألف دولار)

منافع هذا البلد:

تراث إيطاليا الفني والثقافي
قطاع الصناعة الإيطالي المزدهر من الملبوسات إلى الأغذية الزراعية
تقع البلاد في قلب البحر المتوسط وتمثّل الطريق الرئيسي الذي يربط جنوب أوروبا بشمال ووسط أوروبا برّاً
المعكرونة والبوظة الإيطالية
قانون عملٍ مرِن ومصمّمٌ حسب الطلب


هولندا
‘تصريح إقامة للشركات الناشئة الأجنبية‘
تاريخ إطلاق البرنامج: كانون الثاني/يناير 2015
قدرة الاستيعاب: تمّ تلقّي 35 طلباً حتى الآن وقبول أربعةٍ منها في غضون أربعة أشهر ونصف فقط على بدء البرنامج.
العرض:

الإقامة لمدّة عام
إرشادٌ حول إطلاق مؤسَّسةٍ تجارية

سهولة المعاملات:

307 يورو (345 دولاراً)
يجب الحصول على رعاية وسيطٍ ذي خبرة
الحصول على ردٍّ في غضون 30 يوماً

المتطلبات:

خطّة عمل
مبلغٌ كافٍ من المال للعيش في هولندا
إلتماس مساعدة مستشارٍ يكون وسيطاً ذا خبرةٍ مقيماً في هولندا

منافع هذا البلد:

خطّة حكومية طموحة




البلدان الأخرى التي تقدم تأشيرة سريعة
إسبانيا، أيرلندا
الاحتضان (برنامج)

حقٌّ مؤقّتٌ لدخول البلاد والعمل فيها، على أن يكون الفرد الذي يتمّ انتقاؤه مشاركاً في برنامج احتضانٍ معتمَد.
تشيلي
"ستارتب تشيلي" Start-Up Chile
تاريخ إطلاق البرنامج: 2010
قدرة الاستيعاب: تقام ثلاث مسابقاتٍ كلّ عامٍ وتسفر عن انتقاء مئة شركةٍ ناشئةٍ تضمّ كلٌّ منها بالمعدّل مؤسِّسَين اثنَين.
لقد جذب برنامج "ستارتب تشيلي"، بالإجمال، أكثر من ألفَي رائد أعمالٍ منذ عام 2010، وقد جمعَت مؤسَّسات هؤلاء الروّاد أكثر من 100 مليون دولار من رؤوس الأموال الخاصة.
يختلف عدد الأجانب الذين ينضمّون إلى البرنامج في كلّ جولة، وبالتالي يختلف عدد التأشيرات الممنوحة ما بين 100 و150 تأشيرة، بما يشمل الشركاء والمرؤوسين.
المدّة: ستّة أشهر مع إمكانية التجديد
العرض:

تمويلٌ بقيمة 20 مليون بيزو تشيلي (حوالى 35 ألف دولار)
مكانٌ للعمل
التشبيك والإرشاد
حسوماتٌ من الشركات الشريكة

سهولة المعاملات:

 على الإنترنت

المتطلّبات:

المشاركة الفعّالة في البرنامج لمدة 6 أشهر

منافع هذا البلد:
سوف تبدأ عملية قبول الطلبات ضمن برنامج "ستارتب تشيلي" في نسخته الخامسة عشرة في الأوّل من أيلول/سبتمبر (عند منتصف الليل بتوقيت تشيلي) وسوف تنتهي في التاسع والعشرين من أيلول/سبتمبر عند منتصف الليل أيضاً.
اقرأ تقريرنا حول زيارة صنّاع التغيير التشيليين إلى لبنان.

فرنسا
‘التذكرة التقنية لروّاد الأعمال الأجانب‘ Tech Ticket for foreign entrepreneurs
تاريخ إطلاق البرنامج: تشرين الأوّل/أكتوبر 2015
قدرة الاستيعاب: 50 رائد أعمال بمعدّل 25 مشروعاً في كلّ دورة (100 شخصٍ يمكن أن يصبحوا روّاد أعمالٍ على مرّ الدورتَين في كلّ عام إذا تمّت الموافقة على البرنامج بعد المرحلة التجريبية الأولى في باريس).
المدة: 6 أشهر، قابلة للتجديد مرةً واحدة
العرض:

عملية سريعة للحصول على تصريح الإقامة، ومكتب مساعدة من أجل تقديم الدعم في المعاملات الروتينية
12500 يورو لكلّ مؤسِّس، قابلة للتجديد في نهاية الأشهر الستّ (حوالي 14 ألف دولار)
مكانٌ مجّانيٌّ في مؤسَّسة احتضانٍ شريكة
إتاحة إمكانية العمل مع مرشِدٍ مخضرَم لدعم نموّ الشركات الناشئة في إطار برنامج فعاليات مصمّمٍ حسب الطلب
تخفيضاتٌ على أسعار تذاكر السفر عبر "الخطوط الجوّية الفرنسية" Air France

سهولة المعاملات:

على الإنترنت

المتطلّبات:

يجب أن تتألّف الفرق من شخصٍ إلى ثلاثة أشخاص مؤسِّسين، وما لا يزيد عن شخصٍ فرنسيٍّ واحدٍ في كلّ فريق
يجب أن تقيم الفرق في فرنسا لفترة لا تقلّ عن ستّة أشهر

منافع هذا البلد:

وقت طيران لا يتجاوز ثلاث ساعات من أيّ عاصمةٍ أوروبية
مكانة البلاد الفريدة، وتواجد أفضل الجامعات فيها، ومختبرات بحوث من الدرجة الأولى، وشركات كبرى، وحاضنات أعمال تجارية

سوف يتوقّف قبول الطلبات في 15 أيلول/سبتمبر

البلدان الأخرى التي تقدم تأشيرة احتضان الأعمال
الدنمارك
 
قم بتنزيل تقرير "ماي جريت" Migreat حول تأشيرات الشركات الناشئة، للحصول على القائمة الكاملة للبلدان التي تستقبل روّاد الأعمال وتفاصيل ذلك.
إذا كنت تعلم عن بلدان أخرى، شاركنا ما تعرفه في قسم التعليقات. 
--



ألين هي محرّرة اللغة الفرنسية في "ومضة". عملت سابقاً في التسويق عبر الإنترنت وكمديرة المجتمع في شركةٍ ناشئة، ومؤخّراً افتتحت في المغرب مساحة إقامة وعمل للشركات الناشئة العالمية. يمكنكم متابعتها على "تويتر" عبر @aline_myd أو @yallah_bye أو مراسلتها على aline[at]wamda[dot]com.

الاستحواذ على شركة للموارد البشرية بعد أشهر على انطلاقها في دبي

$
0
0

عودة المرح إلى إدارة الموارد البشرية.
أعلنَت الشركة الناشئة "بينيبلي" Beneple عن الاستحواذ عليها من قبل مجموعةٍ للخدمات المالية في دبي، هذا الأسبوع، وبالتالي فقد انضمّت إلى مجموعة الشركات الناشئة المميّزة. فهذه الشركة التي كانت تُعرَف باسم "أيثان" Aythan، يمكن أن يُقال إنّه تمّ الاستحواذ عليها بطريقة الاستحواذ التوظيفيّ acqui-hire بسبب مهارات وخبرات فريقها وليس من أجل منتَجاتها وخدماتها وحسب.
بعد أقلّ من عامٍ من لقاء المؤسِّسين ونقاشهم حول الوقت الذي تستغرقه إدارة الموارد البشرية في الشركات الصغيرة والمتوسّطة، وإطلاق هذه الشركة الناشئة، تمّ الاستحواذ عليها من قبل شركةٍ كبرى لم يُفصح عن اسمها حتّى الآن.
من خلال تأسيس "بينيبلي"، رغب رائدا الأعمال المتسلسلين، طارق الشيخ وسجّاد كمال، بتزويد الشركات الصغيرة والمتوسّطة في المنطقة بمنصّةٍ مجّانيةٍ للموارد البشرية لإدارة جدول الرواتب واستحقاقات الموظّفين وامتثالهم.
ويشرح الشيخ أنّ "إدارة الموارد البشرية لا تزال ترزح تحت نهج مدرسةٍ قديمة، في وقتٍ تغيّرَت القوى العاملة لدينا، وتغيّرَت ديمغرافيّتها، حتّى أنّ الطريقة التي تتمّ فيها العناية بالمريض تغيّرَت." ويضيف أنّه بالرغم من كلّ ذلك، "أعتقد أنّنا لم نشهد تغيّراً مماثلاً ضمن إدارة الموارد البشرية واستحقاقات الموظّفين."
تحوّلٌ سريع
"بينيبلي" التي تدمج ما بين ‘الاستحقاقات‘ والناس، كانت أوّل شركةٍ ناشئةٍ تدخل إلى مسرّعة الأعمال "أسترولابز" AstroLabs في دبي، وذلك بعدما انضمّ المؤسِّسان اللذان انطلقا بالفكرة في صيف عام 2014 إلى هذه المسرّعة في شهر كانون الأوّل/ديسمبر.
وبعد ذلك، أطلقا النسخة التجريبية لموقعهما في كانون الثاني/يناير من هذا العام، حيث شهدا بحسب قولهما نموّاً بمعدّل 600% لقاعدة العملاء. ومنذ ذلك الحين، أصبحا مسؤولَين عن 10 آلاف موظّفٍ، أو "روحٍ" كما يقول الشيخ.
من جهةٍ ثانية، يقول مؤسِّس "أسترولابز"، لويس لبّس: "نحن متحمّسون للغاية لرؤية هذا الفريق وهو ينتقل بالمشروع من فكرةٍ إلى شركةٍ وصولاً إلى صفقة الخروج. وفيما تُبنى البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في المنطقة على هذه النجاحات، فإنّ هدفنا في ‘أسترولابز‘ يكمن في مساعدة المؤسِّسين في هذه المسيرة الصعبة ولكن المُجزية."
الاستحواذ التوظيفيّ
بهدف تحقيق الأموال من منتَجها المجّانيّ من خلال بيع التأمين الصحّي، قال الشيخ إنّهم في "بينيبلي" كانوا يبحثون عن ‘الزواج‘ مع شريكهم. وتابع مضيفاً: "أردنا الحصول على رخصة الوسيط broker [...] وبالتالي إنّ التآزر ذو معنى [في هذه الحالة]."
مصطلح acqui-hire (الاستحواذ التوظيفيّ) الذي صاغه فريقٌ قانونيّ، يصف الحالة التي تقوم فيها شركةٌ كبيرةٌ بشراء شركةٍ صغيرةٍ من أجل الحصول على موظّفيها. فبالعودة إلى عام 2012، قالت صحيفة "وال ستريت جورنال" Wall Street Journal إنّ هذا التوجّه أصبح كان يشهد تزايداً في الإقبال عليه بعدما لقي شعبيةً في وادي السيلكون عام 2011.
أمّا في الشرق الأوسط، فمن الأمثلة السابقة على هذا المفهوم، "كلاود برس" CloudPress المصرية التي تمّ الاستحواذ عليها بغرض التوظيف من قبل "نيوز كورب" NewsCorp عام 2014؛ و"وايت بايمنتس" WhitePayments من قبل "بيفورت" Payfort هذا العام؛ و"ران تو سبور" Run2Sport من قبل "سوق.كوم" Souq.com في عام 2012.
ومن جهتها، فيما لم تعلن "بينيبلي" عن المبلغ الذي تمّ استثماره في الشركة، إلّا أنّها قالت إنّ الصفقة سوف تسمح بالتوسّع والنموّ أكثر وأسرع في المنطقة.
العنصر البشريّ في إدارة الموارد البشرية
"لقد قمتُ بقياس الوقت الذي كنتُ أقضيه في أداء مهام إدارة الموارد البشرية، وتبيّن أنّ الأمر استغرق ما بين ساعةٍ وعدّة ساعات،" على حدّ قول الشيخ. هذا الوقت يعتبَر كثيراً بالنسبة للشريك المؤسِّس الذي يعتقد أنّه يمكن للشركات الصغيرة والمتوسّطة أن تُنفق ما يقرب 40% من وقتها على هذه المهام الأساسية، ولكن الصعبة في آن.
ومع الحاجة إلى متابعة الموافقات على الإجازات ومتابعة التقارير الشهرية، قال الشيخ إنّه في كثيرٍ من الأحيان وجد نفسه غارقاً بين الأوراق بدلاً من التركيز على تأمين موارد جديدة للدخل وتنمية العمل. والحل؟
الحلّ هو في تزويد أرباب العمل بتكنولوجيا لتسريع عمليات الموظّفين وتحسين الأداء. وبحسب الشيخ، فإنّه "من خلال أتمتة العمليات الإدارية، وفّرنا لزبائننا إمكانية توفير الوقت وتوفير المال، والتأكّد من امتثال الموظّفين."

وداعاً لملء الاستمارات. (الصورة من Shutterstock)
الاستفادة من سياسات حكومة الإمارات
تريد "بينيبلي" جني المال من خلال برمجّيتها التي تساعد في الوصول إلى خطط التأمين الصحّي للموظّفين وإدارتها. فمع ارتفاع متوسّط أقساط التأمين الصحّي في الإمارات بنسبة 12% تقريباً خلال العام الماضي (بحيث يمكن القول إنّ الأمر الثاني بعد الرواتب من حيث التكلفة)، يعاني معظم أرباب العمل في هذا البلد من ارتفاع كلفة التأمين الصحّي الذي سيصبح إلزامياً قريباً.
في الوقت الحاليّ، تقدّر سوق أقساط التأمين الصحّي في الإمارات بـ2.7 مليار دولار. ومع قانون التأمين الصحّي في دبي الذي أُقِرّ مؤخّراً (ابتداءً من شهر تموز/يوليو 2016 سيتوجّب على ربّ العمل تغطية موظّفيه بالتأمين الصحّي)، فإنّ قطاع التأمين الصحّيّ يُتوقّع أن ينمو أكثر من ذلك.
في هذا الوقت، الكثر من الشركات الصغيرة والمتوسّطة ليست مستعدّةً تماماً لتنفيذ القرار المتعلّق بالتأمين الصحّي. وبالتالي، فإنّ البيانات التي ستجمعها برمجية "بينيبلي" سوف تكون مفيدةً لأرباب العمل وشركات التأمين الصحّي على السواء.
وبحسب الشيخ، إنّ "الموارد البشرية القائمة على الأدلّة تجمع البيانات التي يمكن تحليلها بعد ذلك، واعتمادها كحلٍّ محتمل لمشاكل العمل." ومن خلال "الشركة الشقيقة"، كما يسمّي تلك التي استحوذَت على شركتهم الناشئة، يشير الشيخ إلى أنّه لديهم 40 مقدّمٍ لخدمات التأمين الصحّي ممّن يمكنهم توفير ما يصل إلى 80% من منتَجات التأمين الصحّي المتاحة في السوق.
المنافسة
بالرغم من توفّر الكثير من الطرق لإدارة مهام الموارد البشرية هذه، مثل برنامج "إكسل" Excel من شركة "مايكروسوفت" Microsoft وغيره من البرامج المخصّصة الأغلى ثمناً، فإنّ هذه الطرق لا تستوعب الحاجات الخاصّة بالكثير من الشركات الناشئة أو الشركات الصغيرة والمتوسّطة.
حركة تبديل الموظفين هي واحدةٌ من مؤشّرات قياس الأداء KPIs هذه.
"القيمة الحقيقية لإدارة الموارد البشرية القائمة على الأدلّة [مثل البيانات التي يتمّ جمعها عن الموظّفين] تشمل التوجّهات والرؤى التي يمكن استخلاصها،" حسبما قال الشيخ، مضيفاً أنّه "كلّما استطعت مقارنة البيانات واستخلاص الرؤى، ستزداد القدرة على معرفة ما يحصل مع موظّفيك وكيف يؤثّر ذلك على مؤسّستك بالإجمال."
وأردف أنّ "المنافس الأكبر لنا هو الجداول spreadsheet؛ فشركة ‘بيبسي‘ Pepsi يمكنها بالتأكيد تحمّل قاعدة بيانات ‘أوراكل‘ Oracle، ولكنّنا لسنا نستهدفهم. نحن نسعى خلف 95% من أرباب العمل في السوق."
--

سوشميثا بيداتالا، صحافيةٌ مستقلّةٌ، عملَت سابقاً مع مجموعة البنك الدولي وغرفة التجارة الأمريكية. وتركّز بيداتالا على تنمية القطاع الخاص وتنظيم المشاريع النسائية والمسؤولية الاجتماعية للشركات. وبعدما تنقّلت في السابق بين واشنطن العاصمة ونيويورك وفيينّا وجدّة، تستقرّ حالياً في دبي.

لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر  @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] comt

لبنان شركٌ للشركات الناشئة؟ [رأي]

$
0
0
تُحدث ريادة الأعمال والشركات الناشئة ضجةً لم يسبق للبنان أن شهدها من قبل. ولا تنفكّ تتصاعد الأخبار بشأن تزايد صناديق رؤوس أموال مخاطِرة، وخيارات القروض المصرفية، واتّساع طيف مسرّعات النموّ وحاضنات الأعمال، وغيرها من العناصر المؤلّفة للبيئة الحاضنة الريادية.

اللبنانيون يحتجون على تقاعس الحكومة والفساد. بإمكان أوجه القصور التي تعاني منها البنية التحتية وغيرها من ركائز الاقتصاد السليم أن تعيق نموّ البيئة الحاضنة للشركات الناشئة. (الصورة من أنطوان أبو ديوان)
ومع أنّ النتائج بدأت تتبلور، كما يتّضح من ازدياد عدد الشركات الناشئة التي سمعنا عن إطلاقها في الآونة الأخيرة، لا تزال هناك فجوةٌ كبيرة في أساليب التمويل القادرة على إعاقة استدامة تدفّق هذه الأموال وغيرها في المستقبل. وبالمختصر المفيد، مع أنّ إطلاق شركةٍ ناشئةٍ يزداد سهولة، إلاّ أنّ البقاء على الساحة والاستمرار لم يسبق أن كان بهذه الصعوبة.
يمّر تمويل الشركة الناشئة في مراحل عدّة، ويتضمّن في العموم تمويلاً تأسيسياً، تتبعه جولة أو أكثر من التمويل المُخاطر، على أمل أن يكون المؤسِّسون قد أوصلوا فكرتهم بحلول هذا الوقت إلى مستوىً من النضوج يخوّلهم طلب مبالغ أكبر يمكنها أن تغطّي تكاليف تطوير شركتهم ونموّها على المدى القصير والمتوسّط.
في لبنان، بات الحصول على أموالٍ تأسيسية للإقلاع بالمشروع والنهوض به أسهل في السنوات القليلة الماضية. ولكن، في حين أنّ التمويل يشكّل مكوّناً أساسياً في خلطة النجاح، إلاّ أنّه لا يكفي بمفرده.
المرحلة التالية
تقع المعضلة الحقيقية في المرحلة التالية حيث يجد الكثيرون أنفسهم غير قادرين على التغلّب عليها، ويعتبرونها من أبرز الأسباب المؤدّية إلى الفشل. ومع أنّ تعميم مصرف لبنان المركزي رقم 331 خصّص نظريّاً 400 مليون دولار لتعزيز قطاع الشركات الناشئة عبر تشجيع المصارف على الاستثمار فيها، يبقى قسمٌ كبيرٌ من هذا المبلغ بعيد المنال عن روّاد الأعمال المحلّيّين. والسبب ينطوي على شقّين: البيئة الاقتصادية اللبنانية، والعقليات السائدة في أوساط الجهات المانحة للمال.
غالباً ما تتشابك العناصر التي تتألّف منها البيئة الاقتصادية، ومنها الاستقرار الاقتصادي والسياسي، والنفاذ إلى الأسواق والعملاء، وتوفّر ذوي المواهب، والبنية التحتية (الاتّصالات، شبكات الكهرباء، المواصلات، وغيرها)، وحكم القانون، وغيرها من ركائز الاقتصاد السليم. وغالباً ما تسفر أوجه النقص فيها عن معاناة الشركات الناشئة من أجل تحقيق معالم النموّ الرئيسة التي تكون قد وعدت بتحقيقها في أولى مراحل جمعها للمال، ما يُضعف من فرصها في تأمين الأموال التي تحتاج إليها لاحقاً للبقاء على الساحة وبلوغ مرحلة الاستقلالية المالية.
وما يفاقم حدّة هذا الوضع هو العقليات السائدة في أوساط الجِهات المانحة للأموال. 

في حين أنّ النفاذ إلى رؤوس الأموال أمرٌ ممتاز، تحتاج البيئة الحاضنة الريادية النابضة بالحياة إلى أكثر من ذلك بكثير. (الصورة من مجلة "إكزكوتيف ماجازين" Executive Magazine)
تجدر الإشارة إلى أنّ نسبةً لا بأس بها من رؤوس الأموال المخاطِرة المتاحة في السوق اليوم تأتي من مصارف، والنتيجة هي أنّه يتمّ تطبيق ثقافة الإقراض في بيئة غير مناسبةٍ لذلك، وهي بيئة الاستثمار المغامر. بسبب المدّخرات، تتجنّب المصارف بطبيعتها المجازَفة والمخاطِر الكبيرة: ينطوي نموذج إقراض المال على تخفيف المصارف من حدّة مخاطرها عبر إجراء التحاليل الدقيقة وأخذ ضماناتٍ كبيرة. أمّا تمويل روّاد الأعمال، فيسير وفقاً لقواعد مختلفة، وذلك ينبع في المقام الأوّل من ارتفاع مخاطره ومكافآته.
إنّ انعدام التوافق بين النموذَجين فتّاكٌ للشركات الناشئة، وبالأخصّ بما أنّ المستثمرين في السوق اللبنانية غالباً ما يشترطون على الشركات الناشئة تحقيق أرقام مبيعاتٍ معيّنة واحتلال الصدارة في السوق قبل أن يوافقوا على الاستثمار في أيّ مرحلةٍ فيها تلي مرحلة التمويل التأسيسي. ونظراً إلى أنّ الشركات الناشئة عموماً، واللبنانية خصوصاً، تناضل من أجل النموّ بسرعةٍ كافيةٍ لتلبية هذه التوقّعات، غالباً ما يجد روّاد الأعمال أنفسهم عالقين ومحاصرين.
في المحصّلة، إنّ المستثمرين على استعدادٍ لتخصيص الأموال لتوسيع نجاح شركةٍ ما، أكثر ممّا هم مستعدّين للمساعدة في تحقيق نجاح شركةٍ بأنفسهم. وبتعبيرٍ آخر، يسعى المستثمرون إلى تحقيق أرباح عاليةٍ بأقلّ نسبةٍ ممكنة من المَخاطر، ما يُوجِدُ فجوةً في خيارات التمويل تحول دون عبور الهوّة بين مرحلة التمويل التأسيسي ومرحلة التمويل المُخاطر. وما لم يتمّ التصدي لهذه الفجوة، فقد تكون آثار ذلك مدمّرةً على المدى الطويل، فتثبط عزيمة الكثير من روّاد الأعمال الجدد جرّاء فشل من سبقهم، ويفقد المستثمرِون هم أيضاً ثقتهم باللعبة بأكملها.
أمّا الآن، فيمكن تدارك الوضع على صعيدَين: مساعدة الشركات الناشئة على النموّ بشكلٍ أسرع، وترسيخ فهمٍ أعمق لنموذج ريادة الأعمال.
حلول طويلة الأمد
على الصعيد الأوّل، تتعلّق الحلول الطويلة الأمد بحالة البلاد الاقتصادية ككلّ، وهو أمرٌ يتجاوز نطاق هذا التحليل. ومع ذلك، من الحلول المتّصلة مباشرةً بريادة الأعمال هي تكملة مبادرة البنك المركزي عبر إشراك غيرها من ركائز الدولة اللبنانية.
ومن الأمثلة العملية على ذلك، ربط الشركات الناشئة بمبادراتٍ متعلّقةٍ بالنموّ الاقتصادي، تطلقها وزاراتٌ أخرى مثل وزارة الخارجية والمغتربين بجهودها الأخيرة للعمل مع اللبنانيين المقيمين في الخارج. وبإمكان ذلك أن يتيح فرصاً جديدةً في السوق، وأن يوفّر فرصاً للحصول على استثماراتٍ إضافية، ويخلق روابط بين ذوي المواهب المحليين والأجانب.

مع أنّ تعميم مصرف لبنان المركزي رقم 331 نعمة للشركات الناشئة اللبنانية، يبقى جزء كبير من هذا المال بعيد المنال عن رواد الأعمال المحليين. (الصورة من "البوابة" Al Bawaba)
ومن التوصيات الإضافية لروّاد الأعمال أنفسهم: مراعاة خصوصيات البيئة التي يعملون فيها بينما يصيغون خطط أعمالهم؛ وأخذ الحذر لدى الإنفاق لتجنّب الاختناق وإبقاء فسحةٍ لأنفسهم في مفاوضاتهم المستقبلية لجمع الأموال؛ واعتماد "منهجية ريادة الأعمال المرنة" Agile Methodology لإعداد نموذجٍ أوّليٍّ سريع وتعديله بما يجنبّهم الفشل ويوجّههم نحو إعداد منتجاتٍ قادرةٍ على اكتساب اهتمام شرائح عملائهم المستهدفين.
وفي ما خصّ تكوين فهمٍ أفضل لنموذج ريادة الأعمال، على شركات الاستثمار أن تنظر في التعامل مع أفرادٍ قادرين على جلب خبرتهم في هذا المجال، ومع شبكات معارف لتسهيل تمويل الشركات الناشئة ونموّها، كما وأن تلمّ بالمفاهيم التقنية واحتياجات المشاريع التنموية التقنية.
هذه المقاربة لا تُضعف بأيّ طريقةٍ الإجراءات المتعلّقة بالدراسات الإعدادية، بل تكيّفها أكثر مع خصوصيات ريادة الأعمال. فلن تتمكّن الشركات الناشئة من إيجاد آذانٍ صاغيةٍ أكثر لسماع خطط أعمالها فحسب، بل ستستفيد أيضاً من الدعم والإرشاد اللذين تحتاج إليهما حاجةً ماسة.
وقد يسمح ذلك أيضاً بانبثاق أفكارٍ تجاريةٍ أكثر انخراطاً في المشهد التكنولوجي، لا تقتصر على تصميم مواقع وتطبيقات لإعداد المحتوى الأساسي، والتي شهدنا على انتشارها مؤخراً. فمع أنّ هذه الأفكار التجارية تسدّ، من دون شك، فجوةً سواء في السوق العربية أو اللبنانية، إلاّ انّها تهمّش إمكاناتٍ أخرى تشكّل حالياً الجزء الأكبر من الطلب في الاقتصادات الأكثر تطوراً، مثل حلول استهلاك محتوىً تدعمها أحدث التقنيات والابتكارات.
والاستفادة من القوى العاملة المحلّية الماهرة في بناء منتَجاتٍ تستهدف الأسواق الأجنبية، من شأنها أن تنمّي الاقتصاد بما يكفي لتغيير اللعبة بأكملها. وهنا، قد يصبح المستثمرون أكثر استعداداً للانخراط في اللعبة.  هذه النقطة تحمل أهمّية خاصّة، لأنّه وبالطريقة التي تجري فيها الأمور اليوم، لا تنظر المصارف وغيرها من الجهات الفاعلة إلى ريادة الأعمال كمصدرٍ أساسيٍّ للرزق، وبالتالي فهي غالباً ما تعتمد موقف "إمّا أن تأخذ هذا العرض أو لا شيء".
الحقيقة هي أنّ القطاع المصرفي التقليدي قد لا يكون الأداة الأنسب في هذا الإطار، فهو في البلدان الأخرى التي تضم بيئات حاضنةً رياديةً ناجحةً يأتي في المرتبة الثانية.
--
 جوني حاصلٌ على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كامبريدج، وشهاداتٍ في هندسة الحاسوب والاتّصالات من جامعة ستانفورد والجامعة الأميركية في بيروت. شغل مناصب تقنية وإدارية واستشارية في شركات كبيرة وصغيرة في الولايات المتحدة وكندا. وإضافةً إلى تأليفه كتاباً عن الأعمال والإدارة، نشر مقالاته في مجلات تقنية ومواقع إخبارية عدّة، ويمتلك خمس براءات اختراع من الولايات المتحدة، كما انّه خبيرٌ معتمد في إدارة المشاريع.

'زوماتو'لتقييم المطاعم تحصل على 60 مليون دولار

$
0
0

حصل تطبيق المراجعات وتقييم للمطاعم، "زوماتو" Zomato، على 60 مليون دولار أميركيّ خلال جولة تمويلٍ بقيادة شركة الاستثمار السنغافورية "تيماسك" Temasek. وسوف يستخدم هذه المبالغ من المال لإدخال خدمته الجديدة لطلب الطعام عبر الإنترنت إلى الإمارات.
وشركة "زوماتو" التي يقع مقرّها الرئيسي في الهند، بنَت لنفسها تواجداً كبيراً في دول الخليج ولبنان منذ عام 2013. وحتّى الآن، تمكّنت من جمع 225 مليون دولار من المستثمِرين، ومن بينهم شركة الاستثمار الهندية "إنفو إيدج" Info Edge، و"سيكويا إنديا" Sequoia India و"في كابيتال" Vy Capital (التي شاركَت أيضاً في هذه الجولة).
وبعد جولة تمويلٍ في نيسان/أبريل الماضي بقيمة 50 مليون دولار، كانت قيمة هذه الشركة تُقدّر بمليار دولار. وفي بيانٍ له، قال رئيسها التنفيذي، ديبندر غويبال، إنّه "مع هذه الجولة، ومع تحوّل بعض أسواقنا إلى الربحية، فإنّ ‘زوماتو‘ الآن لديها رأسمال جيّد لعامَين على الأقلّ. ولقد أسعدتنا شراكة ‘تيماسك‘ معنا، كما أنّنا نتطلّع لبناء واحدةٍ من أكبر الشركات التكنولوجية التي تختصّ بالطعام في العالم."
وبحسب ما تمّ الإعلان عنه الإثنين، سوف تستخدم "زوماتو" الأموال لتطوير أعمالٍ جديدة في مجالات الطلب عبر الإنترنت، وحجز الطاولات، ونقاط البيع، ومنصّةً إلكترونية تُمَكّن الشركات من استخدام التقنية الخاصّة بالشركة لبناء تطبيقاتها وخدماتها عليها.
وعلى مدوّنة الشركة، قال المدير الماليّ، أوميش هورا، إنّ هذه الجولة سوف تسمح لهم بالتوسّع أكثر ضمن 22 بلداً يعملون فيها حالياً، كما وإلى بلدان جديدة. وقال إنّه "خلال الأسبوع الماضي وحسب، أطلقنا خدماتنا للطلب عبر الإنترنت في الإمارات، وقريباً سوف تنتقل إلى أستراليا وجنوب أفريقيا. وخلال الأشهر القليلة المقبلة، سوف نطلق خدمة ‘زوماتو بوك‘Zomato Book للحجوزات، ونظام نقاط البيع (POS) ‘زوماتو بايز‘ Zomato Base، ثمّ سنطرح منصّتنا ‘وايت لايبل‘ Whitelable في عدّة مناطق."
الاستثمارات القادمة من جنوب شرق آسيا
اهتمام "تيماسك" بشركة "زوماتو"، يُعدّ الاستثمار الأحدث من بين عدّة استثماراتٍ في المنطقة قامَت بها شركات استثمارٍ مُخاطِر قادمة من جنوب شرق آسيا.
فشركة الاستثمار المُخاطِر السنغافورية "هاتشر" Hatcher، تشاركَت مع "آي مينا" iMENA عام 2014 في إطار جولةٍ تمويلٍ أولى Series A لبوّابة الدفع التي تستقرّ في دبي، "تلر" Telr؛ وأيضاً عام 2012، أبدت شركة الاستثمار المُخاطِر الماليزية "فرونتيير ديجيتال فينتشرز"Frontier Digital Ventures اهتمامها بموقع "بروبرتي فايندر" PropertyFinder.ae.
و"زوماتو" التي كانَت قد أُطلِقَت في دبي عام 2013، أي بعد 7 سنواتٍ على تأسيسها عام 2008، تفوّقَت على أقرب منافسيها في ذلك الوقت وهو شركة "ياديج" YaDig. وبعدما أغلقَت هذه الأخيرة، راحَت "زوماتو" تدخل وتنافس في كلٍّ من الأسواق اللبنانية والقطرية والتركية.
يُذكَر أنّ السوق في المنطقة تشهد عدّة تطبيقاتٍ ومواقع إلكترونيةٍ رئيسية لطلب الطعام عبر الإنترنت، مثل "أطلب" Otlob في مصر، و"ديليفري هيرو" Delivery Hero في تركيا والمملوكة من "روكيت إنترنت" Rocket Internet، و"آي فود" iFood في الأردن.
-- 

رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على "تويتر" على @rwilliamson_.

7 تصوّرات من أكبر البيئات الحاضنة في المنطقة [إنفوجرافيك]

$
0
0
هل تعرف ما هو عدد الشركات الناشئة التي جاءَت من مصر والأردن ولبنان والإمارات؟
هل تعرف ما هي نسبة الذكور الذين أسّسوا شركاتٍ في هذه البلدان مقارنةً بالإناث؟
هل تعرف كم هو عدد المؤسِّسين الذين عملوا وراء البحار سابقاً قبل أن يعودوا إلى أوطانهم للانضمام إلى بلدان الشركات الناشئة في المنطقة؟
إذا لم تكن تعلم كلّ ذلك، فهذا لأنّك لم تقرأ بعد التقرير الذي أصدره "مختبر ومضة للأبحاث" WRL، بعنوان "تصوّرات من مصر، الأردن، لبنان والإمارات، تكشف توجّهات وتحدّيات توسّع الشركات الناشئة‎". جاء هذا التقرير ببعض الحقائق المدهشة، وفي المخطّط البيانيّ أدناه (إنفوجرافيك) قمنا بإيجاز سبعةٍ منها:

-- 
رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على "تويتر" على @rwilliamson_.

ما يجب أن تعرفه عن سلوك السعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي

$
0
0

لقطة من الفيديو الذي نُشر مع تقرير "ذي أونلاين بروجكت"
تستمرّ السعودية بالنموّ في طريقها لأن تصبح سوقاً يريد روّاد الأعمال الإقليميّون والعالميّون دخولها وفرض أنفسهم فيها، وفقاً لوكالة الإعلام الاجتماعي "ذي أونلاين بروجكت" The Online Project.
من الأمور التي جعلَت السوق السعودية مغريةً كما هي عليه الآن، هي شعبية "يوتيوب" Youtube الكبيرة في المملكة. فهذا العام، وصل "يوتيوب" لأن يصبح الموقع الثاني من حيث عدد الزيارات في هذا البلد بعد موقع "جوجل" Google للبحث، مع أكثر من 2.9 مليار مشاهدة فيديو حتّى نهاية تمّوز/يوليو.
قبل يومَين، أصدرَت وكالة الإعلام الاجتماعي الإقليمية "ذي أونلاين بروجكت"، المعروفة أيضاً بـ"توب" TOP (اختصار الأحرف الأولى للاسم بالإنجليزية)، تقريراً يقيّم مدى تغيّر سلوك المستخدِم السعوديّ على وسائل التواصل الاجتماعيّ خلال العامَين الماضيَين.
 وهذا التقرير الجديد الذي جاء كاستكمالٍ لتقرير سابقٍ عام 2013، حمل عنوان "إعادة تقديم المستخدم السعودي على الشبكات الاجتماعية". وبحث في شعبية كلٍّ من "يوتيوب" و"فايسبوك" Facebook و"تويتر" Twitter و"إنستغرام" Instagram في السعودية، كما سلّط الضوء على إحصائياتٍ وتغيّراتٍ تؤثّر في المشهد العام لوسائل الإعلام الاجتماعيّ.


بالإضافة إلى ذلك، نشرت "توب" دراسةً عبر الفيديو تقارن بين "يوتيوب" و"فايسبوك". فموقع "يوتيوب" يحظى بمعدّلات تفاعلٍ أكبر في السعودية، حتّى أكثر من تطبيق تشارك الصور الشهير "إنستغرام".
أمّا فيديوهات "فايسبوك"، فبالرغم من أنّها تنمو من حيث تفاعل المستخدِمين والأداء، إلّا أنّ "يوتيوب" ما زال يتفوّق من ناحية البحث عن الفيديوهات.
واستناداً إلى البيانات التي تمّ جمعها، أعادَت الدراسة تحديد الأنماط السلوكية الشائعة المرتبطة بالمستخدِم السعوديّ على شبكات الإعلام الاجتماعيّ، في عام 2015:

ما زال موقع "فايسبوك" منصّة التواصل الاجتماعيّ الأكبر من حيث عدد المستخدِمين، في حين تخطّاه "تويتر" من حيث النموّ بنسبة 25% خلال العامَين الماضيَين.
تفضيل السعوديين للترفيه على مواقع التواصل الاجتماعيّ تحوّل إلى منصّاتٍ ناشئةٍ مثل "إنستغرام" و"سناب شات" SnapChat.
الفيديوهات المنشورة عبر الإنترنت أصبحَت المحتوى الأكثر استهلاكاً على جميع المنصّات، خصوصاً على "فايسبوك" و"إنستغرام".
العروض الكوميدية والرياضة، هي الفئات الأكثر شعبيةً بين الفيديوهات المشاهَدة على الإنترنت.

في حين بقي "يوتيوب" الموقع الأوّل لمشاركة الفيديوهات، إلّا أنّ نموّ الفيديوهات على "فايسبوك" و"إنستغرام" ساهم في زيادة التفاعل أكثر مع مجال الفيديوهات ككلّ. وفي هذا الوقت، لم يعد المحتوى المصوّر بطريقة الفيديو حكراً على "يوتيوب"، كما أنّ الوسوم hashtags باتت شعبيةً على "إنستغرام" كما هي على "تويتر".
بياناتٌ ورؤى
"يوتيوب" هي الشبكة الأكثر جذباً، بحيث شهدت زيادةً بنسبة 130% من ناحية المشتركين في القنوات (600 ألف)، بالمقارنة مع عام 2013. ويصل معدّل مشاهدات الفيديو الواحد إلى 105900 مشاهدة، في حين تنشر القنوات الثلاثين الأولى في السعودية مرّتَين في الشهر مع ما معدّله 4:13 دقيقة لكلّ فيديو.
بالإضافة إلى ذلك، أضاء التقرير على كيفية صعود "فايسبوك" ليصبح الموقع الرابع من حيث عدد الزيارات في السعودية، وازدياد عدد مستخدِميه من 7.8 ملايين (عام 2013) إلى 11 مليوناً هذا العام. وهؤلاء المستخدمون الذين بمعظمهم من الذكور، يشكّل المغتربون 3.2 ملايين منهم.
من جهةٍ ثانية، مقابل كلّ 6 فيديوهاتٍ منشورةٍ على "فايسبوك"، يوجد 8 روابط لفيديوهاتٍ من "يوتيوب" يتمّ نشرها على "فايسبوك". كما أنّ التفاعل الذي يلقاه الفيديو الذي يُنشَر مباشرةً على "فايسبوك"، أكثر بمرّتَين من التفاعل الذي تلقاه روابط "يوتيوب".
هذا وبينما تتساوى الواجهة الإنجليزية لـ"فايسبوك" مع الواجهة العربية، فإنّ اللغة العربية هي الأكثر استعمالاً للنشر، كما أنّ التفاعل مع المحتوى العربي يساوي تقريباً 8 أضعاف التفاعل مع المحتوى الإنجليزي. وفي حين تشكّل نسبة مستخدِمي "فايسبوك" على نظام "أندرويد" Android 48%، لا تتعدّى نسبة المستخدِمين على "آي أو إس" iOS 11%.
"تويتر" هو الموقع الخامس من حيث عدد الزيارات في السعودية، وينشط عليه نحو 9 ملايين مستخدِمٍ حتّى منتصف عام 2015. وهؤلاء، 27% منهم لم يكتبوا نبذةً تعريفيةً عنهم، و16% منهم يستعملون صورة ‘البيضة‘ التي يضعها "تويتر" لكلّ حسابٍ جديد مكان صورتهم الشخصية. أمّا نسبة التغريد للمستخدِم الواحد، فتبلغ معدّل 5 مرّاتٍ في اليوم.
شهد "إنساغرام" تصاعداً سريعاً واكتسب زخماً حتّى أصبع يحظى بالشعبية نفسها التي يمتلكها "تويتر"، وبات لديه 8.8 ملايين مستخدمٍ نشطٍ، حتّى منتصف 2015. ويبلغ معدّل عدد متابعي المستخدِم السعودي 288 متابعاً، ومعدّل من يتابعهم 511 مستخدِماً، وينشر ما معدّله 12 مشاركةً في الأسبوع.
وفي حين تتساوى المنشورات على "إنستغرام" في السعودية بين صوَر وفيديوهات، غير أنّ الفيديوهات تحظى بنسبة 73% من التفاعل.
وبالنسبة لأوقات التفاعل، فإنّ السعوديين ينشطون على "فايسبوك" بين الساعة السابعة والعاشرة مساءً، ويكون الخميس هو اليوم الأكثر نشاطاً في الأسبوع. وعلى "تويتر"، ينشطون بين التاسعة مساءً ومنصف الليل، واليوم الأكثر تفاعلاً هو السبت. أمّا على "إنستغرام"، فينشط المستخدِمون السعوديون أكثر بين السادسة والتاسعة مساءً، في حين تكون أيّام الخميس هي الأكثر نشاطاً.
ومن الجدير ذكره أنّه للحصول على كلّ هذه البيانات التي وردَت في الدراسة، عملَت "توب" على جمع البيانات وتتبّع التغريدات والتعليقات والإعجابات والمشاركات، معتمدةً على لوحات تحكّمٍ وأدواتٍ مطوَّرةٍ داخل المؤسّسة وعلى معالجتها يدويّاً.
--

مايا هي مديرة التحرير في ومضة. يمكنك الاتصال بها عبر البريد الالكتروني maya[AT] wamda.com، عبر "تويتر" @RahalMaya، أو"لينكد إن"، أو "غوغل بلاس".

التمويل، الفريق، المنتج: أفكار ورؤى من 'ميكس أن منتور'بيروت

$
0
0

حتّى أكثر الأفكار إبداعاً احتاج إلى القليل من المساعدة. (الصور من "ومضة"، سام فاخوري)
بغضّ النظر عن العاصفة الرملية التي كانت تقترب بسرعة، لقد حصلنا في "ميكس أن منتور" بيروت Mix N’ Mentor على بعض الأفكار القيّمة، عندما كان المرشدون القادمون من شركاتٍ ناشئةٍ ناجحةٍ ومن مسرّعات أعمال وشركات استثمار يستمعون إلى استفسارات روّاد الأعمال بشأن شركاتهم الناشئة.
وإليكم بعض ما تعلّمناه.
نموّ عدد المستخدِمين يكمن في خدمة العملاء
غالباً ما تشكّل أعداد المستخدِمين عامل قلقٍ بالنسبة للشركات الناشئة، فإذا لم تكن تحصل على 5 آلاف زبونٍ يكرّرون الشراء من عندك، خلال الأشهر الستّة الأولى، فأنت لست في حالٍ جيّدة.
ولكن، في بداية الأمر عليك أن تعرف من هو المستخدِم، إذ ينبغي أوّلاً أن يتمّ تحديد أيّ فئةٍ من المستخدِمين تريد الشركة الناشئة استهدافه، وذلك بحسب العمر أو الجنس أو الخلفية. وبعدما تعرف مَن تريد من المستخدِمين، يصبح من الأسهل استهدافهم. وعلى خطٍّ موازٍ، عندما يتعلّق الأمر باستهداف المستخدِمين، على الشركات الناشئة أن تتعامل مع فئةٍ كاملةٍ من المجتمع في وقتٍ واحد.
قد يكون مفهوم ‘النوعية وليس الكمّية‘ كلاسيكياً، ولكن يمكن الركون إليه لسببٍ وجيه. فبالنسبة إلى القيام بخطواتٍ لجذب المستخدِمين، أعرب زياد طرابلسي من "فايسبوك" Facebook عن امتعاضه من إسراف الشركات الناشئة في النشر على وسائل التواصل الاجتماعيّ. وبعدما أخبر الجالسين معه على الطاولة المستديرة برفضه المطلَق لصور وفيديوهات الـ"ميمس" Memes، قال لهم: "اقضوا وقتكم على إعلامٍ ذي جودة."
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ تقديم ما ‘تبيعونه‘ بأحسن صورةٍ يعتبَر أساسياً لزيادة أرقام المستخدِمين. وقال هيرفيه كوفيليه من "ليب فينتشر" Leap Venture إنّ هذا قد يكون أساس المشكلة التي تعاني منها، مضيفاً أنّه "إذا استطعتَ الحصول على ألف [مستخدِم]، فهذا يعني أنك تستطيع الحصول على 10 آلاف."

فادي غندور من "ومضة كابيتال" يشارك خبراته مع روّاد الأعمال الشباب.
بناء الفريق
خلف بعض المهام مثل الحصول على التمويل وتطوير المنتَج، غالباً ما تقف مجموعةٌ من الأشخاص الذين يقومون بهذه الأعمال. وبالتالي، من أسس الشركة الناشئة الناجحة هو وجود فريق عملٍ جيّد - فإذا لم يكن لديك فريقٌ لن يعطيك أحدٌ المال.
خلال واحدةٍ من جلسات النقاش، قال فادي غندور من "ومضة كابيتال" Wamda Capital إنّ جزءاً من العثور على الأشخاص المناسبين لتوظيفهم يكمن في الثقافة والمهارات والعقلية. وأضاف أنّ الخرّيجين الجدد قد يشكّلون حلّاً في سبيل أن يكون لديك قوى عاملة تتبنّى الثقافة التي تريدها لشركتك الناشئة.
وبدوره، قام إد روبرتو من "تك ستارز" Techstars بالإشارة إلى أهمّية العلاقات بالنسبة إلى اختيار الأشخاص الذين تريدهم أن يعملوا معك، وقال إنّه "ينبغي التفكير مليّاً بما يمكن لهذا الشخص أن يقدّمه [للعلاقة]."
في هذا السياق، تمّ التأكيد أيضاً على أهمّية الشريك المؤسِّس؛ فمَن يريد أن يكون وحيداً أثناء تأسيس شركته؟ ومن جهةٍ أخرى، قال البعض إنّ إعطاء الموظّفين أسهماً في الشركة قد يكون وسيلةً رائعةً لتحفيز الموظّفين.
في كلّ الأحوال، عليك أن تعمل جاهداً سواء كنت تريد أو تحتاج ضمّ بعض الأشخاص لشركتك الناشئة.

نيكولاس ويلسون من "فايسبوك" وعبد آغا من "فاين لاب" يناقشان مسائل نموّ عدد المستخدِمين.
إذا بنيتها، سوف يأتون
توسيع الشركة، توسّعها، إنضاجها؛ مهما أردتَ تسمية عملية نموّ شركتك الناشئة، فإنّ القيام بهذه العملية يُعتبَر مصدر قلقٍ كبيرٍ لمَن يريدون الانطلاق والبدء بتجربة الشعبية الحقيقية.
في المقام الأوّل، عليك التركيز على ما تبيعه بالضبط. فالشركة الناشئة تكون قبل انطلاقها عبارةً عن 10 أفكار مختلفة ومثيرة، ولكن للنجاح فعلاً عليك التركيز على فكرةٍ واحدةٍ.
وحتّى عندما تكون في مرحلة بناء المجتمع الخاصّ بشركتك، ينبغي أن يكون لديك نموذج عملٍ قائم. كما أنّه من المهمّ أيضاً وجود نموذجٍ محدّدٍ لتحقيق الأرباح تثق به، وإذا تأخّرتَ في تنفيذه يجيب أن يكون لديك جوابٌ مقنعٌ لذلك.
بعد ذلك، لا تضيّع الوقت عندما تريد إطلاق المنتَج، فبحسب إدي مارون من "أنغامي" Anghami، "عليك إطلاق منتَجك في أقرب وقت، خصوصاً أنّك لن تعرف تماماً كيف سيتمّ استقباله وكيف سيعمل."
ومن جهته، أوصى روبرتو من "تك ستار" بالتفكير في كيفية العمل على مضاعفة عملك كلّ عام، مضيفاً أنّه "يجب أن تركّز على المهارات التي تحتاجها [لتحقيق ذلك]."
أمّا إذا كنت تريد النموّ في بلدك أو في المنطقة، فعليك أن تسافر. وقال حسن حيدر من "500 ستارتبس" 500Startups، إنّه "يجب أن تُجري المزيد من الاجتماعات. ليس بالضرورة أن تغادر لبنان، بل أن تقضي مزيداً من الوقت في التحدّث إلى العملاء."
في حين شدّد بعض المرشدين على ضرورة الانفتاح على التغيير، غير أنّ تعلّم القول ‘لا!‘ هو أمرٌ مهمّ. فوظيفة رائد الأعمال تقوم على القول ‘لا‘ أكثر من القول ‘نعم‘، سواء كان ذلك لأفكاره الخاصّة أم لأفكار الآخرين. قلْ ‘لا‘، وحسب.

نصائح من "ومضة كابيتال" وليب فينتشرز" حول الحصول على تمويل.
المال من مصادر متعدّدة
المال مهمٌّ حقّاً، فهو يمكنه بالفعل مساعدة الشركات الناشئة على الإقلاع.
ولكن..
لا تسأل عن التمويل باكراً جدّاً، خصوصاً إذا كنت لا تزال في مرحلة الأفكار وليس لديك زبائن، كما قال وليد فزع من "ومضة كابيتال"، مضيفاً أنّه "ينبغي عليك تحديد مستوى التفاعل، ومعرفة تناسب المنتَج مع السوق، وإيلاء الاهتمام للثغرة التي تعمل على سدّها، ومعرفة من هو المستخدِم الرئيسيّ لديك."
ما يجذب المستثمِرين حقّاً، هو رائد الأعمال الذي يمتلك خطّة؛ إلى أين تمضي الشركة؟ كيف تعتزم تنميتها؟ وكما قال روبرتو، إنّ المستثمِر يسأل دائماً: "هل ستصل الشركة إلى مرحلة الصفقات الكبرى؟"
من ناحيةٍ أخرى، حتّى لو لم تستفِد الشركة الناشئة من مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs لديها، فإنّ المستثمِر غالباً ما يهتمّ بفريق المؤسِّسين أكثر من المقاييس الرئيسية. "هذه الأمور مهمّةٌ جدّاً، ولكن هذا هو الوضع الذي يكون فيه المستثمِر الاستراتيجيّ مهمّاً أيضاً،" بحسب فزع الذي أشار إلى أنّ "المال موجودٌ أينما كان، ولكنّك في الحقيقة تحتاج إلى العثور على المستثمِر الذي تعرف أنّه سيكون بمثابة دليلٍ لك."
ومن الأمور التي نصح بها المرشدون بشدّةٍ أيضاً، كان الاعتماد على المال الشخصيّ، خصوصاً في مراحل التمويل التأسيسيّ. فقال أوزان سونميز من "جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية" KAUST، إنّه "عليك إنفاق مالِك الشخصيّ، وبناء منتَجك، واكتساب مستخدِمين يدفعون المال؛ ومن ثمّ سوف تصبح جيّداً بالنسبة إلى المستثمِرين."
ولأنّه في بعض الأحيان، قد يكون المال الكثير فكرةً سيّئةً خصوصاً لأولئك الذين ما زالوا في المرحلة التأسيسية، فإنّه من المستحسَن أن تحصل على أقلّ ما يمكنك من المال اللازم للانتقال إلى المرحلة التالية؛ فأنت تحتاج أوّلاً إلى العملاء والمنتَج.
في هذا الإطار، إنّ شركات الاستثمار المُخاطِر ليسَت دائماً الخيار الوحيد للحصول على المال. وبدلاً من ذلك، يمكنك التواصل مع موزّعي المنتَج أو مع زبونٍ يحبّ المنتَج ويرغب فعلاً في المشاركة.
إذا كنت قد شاركتَ بالفعل في "ميكس أن منتور" وتريد مشاركتنا بعض الأفكار القيّمة، نرجو أن تضيفها في قسم التعليقات أدناه.
--

لوسي نايت صحفية مستقلة ومحرّرة اللغة الانجليزية في "ومضة". تواصل معها على "تويتر" عبر  @LucytheKnight أو عبر البريد الإلكتروني على lucy.knight [at] wamda [dot] comt

وأخيراً تفاصيل استحواذ 'أوليكس'العالمية على 'دوبيزل'

$
0
0
طالعتنا شاشات التلفاز في المنطقة العربية منذ بضعة أسابيع بإعلانٍ يقول إنّ "دوبيزل" Dubizzle، منصّة بيع الأغراض المستخدمة على الانترنت، غيّرت علامتها التجارية إلى "أوليكس" OLX.
يأتي هذا الخبر في إطار صفقة استحواذ، لم يرد عبد الله طوقان، مدير أول العلاقات العامة في "دوبيزل"، الكشف عن تفاصيلها خلال حواره مع "ومضة".
عبد الله طوقان في حفل إعلان استحواذ "أولكيس" على "دوبيزل" الصورة لإيمان مصطفى)
يترافق إعلان الاستحواذ مع استبدال العلامة العالمية لـ"دوبيزل" في 10 أسواق عربية – باستثناء الإمارات، السوق الأقدم للمنصة حيث و40% من السكان يدخلون الموقع اسبوعيًا ويمكثون على صفحاته 20 دقيقة في المتوسط، "ما يجعل من تغيير العلامة هناك أمرًا صعبًا"، يضيف طوقان.
يأتي الإعلان بعد عامَين على بداية ظهور عبارة "دوبيزل إحدى شركات أوليكس" على موقع "دوبيزل" سابقًا، "في محاولة للتمهيد للمستخدم تغيير الاسم"، وفقًا لطوقان.
القاسم المشترك: "ناسبرز"
كان الأمريكيّان جاي سي باتلر وسيم واتلي قد أسّسا "دوبيزل" في الإمارات منذ 10 سنوات، ثمّ تنحّيا عن منصبَيهما وعادا إلى الولايات المتحدة في 2013، بعدما استحوذت MIH على 51% من الأسهم، وهي شركة فرعية تابعة لشركة "ناسبرز" Naspers متعدّدة الجنسيات في جنوب إفريقيا. وتعمل "دوبيزل" الآن في كلِ من مصر والجزائر والبحرين والسعودية ولبنان والأردن والكويت وعُمان وقطر وتونس.  
أما "أوليكس" فهي منصّة إعلانات مبوبة عالمية، لبيع الأغراض المستعملة، تملكها "ناسبرز" أيضاً، وقد تأسّست عام 2006. ويصل عدد المستخدمين الناشطين على "أوليكس" إلى 240 مليون مستخدم مع أكثر من 17 مليار عملية تصفح شهرياً. كما وتتواجد في 106 بلد حول العالم كالهند والبرازيل وكينيا وبولندا وإندونيسيا.
"تسعى "أوليكس" العالمية لدخول المنطقة منذ وقت طويل، وبرغم أنها  تعمل مع "دوبيزل" منذ عامَين، إلا أنّها قررت الإعلان الآن عن الاستحواذ، "بعدما أثبتت لنا دراسات الأسواق العربية العشرة أنها مستعدة لعلامة جديدة وأن ثقافة بيع الأغراض المستعملة أصبحت تتمتع بأرض صلبة، إذ شريحة من العرب تنظر لمسألة بيع الأغراض المستعملة كأمر مخزٍ،" يقول طوقان.
كما ويرى القائمون على "أوليكس" أن نشر ثقافة بيع الأغراض المستعملة نجح بشكل كبير في خدمة الهدف الأكبر للشركة وهو خلق حالة من الرواج الاقتصادي المحلي بين قاطني دول المنطقة، فيما يُعرف بالاقتصاد التعاوني.
مصر أكبر أسواق "دوبيزل"
تشهد المنصة شهريًا 3 ملايين إعلان، و90 مليون عملية بحث. وفي 2014، بلغت معدلات الإعلانات على المنصة من مصر فقط 3 ملايين و700 ألف إعلان، منهم مليون و500 ألف إعلان بقسم السيارات. زهذا ما دفع التخطيط الحالي للشركة في مصر للتركيز على قسم السيارات باعتباره الأكثر رواجًا.
ويأتي 8 ملايين زيارة شهرية لمنصة "أوليكس" من مصر فقط، من إجمالي 13,5 مليون زيارة من المنطقة بأكلمها،" كما يقول طوقان. وبرغم عدم وجود دراسة قاطعة حول حجم المعاملات التي شهدتها "دوبيزل" في السوق المصرية، نظرًا لإتمام جميع عمليات البيع "أوفلاين" [بدون إنترنت]، إلا أنّ طوقان يقدّرها بـ21 مليار جنيه مصري (حوالي ملياري دولار أميركي) خلال العاميّن الماضييّن.
لعلّ التحدّيات الاقتصادية للمستهلك المصري، المتمثلة في انخفاض الرواتب والغلاء المستمر في أسعار السلع الجديدة، هي السر وراء نجاح فكرة وجود منصّةٍ لعرض الأغراض المستعملة للبيع.
من جهةٍ ثانية، ثمّة تركيز كبير على أن تكون كلّ الخبرات والكوادر المستعان بها في مكتب "أوليكس" مصر من أبناء البلد. هذا ما أكّده طوقان، مشيرًا إلى أن الخبرات العالمية لن تتمكّن ابدًا من تحديد احتياجات المستخدم والتعامل معها، وأنّ المهمّة تحتاج إلى أبناء البيئة والثقافة نفسها.
أمّا على صعيد المنطقة، ستولي "أوليكس" اهتمامًا أكبر للتطبيق بنظامَي التشغيل "أندرويد" و"iOS"، مستندةً في ذلك إلى دراسة أجرتها "جوجل" العام الماضي، تشير إلى أنّ نسبة استخدام الهواتف الذكية في عمليات البحث بين المستخدمين في دول الخليج قد ارتفعت بشكلٍ ملحوظ، لتصل إلى 42% من إجمالي عمليات البحث في المنطقة. كما أنّ 55% من عمليات البحث على "أوليكس" تتمّ عبر المحمول.
عبد الله طوقان، مدير أول علاقات عامة في "أوليكس"، في حوارٍ مع "ومضة".
منهجية "أوليكس" في التسويق والتخطيط
يؤكد أحمد جهيني مدير التسويق لدى"دوبيزل" أنّه بالرغم من إتاحة العمليات على "أوليكس" مجانًا لجميع مستخدمي المنطقة، يعتزم القائمون على الشركة التحوّل تدريجيًا إلى نظام العمولة على الإعلانات، على أن تكون البداية من خلال معارض السيارات. ولكن قد يستغرق ذلك عامًا أو أكثر، علمًا أن سياسة التسعير ستكون محفّزةً للمستخدمين، ومبنيةً على دراسات متأنية لأوضاع السوق المحلية في كل بلد.
وتابع جهيني قائلاً إنّ "منهج التسويق في الشركة يأخذ زاوية 360 درجة، إذ نكثّف دائمًا حملاتنا على شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إعلانات التلفزيون والراديو وإعلانات الشارع، لنضمن الوصول لكل الشرائح والثقافات".
وعلى ما يبدو، فإنّ فوبيا الدفع الإلكتروني لاتزال تسيطر على سكان المنطقة. إذ أكد طوقان أن نموذج العمل لن يتحول أبدًا إلى التجارة الالكترونية بشكلها التقليدي. "لن نغير منهجيتنا ولا مسارنا، ولن نفتح مجال الدفع الالكتروني، سنظل نعرض الإعلانات أونلاين [عبر الإنترنت]، على أن تتم عملية الدفع أوفلاين [بدون إنترنت]".
كيف أصبح المناخ الاستثماري بالمنطقة؟
"قد يكون استحواذ شركة عالمية على شركة عربية أمرًا عاديًا في القطاع الريادي، ويحدث باستمرار ضمن استراتيجيات صفقات البيع exit التي يضعها مؤسّسو أيّ شركةٍ ناشئة. وقد سمعنا في السنوات الأخيرة عن أرقام ضخمة استثمرتها شركاتٌ عالميةٌ في قطاعات التجارة الإلكترونية والإعلانات المبوّبة في المنطقة". هكذا علّق محمد خرطبيل، خبير التسويق الإلكتروني،  والشريك المؤسّس لقمّة "أفيلييت العرب" السنوية، والمستثمر في "عربي أدز" Arabyads للحلول الإعلانية، على استحواذ "أوليكس" على "دوبيزل".
وإذ يرى خرطبيل أنّ السوق العربية أصبحت جاذبًة للاستثمارت العالمية، وصف مصر بأنّها "أهمّ الأسواق العربية في قطاعات التقنية والتجارة الإلكترونية في الوقت الحالي". كما أشار إلى استحواذ "أوليكس" بأنّه "أحد أبرز المحطات الفارقة في ضخ الاستثمارات إلى المنطقة، ولاسيما أنه يأتي من شركة عالمية تدخل السوق العربية للمرّة الأولى، وهي الآن تحظى بمكاتب في 10 بلدان عربية مختلفة دفعة واحدة".
---
إيمان مصطفى، صحافية مولعة بجديد التكنولوجيا وعالم الأعمال الريادية، تكتب لمؤسسة "أرقام وأرقام ديجيتال"، يمكنكم التواصل معها على إيميل eman.wamda[at]gmail[dot]com، أو متابعتها على تويتر @EmanMos24674178.

التطبيب عن بُعد في الشرق الأوسط: آن أوانه

$
0
0

آن الأوان. (الصورة من CommsMEA)
دخل فريق من الأطباء الفرنسيين والأميركيين في نيويورك، عام 2001، كتب التاريخ لدى إخضاعهم مريضاً للجراحة عن بعد في ستراسبورج في فرنسا، بالاعتماد على إرسال النطاق العريض broadband transmission وروبوت جراحيّ يُدعى "زوس" Zeus. هذه العملية الجراحية التاريخية العابرة للمحيطات، والتي تُعرف بعملية "لينبرج" Lindbergh، نقلَت التطبيب عن بعد من الخيال العلمي إلى الواقع الملموس.
تعرّف "الجمعية الأميركية للتطبيب عن بعد" American Telemedicine Association التطبيب عن بعد بأنّه استخدام المعلومات الطبية المنقولة من موقعٍ إلى آخر، من خلال الاتّصالات الإلكترونية لتحسين حالة المريض الصحّية السريرية.
غالباً ما يُشار إلى هذه الممارسة على أنّها الرعاية الصحية عن بعد telehealth، وهي تتضمّن مجموعةً متناميةً من التطبيقات والخدمات التي تَستخدِم الاتّصال بالفيديو ثنائيّ الاتّجاه، والبريد الإلكتروني، والهواتف الذكية، والأجهزة القابلة للارتداء، والأدوات اللاسلكية، وغيرها من أشكال تكنولوجيا الاتّصالات.

ويقول جون نوستا (إلى اليمين)، وهو من أكبر مناصري الرعاية الصحّية الرقمية في العالم وعضو في مجلس "جوجل الطبي" Google Health الاستشاري، إنّ "التطبيب عن بعد ليس بالأمر الجديد".
ويتابع قائلاً إنّه "عندما أصبح الهاتف جهازاً منزلياً شائع الاستخدام، بدأ المرضى يستخدمونه للتكلّم مع طبيبهم بدلاً من الذهاب إلى عيادته أو الطلب منه أن يزورهم في المنزل. التلفون هو تكنولوجيا، والتكلّم هو شكلٌ من أشكال الرعاية؛ ومعاً، يشكّلان التطبيب عن بعد".
هذه التطبيقات بإمكانها أن تتضمّن نوعَين من الاتّصالات: إمّا في الوقت الحقيقي (الاتصالات المتزامنة)، كما يحصل عند استشارة اختصاصيٍّ عن بعد أو الخضوع لتعلّم الطبّ باستمرار؛ أو تبادل الرسائل store-and-forward (الاتّصالات غير المتزامنة)، حيث يتمّ نقل البيانات الرقمية إلى طبيبٍ من أجل من الحصول على مُدخَلاتٍ إضافية للتشخيص.
حقبة جديدة في حياة الطب؟
لم يشهد الاعتماد على التطبيب عن بُعد الزخم فعلياً سوى في أوائل العقد الراهن. وتشير بحوثٌ حديثةٌ إلى أنّه من المنتظَر أن تبلغ قيمة سوق التطبيب عن بُعد العالمية 27 مليار دولار في عام 2016، بمعدّل نموٍّ سنويٍّ يبلغ 18.5 بالمئة؛ وأن يصل عدد المرضى الذي يلجؤون إلى التطبيب عن بُعد إلى سبعة ملايين، بحلول العام 2018.
وبدورها، قامت مؤسَّسة البحوث "كالوراما إنفورمايشن" Kalorama Information بإدراج التطبيب عن بُعد على قائمة التوجّهات الخمسة الأبرز في المجال الصحي للعام، في حين توقّعَت "أي دي سي هيلث إنسايتس"IDC Health Insights أن 65% من المعاملات مع المنظّمات المعنية بالصحّة سوف تتمّ عبر الهاتف النقّال بحلول عام 2018.
هذه الأرقام المذهلة تبدو نتيجةً ثانويةً لتزايد التوجّه العام نحو نماذج رعايةٍ صحّيةٍ مبتكرة، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والتطوّرات السريعة في الاتّصالات عبر شبكة الإنترنت والهاتف النقال والتكنولوجيا الرقمية، إلى جانب انتشار ثقافةٍ معاصرةٍ شديدة الاتّصال تتمحور حول الخدمات المصمَّمة حسب الطلب.
ويشرح نوستا قائلاً إنّ "الأطباء يهدرون الكثير من وقتهم مع مرضى لا يحتاجون فعلاً إلى أن يزوروا العيادة. وفي هذه الحالة، يكفي تبادل الرسائل أو القيام باستشارةٍ سريعة عبر الفيديو لتشخيص حالة زكام العاديّ، ما يتيح أمام الطبيب وقتاً لمعاينة عدّة مرضى آخرين لمسائل روتينية، أو تكريس وقته لمعاينة حالاتٍ أصعب بنفسه".
الكلام عن التطبيب عن بُعد يُحدِث ضجّةً حالياً في أروقة المستشفيات وأوساط المستثمِرين في أميركا الشمالية، حيث تنضمّ بعضٌ من أكبر شركات التأمين فيها بكلّ جهوزيةٍ إلى هذه الحركة، ونذكر منها على سبيل المثال الرئيس التنفيذي السابق لـ "آبل" Apple، جون سكالي الذي، يدعم "أم دي لايف" MDLive؛ و"جوجل" Google التي أطلقَت مشروعاً تجريبياً للرعاية الصحية عن بعد.
واليوم، بات بإمكان أطبّاء الأمراض العصبية أن يشرفوا على ضحايا السكتة الدماغية من أجل القيام بتشخيصٍ فوريّ قد ينقذ حياتهم، كما يمكن للمرضى الذي يتعافون من عمليةٍ جراحيةٍ في المنزل أن يطلبوا اتصالاً إلكترونياً عبر الفيديو مع طبيبهم الجرّاح.
التأثيرات الإقليمية للرعاية الصحية عن بُعد
في الشرق الأوسط، وبخاصّةٍ في اقتصادات النفط في الخليج العربي، حصد التطبيب عن بُعد الكثير من الدعم سواء من الحكومات أو من القطاع الخاص، وقد انبثق عنه عددٌ صغيرٌ إنمّا واعدٌ من قصص النجاح.
براين دي فرانشيسكا (إلى اليسار)، مؤسِّس "فير تو ديجيتال مديسين" Ver2 Digital Medicine القائمة في دبي والتي تقدّم خدماتٍ طبيةً رقميةً متكاملة، يقول: "نحن نمرّ في مرحلةٍ انتقاليةٍ ملفتةٍ في عالم الطبّ بفضل النموّ الكبير الذي تشهده الحوسبة المعرفية والتحاليل واتّصال النطاق العريض الموجود في كلّ مكان".

ويضيف هذا الأميركيّ الذي شغل في السابق منصب الرئيس التنفيذي لدى "مستشفى جونز هوبكنز الطبية الدولية"Johns Hopkins Medicine International، إنّه "بعد عشرين سنة، لن نعود نجري هذا الحديث أصلاً. لن نعود نسمّي هذه الأمور بالطب الرقميّ والتطبيب عن بُعد والصحّة عبر الأجهزة الجوّالة وغيرها من الأسماء، بل سنسمّيها كلّها ‘الطبّ‘، إذ ستصبح هي العرف السائد".
 
العناية بالشعوب التي تعاني حرماناً شديداً
من الركائز الأساسية التي يستند إليها التطبيب عن بعد تقديم رعايةٍ أفضل للمناطق المحرومة والنائية. وفي هذا الصدد، يقول المصرفيّ السابق في مجال الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية، أشخان عبد الملك (الصورة أدناه): "نودّ تأمين الرعاية الصحية لما يقارب مليار نسمةٍ في بعض من أكثر المناطق فقراً في العالم".
عبد الملك الذي أسّس "عالم هيلث" AlemHeath القائمة في دبي والمدعومة من "ستارتب هيلث" Startup Health، يرى أنّ هذه الشركة اليافعة ستعالج الهوّة المتزايدة في توفير الرعاية الصحّية ذات الجودة العالية في الدول النامية والمناطق التي مزّقتها الحرب. ولذا يؤكّد أنّه "في العراق وأفغانستان، تبلغ نسبة الأطباء إلى المرضى 1% مقارنةً بتلك الموجودة في البلدان المتطوّرة، وربما تكون النسبة أسوأ من ذلك بكثيرٍ في بعض المناطق. يسافر أفغانٌ كثيرون إلى الهند فقط للحصول على الرعاية الطبّية المعتادة. لذلك لا يمكن إنكار حاجة السوق والدعوة الإنسانية للعمل في هذا الاتّجاه".
تعمل "عالم هيلث" على نهجٍ للتطبيب والتشخيص عن بُعد منخفض التكلفة ولا يحتاج إلى إنترنت سريع، ويُعتَبَر مثالياً للمناطق ذات الموارد المحدودة أو المناطق الريفية في البلدان شبه المتقدّمة.

نموذج "عالم هيلث" لوصل المرضى بالأطباء.
هذه الخدمة التي تصل مؤسَّسات ومقدّمي الرعاية الصحّية - في الاقتصادات ذات الموارد المحدودة -  بشبكةٍ عالمية من الاختصاصيّين المعتمَدين، تجمع عدداً متزايداً من المشتركين، ما يزيد من إيراداتها بسرعةٍ كبيرة.

ويقول عبد الملك: "لقد أوصلنا خدمات التطبيب عن بُعد إلى المستشفيات والعيادات في كابول [في أفغانستان]، ونحن نتطلّع لتوسيع نطاق عملياتنا إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجنوب شرق آسيا. نريد أن نتواجد في أيّ مكانٍ تبرز فيه حاجةٌ إنسانيةٌ للرعاية الصحّية الراقية".
أداة لتعميم التعليم الطبي
إنّ السرعة التي يتيح بها التطبيب عن بُعد نقل التعليم أو التشخيص الراقيَين عبر الحدود، تجعله أداةً ممتازةً لتعزيز الصحّة عالمياً، وفقاً لدي فرانشيسكا الذي قاد برامج تعليمية طبّية عن بُعد في الماضي. كما يشرح هذا الأخير قائلاً إنّ "تخريج عامِلِين مؤهّلين في المجال الطبّي حاجةٌ دائمةٌ لدى أنظمة الرعاية الصحّية في أنحاء العالم، غير أنّ النفاذ إلى التعليم الطبّي المستمرّ بشأن أحدث البحوث والممارسات يتعذّر أحياناً بسبب كلفته الباهظة".
والحل الذي يقدمه؟ برنامج تعليم بسيط عبر الاتصال بالفيديو يصل الطلاب باختصاصيي الطب.
مراقبة البيانات الصحية لإنقاذ الأرواح
بإمكان التطبيب عن بُعد أن يخفّض أيضاً التكاليف وأن يحسّن النتائج عبر مراقبة المرضى الذين يعانون من ظروف مزمنة عن بعد.
رائد الأعمال اللبناني، زياد سنكري (إلى اليمين)، أنشأ "كارديو دياجنوستيكس" CardioDiagnostics بعد وفاة والده المفاجئة بسبب عدم قدرته على تلقّي العناية الفائقة لدى تعرّضه لنوبة قلبية.
وتابع سنكري علمه في الهندسة في الولايات المتحدة، ثمّ عاد إلى لبنان ليطلق هذه الشركة الناشئة التي تعنى بتقنيات قياس معلومات القلب. وبعد ذلك، فاز بجائزة المرتبة الأولى في عام 2011 في مسابقة "الابتكار العالمي من خلال العلوم والتكنولوجيا" (GIST) التي تنظمها وزارة الخارجية الأميركية.
وتقول جوانا الخوري، مديرة تطوير أعمال الشركة، إنّها "الشركة الأولى التي تطوّر تكنولوجيا تجارية لقياس معلومات القلب عن بُعد. يتمحور تركيزها حول قياس معلومات القلب عن بعد من خلال الهاتف الجوال، ونحن ننتقل الآن من مجال التشخيص إلى مجال الأجهزة القابلة للارتداء لإتاحة الرعاية الوقائية أيضاً".
تبدو "كارديو دياجنوستيكس" الآن محطّ أنظار ساحة التكنولوجيا الطبية العالمية والإقليمية، فبعدما زار سنكري البيت الأبيض مؤخّراً لتلقّي الثناء من الرئيس الأميركي أوباما، وتحضيره لعدد من مشاريع البحوث والتطوير، ودخوله شركته مؤخراً إلى السعودية والكويت، يمكن القول إنّ "كارديو دياجنوستيكس" تمهّد طريقاً تصاعدياً نحو نجاحها.

جهاز "لايف سنس" من "كارديو دياجنوستيكس" لتتبع عدم انتظام ضربات القلب (إلى اليسار) (الصورة من "كارديو دياجنوستيكس")
مستقبل التطبيب عن بعد
لكي تنمو الرعاية الصحية عن بُعد في المنطقة، يجب أن يتوافر عددٌ من العوامل، ومنها:
بنية تحتية تنظيمية رشيقة ومتقدمة. يشرح راجي خوري، مؤسّس منّصة الرعاية الصحية عن بُعد، "إشراق" Eshraq، أنّ "الأنظمة الطبية في هذا الجزء من العالم ما زالت في تطوّر مستمر، وما زالت الأنظمة المتعلّقة بالتطبيب عن بُعد مجالاً مجهولاً".
الاستثمار في الممارسات والتقنيات القائمة على النتائج بدلاً من بناء المستشفيات الباهظة. أعاد دي فرانشيسكا التأكيد على رأيه الذي يعرب عنه منذ وقتٍ طويل، وهو أنّ "الرعاية الطبية تحتاج إلى الابتكار وليس إلى الإبداعات الهندسية". وأضاف أنّ "إعداد نظام رعاية صحية راقٍ يعتمد على تسخير تقنياتٍ تأخذ كلّاً من الأطبّاء والمرضى في الحسبان".
سياساتٌ وممارساتٌ لتحفيز بيئةٍ حاضنة غنية للابتكارات الطبية. يقول نوستا إنّ "التطبيب عن بُعد ما زال مجالاً جديداً في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك تُعدّ هذه الأخيرة في موقفٍ ممتاز يخوّلها التعلّم من أخطاء البيئات الحاضنة الناضجة للرعاية الصحية. ويمكن هنا لمنصّةٍ تعاونيةٍ وطنية أو حتى إقليمية، تتضمّن أطباء وطلاب وباحثين ومستثمرين في الرعاية الصحّية، أن تمهّد الطريق التي سيسلكها هذا المجال في المستقبل".
المزيد من المستثمرين الذين يفهمون جيّداً الاستثمار المؤثّر اجتماعياً والقوى التي تؤثر في الشركات الناشئة المعنية بالرعاية الصحية. يتأسّف كلٌّ من خيري وعبدالملك على ضعف إقبال المستثمرين بشكلٍ عام على الاستثمار في الشركات الناشئة المعنية بالرعاية الصحية في المنطقة. ""من بين المستثمِرين المحليين في شركتنا لدينا ‘وومينا‘ WOMENA. في حين أنّ المنطقة تضمّ بعض المستثمرين المتبصّرين والرائدين، يبدو أنّ معظم مستثمري المنطقة يميلون إلى اختيار الشركات الناشئة المعنية بتوصيل الطعام والبيع بالتجزئة والموضة، بدلاً من شركات الرعاية الصحّية الوليدة التي تسعى إلى إنقاذ الأرواح". 
--

تعمل ناتاشا كخبيرة استراتيجية وكاتبة تستقرّ حالياً في دبي، وهي شغوفة بالابتكار في الأسواق الناشئة، خصوصاً ما يتعلّق بريادة الأعمال والحلول المستدامة والقطاعات ذات الأثر الاجتماعيّ والطعام والصحّة. يمكنكم التواصل معها عبر "تويتر" على @imnatashadsouza وعبر صفحتها على"لينكدإن".

بوب دبّاس امتلك أحلاماً في واشنطن فحقّقها في لبنان [صوتيات]

$
0
0
بالرغم من إصرار والده المهندس على تعلّم الهندسة، لم يرِد بوب دبّاس إلّا أن يكون رائد أعمالٍ منذ شبابه. فكيف انطلق دبّاس في مسيرته الريادية من الولايات المتّحدة الأميركية ليحطّ رحاله في بلده الأمّ لبنان؟
بعدما عاش نحو 30 عاماً في واشنطن، ودرس في جامعة جورج تاون، عاد دبّاس إلى لبنان في فترةٍ امتدّت من عام 1994 حتّى عام 2000 حيث علّم في التسويق في الجامعة، ثمّ عاد منذ عام 2010 ليعلّم التسويق والتسويق الإلكتروني. وبالإضافة إلى كونه رائد أعمالٍ متسلسل، يدير دبّاس حالياً شركتَين ناشئتَين أسّسهما بنفسه، هما "كراود تي"  CrowdTو"ستارت أبس.كو" Start-Ups.co.
في مقابلةٍ مع "أنتربرينرجي" Entreprenegy، يلفت دبّاس الذي يقتدي بمقولة والت ديزني "إذا استطعتَ أن تحلم بأمرٍ ما، فيمكنك تحقيقه"، إلى أنّ أكثر قرارٍ أثّر في حياته وغيّر مجراها كان قرار العودة إلى لبنان، "الذي كان من أصعب القرارات". لقد عاد إلى بلده بعد مرض والده، كما أراد أن يقدّم شيئاً لوطنه بالرغم من أنّه كان يريد إنشاء شركة استثمارٍ مُخاطِر وأحلاماً في واشنطن. ويقول: "عدتُ إلى هذا البلد الصغير حيث تختلف الخبرات والأحلام، وتكثر المشاكل مثل الإنترنت والكهرباء."

"لم تكن عودتي إلى لبنان سهلةً، لكنّني عدتُ وعملتُ وأنشأتٌ شركتي."

"كراود تي" هي منصّةٌ تشاركية، حيث يضع المصمّمون من جمعيات أو شركات ناشئة أو أيّ أحد، تصاميَمهم الخاصّة بالقمصان عليها. وبعد ذلك إذا أراد هذا العميل بيع 50 قميصاً خلال 3 أيام مثلاً، يقوم بتوزيع التصميم على المستخدِمين على مواقع التواصل، "وعندما يحصل على الموافقة المسبَقة على الشراء يخبرنا بذلك لكي نبدأ بالتصنيع"، كما يقول دبّاس.
"ومن ثمّ نُرسل القمصان إلى منازل المشترين، ثم نزوّد العميل بالبيانات والعناوين والأموال."
وعن هذه الفكرة التي أودَت بالرياديّ اللبناني إلى إنشاء هذه المنصّة، يقول إنّها جاءت بعد عمله لأعوامٍ في أعمال القمصان، مضيفاً أنّه "وفيما كنتُ أحضُر جلسةً عن كيفية تصميم القمصان، لمعَت فكرةٌ في رأسي بأن أتيح للمصمّمين منصّةً يضعوا تصاميمهم عليها. وبعد ذلك، صمّمتُ المنصّة مع الفريق خلال 8 أشهر تقريباً."

"ابتكر تصاميمك الخاصة، شاركها مع الآخرين، وحقّق الأرباح"، على منصّة "كراود تي".
يقرّ دبّاس بأنّه يوجد شركةٌ تقوم بمثل هذا الأمر، ولكنّه يعود ويُشير إلى أنّ شركته تقدّم ميزةً تنافسيةً وهي البيانات الخاصّة بالعناوين والجهات الاتّصال، بالإضافة إلى ميزةٍ أخرى جديدة.
أمّا شركته الأخرى "ستارت أبس.كو"، فهي تُجري مقابلاتٍ مع شركاتٍ ناشئة عبر البريد الإلكتروني، وثمّ تنشرها على موقعها وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بها لتحقّق الانتشار المطلوب. وكونه خبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، يقول إنّ "على كلّ واحدٍ أن يعرف ما هي المنصّة الأنسب لشركته."
في هذه المقابلة، لا يخجل دبّاس بالفشل الذي مرّ به، إذ يقول: "افتخر بالفشل، وهذه مشكلةٌ في العالم العربي حيث يخفي رجال الأعمال أنّهم فشلوا، ولكن في الولايات المتّحدة يفتخرون بالفشل ويقيمون له مؤتمرات للتعلّم من أخطاء بعضهم البعض." وعن تجربته الشخصية، يشير دبّاس إلى أنّه أطلق شركةً منذ 15 عاماً تقريباً تقوم على تقديم اتّصالاتٍ مجّانيةً بحيث تولّد الشركة أرباحها من خلال وضع إعلاناتٍ مدفوعةٍ في أكشاك الهواتف.
ولكن..
بعد أشهر على إطلاق هذه الشركة، راحت الهواتف النقّالة تنتشر وبأسعارٍ زهيدة. "لقد سبقَتني التكنولوجيا وسبقَت خططنا،" يقول دبّاس لافتاً إلى أنّه "لو قمتُ بتطبيق هذه الفكرة قبل عامٍ كانت ستنجح." وبالتالي، كدرسٍ من هذه التجربة، يؤكّد الرياديّ اللبنانيّ على أهمّية اختيار التوقيت المناسب.
وعن بداية مسيرته الريادية، يقول دبّاس إنّ شيئاً لم يمنعه من أن يكون رائد أعمال، حتّى والده الذي أراده أن يصبح مهندساً مثله: "لم أرِد ذلك [...] أردتُ دخول عالم الأعمال." ولا ينسى رائد الأعمال المتسلسل أن يشير إلى قصص نجاحٍ عالميةٍ من المنطقة، فيذكر كلّاً من سميح طوقان ["مكتوب" Maktoob]، وفادي غندور ["أرامكس" Aramex]، وسواهما ممَّن يشكّلون قدوةً للشباب العربي وحتّى في جميع أنحاء العالم.
في هذه المقابلة "المليئة بالطاقة"، يخبرنا دبّاس بأفضل نصيحةٍ تلقّاها خلال مسيرته، وهي "اطلب المال عندما لا تحتاجُه"، لأنّك "عندما تسأل المال وأنت بحاجةٍ إليه سوف يستغلّك الناس".
ويحدّثنا أيضاً عن عاداته الناجحة التي تتمثّل في إتمام الواجبات قبل أوانها، والعمل على تحسين إيصال الرسالة إلى الآخرين، وأهمّية تفويض الصلاحيات للموظّف ولكن في إطار المسؤولية والرقابة، وأيضاً أهمّية التحليل لمعرفة مكمَن الخطأ.
أمّا بالنسبة إلى الموارد الإلكترونية التي يُكثِر من استعمالها والاعتماد عليها، فيُشير إلى تطبيق "واتساب" Whatsapp لإنشاء المجموعات والتواصل السريع، وأيضاً إلى منصّات التواصل الاجتماعيّ الأخرى مثل "سكايب" Skype و"فايسبوك" Facebook و"تويتر" Twitter حيث يتمركز أكثر عمل شركاته، كما يؤكّد على أهمّية "إنستجرام" Instagram الذي ينمو حديثاً بسرعة. وبخصوص الكتاب الذي ينصحنا بقراءته، فهو "جريبلا ماركيتنج" Guerilla Marketing لكاتبه كونراد ليفنسون.
استمع إلى المقابلة من هنا:
--
عبد الغني قطايا، منتِج المحتوى الرقمي العربي لدى "ومضة". يمكنك التواصل معه على بريده الإلكتروني abed.kataya [at] wamda.com أو عبر "تويتر" @kataya_abd.

نورس عارف: المصنّع التكنولوجيّ الأوّل في العراق‎‎

$
0
0
تعلّم نورس عارف بنفسه القولبة الرقمية ثلاثية الأبعاد digital 3D modeling من كتيّب منسوخ قبل أن يمتلك حاسوباً بأعوام. وأسّس مساحة التصنيع الأولى والوحيدة في البصرة، في ممرّ السيارات المودي إلى منزل عائلته، بحيث لفت أنظار منظّمي مسابقة" معهد ماساتشوستس للتقنية" (MIT) لأفضل الأعمال الناشئة في العالم العربي هذا العام، إلى درجة أنّهم سمحوا له بالاشتراك في المسابقة عن بعد.
بالمختصر المفيد، عارف شابٌ ملفت: فهو "المصنِّع" الأكثر تأثيراً في العراق، وأحد أكبر داعمي البيئة الحاضنة الريادية.

نورس عارف. (الصورة لبلال غالب)
كان من السهل جداً سماعه يخبر قصّة مسيرته، بدءاً من الحصول على شهادةٍ في الصيدلة في أواخر تسعينيات القرن الماضي، مروراً باختراع قفّازات لاقطة للحركة، وصولاً إلى الطموح للمنافسة في حرب روبوتات "ميجابوت" MegaBot.
غير أنّ قصته تشكل أيضاً عرضاً لما يواجهه روّاد الأعمال العراقيون من قيودٍ على السفر، وتمويلٍ شبه منعدم، وافتقارٍ إلى أماكن آمنة للّقاء وتحويل الأحلام إلى حقيقة.
من الطب إلى "آي ميميك"

يقول بلال غالب، الشريك المؤسّس لمبادرة "مساحة التصنيع والريادة العالمية" GEMSI: "هو أشبه بقوة عظيمة في البصرة... فلديه صِلات كثيرة جداً". 

ولإخبار قصّته بالتفصيل، من الأفضل البدء من النهاية مع شركة عارف الناشئة "آي ميميك" i-mimic. فهذه الأخيرة عبارة عن بدلة لاقطة للحركة ثلاثية الأبعاد، تستخدِم برنامج التصميم "ثري دي ستوديو ماكس" 3D Studio Max لبناء رسوم متحركة رقمية، ويمكن استخدامها – نظرياً حتى الآن – للتحكّم بروبوتات ضخمة.
"آي ميميك" مشروع عارف الرئيسي، وهو ما يريد أن يُمضي المزيد من وقته عليه في المستقبل، هذا إذا تمكن من إبعاد نفسه عن مهام الإدارة اليومية التي تتحتّم عليه في مساحة "مايكر سبايس" في البصرة، وعن قبول طلبات المشاركة في فعاليات دولية.
يقول عارف إنّه يمكن استكمال البدلة بأكملها في غضون 6 إلى 12 شهراً، وأنّ الفكرة انتابته في عام 2010، غير أنّ مسيرة وصوله إليها بدأت قبل سنوات كثيرة.
بحلول أواخر التسعينيات، حاز على شهادته في الصيدلة، لكنّه أبعد نفسه عن مسيرة مهنية في مجال البحوث الطبية واستمرّ بمحاولة العمل فيما بدأ وقع العقوبات الدولية المفروضة على العراق يزداد. ويقول: "كنتُ أفكّر في تصميمَين لكلّ شيء: تصميم معدّل، وتصميم بالمواد التي يمكنني الحصول عليها. ففي ذلك الوقت خصيصاً، حتى الحكومة لم تكن قادرةً على إيجاد المواد اللازمة للتصنيع ولأمور أخرى كثيرة".
كانت المكونات التي ارتكزت عليها "آي ميميك" (وكذلك رحلة عارف ليصبح مصنّعاً متكاملاً)، هي برنامج كمبيوتر غير شرعيّ، ونسخة كتيّب بالأبيض والأسود حول هذا "البرنامج الجديد الذي يقوم بالأشياء بواسطة فأرة": وهو برنامج التصميم الرقمي "ثري دي ستوديو ماكس". 

بعد أن أثار هذا البرنامج ذهول عارف، أمضى السنوات العشر التالية في درس الطريقة التي يعمل بها، وخمس سنوات أخرى يستخدمه ليطوّر "آي ميميك". ولكنّ تطبيق معرفته تلك بطريقةٍ عملية لم يكن بالأمر السهل في السنوات القليلة الأولى، إذ لم يشترِ حاسوبه الأول سوى في العام 2004.
ويقول عارف إنّ الصور المتحركة "عملية مؤلمة"، فهي تستغرق ساعات وقد تعود بنتائج غير واقعية بتاتاً، حيث أنّ التحرّكات البشرية سلسة ومتداخلة للغاية، ولكنّه وجد وظيفة في "ثري دي ستوديو ماكس" تساعده في عمله تُدعى "الواجهة الرقمية للآلات الموسيقية" MIDI.
من خلال هذه الخاصّية، يتمّ وصل وحدة تحكّم تشبه البدلة في منفذ "يو أس بي" USB، فيتمّ التقاط حركات الجسم بواسطة أجهزة الاستشعار وتحويلها إلى بيانات MIDI. ثمّ يستخدم عارف خالط صوت sound mixer لجعل الشخصيات ثلاثية الأبعاد تتحرّك، كما ولو كانت أمام كاميرا. ومن أحدث التعديلات التي أضافها، كانت دمج "أردوينو" Arduino (وهو لوحة إلكترونية عليها دارات كهربائية مفتوحة المصدر قابلة للبرمجة ورخيصة التكلفة) لتحدّد بيانات الموقع في الوقت الحقيقي من دون استخدام النظام العالمي لتحديد المواقع GPS.

"آي ميميك" كما يعرّف عارف عنها.
ما زال "آي ميميك" نموذجاً أولياً، فالأموال المتاحة لهذا النوع من المشاريع شحيحة ومساحة التصنيع في البصرة لا تنفك تأخذ المزيد من وقت عارف.
وهذا العام، أدخل عارف "آي ميميك" ضمن الأفكار المعروضة على مسابقة "معهد ماساتشوستس للتقنية"  MITلأفضل الأعمال الناشئة في العالم العربي، والتي انتهت في شهر نيسان/أبريل. نجح في الجولة الأولى التي تقام عبر الإنترنت، إلّا أنّه فشل في الحصول على تأشيرة ٍإلى الكويت التي لا تبعد سوى 40 كيلومتراً عن بيته لحضور الفعاليات النهائية. لكنّ المديرة العامة الإقليمية لـ"منتدى ماساتشوستس للتقنية لريادة الأعمال" MIT EF، كاترينا بولاوت، تقول إنّهم يسمحون من وقت إلى آخر لبعض الفرق بالمشاركة عبر "سكايب" Skype.

وفي حديثٍ مع "ومضة" قالت إنّ عارف "شخص لفت انتباهنا بين سائر مقدمي الطلبات"، مضيفةً أنّه كان المشترك العراقي الأول الذي نجح في الجولة الثانية، "لذا نحن متحمسون جداً".
وعلى الرغم من عدم التمكن من حضور دورات الإرشاد، انتهى الأمر بـ"آي ميميك" بين المتبارين النهائيين العشر (الصورة أعلاه).
يطمح عارف إلى بيع البدلة التي سيخرج بها كأداةٍ لمطوّري الألعاب ليعدّوا الشخصيات، لكنّه يحاول الآن أيضاً توجيه المشروع تجاه أمرٍ أكثر إثارة بعد: ألا وهو التحكم بروبوتات المبارزة الضخمة.
في حين أنّ "ميجابوت" MegaBot هي روبوتات مبارِزة ضخمة يتحكّم بها أشخاصٌ داخل هيكلها، يسعى عارف إلى استخدام "آي ميميك" كصِلة وصل بين دماغ الإنسان وجسم الروبوت، ما يسمح للشخص بالتحكم بتحرّكات الآلة من الخارج ويجعلها أكثر سلاسة في الوقت عينه. 

يريد عارف أن يكون العراق المنافس الثالث في "ميجابوت" لينضمّ إلى اليابان والولايات المتّحدة. (الصورة من "جوجل بلاس")
ولكن، في الوقت الحالي، على هذا المشروع التنافس على وقت عارف مع إدارة المعسكر العلمي "ساينس كامب" Science Camp.
المعسكر العلمي "ساينس كامب"

يقول مرتضى التميمي، مهندس في "فايسبوك" وعضوٌ في "مبادرة مساحة التصنيع والريادة العالمية" إنّ "ما شاهدناه كان أمراً رائعاً. كان مبهراً فعلاً. كان في... عربة مقطورة. أعتقد أنّه كان من المخلّفات العسكرية".

تجدر الإشارة إلى أنّ المعسكر العلمي "ساينس كامب" ولد بجزءٍ منه ليساعد عارف على إنشاء "آي ميميك".
 فبعد أن دخلت الولايات المتحدة العراق في العام 2003، اكتشف عارف عالماً جديداً من المصنّعين خارج بلده. وراح يقرأ عن "أردوينو" والآلات الطابعة ثلاثية الأبعاد وآلات القطع بالليزر والأهم من ذلك كلّه مساحات التصنيع.
لذا، عندما تم إنشاء مساحة العمل المشتركة الأولى في العراق، "فكرة سبايس" Fikra Space في بغداد عام 2012، قدّم عارف دعمه لها وتعلّم منها. كان يعلم أنّه سيحتاج إلى الأدوات والمساعدة لبناء نموذجه الأوّلي، لذا دعا "سبعة إلى عشرة" من أصدقائه للمساعدة. وبحلول شهر آب/أغسطس من العام الماضي، كانوا قد أنشؤوا المعسكر العلمي "ساينس كامب" لعشّاق الأجهزة في البصرة. 

تأهيل المعسكر العلمي "ساينس كامب". (الصور لأندرا يعقوب)
العربتان المقطورتان مركونتان في ممر سيارات منزل عائلة عارف، بحيث أنّ الأولى بمثابة صفّ دراسي والثانية مملوءة بالأدوات، بما فيها أجهزة إلكترونية مستوردة من الخارج وآلة طابعة ثلاثية الأبعاد. كما أنّ هناك ذراع روبوتية لاسلكية، هي مشروع أطروحة تعدها طالبتان شابتان.
ويقول بلال غالب الذي ولد في بغداد ويقيم حالياً في سان فرانسيسكو: "لقد أنشأ هاتين المقطورتين من لا شيء"، مع العلم أنّ غالب من مناصري مساحة "مايكر سبايس" وهو من جلب مفهوم "فكرة سبايس" إلى العراق.  ويضيف "أنّهما أشبه بمقطورات عسكرية أميركية قديمة من الحقبة التي كان فيها الجيش الأميركي منتشراً في العراق. لذا عندما قصدتُ المعسكر العلمي ‘ساينس كامب‘ كان يضمّ ملصقات ضخمة كتب عليها ‘الحرية ليست مجانية‘، وأموراً من هذا القبيل".
الأهمّ من ذلك أنّ المعسكر العلمي "ساينس كامب" يشكّل فسحةً آمنة وسط الاضطرابات التي تجتاح البصرة.
يروي مرتضى التميمي، مناصر مساحات التصنيع المقيم في سياتل، أنّه زار المعسكر العلمي "ساينس كامب" العام الماضي ورأى شابّتَين يافعتَين تناقشان مشروعَيهما القائمَين على "أردوينو". ويقول: "رأيت فتاتين ضمن مجموعةٍ من 7 إلى 10 شبان، وكانت ثقتهما بنفسهما وارتياحهما هناك ملهمين. كان من المفلت فعلاً رؤية ذلك".
ويضيف التميمي أنّ البصرة أكثر تحفظاً من بغداد، ولذلك فإنّ رؤية فتيات في المعسكر يخرقون العادات السائدة عبر تمضية الوقت مع الرجال وقضاء "الوقت في معسكر علمي"، يبيّن كم جعل عارف وشركاؤه هذا المكان آمناً ومقبولاً اجتماعياً.

السير عكس تيارات كثيرة
يعتبر عارف المعسكر العلمي "ساينس كامب" والتكنولوجيا طريقةً لتعريف شباب العراق المنهار إلى أفكار عالمية، لأنّ الاعتقاد بأنّ ريادة الأعمال أو التصنيع أمر سهل في العراق خطأٌ ذريع.
فدرجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، والتي تبلغ 50 درجةً مئويةً، وانقطاع الكهرباء المتواصل، جعلا من استخدام الآلات التي يتمّ التحكم بها عبر الحاسوب غير صالحة للاستخدام تقريباً، وجعلا أيضاً من صنع النماذج الأوّلية شبه مستحيل. لقد فشل عارف مراراً وتكراراً في الحصول على تأشيرات، إذ لم تكن الكويت الحالة الوحيدة، وهذا يعني أنّه لا ينفكّ يتغيّب عن تدريبات وفعاليات في أوروبا والشرق الأوسط.
ولكنّ التمويل والأمن هما الأمران الأهمّ هنا، إذ يقول عارف إنّ انعدام التمويل هو ما يؤخّر إكمال النموذج الأوّلي لـ"آي ميميك": فالمعدّات الملائمة باهظة. وبما أنّ الاستثمارات المخاطرة والتأسيسية شبه مجهولةٍ في العراق، تمّ تمويل المعسكر العلمي "ساينس كامب" من جيوب الشركاء المؤسّسين ومن حملة تمويل جماعيّ على "ذومال" Zoomaal.
لم تتمكّن معظم المشاريع الريادية العراقية تخطّي عتبة مبلغ الحد الأدنى في حملاتها، إلاّ أنّ حملة التمويل الجماعي الأخيرة لـ"آي ميميك"، بالاشتراك مع "فكرة سبايس"، نجحت في جمع 25211 دولاراً لشراء معدات جديدة.

الجهود المشتركة لكلٍّ من "فكرة" و"ساينس كامب" جعلت المشروع يحل على مساهمات وصلت إلى 252%. (الصورة من "ذومال")
بدورهم، قال العراقيون الذين تكلّمت "ومضة" إليهم إنّ المشاكل الأمنية تشكّل جانباً أساسياً من جوانب حياتهم، وإنّهم يعتبرونها أقل أهمية من التمويل. إلاّ أنّ جايسن تشن وكيفن ويلر من شركة الاستشارات القائمة في واشنطن "ذي كايزن كومباني" The Kaizen Company، يقولان إنّ التحدّيات التي تواجهها كلّ الشركات الريادية في العراق تبدأ بمشكلة الأمن.
فالأمن يؤثّر في قدرة الناس على اللقاء وحضور الفعاليات، ويخفّض من كمية التمويل التي يخصّصها المستثمرون الأجانب للبلاد، ويجعل الشركات الناشئة التقنية المحفوفة بالمخاطر أقل جاذبية للمموّلين المحليين.
أما على حد قول صالح زين، الشريك المؤسّس لـ"فكرة سبايس": فـإنّ "ريادة الأعمال هنا رائعة. أنت أوّل من يخوض هذا المضمار وليس لديك أيّ منافسة. أن تمرّ في التحدّيات التي تجعلك مبدعاً. ولكن من جهة أخرى، ما من أمنٍ هنا، إذ يمكن أن تُقتل في أي لحظة".
أمّا عارف، فهو يبدو أقلّ مبالاة بشأن المخاوف الأمنية، ويقول إنّ "البصرة مثل كردستان. يسودها الأمن. فالميليشيات انتقائية وفئوية". ويتدبر الرياديّ العراقيّ أمر التهديدات المحتملة من خلال إقامة "العلاقات الذكية والجيدة"، ويحرص على أن يكون حيادياً وعلى علاقةٍ جيدة مع الجميع.
عارف منهمك جداً في هذه الأيام، فهو يساعد أيضاً على حشد التأييد لسنّ قانونٍ من شأنه أن يعترف بمساحات التصنيع في العراق ككياناتٍ قانونية، كما أنّ ارتفاع مكانته الدولية بشكلٍ سريع يعني زيادةً في الطلب على حضوره إلى فعاليات التصنيع في أوروبا وأميركيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا شكّ أنّ منطقتنا سوف تسمع عنه الكثير في المستقبل.
-- 

رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على "تويتر" على @rwilliamson_.

ما هي أبرز العقبات التي تواجه الصانعين في مصر؟ [ومضة تيفي]

$
0
0

يتضمّن مجال الشركات الناشئة في مصر عدداً كبيراً من الصانعين: روّاد أعمالٍ مثل المدير التنفيذي لـ"إنتجريت" Integreight، عمر صالح؛ أو الشريك المؤسِّس لـ"فاب لاب" FabLab مصر، محمود الصفتي الذي يبني أو يدعم تطوير المنتَجات الملموسة التي تعتمد على التكنولوجيا.
ولكن، يواجه هؤلاء الصنّاع تحدّياتٍ لا يواجهها مطوّرو التطبيقات والبرمجيّات. خلال افتتاح معرض "ميني ميكرز" Mini Makers Fair، قامت "ومضة" بسؤال بعض الروّاد حول أكبر العقبات التي تقف في وجه أعمالهم وفي وجه القطاع بشكلٍ عام، كما وعن خططهم وخطواتهم لتخطّيها.
--
رايتشل ويليامسون تعمل كمحرّرةٍ وكاتبة في "ومضة". تغطّي مواضيع تتعلق بالريادة في الشرق الأوسط والطاقة ومسائل خاصة بالتنمية. تابعوها على "تويتر" على @rwilliamson_.
Viewing all 3908 articles
Browse latest View live